لم يمر تحرير سيناء بالكامل من بوابة نصر أكتوبر فقط، بل بطريق طويل ومفاوضات شاقة ورحلات خارجية ومباحثات أدت فى النهاية إلى استرداد سيناء بالكامل. ووصولنا إلى المشهد الأخير فى سلسلة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية، وشهد يوم 25 أبريل عامل 1982، رفع العلم المصرى على سيناء، واكتمل تحرير سيناء بعد عودة طابا عام 1988 بعد سلسلة قوية من المفاوضات استطاعت الدبلوماسية المصرية إثبات نجاح كبير فيها.
رغم مرور 42 عامًا على تحرير سيناء، فإن هذه الذكرى لا تزال حية فى عقول المصريين، ينتقلون خلالها من فخر معارك النصر والتحرير إلى معارك البناء وقهر اليأس وستظل ذكرى التحرير معيناً لا ينضب تنهل منه الأجيال معانى الكفاح والولاء والانتماء ودرسًا فى الحفاظ على التراب الوطنى بالعمل والاجتهاد والعلم.
خلال 10 سنوات مضت كانت سيناء على موعد آخر من البطولة، فى مواجهة تنظيمات إرهابية سعت لعزل سيناء ورفع الرايات السوداء، مثلما جرى فى دول مجاورة، لكن أبطال القوات المسلحة والشرطة المصرية ومعهم أهالى سيناء، تصدوا للإرهاب الذى تحطم على صخرة بطولات أبنائنا، ليعيدوا أساطير الآباء والأجداد الذين حرروها من الاستعمار لتظل ظاهرة على هذه البطولة وقدرة الشعب المصرى على مواجهة التحديدات والصمود.
ثم شرعت مصر فى معركة تنمية سيناء، حتى توفر لسيناء واقعًا جديدًا يليق بها، وبتضحيات المصريين جميعًا فى سيناء، وفى كل بقعة على امتداد الوطن.
إن تحرير سيناء من الاحتلال ومن الإرهاب كان تحريرًا للكرامة المصرية وانتصارًا لصلابة وقوة الإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد والتنفيذ.. الشعب المصرى هو بطل هذه الملاحم، فهو الذى قدم أبناءه فى حرب الاستنزاف، ثم العبور العظيم فى أكتوبر «73» وحرب الدبلوماسية، وفى مواجهة الإرهاب، وهو ما يؤكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى دائمًا، وفى كل مناسبة، وبطولات الشرطة المدنية خلال الحرب على الإرهاب، فى السنوات العشر الماضية، ستتحاكى عنها الأجيال لأزمة طويلة مقبلة، بفخر وكبرياء.
ظلت مصر خلال 10 سنوات تتحرك فى سباق ضيق تواجه الإرهاب ومموليه وداعميه، ومنصاته الإعلامية، وترمم اقتصادها وتبنى قدراتها الداخلية وقوتها العسكرية والدبلوماسية إقليميًا ودوليًا وأفريقيًا، وتواجه محاولات مختلفة لبسط النفوذ أو التغلغل فى محيط أمننا القومى، وفى ذكرى تحرير سيناء من الاحتلال والإرهاب، تقدم سيناء الدرس الأهم، الأمل فى تخطى الصعاب والتحديات، طوال عشر سنوات واجهت مصر الإرهاب وهزمته، كما هزمت الفيروس الكبدى الوبائى والعشوائيات، وسارت فى إصلاح اقتصادى صعب، وواصلت بناء قدراتها العسكرية والأمنية بالشكل الذى مكّنها من الصمود فى محيط إقليمى وعالمى مشتعل.
