اشتباكات بالخرطوم.. الجيش يشترط للعودة إلى مفاوضات جدة وحميدتي يتمسك بتنحي البرهان للتوصل لحل سلمي
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
تواصلت، اليوم السبت، الاشتباكات العنيفة بالخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفي حين تمسك بشروطه للعودة إلى مفاوضات جدة، دعا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) -في أول ظهور له منذ أشهر- إلى تغيير قيادة الجيش السوداني من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.
وأفاد مراسل الجزيرة بقصف متبادل بالأسلحة الثقيلة في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، وبحري، وأم درمان)، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال مصدر عسكري للجزيرة، إن الجيش نفذ ضربات جوية على تجمعات لقوات الدعم السريع، كانت تتمركز في "كلية النهضة"، بحي الصحافة جنوب الخرطوم، وسوق الصحافة، ومحطة سبعة جنوب الخرطوم، مما أدى لمقتل عدد منهم.
كما شهد محيط سلاح المدرعات، التابع للجيش السوداني، في حي "جبرة" جنوب الخرطوم، مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد تمكن الجيش من صد هجوم للدعم السريع كان يهدف للسيطرة على مقر سلاح المدرعات.
شروط الجيشسياسيا، قالت وزارة الخارجية السودانية إن وفد الجيش السوداني إلى مفاوضات جدة سيكون جاهزا للعودة إلى طاولة التفاوض متى ما تمكنت الوساطة السعودية-الأميركية من إزالة العقبات والمعوقات التي حالت دون مواصلة المباحثات.
وأشارت الخارجية السودانية، في بيان، إلى رغبة القوات المسلحة في التوصل لاتفاق عادل بوقف العدائيات يمهد الطريق لمناقشة قضايا ما بعد الحرب، لكن قوات الدعم السريع واصلت انتهاكاتها ولم تلتزم بما وقّعت عليه في جدة.
وأوضحت الوزارة، أن تلك الانتهاكات "تتمثل في احتلال منازل المواطنين والمرافق العامة وتعطيل الخدمات الأساسية والاستمرار في عمليات السلب والنهب والاعتداء على المصارف والمصانع والأسواق ودور العبادة والمقار الدبلوماسية وتخريب الطرق والمطارات ونشر الذعر والفوضى في البلاد".
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات "الدعم السريع" إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
ويتبادل الجيش و"الدعم السريع" اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
ظهور حميدتيوفي وقت سابق، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) -في تسجيل مصور نشرته أمس الجمعة الحسابات الرسمية لقوات الدعم السريع على منصات التواصل الاجتماعي وظهر فيه بين جنوده- إنه في حال تغيير قيادة الجيش يمكن التوصل لاتفاق خلال 72 ساعة.
وأضاف أنه يجري تدمير السودان، ويتعين التوجه نحو السلام، لكنه قال إن ذلك يستدعي أن يسلم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والقادة الآخرون أنفسهم، حسب تعبيره.
كما قال إن قيادة الجيش الحالية تعمل وفق توجيهات من وصفهم بفلول النظام السابق، مشيرا -تحديدا- إلى القياديين السابقين في حزب المؤتمر الوطني المنحل: أحمد هارون وعلي كرتي.
وتابع حميدتي أنه يعتذر لكل السودانيين والسودانيات بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، التي وصفها "باللعينة".
وقال قائد قوات الدعم السريع إن قواته لا تضم في صفوفها منفلتين، وإن "مهمتها تحقيق الديمقراطية للسودانيين".
ولم تذكر قوات الدعم السريع تاريخ أو مكان تسجيل المقطع المصور لقائدها. ويعد هذا ثاني ظهور علني له بين قواته منذ اندلاع الصراع المسلح بينها وبين الجيش السوداني في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
تحركات أميركيةوفي سياق متصل، أعلن السفير الأميركي بالخرطوم جون غودفري، الجمعة، وصوله إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان.
وقال غودفري، في بيان نشرته السفارة الأميركية بالخرطوم، "يسعدني أن أعود إلى السعودية للتشاور مع الشركاء بشأن الجهود المتعلقة بالسودان"، دون مزيد من التفاصيل.
وأضافت السفارة الأميركية أن على أطراف الصراع ضمان تسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
كما حثت السفارة الأميركية الجيش السوداني والدعم السريع على ضمان احترام قواتهما حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وفي وقت سابق، أشاد السفير الأميركي بالسودان بمصادقة 75 منظمة مجتمع مدني في السودان على إعلان مبادئ يستهدف إنهاء الحرب في السودان وتحقيق التحول الديمقراطي.
