بوابة الوفد:
2025-02-07@02:34:58 GMT

التنمية المصرية والعوائق الجيوسياسية (٣)

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق أن الولاية الجديدة للرئيس السيسى تتزامن مع التوجهات العالمية الجديدة، وأن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، ستؤدى إلى وأد مبادرة الممر الاقتصادى لا سيما بعد أفول نجم إسرائيل المتوقع نهايته هذا العام على يد المقاومة الفلسطينية، وقد تناولنا رؤية مصر للتعامل مع الواقع الجديد والتى عرضها الرئيس السيسى والتى كان آخرها ضرورة الاستمرار فى سياسات الاتزان الاستراتيجى، التى تنتهجها الدولة المصرية، تجاه القضايا الدولية والإقليمية، ففى ظل ما تعانيه المنطقة العربية من صراعات، كان آخرها تصاعد حدة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وهو ما أدى إلى زيادة تعقيدات الحسابات وسيولة الانتقال من التعاون إلى الصراع، وهو ما يضعنا أمام شبكة من التفاعلات التى تزيد من تكلفة المحافظة على المصالح الاستراتيجية المصرية، فى ظل تصورات لبعض القوى الدولية والإقليمية لوجود فراغ استراتيجى فى المنطقة تسعى لملئه من خلال التنافس، وعدم مراعاة مصالح الآخرين.

وهو ما يخلف شعورًا بالضبابية وارتفاع مستوى المخاطر، وحالة عدم اليقين التى تسيطر على مجمل الأوضاع الاقتصادية العالمية الآن. ومع الإيمان بأن السياسة الخارجية المصرية تستند إلى عدد من المرتكزات، منها دعم السلام والاستقرار فى المحيطين الإقليمى والدولى، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولى، واحترام العهود والمواثيق الدولية، إضافة إلى الالتزام بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى. ولكن هذا يصطدم بزيادة واقتراب حدة الصراعات السياسية والحدودية التى تتميز بها المنطقة العربية الآن، وهذا يدعونا إلى التأكيد أن القوة الاقتصادية للدولة هى العنصر الحاكم فى استمرارية بقائها فى محيطها، وأن الخسائر الاقتصادية المستمرة قد تعجل بانطفائها، وهو ما قد نلاحظه الآن من تزايد حجم الخسائر الاقتصادية للعنصر الحاكم فى بؤرة التوتر فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وهى إسرائيل، فمنذ أحداث 7 أكتوبر الماضى تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة وهى خسائر تحمل بين طياتها أن الفاتورة مفتوحة على خسائر أفدح لأكبر حرب تدخلها إسرائيل منذ إنشائها، فقد بلغت الخسائر المباشرة 56 مليار دولار، وعند إضافة الخسائر غير المباشرة تبلغ الخسائر أكثر من 115 مليار دولار، مما أدى إلى انكماش فى الناتج المحلى الإجمالى خلال الربع الأخير بنحو 20%، مع زيادة عجز الموازنة إلى 6%، وزيادة حجم الدين العام لأكثر من 65% من الناتج المحلى الإجمالى، وانخفاض دخل المواطنين فى إسرائيل لأكثر من 20%، وهو أمر أدى إلى زيادة حدة المخاوف بعد نزوح أكثر من 120 ألف نازح، ولكن الأخطر وهو ما نعول عليه فى رسم مستقبل المنطقة، ما أشارت إليه وكالة موديز للتصنيف الإئتمانى بعد تخفيض التصنيف الإئتمانى لإسرائيل، مع نظرة مستقبلية سلبية، وهو الخفض الأول من نوعه منذ نشأة إسرائيل، فاستدعاء أكثر من 300 ألف جندى من جنود الاحتياط أدى إلى تعطل الإنتاج، وركود حركة التجارة مما صب فى انخفاض حجم الصادرات الإسرائيلية بنحو 20% وتراجع فى الاستثمار فى الأصول الثابتة بأكثر من 67%، ويبقى الأخطر وهو تراجع فى عدد الشركات الناشئة فى قطاع التكنولوجيا الفائقة التى تتميز بها إسرائيل بأكثر من 75% وهى إشارة، ودلالة على أن الفاتورة مفتوحة بأكثر مما نتوقع، بعد احتمال كبير لدخول أطراف أكبر فى دائرة الصراع، وأن هذا العام قد يحمل الكثير من المفاجآت التى يجب اغتنامها، وهو أمر ليس ببعيد على الدولة المصرية التى تسعى إلى تطبيق سياسات الاتزان الاستراتيجى تجاه القضايا الدولية والإقليمية، وفقًا لمحددات وطنية واضحة تصب فى صالح الوطن والمواطن. وللحديث بقية.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التنمية المصرية والعوائق الجيوسياسية ٣ د علاء رزق التنمية المصري الجديدة للرئيس السيسى أدى إلى وهو ما

إقرأ أيضاً:

مدبولي يستعرض موقف أعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي مع عدد من المستثمرين

عقد اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً بهدف استعراض موقف أعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي مع عدد من المستثمرين السياحيين، وذلك بحضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس أحمد موسى، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع التخطيط والمشروعات، والدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للشئون الفنية، والمهندس أحمد إبراهيم، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، والمهندس محمود زغلول، رئيس جهاز الساحل الشمالي (القطاع الأول)، وعددٍ من المطورين والمستثمرين السياحيين بالساحل الشمالي الغربي.