وإننا إذ نحتفل بعيد تحرير سيناء، نتقدم بالتحية والعرفان إلى أرواح شهداء مصر الخالدين، الذين دفعوا ضريبة الدم، فداء للوطن، وإلى المصابين الذين قدموا من أجسادهم وصحتهم، بغير حساب، نقول لهم ولأسرهم: «إن جيلنا والأجيال المقبلة تتعهد بحماية ما حققتموه من إنجاز عظيم، باليقظة والانتباه، والاستعداد الدائم، وبالمزيد من العمل والتنمية والتقدم».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب تحریر سیناء
إقرأ أيضاً:
إنجازات المعمل المركزي للزراعة العضوية خلال فبراير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استعرض مركز البحوث الزراعية تقريرًا عن إنجازات المعمل المركزي للزراعة العضوية، حيث شهد المعمل المركزي للزراعة العضوية خلال شهر فبراير 2025 سلسلة من الفعاليات والأنشطة الهادفة إلى دعم وتطوير الزراعة العضوية في مصر، وتعزيز دورها في تحقيق التنمية المستدامة.
إطلاق تجارب ميدانية لتقييم المدخلات العضوية
بدأ المعمل سلسلة من التجارب الميدانية لتقييم فاعلية المدخلات العضوية، بما في ذلك الأسمدة الحيوية والمبيدات الحيوية، من أجل تحسين خصوبة التربة، وزيادة الإنتاجية، ومكافحة الآفات والأمراض بطرق طبيعية وآمنة، تهدف هذه التجارب إلى توفير حلول مستدامة للمزارعين، مع تسجيل هذه المدخلات لدى الإدارة العامة للزراعة العضوية وفقًا للائحة التنفيذية لقانون الزراعة العضوية رقم 12 لسنة 2020.
دورات تدريبية متخصصة لتأهيل العاملين في الزراعة العضوية
في إطار استراتيجية دعم الإنتاج الزراعي العضوي والمستدام، أطلق المعمل أولى الدورات التدريبية المتخصصة لتأهيل المهندسين والعاملين في مجال مدخلات الزراعة العضوية، تهدف هذه الدورات إلى تسهيل إجراءات تسجيل المدخلات العضوية، وضمان جودة المنتجات، مما يفتح فرصًا واسعة في الأسواق المحلية والدولية، ويعزز من مساهمة القطاع الزراعي في الاقتصاد القومي.
تدشين الاحتفال السنوي بيوم الزراعة العضوية المصري
شهد الشهر الجاري تدشين الاحتفال الأول بيوم الزراعة العضوية المصري، والذي سيتم الاحتفال به سنويًا في 23 فبراير، ليكون منصة لدعم وتشجيع الممارسات العضوية وتعزيز الوعي بأهميتها.
توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في فحص متبقيات المبيدات والملوثات
ضمن فعاليات الاحتفال بيوم الزراعة العضوية المصري، وقع المعمل المركزي للزراعة العضوية مذكرة تفاهم مع المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة، بهدف تعزيز التعاون في فحص متبقيات المبيدات والملوثات في المدخلات العضوية، إضافة إلى تقديم برامج تدريبية وتأهيلية في مجالات اختصاص الطرفين.
جلسة مائدة مستديرة بالتعاون مع منظمة اليونيدو
عقد المعمل جلسة مائدة مستديرة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، في إطار مشروع النمو الأخضر الشامل في مصر (IGGE)، حيث تم استعراض إجراءات ومتطلبات تسجيل الأسمدة الحيوية والعضوية لدى الإدارة العامة للزراعة العضوية، وفقًا للائحة التنفيذية لقانون الزراعة العضوية رقم 12 لسنة 2020.
مشاركة إعلامية لتعزيز الوعي بالزراعة العضوية
في لقاء تلفزيوني ببرنامج "القاهرة هذا المساء"، تحدث الدكتور سعد جعفر، مدير المعمل المركزي للزراعة العضوية، عن أهمية الزراعة العضوية وفوائدها البيئية والصحية، ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما استعرض التحديات التي تواجه القطاع، وجهود المعمل في توفير البدائل الحيوية الآمنة، إضافة إلى دور الإدارة العامة للزراعة العضوية في تسجيل المدخلات المختلفة، لضمان توفير منتج عضوي عالي الجودة وقادر على المنافسة عالميًا.
وتعكس هذه الأنشطة التزام المعمل المركزي للزراعة العضوية بتطوير القطاع الزراعي، من خلال دعم الحلول العضوية المستدامة، وتأهيل الكوادر المتخصصة، وتعزيز التعاون المحلي والدولي، بما يحقق أهداف التنمية الزراعية المستدامة في مصر.