وأضاف غودفري -في حسابه على تويتر- أنه بينما يتنافس الفرقاء على التدمير نحتفي بجهود الناشطين المدنيين الذين توحدوا من أجل سودان ينعم بالحرية والسلام.
كارثة مروعةإنسانيا، وصف بيان لبرنامج "الأغذية العالمي" الوضع الإنساني في السودان بالمروّع منذ ما قبل التطورات الأخيرة. ووفق البرنامج، فإن أكثر من ثلث السكان في البلاد يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل الصراع؛ ومن المتوقع أن تدفع الاضطرابات 2.5 مليون شخص آخرين إلى الجوع؛ ما يؤدي إلى تضخم المجموع الإجمالي إلى 19 مليونًا، أو أكثر من 40% من سكان البلاد.
وقال نائب المدير التنفيذي ورئيس العمليات في برنامج "الأغذية العالمي" كارل سكاو إن الوضع في العاصمة السودانية، الخرطوم، وولايات دارفور، يكشف عن "كارثة إنسانية واسعة النطاق"، حيث إن السكان معزولون إلى حد كبير عن المساعدة، وسط انهيار كامل للخدمات.
وحذّر المسؤول الأممي من خطر أزمة إقليمية، داعيا إلى عدم تجاهل ذلك، وإيلاء الاهتمام الواجب للأوضاع الإنسانية في السودان.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، فقد فرّ حتى الآن ما يقرب من 450 ألف شخص من السودان إلى البلدان المجاورة، والعدد يتزايد كل يوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان بین الجیش
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع
أعلن الجيش السوداني، يوم السبت، استعادة مدينة سنجة الرابطة بين ولايتي سنار والنيل الأزرق الحدودية، من قوات الدعم السريع.
ونشر الجيش مقاطع فيديو يقول فيها إنه استعاد السيطرة على مقر قيادته وكامل أجزاء المدينة.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، كانت المنطقة تعتبر ملاذا آمنا للنازحين من الخرطوم والجزيرة في وسط البلاد، لكن منذ أكثر من 7 أشهر تشهد المنطقة عمليات قتالية عنيفة ظلت سجالا بين الطرفين وسط تقارير عن انتهاكات كبيرة ارتكبت في حق المدنيين.
ومنذ اندلاع الاشتباكات فيها في يونيو الماضي شهدت المدينة حركة نزوح كبيرة للسكان في اتجاه الجنوب نحو ولايتي النيل الأزرق والقضارف، حيث تشير تقديرات إلى نزوح أكثر من 80 في المئة من السكان.
وخلال الأشهر الأربع الماضية تعقدت الأوضاع الميدانية أكثر في المنطقة في ظل هشاشة أمنية كبيرة، ما أدى إلى إغلاق معظم الطرق التي استخدمها السكان للخروج من سنجة.
وأثارت المعارك العنيفة في محور ولايتي سنار والنيل الأزرق الواقعتان جنوب شرق البلاد تساؤلات حول أهمية هذا المحور والتبعات السياسية والعسكرية التي قد تترتب على الواقع الجديد الذي أحدثته المعارك الأخيرة.
وتربط المنطقة التي تضم مدنا مثل سنجة وسنار والدمازين بين 4 ولايات حيوية في وسط وغرب السودان، كما تبعد مدينة الدمازين على مسافة 100 كيلومترا من الحدود مع أثيوبيا، كما ترتبط المنطقة بحدود مباشرة مع دولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في العام 2011.
ومن الناحية العسكرية، تشكل المنطقة خط امداد لوجستي مهم لربط القوات الموجودة بوسط البلاد بالحاميات الموجودة هناك.
وتعتبر المنطقة واحدة من أغنى المناطق بالبلاد وتضم مشاريع زراعية وانتاجية شاسعة المساحة، من بينها مشروع السوكي الزراعي، وعدد من المشاريع الكبرى.
وتضم أيضا خزاني الروصيرص وسنار اللذان يسهمان بنحو 52 في المئة من الإمداد الكهربائي في البلاد ويتحكمان في قنوات الري الرئيسية التي يعتمد عليها مشروع الجزيرة وهو أكبر مشروع على مستوى العالم يروى بنظام الري الانسيابي ويقع على مساحة 2.3 مليون فدان.
وتضم المنطقة أيضا محمية الدندر التي تعتبر اكبر محمية طبيعية في أفريقيا وتمتد على مساحة 10 آلاف كيلومتر مربع، وتعتبر المنطقة موطنا لأكبر الغابات في السودان حيث تشكل أكثر من 80 في المئة من مساحات غابات البلاد.