وأكد رئيس الوزراء أن الهدف من هذا الاجتماع، هو اللقاء مع المستثمرين الذين لديهم أراضي في الساحل الشمالي من غرب رأس الحكمة لشرق مطروح، والتنسيق لتحقيق رؤية الدولة في تنمية هذه المناطق بما يُسهم في زيادة أعداد السائحين الوافدين، مشيرًا إلى أننا نستهدف أن تكون هذه المناطق مأهولة بالسكان والسائحين على مدار العام وليس في فترة الصيف فقط.  

كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه في إطار التخطيط العام وتوجه الدولة، يجب أن يكون هناك تكامل بين جميع المشروعات المُنفذة من جانب المستثمرين، بحيث يكون هناك ممشي على البحر يربط بين المشروعات، مؤكداً ضرورة تنفيذ وتشغيل جزء فندقي في كل مشروع سياحي ساحلى ولا يقتصر الأمر على الجزء العقاري فقط، ولذا الفترة المقبلة لن يسمح بتشغيل مشروع جديد إلا بعد بناء الجزء الفندقي، وهدفنا هو تحويل الساحل الشمالي إلى مقصد سياحي عالمي، وهذا لن يتحقق إلا بزيادة أعداد الغرف الفندقية، في ظل الإقبال الكبير من السياحة الوافدة على الساحل الشمالي، مضيفاً أن هذه المنطقة يمكن أن تعمل على مدار السنة، ولكن بشرط أن تكون لدينا بنية أساسية وفنادق، ونحن جميعاً سنستفيد من ذلك.

وأكد رئيس الوزراء ضرورة أن يكون الجزء التجاري في المشروعات مخططاً على أعلي مستوي، وأن يكون هناك تناسق وتناغم بينها في إطار رؤية عامة، مشيراً إلى أن هذه المنطقة مع وجود مدينة رأس الحكمة سيحدث فيها نقلة نوعية، ومن ثم يجب أن تكون لدينا رؤية تطويرية لها.

من جانبه أشار المهندس شريف الشربيني، إلى خطة الوزارة للتنمية العمرانية للساحل الشمالي الغربي "غرب مدينة رأس الحكمة حتى شرق سملا وعلم الروم"، مستعرضاً الأراضي ولاية هيئة المجتمعات العمرانية، والموقف الحالي من غرب رأس الحكمة حتى الجراولة مشيراً إلى خطة العمل الحالية والمستقبلية وآليات التعامل المقترحة.

كما استعرض وزير الاسكان، قطاع الأراضي غرب رأس الحكمة حتى شرق سملا وعلم الروم، وموقف التنمية فى هذه الأراضى.

بدورهم رحب المستثمرون السياحيون بهذه الملاحظات المُهمة للغاية، مؤكدين أنهم سوف يتعاونون مع الدولة لتحقيق هذه المستهدفات، مُستعرضين عددًا من هذه التحديات التي تواجههم في خططهم التنموية بالمنطقة، وطالبوا بزيادة الخدمات الموجودة في هذه المنطقة، سواء الخدمات الصحية أو الإدارية، أو الشرطية، وكذا مطار، وميناء يخوت، وغيرها.

وطالب المستثمرون السياحيون بخطة تسويق عالمية لهذه المنطقة، وأنهم كمستثمرين مستعدون للمساهمة في تكاليف هذه الحملة التسويقية، كما عرضوا عددًا من الأفكار والمقترحات التي تسهم في زيادة الإقبال السياحي على هذه المنطقة.

وعرض المستثمرون السياحيون الجهود التي يقومون بها خلال هذه الفترة لزيادة الغرف الفندقية، مؤكدين أن هناك إقبالا كبيرا من مختلف الجنسيات على زيارة الساحل الشمالي.

وفي نهاية الاجتماع وجه رئيس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بتكليف مكتب استشاري لكي يضع رؤية تخطيطية للمنطقة، بعمق نحو 10 كيلو مترات على الأقل، ويلتزم بها جميع المستثمرين السياحيين، بما يسهم بأن تكون هذه المنطقة على أعلى مستوى.

مقالات مشابهة

  • ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إسرائيل
  • بسبب إسرائيل.. ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • شراكة مرتقبة بين وكالة الفضاء المصرية و«الإيسيسكو» لتعزيز التنمية المستدامة
  • رئيس هيئة الدواء المصرية يستقبل ممثلي شركة أسبن الدولية
  • "مدبولي" يستعرض موقف أعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي مع عدد من المستثمرين
  • مدبولي يستعرض موقف أعمال التنمية بالساحل الشمالي الغربي مع عدد من المستثمرين
  • سفير مصر في كيتو يلتقي أعضاء الجالية المصرية بالإكوادور ويستمع لمطالبهم ومقترحاتهم
  • سنوات ترامب العجاف!
  • إجازة مفتوحة..وكالة التنمية الدولية تجمد عمل موظفيها حول العالم
  • فتح باب التقديم في مدارس النيل المصرية الدولية 2026.. عبر هذا الرابط