الجزيرة:
2025-11-15@05:54:00 GMT

علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل

بدأت دول آسيا والمحيط الهادي باعتماد دواء أسرع نتيجة وأكثر فاعلية لمرض السل المقاوم للأدوية، مما يوفر أملا في "عصر جديد" بالمعركة ضد واحد من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم.

وحسب منظمة الصحة العالمية، استحوذت هذه المنطقة على النسبة الأكبر من الـ10,6 ملايين إصابة جديدة بالسل في جميع أنحاء العالم في عام 2022، وأكثر من نصف الوفيات التي بلغت 1,3 مليون حالة.

ورغم إمكانية علاج السل بالمضادات الحيوية، فإن أكثر من 3% من الأشخاص الجدد الذين يُصابون بهذا المرض المعدي يعانون أحد أشكال مقاومة الأدوية.

حتى وقت قريب مضى، كانت العلاجات تشمل الحقن اليومي أو تناول جرعات كبيرة من الأقراص لمدة 18 شهرا على الأقل، وأحيانا مع آثار جانبية قوية بينها الغثيان، والعمى في الحالات القصوى. وقد تخلى مرضى كثر عن علاجهم لهذا السبب.

وبدأ تقديم علاج جديد أخف وطأة مع آثار جانبية أقل في المنطقة، خصوصا في الفلبين وفيتنام وإندونيسيا. وأظهرت التجارب أن معدل الشفاء يزيد على 90% بعد 6 أشهر.

وتمت الموافقة على علاج "بي بال" (BPaL)، الذي يجمع بين المضادات الحيوية "بيداكويلين" و"بريتومانيد" و"لينزوليد"، في أكثر من 60 دولة، وفق "تي بي ألاينس" ("تحالف مكافحة السل") وهي منظمة غير ربحية طورت هذا العلاج.

بالنسبة للطاهي الفلبيني إيفيفانيو بريلانتي، الذي كان يعاني نوعا من مرض السل المقاوم للأدوية، أنقذ هذا التغيير حياته. ومع علاجه السابق، كان عليه أن يبتلع 20 قرصا يوميا، لكنّه شعر بغثيان شديد، لدرجة أنه لم يتمكن من العمل أو تناول الطعام. وتوقف بعد أسبوعين رغم المخاطر.

ويقول هذا الفلبيني (57 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الأمر صعب للغاية، إذ تُضطر لملازمة الفراش"، و"في بعض الأحيان، لم أكن أستطيع حتى التنفس".

والشهر التالي، شارك بريلانتي في تجربة "بي بال" في مستشفى في مقاطعة بامبانغا، في شمال العاصمة الفلبينية مانيلا.

وبتناول 3 إلى 7 حبات يوميا، شُفي الرجل بعد 6 أشهر. ويقرّ بريلانتي "لو لم أتناول هذا الدواء، لربما كنتُ الآن في المقبرة".

توقف العلاج

وينتج مرض السل عن بكتيريا تهاجم الرئتين بشكل رئيسي، وتنتقل عن طريق الهواء من الأشخاص المصابين.

وينتشر المرض في مختلف بلدان العالم. وفي عام 2022، رُصد ثلثا الحالات الجديدة في 8 دول: الهند، وإندونيسيا، والصين، والفلبين، وباكستان، ونيجيريا، وبنغلاديش، وجمهورية الكونغو الديموقراطية.

ويكمن أحد التحديات الرئيسية في إقناع المرضى بإكمال علاجهم، في ظل نفورهم من تكاليفه الباهظة أو اضطرارهم للسفر، أو من آثاره الجانبية.

وقال هوانغ ثي ثانه ثوي، من البرنامج الوطني الفيتنامي لمكافحة السل، لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأغلبية الساحقة من المرضى الذين يعانون مرض السل المقاوم في فيتنام اضطروا إلى تحمل نفقات "كارثية" لعلاجهم.

ومن الصعوبات الأخرى، تحديد المرضى ومكافحة الوصمة الاجتماعية السلبية. وفي إندونيسيا، لا تزال بعض المؤسسات الصحية غير قادرة على تشخيص المرض بشكل صحيح، وفق ما يشير إليه عمران بامبودي من وزارة الصحة.

حاجة للاستثمارات

وبعد سنوات من التراجع، بدأ عدد المصابين الجدد بمرض السل في الارتفاع من جديد خلال جائحة كوفيد-19 التي عطلت تشخيص المرض وعلاجه.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى زيادة التمويل. ولكن "عندما توقف مرض السل عن كونه مشكلة بالنسبة للبلدان ذات الدخل المرتفع، جفّت الدوافع للاستثمار في البحث وتطوير أدوية جديدة لمرض السل،" حسب سانديب جونيجا، أحد مسؤولي "تحالف مكافحة السل".

