60 مليون دولار جوائز “كأس العالم للرياضات الإلكترونية”
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
البلاد- الرياض أأعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية “EWCF” Esports World Cup Foundation، عن قيمة مجموع الجوائز المالية المقدمة خلال النسخة الأولى من “كأس العالم للرياضات الإلكترونية” والمُقامة بمدينة الرياض. حيث سيتم تقديم 60 مليون دولار، وهو ما يُعد الجائزة الأكبر في تاريخ قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية والتي كانت في السابق لموسم الجيمرز: أرض الأبطال بمجموع جوائز بلغ 45 مليون دولار.
ويعكس مجموع الجوائز حجم الحدث العالمي الذي يستمر لمدة 8 أسابيع ويضم 20 منافسة يشارك فيها نخبة اللاعبين والفرق على مستوى العالم. كما تُمثّل الجوائز خطوة مهمة في سعي مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية لتطوير وتنمية القطاع دوليًا في ظل تقديم خيارات مستدامة للمسارات العملية للاعبين والمنظمات متعددة الفرق. بالإضافة إلى دعم المؤسسة في كونها منصة جاذبة لأفضل المواهب والفرق والمنظمات، وذلك للاحتفاء بالتميز في الرياضات الإلكترونية وبجماهيرية القطاع. وتعليقًا على هذا الإعلان، قال رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بطولة العالم للرياضات الإلكترونية: “تحقيق الرقم القياسي لأكبر جائزة في تاريخ الألعاب والرياضات الإلكترونية هو أمر رائع، ولكن الأمر الذي يدعو للفخر هو الرسالة الإيجابية التي ينقلها لمجتمع القطاع. مجموع الجوائز هو شهادة على استثمارنا في مستقبل الرياضات الإلكترونية، ودليل على التزامنا تجاه عشاقها ومحبيها، واستمرارًا لمهمتنا المتمثلة في خلق فرص تنافسية هادفة بمجموع جوائز من شأنه تغيير حياة اللاعبين”. ومن خلال نظام تنافسي مبتكر عبر أشهر الألعاب، ستمنح “بطولة الأندية” 20 مليون دولار لأفضل 16 ناديًا بناءً على أدائها الإجمالي. حيث يختار كل نادٍ الألعاب التي يريد المنافسة فيها. وفي ختام الحدث، سيتم تتويج النادي صاحب الأداء الأفضل في بطولات الألعاب المختلفة بأول كأس عالم للرياضات الإلكترونية للأندية. وسيتم تقسيم مجموع الجوائز المتبقية إلى ثلاث فئات إضافية هي: “الحدث الرئيسي، مكافآت اللاعبين، التصفيات التأهيلية”. وسيكون لكل بطولة من بطولات الأحداث الرئيسية البالغ عددها “20 منافسة” جوائزها الخاصة بإجمالي يتجاوز 33 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، سيتم منح مكافأة لأفضل لاعب في كل منافسة بقيمة 50,000 دولار. وقبل انطلاق الأحداث الرئيسية، سيتم تقديم أكثر من 7 ملايين دولار تتنافس عليها الفرق لحجز مقعدها عبر بطولات التصفيات المؤهلة والتي يديرها الناشرون الشركاء ومجموعة ESL FACEIT. وتقام منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية في مجموعة متنوعة من أشهر الألعاب على مستوى العالم وهي: أبيكس ليجندز، كاونتر سترايك 2، دوتا 2، EA Sports FC 24، فورتنايت، فري فاير، أونر أوف كينغز، ليج أوف ليجندز، موبايل ليجندز بانغ بانغ، أوفر واتش 2، ببجي باتل جراوند، بجي موبايل، توم كلانسي رينبو 6 سيج، رينسبورت، روكيت ليج، ستار كرافت 2، ستريت فايتر 6، تيم فايت تاكتيكس، تيكن 8.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: 60 مليون الرياض كأس العالم للرياضات الإلكترونية کأس العالم للریاضات الإلکترونیة ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
“نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي
” #نظام_التفاهة “: قراءة في #ملامح #الانحدار_الثقافي والسياسي
د #امل_نصير
يتناول كتاب “نظام التفاهة” للمفكر الكندي(آلان دونو) بنية المجتمعات الحديثة، وآليات عملها في ظل سيطرة منظومة التافهين على مفاصل الحياة السياسية، والثقافية، وهو عمل فكري جريء، مثير للجدل .
صدر الكتاب أول مرة باللغة الفرنسية عام 2015، وترجم إلى العربية، ليحظى بانتشار واسع في العالم العربي، اذ أثار كثيرا من النقاشات حول مفهوم التفاهة، وأثره على المجتمعات.
