عمرها 300 عام.. حكاية أغرب مقابر بقرية بني حسين بمركز أسيوط
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
قامت بوابة الفجر الإخبارية اليوم الثلاثاء برصد حكاية أغرب مقابر بقرية بنى حسين بمركز أسيوط وقامت بوابة الفجر بجولة تفقدية داخل المقابر وتعد مقابر قرية بني حسين بمركز أسيوط بمحافظة أسيوط من أغرب المقابر فى مصر حيث يعود عمرها حوالى ٣٠٠ عام وتم بناؤها سبعة أدوار وتحتوى جثامين الموتى من قرية بنى حسين وسبع قرى تابعين لمركز أسيوط
والجدير بالذكر أن مقابر بنى حسين بمركز أسيوط تم بناؤها على سبعة أدوار لعدم وجود مكان لدفن الموتى بالقرية والقرى المجاورة
وقال الحاج دردير أحد أهالى قرية بني حسين بمركز أسيوط لبوابة الفجر الإخبارية أن مقابر قرية بنى حسين بمركز أسيوط تعد من أغرب المقابر فى مصر وتم بناؤها سبعة أدوار مضيفًا إنه مع زيادة المواطنين والسكان بالقرية والقرى المجاورة قام الأهالى ببناء المقابر سبعة أدوار
وناشد دردير محافظ أسيوط ورئيس مركز ومدينة أسيوط بتوفير مكان آخر لدفن الموتى بالقرية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسيوط مقابر بنى حسین
إقرأ أيضاً:
رسالة من قلب الخرطوم… حكاية الصامدين في زمن الحرب
قبل أيام، أرسلت رسالة لصديق قديم أعرف أنه ما زال في الخرطوم، لم يغادرها منذ اندلاع الحرب. كنت قلقًا عليه كأخ، وسألته عن حال الأمن، عن الماء والكهرباء، وعن “كيف الحياة ماشية؟”. جاءني رده مختصرًا، لكنه كان كفيلًا بأن يحرّكني من الداخل:
“الأمن ولله الحمد تمام شديد. الموية بنشتريها يوم بعد يوم. الكهرباء عندنا طاقة شمسية. ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.”
توقفت طويلًا عند هذه الكلمات. لم تكن مجرد رد سريع على سؤال عابر، بل كانت شهادة حيّة من قلب الخرطوم. شهادة إنسان يعيش التفاصيل، ويختبر الصبر كل يوم، لكنه ما زال واقفًا.
“الأمن تمام شديد” — هكذا ببساطة. لكن خلف هذه الكلمات عالم كامل من المعاناة والانتصار. الخرطوم، التي يحسبها البعض قد أصبحت أطلالًا، ما زالت فيها أحياء تنام وتصحو، تُقيم الصلوات، وتوزع الابتسامات. في وقتٍ سادت فيه الشائعات واشتدت فيه الحملات النفسية، تأتي هذه العبارة كضوء في نفق مظلم، تؤكد أن هناك مناطق آمنة، وأن الحياة، على قسوتها، ما زالت آمنة وممكنة.
“المويه بنشتريها يوم بعد يوم” — يقوله دون تذمر. لا شكاية ولا تململ. فقط وصف واقعي. لكنها أيضًا تعني أن الناس هناك ما زالوا قادرين على تنظيم يومهم، والتعامل مع النقص بإصرار. أما “الكهرباء عندنا طاقة شمسية”، فهي دليل على أن العقل السوداني لا يستسلم، بل يبحث عن البدائل، ويصنع من الشدة فرصة. الطاقة الشمسية هنا ليست رفاهية، بل أداة للبقاء، ووسيلة لحفظ كرامة العيش.
ثم تأتي الجملة التي اختزلت كل شيء، كل الحرب، كل المعاناة، كل السياسة: “ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.” كأن صديقي يقول لي: قد نفقد كل شيء… الماء، الكهرباء، الراحة… لكن طالما لا نسمع وقع أقدام الجنجويد في حينا، فنحن بخير. هذه ليست مجرد جملة، إنها ميزان يقيس الناس به حياتهم اليوم. لا يبحثون عن الكمال، بل عن الحد الأدنى من الأمان. وهذه، بحد ذاتها، درس في بسالة الإنسان السوداني.
تظل مثل هذه الرسائل البسيطة، الصادقة، هي البوصلة. هي التي تخبرنا أن الناس بخير… ليس لأن حياتهم مريحة، بل لأنهم لم يفقدوا شجاعتهم ولا إحساسهم بما هو “أهم”. وهل هناك أصدق من إنسان يقول: “ما دام مافي جنجويد… فدي أكبر نعمة”؟ نعم، ما زالت الخرطوم بخير، لأن فيها من يشبه صديقي هذا. وهل هناك أصدق من شهادة من لم يترك أرضه؟
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ أبريل ٢٠٢٥م