لجريدة عمان:
2025-02-12@04:26:16 GMT

الوحدة التربوية بين الاستراتيجية والتكتيك

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

من خلال عملي لسنوات طويلة في التربية، فقد تعلمت أن الوحدة التربوية هي الأولى من بين كل الوحدات بأن تكون لديها استراتيجية تتضمن كافة أهدافها الإنسانية والتربوية والتعليمية والصحة والسلامة، وذلك لأهمية وحساسية دورها في حياة الأطفال والمتعلمين.

لقد حددت اليونسكو للوحدات التربوية أربعة أبعاد مهمة للتعليم، وهي أن يتعلم الطفل ليكون، ويتعلم ليعرف، ويتعلم ليعمل، ويتعلم ليعيش.

وكذلك حددت اليونسكو في مؤتمر داكار أن رعاية الطالب -وليس فقط تعليمه- هو أحد أهم أهداف التعليم المهمة.

عندما نفقد أرواح الأطفال، مرة اختناقًا في الحافلات المقفلة، ومرة في حوادثها، ومرات في الأودية وهم في طريقهم من وإلى المدرسة، فالوحدة التربوية هنا يتساقط منها بعد التعلم للكينونة، وكذلك يسقط منها هدف رعاية وسلامة المتعلم، ففقد الطفل أو المتعلم هو من أشد خسارات الوطن، فكل شيء يمكن أن تصلحه التربية أو تسترجعه إلا من فقدت روحه.

ومن هنا، يأتي تحدي الاستراتيجية والتكتيك للوحدة التربوية، فالحفاظ على روح الطالب ورعايته هو الهدف الاستراتيجي الأول والأهم والأشد إلحاحًا من بين الأهداف الاستراتيجية للوحدة التربوية، ولا يمكن أن يترك هذا الهدف الاستراتيجي المهم ذو الأولوية القصوى للتكتيكات الفردية وليدة اللحظة والموقف.

نحن في بلد متنوع التضاريس، وحيث تباغتنا العواصف والأودية كمتلازمة لجغرافية ومناخ البلد، فإن وضع الخطة الاستراتيجية للحفاظ على سلامة أرواح الأطفال والطلبة ورعايتهم هو من أولى الأولويات، وأن توفر وتوضح الخطط والعناصر والأدوات الأساسية والاحتياطية والتكتيكات على مستوى المدارس والأفراد العاملين في أقرب وأبعد وأقصى مدرسة، حسب المهددات الجغرافية والمناخية القريبة من المدارس من جبال وشطآن ووديان وغيره، فلا يمكن أن يترك هذا الهدف الاستراتيجي لتخمينات المعلمين وتكتيكاتهم الفردية وليدة اللحظة أو لسائقي الحافلات والمركبات وتوقعاتهم الشخصية وقتها.

الموضوع صعب ومعقد في بدء التخطيط الاستراتيجي لهذا الهدف المهم، لكنه يصبح سهلا مع وضع الخطط والأدوات وعناصر العمل المختلفة، مثل بقية الأهداف الاستراتيجية الأخرى التي تقوم بها الوحدة التربوية كالتدريس، والامتحانات، والتقويم والتقييم، والإشراف، وسلامة المباني والأدوات وغيره.

ربما أكثر ما يؤخذ على الوحدة التربوية لدينا عدم وضع نقل الطلبة الآمن كهدف استراتيجي، فقد شهدنا العديد من الحوادث المؤسفة في الباصات، إلى أن بدأ الاهتمام الجدي والحثيث بعملية النقل المنضبط.

لكن هل أخذت الوحدة التربوية موضوع النقل الآمن من كل خطر، ومنه خطر الأمطار والأودية كهدف استراتيجي يحتاج خطط وعمل وأدوات، أم ترك لاجتهادات الأفراد والعاملين لحظتها، والتي قطعا تكون قاصرة وغير كافية أمام خطورة الأودية والسيول ومباغتاتها غير المتوقعة؟

د. طاهرة اللواتية إعلامية وكاتبة

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

غرفةُ تجارة وصناعة عُمان تُطلق الحلقة التطويرية لتوجهاتها الاستراتيجية

العُمانية/ أطلقت غرفة تجارة وصناعة عُمان بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 اليوم الحلقة التطويرية لتوجهاتها الاستراتيجية في خطوة تعكس التزامها بتعزيز بيئة الأعمال وتحقيق التنمية الاقتصادية المتكاملة.

