مع تلويحها برد قادم.. ما إمكانية ذهاب إسرائيل لحرب سريعة مع إيران؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
استبعد خبراء انخراط إسرائيل بحرب سريعة مع إيران، في إطار ردها المتوقع على القصف الإيراني الذي تعرضت له بالمسيَّرات والصواريخ قبل أيام، مع ترجيحات برد إسرائيلي لن يقود إلى حرب شاملة في المنطقة.
وبحسب الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، فإن إسرائيل تريد حربا سريعة وتدفع واشنطن للانخراط فيها، "ولكن المقومات الإستراتيجية لا تسمح لها بدخول هذه الحرب".
وبذلك فإن الرد الإسرائيلي المتوقع -بحسب جبارين- لن يتجاوز ضربة قصيرة المدى زمنيا، أو تأجيله لأجل غير مسمى ولكن بوقع أشد إيلاما مثلما حدث في حرب الخليج الثانية عام 1991.
وأوضح جبارين -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن واشنطن طلبت آنذاك من تل أبيب ألا ترد على بغداد، حيث التزمت بذلك، قبل أن تقدم لاحقا على شن عدة ضربات ضد العراق.
وأشار إلى أن إسرائيل تحاول إيلام طهران بدون إزعاج واشنطن وإشعال المنطقة، مستندا إلى تصريحات عضو مجلس الحرب بيني غانتس الذي قال إن تل أبيب سترد على طهران في الزمان والطريقة المناسبين.
وبين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معني بتصعيد الأزمة في المنطقة، كما أن إسرائيل معنية بترميم الردع، لكنه استدرك بأن الأول خسر في ليلة 14 أبريل/نيسان الجاري فيما حققت "الدولة العميقة في إسرائيل" مكاسب في تواصلها مع الحلف الذي شكلته واشنطن ضد إيران.
ومع ذلك يؤكد جبارين، أن إسرائيل دخلت مرحلة مفصلية في الأشهر الأخيرة، ونجحت في تكوين حلف للدفاع عنها وهو ما منحها أريحية لمدى قصير، في حين تريد إيران وضع ما حدث في سياق حالة استنزاف.
حرب أم رد مشهدي؟
من جانبه، شدد الدكتور زياد ماجد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، على أن هناك تشابها في مواقف إيران وحزب الله وإسرائيل؛ إذ يحافظ كل طرف على قدرة الردع ولكن لا أحد يريد إشعال مواجهة إقليمية.
وأكد ماجد، أن إسرائيل تظهر نية باستعادة زمام المبادرة، وألا يكون لإيران إطلاق النار الأخير، مع استحضاره بالوقت نفسه عدم رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن في تغطية الرد العسكري الإسرائيلي.
وتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي بين ضربة قد تؤدي إلى خسائر كبرى وتوسع نطاق الحرب، أو اقتصاره على "رد مشهدي" أكثر من إيقاع خسائر جسيمة تفضي إلى إطلاق نار واسع.
وخلص أستاذ العلوم السياسية، إلى أن كل طرف "لا يريد القبول بقواعد الاشتباك الجديدة دون رد على ذلك"، مبينا أن الإيرانيين أرسلوا رسالة بقوة نارية دون دفع إسرائيل لمواجهة شاملة، وأضاف أن طهران لا تريد حربا إقليمية لأسباب اقتصادية، وأيضا للمراهنة على مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف "بين التصعيد الكبير وتبادل الرسائل النارية والسياسية يمكن أن تخرج عن السيطرة إذا تسبب طرف بأضرار كبيرة لطرف آخر"، مؤكدا أن هناك خشية كبيرة أن تخرج الأمور عن السيطرة وهو ما يتضح بتحذيرات بايدن لنتنياهو من حسابات خاطئة.
ويعتقد أن نتنياهو معني باستمرار التوتر للتغطية على حرب الإبادة في غزة، كما أنه "يريد الموازنة بين حلفه مع واشنطن- وائتلافه اليميني المتطرف -من خلال ضربة لإيران يستفيد على إثرها من رد إيراني للبقاء بهذه الدوامة، وتوريط الأميركيين، واستنزاف كافة الأطراف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تحسم موقفها من برنامج إيران النووي.. بـ4 مطالب
ذكرت مصادر إسرائيلية أن الموقف الإسرائيلي من برنامج إيران النووي مبني على 4 مطالب هي صفر تخصيب إيراني لليورانيوم وصفر أجهزة طرد مركزي وصفر مفاعلات وصفر رؤوس نووية.
وأوضحت المصادر أن تل أبيب تمتلك القدرة على تنفيذ ضربة منفردة ضد المنشآت النووية الإيرانية، في حال رأت أن الاتفاق المرتقب بين واشنطن وطهران يشكل تهديدا وجوديا لأمن إسرائيل.
في حين قال مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف أن الخط الأحمر بالنسبة لإدارة ترامب هو امتلاك إيران للسلاح النووي.
موقف البنتاغون
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن الولايات المتحدة تأمل في حل دبلوماسي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، لكنه حذر من أنه في حال تعذر ذلك فإن الجيش مستعد لضرب العمق الإيراني وبقوة.
وقال هيغسيث إن ترامب يأمل في ألا يضطر للجوء إلى الخيار العسكري، لكنه سيفعل ما يلزم لمنع إيران من حيازة قنبلة نووية.
وأضاف الوزير الأميركي بأنه من المؤكد أن إسرائيل ستشارك بشكل كبير في عمل عسكري وستقوده.
ويقول محللون إن إيران ربما تكون الآن على بعد أسابيع من إنتاج سلاح نووي قابل للاستخدام، رغم نفي طهران بتصنيع مثل هذه الأسلحة.
قرار سريع للغاية
وفي السياق، قال الرئيس الأميركي إنه يتوقع اتخاذ قرار بشأن إيران على نحو سريع للغاية، بعد أن ذكر البلدان أنهما عقدا محادثات إيجابية وبناءة في مسقط واتفقا على الاجتماع مجددا هذا الأسبوع.
وأوضح ترمب، الذي يهدد بعمل عسكري ما لم يتم التوصل لاتفاق يوقف برنامج إيران النووي، أنه اجتمع مع مستشاريه بشأن إيران ويتوقع اتخاذ قرار سريعا.