استبعد خبراء انخراط إسرائيل بحرب سريعة مع إيران، في إطار ردها المتوقع على القصف الإيراني الذي تعرضت له بالمسيَّرات والصواريخ قبل أيام، مع ترجيحات برد إسرائيلي لن يقود إلى حرب شاملة في المنطقة.

وبحسب الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، فإن إسرائيل تريد حربا سريعة وتدفع واشنطن للانخراط فيها، "ولكن المقومات الإستراتيجية لا تسمح لها بدخول هذه الحرب".

وبذلك فإن الرد الإسرائيلي المتوقع -بحسب جبارين- لن يتجاوز ضربة قصيرة المدى زمنيا، أو تأجيله لأجل غير مسمى ولكن بوقع أشد إيلاما مثلما حدث في حرب الخليج الثانية عام 1991.

وأوضح جبارين -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن واشنطن طلبت آنذاك من تل أبيب ألا ترد على بغداد، حيث التزمت بذلك، قبل أن تقدم لاحقا على شن عدة ضربات ضد العراق.

وأشار إلى أن إسرائيل تحاول إيلام طهران بدون إزعاج واشنطن وإشعال المنطقة، مستندا إلى تصريحات عضو مجلس الحرب بيني غانتس الذي قال إن تل أبيب سترد على طهران في الزمان والطريقة المناسبين.

وبين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معني بتصعيد الأزمة في المنطقة، كما أن إسرائيل معنية بترميم الردع، لكنه استدرك بأن الأول خسر في ليلة 14 أبريل/نيسان الجاري فيما حققت "الدولة العميقة في إسرائيل" مكاسب في تواصلها مع الحلف الذي شكلته واشنطن ضد إيران.

ومع ذلك يؤكد جبارين، أن إسرائيل دخلت مرحلة مفصلية في الأشهر الأخيرة، ونجحت في تكوين حلف للدفاع عنها وهو ما منحها أريحية لمدى قصير، في حين تريد إيران وضع ما حدث في سياق حالة استنزاف.

حرب أم رد مشهدي؟

من جانبه، شدد الدكتور زياد ماجد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، على أن هناك تشابها في مواقف إيران وحزب الله وإسرائيل؛ إذ يحافظ كل طرف على قدرة الردع ولكن لا أحد يريد إشعال مواجهة إقليمية.

وأكد ماجد، أن إسرائيل تظهر نية باستعادة زمام المبادرة، وألا يكون لإيران إطلاق النار الأخير، مع استحضاره بالوقت نفسه عدم رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن في تغطية الرد العسكري الإسرائيلي.

وتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي بين ضربة قد تؤدي إلى خسائر كبرى وتوسع نطاق الحرب، أو اقتصاره على "رد مشهدي" أكثر من إيقاع خسائر جسيمة تفضي إلى إطلاق نار واسع.

وخلص أستاذ العلوم السياسية، إلى أن كل طرف "لا يريد القبول بقواعد الاشتباك الجديدة دون رد على ذلك"، مبينا أن الإيرانيين أرسلوا رسالة بقوة نارية دون دفع إسرائيل لمواجهة شاملة، وأضاف أن طهران لا تريد حربا إقليمية لأسباب اقتصادية، وأيضا للمراهنة على مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.

وأضاف "بين التصعيد الكبير وتبادل الرسائل النارية والسياسية يمكن أن تخرج عن السيطرة إذا تسبب طرف بأضرار كبيرة لطرف آخر"، مؤكدا أن هناك خشية كبيرة أن تخرج الأمور عن السيطرة وهو ما يتضح بتحذيرات بايدن لنتنياهو من حسابات خاطئة.

ويعتقد أن نتنياهو معني باستمرار التوتر للتغطية على حرب الإبادة في غزة، كما أنه "يريد الموازنة بين حلفه مع واشنطن- وائتلافه اليميني المتطرف -من خلال ضربة لإيران يستفيد على إثرها من رد إيراني للبقاء بهذه الدوامة، وتوريط الأميركيين، واستنزاف كافة الأطراف".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

واشنطن تقدم صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة

ذكر موقع "أكسيوس" Axios الإخباري، صباح  اليوم السبت، نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس في مسعى لإبرام الاتفاق.

