مالذي سيحدث في “المنطقة والعراق” بعد ضربة ايران الدعائية ؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
دروس سبقت المسرحية !
جميعنا كُنّا شهود على مسرحية المخرج الأميركي وتمثيل الممثلان ايران وإسرائيل بعنوان ( الضربة الايرانية ضد اسرائيل) والتي كانت درساً في البراغماتية التي هي عنوان السياسة الايرانية وعلى الأقل منذ هيمنة الشريكين السيدين رفسنجاني وخامنئي على زمام الأمور في ايران، والذهاب بنهج مشترك مختلف عن حقبة السيد الخميني.
١-درس الدعم الايراني الى الغزو الاميركي للعراق وافغانستان بشهادة نائب الرئيس الأسبق محمد خاتمي وهو السيد محمد علي ابطحي الذي قال في عام ٢٠٠٤ قولاً شهيراً وهو ( لولا الدعم و المساعدة الايرانية لِما استطاعت الولايات المتحدة من اسقاط نظام صدام في العراق،ونظام طالبان في افغانستان)
٢-درس الاستدارة ١٨٠ درجة في العلاقات الايرانية السعودية عندما طلبت طهران وبشكل مفاجىء ترطيب العلاقات مع الرياض عن طريق رئيس الحكومة العراقية السابق مصطفى الكاظمي عبر الاجتماعات السرية والعلنية برعايته في بغداد ،والتي توجت في الصين باعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والذهاب بفترة التهدئة التي انعكست على لبنان واليمن والعراق !
٣- الدرس الثالث والمحير وهو تحويل الخطر الجسيم الاسرائيلي الاميركي ضد ايران من جهة اذربيجان والذي كاد ان يفجر القنبلة الديموغرافية الأذرية(خمس محافظات ايرانية بتعداد 20 مليون مواطن ايراني من اصل آذري) بوجه النظام الايراني . وفجأة ذهبت طهران مهرولة الى انقرة فرتبت صفقة فغدرت بأرمينيا فأعطي الضوء الأخضر لأذربيجان بغزو ارمينيا واستعادة اقليم قره باخ وطرد وتهجير آلاف الارمن ! ..نكتفي بهذه الامثلة ! ماهي التداعيات المستقبلية لمسرحية ايران ضد اسرائيل ؟
١-ماحصل من مسرحية من اخراج البيت الابيض وتمثيل طهران وتل أبيب وبعلم وتنسيق مع موسكو والصين ( مسرحية الضربة الايرانية ضد اسرائيل والتي لم تجرح قطة في اسرائيل ) ما هي الا بداية تدويل منطقة الشرق الأوسط .ومن معالم التدويل انهاء الدور العربي في تلك المنطقة.وفتح المنطقة الى تدخلات دولية أوسع نطاقا ومثلما كان خلال الحرب الباردة.
والسؤال : ماهي الدولة المرشحة لتكون بموقع النمسا ؟ فعلى مايبدو هو العراق ليكون محايدا ومنطقة عقد الصفقات والاتفاقيات وهذا يحتاج الى نظام سياسي جديد في العراق يتوائم مع الترتيب الجديد للمنطقة. وان العمل جاريا عليه !٢-لقد أعطت المسرحية الايرانية التي كانت بعلم الروس والصينيين اندفاعه استراتيجية للروس والصينيين نحو عناوين الصراع القادمة في الشرق الأوسط وليس حباً في ايران أو وفاءا للتحالف معها . بل لتحديد حدودهم ومناطق نفوذهم في الشرق الأوسط الجديد ( لأن المسرحية الايرانية ضد إسرائيل اعطت دفعة قوية للأمام لمشروع الشرق الاوسط الجديد ) .فالروس والصينيون لديهم رغبة بالاندفاع لمنع التمدد الاميركي الغربي وحلف الناتو في منطقة الشرق الاوسط ، ومنع الدولة التي يراد لها ان تكون زعيمة الشرق الاوسط الجديد بدعم امريكا والغرب والناتو وهي ” اسرائيل ” من الهيمنة على المكاسب الجيوأستراتيجية التي حققتها اسرائيل على حساب حرب امريكا في افغانستان والعراق واشتراكها في حرب غزة اخيرا لصالح اسرائيل ومعها فرنسا وكندا والمانيا ودول اخرى !
٣-فمنطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الحيوية والاستراتيجية في العالم .وان العراق قلبها او قطب الرحى فيها. ومثال من التاريخ على ذلك :- فعندما قرر الاسكندر الاكبر غزو الشرق اي غزو الامبراطورية الفارسية الاخمينية التي كان يقودها ملك الملوك داريوش الثالث ذهب لفلاسفة اليونان اي الاسكندر الاكبر يستشيرهم حول رغبته بغزو الشرق فقالوا له ( ننصحك بالدخول للعراق اولا حينها سوف تسهل مهمة احتلال الشرق ). وبالتالي فرغم اولويات روسيا في خاصرتها اوكرانيا ، واولويات الصين في خاصرتها تايوان ولكن عيونهما على الشرق الاوسط الذي قُدّر له ان تكون فيه ممرات ومضايق اقتصاد وملاحة العالم. وان ايران ملاصقة جدا للمنطقة الحيوية في الشرق الأوسط وتقف على اهم ممراتها .
