الجزيرة:
2025-04-30@14:02:38 GMT

علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل

بدأت دول آسيا والمحيط الهادي باعتماد دواء أسرع نتيجة وأكثر فاعلية لمرض السل المقاوم للأدوية، مما يوفر أملا في "عصر جديد" بالمعركة ضد واحد من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم.

وحسب منظمة الصحة العالمية، استحوذت هذه المنطقة على النسبة الأكبر من الـ10,6 ملايين إصابة جديدة بالسل في جميع أنحاء العالم في عام 2022، وأكثر من نصف الوفيات التي بلغت 1,3 مليون حالة.

ورغم إمكانية علاج السل بالمضادات الحيوية، فإن أكثر من 3% من الأشخاص الجدد الذين يُصابون بهذا المرض المعدي يعانون أحد أشكال مقاومة الأدوية.

حتى وقت قريب مضى، كانت العلاجات تشمل الحقن اليومي أو تناول جرعات كبيرة من الأقراص لمدة 18 شهرا على الأقل، وأحيانا مع آثار جانبية قوية بينها الغثيان، والعمى في الحالات القصوى. وقد تخلى مرضى كثر عن علاجهم لهذا السبب.

وبدأ تقديم علاج جديد أخف وطأة مع آثار جانبية أقل في المنطقة، خصوصا في الفلبين وفيتنام وإندونيسيا. وأظهرت التجارب أن معدل الشفاء يزيد على 90% بعد 6 أشهر.

وتمت الموافقة على علاج "بي بال" (BPaL)، الذي يجمع بين المضادات الحيوية "بيداكويلين" و"بريتومانيد" و"لينزوليد"، في أكثر من 60 دولة، وفق "تي بي ألاينس" ("تحالف مكافحة السل") وهي منظمة غير ربحية طورت هذا العلاج.

بالنسبة للطاهي الفلبيني إيفيفانيو بريلانتي، الذي كان يعاني نوعا من مرض السل المقاوم للأدوية، أنقذ هذا التغيير حياته. ومع علاجه السابق، كان عليه أن يبتلع 20 قرصا يوميا، لكنّه شعر بغثيان شديد، لدرجة أنه لم يتمكن من العمل أو تناول الطعام. وتوقف بعد أسبوعين رغم المخاطر.

ويقول هذا الفلبيني (57 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الأمر صعب للغاية، إذ تُضطر لملازمة الفراش"، و"في بعض الأحيان، لم أكن أستطيع حتى التنفس".

والشهر التالي، شارك بريلانتي في تجربة "بي بال" في مستشفى في مقاطعة بامبانغا، في شمال العاصمة الفلبينية مانيلا.

وبتناول 3 إلى 7 حبات يوميا، شُفي الرجل بعد 6 أشهر. ويقرّ بريلانتي "لو لم أتناول هذا الدواء، لربما كنتُ الآن في المقبرة".

توقف العلاج

وينتج مرض السل عن بكتيريا تهاجم الرئتين بشكل رئيسي، وتنتقل عن طريق الهواء من الأشخاص المصابين.

وينتشر المرض في مختلف بلدان العالم. وفي عام 2022، رُصد ثلثا الحالات الجديدة في 8 دول: الهند، وإندونيسيا، والصين، والفلبين، وباكستان، ونيجيريا، وبنغلاديش، وجمهورية الكونغو الديموقراطية.

ويكمن أحد التحديات الرئيسية في إقناع المرضى بإكمال علاجهم، في ظل نفورهم من تكاليفه الباهظة أو اضطرارهم للسفر، أو من آثاره الجانبية.

وقال هوانغ ثي ثانه ثوي، من البرنامج الوطني الفيتنامي لمكافحة السل، لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأغلبية الساحقة من المرضى الذين يعانون مرض السل المقاوم في فيتنام اضطروا إلى تحمل نفقات "كارثية" لعلاجهم.