يرى مؤلف الكتاب أن النظام الاجتماعي والاقتصادي الحالي في العالم يشجع التفاهة، ويمنحها الأفضلية، حيث يتم تصعيد الأشخاص الأقل كفاءة، والأقل التزامًا بالقيم الأخلاقية والمهنية إلى مواقع السلطة والتأثير، فتصبح الجودة والاستحقاق في هذا النظام أمورًا ثانوية، بينما يتم تهميش الأفراد الذين يسعون لتحقيق الإبداع والجودة.
يشير المؤلف إلى أن النظام الرأسمالي الحديث يُكرّس “التفاهة” عبر آليات عدة، منها تهميش القيم الفكرية العميقة، وتقليص دور المثقفين والمبدعين الحقيقيين، وتحويل النجاح إلى مسألة تتعلق بالاتساق مع المعايير التجارية والاستهلاكية بدلاً من الإنجاز الحقيقي.
ولعل من اهم ملامح التفاهة كما يقدمها الكتاب سيطرة الرداءة على المجالات المهنية، ففي النظام التافه، لا يتم اختيار الأفراد بناءً على كفاءتهم أو قدرتهم، بل بناءً على قدرتهم على التماهي مع النظام القائم، بغض النظر عن قيمتهم الحقيقية، وتصبح المؤسسات خالية من العمق الفكري والمبادئ، فيسود من يفضلون إرضاء رؤسائهم بدلاً من تحديهم أو تقديم أفكار جديدة.
من ملامح التفاهة ايضا تهميش الثقافة والفكر اذ يوضح دونو أن الأنظمة الحديثة تعزز الإنتاج الثقافي السطحي الموجه للاستهلاك السريع، مع تهميش الإنتاج الثقافي العميق، فتصبح الثقافة مجرد أداة للتسلية بدلاً من أن تكون وسيلة لفهم العالم أو تغييره.
ومن ملامح التفاهة تحول القيم الإنسانية إلى سلع اذ يتم تسليع كل شيء، بما في ذلك القيم والأخلاق، فتصبح المعايير الأخلاقية والتفكير النقدي غير ذات قيمة إذا لم تترجم إلى ربح أو نفوذ.
ومن ملامحها ايضا صعود التافهين، فيقدم (دونو) مفهومًا صارخًا لصعود “التافهين”، وهم الأفراد الذين لا يتمتعون بأي مؤهلات حقيقية، لكنهم يتسلقون السلم الاجتماعي بسبب مهارتهم في مجاراة النظام القائم.
تكمن اهمية الكتاب في تشخيص الواقع المعاصر، فيقدم تشخيصًا دقيقًا للعديد من الظواهر التي نعاني منها اليوم، مثل انخفاض مستوى الحوار العام، وانتشار الأخبار المزيفة، وضعف المؤسسات الديمقراطية.
يعد كتاب نظام التفاهة دعوة للتغيير، فرغم سوداوية الطرح، يحمل الكتاب دعوة ضمنية لإعادة النظر في قيمنا المجتمعية ومؤسساتنا، والعمل على استعادة المبادئ الأساسية التي تجعل المجتمعات أكثر عدالة وكفاءة.
الكتاب مرآة للمجتمعات العربية أيضا اذ وجد صدى واسعًا في العالم العربي، حيث يرى كثيرون أنه يعكس واقعًا مألوفًا في العديد من الدول التي تعاني من تهميش الكفاءات وسيطرة الفساد والمحسوبية.
“لقد أصبحت التفاهة نظامًا عالميًا يستبعد الجودة والكفاءة، ويعلي من شأن الرداءة.
على الرغم من شعبية الكتاب، إلا أنه تعرض للنقد من بعض القراء والمفكرين، فراى هؤلاء أن (دونو ) قدم نظرة متشائمة دون تقديم حلول عملية لتجاوز “نظام التفاهة”. كما أن بعض النقاد رأوا أن الكتاب يفتقر إلى أدلة علمية واضحة تدعم أطروحاته، وانه يعتمد بشكل كبير على أسلوب الإنشاء الفكري.
“نظام التفاهة” ليس مجرد كتاب فكري، بل هو صرخة تحذير من أن النظام العالمي الحالي قد يؤدي إلى انهيار القيم الإنسانية الحقيقية لصالح تفاهة تملأ الفراغ. إنه دعوة لإعادة التفكير في مسار المجتمعات واستعادة المبادئ التي تجعل العالم مكانًا أفضل للعيش.
وأخيرا يبرز السؤال الآتي في ظل الانتشار الواسع للكتاب في العالم العربي: هل يمكن أن نواجه “نظام التفاهة” أم أننا سنظل عالقين فيه؟