تأتي الحلقة التطويرية للتوجهات الاستراتيجية للغرفة التي تستمر ثلاثة أيام بمشاركة 20 جهة حكومية وخاصة، في إطار التوجهات الاستراتيجية للغرفة في خدمة القطاع الخاص.

وتركز الحلقة على 3 مرتكزات رئيسة، تتمثل في: تحسين بيئة الأعمال، والشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديًّا، وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي. وتهدف من خلال هذه المرتكزات إلى وضع آليات واضحة لتنفيذ الاستراتيجية التطويرية للغرفة من خلال تقديم مبادرات ومشروعات وفق خطط مدروسة.

ووضح زكريا بن عبد الله السعدي الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة عُمان، أن الغرفة تسعى إلى ترسيخ الاستراتيجيات الوطنية القطاعية والخطط الخمسية للتنمية عبر توجهاتها الاستراتيجية لخدمة القطاع الخاص والمتمثلة في تحسين بيئة الأعمال والشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديًّا وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي. وأضاف في كلمته أن الحلقة التطويرية هي استكمال للنهج التشاركي الذي عملت عليه الغرفة على مدى 120 يومًا، بمشاركة أكثر من 180 موظفًا، سواء في المقر الرئيس أو في فروع الغرفة في كافة المحافظات، والذين كانت لهم بصمة واضحة، من خلال اللقاءات الحضورية والاجتماعات الدورية عبر الاتصال المرئي.

ووضح أن الشراكة الاستراتيجية مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 تمثل مرجعًا لنقل المعرفة وتطبيق أحدث منهجيات العمل، مما يسهم في تطوير أساليبنا المؤسّسية وتعزيز قدرة الغرفة على تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية، مؤكدا على أهمية التعاون الوثيق مع الشركاء من مختلف الجهات ذات العلاقة والمتخصّصين من مختلف القطاعات.

وأشار إلى أنه يتطلع إلى أن تسهم مخرجات الحلقة في صياغة برامج ومبادرات تتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للغرفة وقيام القطاع الخاص بدوره مثل محرك رئيس للنمو الاقتصادي.

حضر انطلاق الحلقة سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة الغرفة وعدد من أصحاب السّعادة وأعضاء مجلس إدارة الغرفة ورؤساء اللجان القطاعية والجهات ذات العلاقة، وبمشاركة نخبة من الخبراء وأصحاب وصاحبات الأعمال والمختصين من مختلف القطاعات الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • جلسة تناقش دور الاستثمارات الاستراتيجية في تغيير المشهد
  • طحنون بن زايد: الإمارات نموذج رائد للحكومات في تسخير التقنيات والأدوات لتلبية متطلبات المستقبل
  • إطلاق برنامج روزنامة لتعزيز كفاءة تنظيم المناشط التربوية
  • جنوب أفريقيا: قرار ترامب بوقف المساعدات يهدد الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن
  • سياسي أنصار الله: الثورة الإسلامية الإيرانية جسدت التغيير الاستراتيجي في المنطقة
  • «الوقائع المصرية» تنشر قرار تعديل المخطط الاستراتيجي لمدينة كفر الشيخ
  • مدير تعليمية نجع حمادي يوجه على تفعيل الإشراف اليومي والأنشطة التربوية
  • الهيئات التربوية في الهرمل تستنكر قصف مدرسة قنافذ وهذا ما طالبت به
  • بدء برنامج تدريبي في هيئة المواصفات حول التحليل الاستراتيجي
  • غرفةُ تجارة وصناعة عُمان تُطلق الحلقة التطويرية لتوجهاتها الاستراتيجية