ولتسريع نشر علاج "بي بال"، افتتح "تحالف مكافحة السل" مركزا في مانيلا لتوفير التدريب والمساعدة لبلدان المنطقة.

وفي الهند، التي تضم أكبر عدد من الحالات في العالم، يُنتظر وصول الدواء بفارغ الصبر.

وقال رافيكانت سينغ، مؤسس منظمة "أطباء من أجلك" غير الحكومية المعنية بالصحة العامة، "يجب طرح علاج (بي بال) بسرعة، فهو سينقذ المرضى من مشكلات عدة… مع تقليل تكلفة العلاج على المدى الطويل".

بالنسبة لسانديب جونيجا، فإن العلاج الجديد يعني أنه لم يعد هناك أي شك حول فرص المريض في البقاء على قيد الحياة. ويقول "آمل أن تكون هذه مجرد بداية لعصر جديد من علاج السل، مع علاجات أبسط وأقصر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات مرض السل

إقرأ أيضاً:

16 بؤرة جوع في العالم منها 4 عربية.. ما هي؟

حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة معنيتان بالغذاء، الأربعاء، من أن ملايين البشر قد يواجهون المجاعة في 16 بؤرة حول العالم، بينما يفاقم نقص التمويل أوضاعا متردية أصلا.

وأفاد التقرير المشترك الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، أن النزاعات والعنف هما السببان الرئيسيان لانعدام الأمن الغذائي الحاد في غالبية البلدان المعرضة للخطر.

وحسب الوكالتين، هناك 4 بؤر عربية من بين 16 منطقة ذكرها التقرير.

وأدرجت الوكالتان هايتي ومالي والأراضي الفلسطينية وجنوب السودان والسودان واليمن ضمن أسوأ البلدان، حيث "يواجه السكان خطرا وشيكا لجوع كارثي".

واعتبرت أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما ونيجيريا والصومال وسوريا "محل قلق بالغ"، بالإضافة إلى بوركينا فاسو وتشاد وكينيا، فضلا عن لاجئي الروهينغا في بنغلادش.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: "نحن على شفير كارثة جوع يمكن تجنبها تماما، وتهدد بتفشي المجاعة على نطاق واسع في العديد من البلدان"، محذرة من أن عدم التحرك "سيؤدي فقط إلى مزيد من عدم الاستقرار والهجرة والنزاع".

وأشار التقرير إلى أن تمويل الإغاثة الإنسانية يعاني "نقصا خطيرا"، إذ لم يتم جمع سوى 10.5 مليار دولار من أصل 29 مليار دولار مطلوبة لمساعدة المعرضين للخطر.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه بسبب تخفيضات التمويل، قلص المساعدات المقدمة للاجئين والنازحين، بينما علق برامج التغذية المدرسية في بعض البلدان.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة من أن الجهود المبذولة لحماية سبل العيش الزراعية مهددة، و"هي ضرورية لتحقيق استقرار إنتاج الغذاء ومنع تكرار الأزمات".

وأضافت أنه "يلزم توفير التمويل للبذور وخدمات صحة الثروة الحيوانية، قبل بدء مواسم الزراعة أو حدوث صدمات جديدة".

مقالات مشابهة

  • علاج إشعاعي يفتح آفاقاً جديدة لمواجهة الاضطرابات غير السرطانية
  • الصحة العالمية: «السل» أخطر تهديد عالمي وتسبب بوفاة 1.23 مليون شخص!
  • علاج ثوري يقضي على أورام سرطان المثانة لدى معظم المرضى
  • تراجعت حالات السل الجديدة والوفيات في 2024 لكن خبراء الصحة ما زالوا قلقين: إليكم السبب
  • الصحة العالمية: 900 وفاة في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي
  • الصحة العالمية: السل تسبب في وفاة 1,23 مليون شخص خلال 2024
  • الصحة العالمية: وفاة أكثر من مليون شخص بهذا المرض
  • 16 بؤرة جوع في العالم منها 4 عربية.. ما هي؟
  • ارتفاع إصابات اللشمانيا في ترهونة وافتتاح عيادة جديدة لعلاج المرضى
  • NIO تتعاون مع مؤسسة الجليلة لدعم مرضى سرطان الثدي