٤-ولقد نجحت ايران وعبر مراحل في تعويم الدور العربي في تلك المنطقة لصالحها عندما نجحت بتأسيس مصدات مهمة ولاعبين مهمين يدورون في الفلك الايراني في لبنان وسوريا والعراق واليمن ومياه البحر الاحمر والخليج. وبذلك هيمنت على القرار السياسي والاقتصادي والامني في العراق على الرغم من وجود الولايات المتحدة ???????? وبريطانيا في العراق. وكل ما حصلت عليه ايران كان بدعم من موسكو وبكين لانه يقربهما من منطقة الشرق الاوسط .فصارت هناك قناعة عند موسكو وبكين ان ضرب ايران سوف يخلخل التوازنات الكبرى لصالح الولايات المتحدة واسرائيل وهذا لن تسمح به موسكو وبكين دفاعا عن مصالحها هم وليس الدفاع عن ايران !
١-تكلمنا في بداية المقال عن الاستدارات البراغماتية التي تتسم بها السياسة في ايران والتي عادةً ما تفاجأ العالم والحلفاء بها . فياترى هل تفاجأ ايران كل من الصين وروسيا ( خصوصا عندما نجحت ايران بتعويم الدور والمشروع العربيين في المنطقة وفي قضية فلسطين ) باستدراه نحو المعسكر الغربي وامريكا ؟ خصوصا عندما شاهدنا التنسيق الايراني الاميركي الاخير بمسرحية ضرب ايران لإسرائيل ،وحرصها ان لا تجرح قطة اسرائيلية ولا حتى تدمر سياح مصنع في إسرائيل ؟
٢-كل شيء وارد خصوصا وان ايران لا تريد الخروج من العراق اطلاقا، وهذا قرار واشنطن ايضا بعدم الخروج من العراق ابداً ومعها لندن التي باتت لديها شهية بالعودة الى العراق والتركة البريطانية( اذن عنوان التعايش الايراني الاميركي في بغداد وارد جدا وبشروط) . بحيث من الجانب الآخر باشرت واشنطن ولندن بوضع مخطط اغراق تركيا بالازمات والربيع التركي بات على الابواب ليتم الهاء تركيا عن اطماعها في العراق والتي تريد من خلال العراق تنفيذ اطماعها بالكويت والاردن من خلال دعم تيارات الاخوان المسلحين النشطة في الكويت والاردن.
٣- لذا ان استدارة طهران واردة جدا لصالح امريكا وبالتالي تتشارك ايران وإسرائيل في ادارة الشرق الاوسط الجديد برعاية اميركية( بعد نجاحها بتغييب ألعرب تماما والذين سيهرولون نحو التطبيع والتحالف مع اسرائيل ) .وبهذا سوف تتخلص ايران من مشروع بريطانيا في ايران وفي مثلث الذهب الاسود ( الكويت وعربستان والعراق) وحتى وان ضحت بحلفائها في العراق” لان التضحية بهم باتت واردة “. لذا هناك هزات قادمة في المنطقة والعراق .وهناك خضات اقتصادية موجعة سوف يشهدها العراق ليتحول بعدها الى عراق مختلف !
سمير عبيد
١٦ نيسان ٢٠٢٤
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشرق الأوسط الشرق الاوسط فی العراق فی ایران
إقرأ أيضاً:
” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “
بقلم : سمير السعد ..
” فصلية “الاغنية التي اثارت جدلا واسعا في احترام المرأة اوائل السبعينات
الذائقة في الاستماع واصالة الماضي بعبقها الجميل وحين كان الفن في صراع لايصال الصوت النقي واللحن الذي يرتقي بأي صوت من اجيال العظماء والسلسة طويلة لجادة الفن العربي برمته حيث كانت الكلمة هي القوة التي تسكن القلب والاذن وتؤثر في استلاب روحك لتكن انت مؤديها دون ان يشغلك شاغل او هاجس هكذا انطلق عبادي العماري كما يحلو للبعض تسميته انذاك.حيث تُعَدّ أغنية “فصلية” للفنان عبادي العبادي من أشهر الأغاني في عقد السبعينات، وهي من كلمات الشاعر جودت التميمي. تميّزت هذه الأغنية ليس فقط بجمال لحنها وكلماتها، بل بإثارتها لجدل مجتمعي هام حول احترام المرأة وحقوقها، الأمر الذي ساهم في تغيير بعض المواقف تجاه النساء ورفع الوعي بقيم احترامهن.وكان المستهل فيها :
جابوها دفع للدار
لا ديرم ولا حنة ولا ملكة
ولا دف النعر بالسلف
لا هلهولة لا صفكة
سألت الناس عن قصة هابنية
عجب جارو عليها لغير حنية
رديت بقلب مكسور
من كالولي فصلية
جاءت الأغنية في وقت كان المجتمع بحاجة إلى هذا الصوت الفني الذي يدعو لاحترام المرأة بشكل أوسع، حيث أُحدثت ضجة في الرأي العام واستدعت مراجعة سلوكيات وقيم اجتماعية من شأنها أن ترفع من مكانة المرأة في المجتمع. وهذا الدور الذي قامت به أغنية “فصلية” يجسد بوضوح كيف يمكن للفن أن يكون رسالة سامية إذا تم توظيفه بشكل صحيح، إذ أن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو أداة لنشر القيم وتعزيزها.