ومن الصعوبات الأخرى، تحديد المرضى ومكافحة الوصمة الاجتماعية السلبية. وفي إندونيسيا، لا تزال بعض المؤسسات الصحية غير قادرة على تشخيص المرض بشكل صحيح، وفق ما يشير إليه عمران بامبودي من وزارة الصحة.

حاجة للاستثمارات

وبعد سنوات من التراجع، بدأ عدد المصابين الجدد بمرض السل في الارتفاع من جديد خلال جائحة كوفيد-19 التي عطلت تشخيص المرض وعلاجه.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى زيادة التمويل. ولكن "عندما توقف مرض السل عن كونه مشكلة بالنسبة للبلدان ذات الدخل المرتفع، جفّت الدوافع للاستثمار في البحث وتطوير أدوية جديدة لمرض السل،" حسب سانديب جونيجا، أحد مسؤولي "تحالف مكافحة السل".

ولتسريع نشر علاج "بي بال"، افتتح "تحالف مكافحة السل" مركزا في مانيلا لتوفير التدريب والمساعدة لبلدان المنطقة.

وفي الهند، التي تضم أكبر عدد من الحالات في العالم، يُنتظر وصول الدواء بفارغ الصبر.

وقال رافيكانت سينغ، مؤسس منظمة "أطباء من أجلك" غير الحكومية المعنية بالصحة العامة، "يجب طرح علاج (بي بال) بسرعة، فهو سينقذ المرضى من مشكلات عدة… مع تقليل تكلفة العلاج على المدى الطويل".

بالنسبة لسانديب جونيجا، فإن العلاج الجديد يعني أنه لم يعد هناك أي شك حول فرص المريض في البقاء على قيد الحياة. ويقول "آمل أن تكون هذه مجرد بداية لعصر جديد من علاج السل، مع علاجات أبسط وأقصر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات مرض السل

إقرأ أيضاً:

100 يوم لترامب.. رئيس "أميركا أولاً" يعيد تشكيل نظام العالم

في أول مئة يوم من عودته إلى البيت الأبيض، قاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة سياسية صاخبة قلبت ملامح النظام العالمي الذي رعته واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بحسب تحليل أجرته وكالة رويترز استنادًا إلى مقابلات مع أكثر من 12 مسؤولًا حكوميًا حاليًا وسابقًا، ودبلوماسيين ومحللين مستقلين في واشنطن وعواصم عالمية.

خلال هذه الفترة القصيرة، شن ترامب حربًا جمركية واسعة، خفّض المساعدات الخارجية الأميركية، انتقد الحلفاء التقليديين في حلف شمال الأطلسي، وتبنى سرديات روسية بشأن النزاع في أوكرانيا. كما طرح أفكارًا مثيرة للجدل، منها ضمّ جزيرة جرينلاند الدنماركية إلى الولايات المتحدة، وإعادة السيطرة على قناة بنما، بل وتحدث عن تحويل كندا إلى الولاية الأميركية الحادية والخمسين.

اضطراب النظام العالمي

يشير مسؤولون سابقون، مثل إليوت أبرامز الذي خدم في إدارات ريغان وبوش الابن وعُين مبعوثًا خاصًا خلال ولاية ترامب الأولى، إلى أن ترامب بات "أكثر تطرفًا" مما كان عليه قبل ثماني سنوات. ويضيف أبرامز: "لقد فوجئت بالفعل بحدة مواقفه الجديدة".

سياسة "أميركا أولًا" التي ينتهجها ترامب باتت تنفّر الحلفاء وتشجع الخصوم، ما يثير قلقًا دوليًا واسعًا من تداعيات قد يصعب تداركها لاحقًا حتى لو عاد رئيس أكثر تقليدية إلى السلطة في 2028.

التوتر الداخلي في الولايات المتحدة أضاف إلى هذا القلق، مع مؤشرات متزايدة على تراجع ديمقراطي، تمثلت في الهجمات اللفظية ضد القضاء، ضغوط على الجامعات، وحملات ترحيل صارمة وصلت إلى نقل مهاجرين إلى سجون سيئة السمعة مثل تلك الموجودة في السلفادور.