عشرات الشهداء والمصابين في قصف للاحتلال بقطاع غزة نشرة التوك شو.. تدشين حملة لدعم مبادرة السيسي لوقف حرب غزة

وبحسب الموقع، تم العمل على الصياغة الجديدة بالاشتراك مع وسطاء المفاوضات، قطر ومصر، حيث تركز على إحدى بنود الاتفاق المتعلقة بالمفاوضات بين إسرائيل وحماس خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة بهدف تحديد شروط محددة للمرحلة الثانية والتي تشمل التوصل إلى "الهدوء المستدام" في غزة.

وأوضحت المصادر أن حماس تريد خلال المفاوضات مناقشة مسألة تبادل الأسرى فقط، وفي المقابل تخطط إسرائيل لإثارة مسألة نزع السلاح في غزة. ونقل الموقع عن أحد المصادر المطلعة على مسألة سير المفاوضات أن "الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لإيجاد صيغة تسمح بإبرام صفقة". وبدوره أكد مصدر آخر للموقع الإخباري أنه في حال وافقت حماس على الصياغة الجديدة التي اقترحتها الولايات المتحدة، فذلك "سيسمح بإبرام صفقة".

 

وفيما تستمر المأساة الإنسانية في غزة، قال الجيش الإسرائيلي  إنه ينفّذ عمليات بتغطية جوية في شمال غزة أدت إلى مقتل "عشرات" المسلّحين في حي الشجاعية الذي قال سابقا إنه بات خاليا من مقاتلي حركة حماس.

وعندما بدأت عملية الشجاعية الخميس أفاد شهود ومسعفون بأنها أدت إلى سقوط كثير من الضحايا.

وجاء تجدد المعارك في شمال غزة بعد تصريحات الأحد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أفاد بأن حدّة "المرحلة المكثّفة" من الهجوم الإسرائيلي على غزة تتراجع بعد نحو تسعة شهور. ويتوقّع خبراء أن يطول أمد المرحلة المقبلة.

 

و أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أنها تخوض معارك في حي الشجاعية وأنها استهدفت قوات إسرائيلية بقذائف هاون.

في الأثناء قال الدفاع المدني الفلسطيني إن قوات إسرائيلية استهدفت مقرّه خلال تقدّمها في غرب رفح.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "إكس" سكان الشجاعية الخميس إلى الإخلاء الفوري "من أجل سلامتكم" داعيا إياهم للتوجه إلى المنطقة الإنسانية الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترا.

واندلعت الحرب في غزة إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

واحتجز المهاجمون 251 أسيرا، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنّهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 37,765 شخصا في قطاع غزة، حسب وزارة الصحّة في القطاع.

وأعلن الجيش مقتل جندي آخر خلال معارك في جنوب غزة. ويرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العمليات البرّية في القطاع إلى 314 جنديا.

أُجبر معظم سكان غزة على النزوح ودُمّر الجزء الأكبر من البنى التحتية في القطاع، ما ترك السكان على حافة الموت.

وجاء في تقييم مدعوم من الأمم المتحدة هذا الأسبوع بأن حوالي نصف مليون شخص في غزة ما زالوا يعانون جوعا "كارثيا".

وبينما تدور المعارك في غزة، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب في المنطقة على خلفية تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وارتفع مستوى التوتر هذا الشهر بسبب تزايد القصف.

أعرب مسؤولون أميركيون عن أملهم في إمكان أن يؤدي وقف النار في غزة إلى خفض الأعمال العدائية عند حدود إسرائيل الشمالية، لكن شهورا من الوساطة التي شاركت فيها مصر وقطر لم تثمر عن اتفاق.

مقالات مشابهة

  • روسيا تحذر.. الرد على صواريخ واشنطن بأوروبا قادم
  • إسرائيل ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة التبادل
  • رغم تحذير إيران.. هل تهاجم إسرائيل لبنان؟
  • نيويورك تايمز: واشنطن تضغط لتجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله
  • واشنطن تقدم صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
  • إيران تحذر إسرائيل من "حرب إبادة" إذا هاجمت لبنان
  • إيران: الهجوم الإسرائيلي على لبنان سيعني "حرب إبادة"
  • ما هي خطة واشنطن لمنع توسع الحرب إلى لبنان.. وهل ستنجح؟
  • مستشار ترامب يؤكد أن خطة المرشح الجمهوري بشأن غزة ستركز على إقناع الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل
  • غالانت في ختام زيارته إلى واشنطن: لا نريد حرباً ضد حزب الله ولكن نستعدّ لكلّ السيناريوهات