الفن “كوسيلة لتعزيز التعايش السلمي ومكافحة التطرف”
إلى جانب قضايا المرأة، يمكن أن يمتد تأثير الفن إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى العنف. وبوصفه يدعو إلى السلم والاعتدال ونبذ العنف. ومن هنا، يمكن للفنانين والشعراء توجيه رسائل تعزز من هذه القيم، وإثارة الوعي حول مخاطر التطرف بأشكاله المختلفة.
إن تجربة أغنية “فصلية” في السبعينات تعد نموذجًا حيًا على قدرة الفن على التأثير في مسار المجتمع، فالأغاني والقصائد التي تُعنى بقضايا مجتمعية أساسية يمكنها أن تكون سببًا في تغيير نظرة المجتمع، وترسيخ قيم تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. الفن هنا ليس مجرد رسالة ترفيهية، بل دعوة إلى احترام الآخر، وتجنب التطرف، واحتضان قيم التسامح والاعتدال.
يتجلى دور الفن كصوت للضمير المجتمعي، ليكون رسالة
أمل وسلام، وليحمل في طياته قيمنا الأصيلة ويعزز الوعي بأهمية احترام المرأة ونبذ العنف والتطرف. الفن، حين يتم توجيهه بحكمة، يبقى وسيلة فعّالة لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وسلامًا، قادرًا على التعايش بسلام مع اختلافاته، ورافضًا لكل أشكال العنف والتعصب.
في سياق تكريس الفن كأداة لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، تأتي أعمال الفنانين والمبدعين كرسائل سلام ودعوات للتعايش، بما يتماشى مع روح العصر التي تدعو إلى الوسطية. إن الفن قادر على التأثير في العقول والقلوب، وهو وسيلة فعّالة لنشر الذائقة التي تسمو بالجمال والتسامح، لا سيما عندما تتبنى الأغاني والشعر والدراما مواضيع اجتماعية تمس القضايا التي يعاني منها المجتمع، كنبذ العنف والتطرف.
إن تأثيره لا يقتصر على التسلية أو التعبير عن المشاعر، بل يتعداه ليصبح موجهًا للمجتمع نحو تبني سلوكيات إيجابية، وحافزًا للتغيير. ففي السبعينات، كانت أغنية “فصلية” نموذجًا رائدًا لتحدي المفاهيم التقليدية السائدة حول المرأة والمطالبة بتعزيز مكانتها وحقوقها. ومع تكرار مثل هذه الرسائل في الأعمال الفنية، يُزرع في المجتمع وعي جديد وراسخ حول أهمية احترام الآخر، بغض النظر عن جنسه أو فكره أو خلفيته الثقافية.
يمكن النظر إليه على أنه مرآة للمجتمع، تعكس قضاياه وتطلعاته وتعبر عن همومه. فعندما يستخدم الفن في نقل القيم النبيلة ،والتجذر من أسس واعية وبذلك يكون وسيلة فعالة للارتقاء بالمجتمع. إن الأغاني التي تناولت قضايا المرأة في السبعينات، كأغنية “فصلية”، كانت خطوة جريئة وضعت النقاط على الحروف بشأن ضرورة احترام المرأة ومكانتها في المجتمع.
لقد حملت هذه الأغاني رسائل واضحة تدعو لإعادة النظر في المعايير الاجتماعية، وتأكيد أهمية المعاملة العادلة والمساواة. ومع مرور الوقت، بدأت هذه القيم تأخذ حيزها في وعي المجتمع، لتصبح جزءًا من ثقافته وتطلعاته نحو بناء مجتمع أكثر اعتدالاً وتسامحًا.
في النهاية، يمكن القول بأن الفن هو بوصلة أخلاقية تعبر عن ضمير المجتمع، وتشكل أحد أهم الوسائل لإيصال الرسائل الإنسانية السامية. فعندما يعبر الفنان عن قضايا مهمة مثل احترام المرأة، والتعايش السلمي، ونبذ العنف والتطرف، فإنه لا يقدم مجرد أغنية أو قصيدة، بل يبني جسرًا يصل بين الماضي والمستقبل، ويعزز قيمًا ستظل راسخة في نفوس الأجيال.
إذن “الفن” بهذا المعنى، هو رسالة سامية تستحق أن تُوظّف بالشكل الذي يعكس قيمنا الإسلامية السمحاء، ويعزز بناء مجتمع يزدهر بالتسامح والاعراف المجتمعية القادرة على خلق نواة تسمو بالفرد واحترام احقيته بالعيش الكريم .