حلفاء يراجعون حساباتهم

الدول الأوروبية، التي طالما اعتمدت على المظلة الأمنية الأميركية، بدأت بالفعل بتعزيز صناعاتها الدفاعية، تحسبًا لاحتمال تراجع الالتزام الأميركي تجاه حلف شمال الأطلسي. وفي آسيا، أثارت تصرفات ترامب نقاشات داخل كوريا الجنوبية حول تطوير برنامج نووي محلي، بينما تسعى كندا لإعادة ضبط علاقاتها الاقتصادية والأمنية مع أوروبا، وسط تراجع الثقة بواشنطن كشريك موثوق.

وفي استطلاع أجرته رويترز/إبسوس، أشار أكثر من نصف الأميركيين إلى أن ترامب يبدو "مرتبطًا بشدة" بروسيا، وهي نسبة تشمل واحدًا من كل خمسة جمهوريين.

الخطاب التوسعي ومخاطر المواجهة

بأسلوبه المثير للجدل، طرح ترامب خططًا لضم جرينلاند، وهاجم كندا، وهدد بالسيطرة على قناة بنما، وألمح إلى تحويل غزة إلى منتجع سياحيK تحركات يرى فيها المحللون ملامح إحياء لنهج تقسيم مناطق النفوذ على غرار الحرب الباردة، وهو ما قد يشجع قوى كبرى مثل الصين على خطوات عدائية، خصوصًا تجاه تايوان.

وقد عبرت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن عن قلق بالغ تجاه هذه التوجهات، مؤكدة أن الضغط الأميركي يمس أساسات النظام العالمي الذي تم بناؤه عبر عقود.

عالم يعيد ترتيب أوراقه

في مواجهة السياسات الأميركية المرتبكة، كثفت دول مثل ألمانيا وفرنسا إنفاقها العسكري، بينما بدأ الاتحاد الأوروبي بوضع خطط لفرض رسوم جمركية مضادة. في الوقت نفسه، تحاول دول مثل إسبانيا تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين، التي تستغل هذا الفراغ لتعزيز دورها العالمي.

ويحذر الدبلوماسي الأميركي المخضرم آرون ديفيد ميلر من أن الأضرار التي تلحق الآن بالعلاقات الأميركية الدولية قد تكون عميقة، مضيفًا أن "ما يحدث لم يتجاوز بعد نقطة اللاعودة، لكنه يهدد بإحداث شروخ يصعب إصلاحها".

هل هناك مجال للتراجع؟

رغم تصاعد التوترات، يرى بعض المحللين أن المجال لا يزال متاحًا أمام ترامب لتغيير مساره، خصوصًا إذا اشتدت الضغوط عليه من داخل الحزب الجمهوري القلق على مصير الانتخابات التشريعية المقبلة. ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة من أن استمرار هذه السياسات سيجعل من مهمة أي رئيس أميركي لاحق مهمة شاقة لإعادة بناء الثقة وترسيخ النظام العالمي التقليدي.

مقالات مشابهة

  • التهاب الكبد الوبائي: الأسباب، المضاعفات، طرق العلاج
  • لرسم الابتسامة.. طلاب خدمة اجتماعية قنا يصنعون السعادة للأطفال مرضى السرطان في شفاء الأورمان
  • لا تستهينوا بالغبار بعد تحذير الأرصاد.. العاصفة الترابية تهدد هؤلاء المرضى
  • 100 يوم لترامب.. رئيس "أميركا أولاً" يعيد تشكيل نظام العالم
  • علاج جديد يغير مصير مرضى «سرطان الرأس والرقبة»
  • اختراق طبي.. علاج مبتكر قد يغير مصير مرضى سرطان الرأس والرقبة
  • عبد الغفار : علاج الأورام يمثل الشق الأكبر من مخصصات الصحة
  • أمين بغداد يعيد الأمل لمواطن بعد هدم كشكه
  • تدشين معدات لصالح تعزيز الصحة بتكلفة تفوق 300 مليون جنيه
  • علاج شائع للسكري قد يحميك من جراحة الركبة