بوابة الوفد:
2024-10-01@23:31:20 GMT

التنمية المصرية والعوائق الجيوسياسية (٣)

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق أن الولاية الجديدة للرئيس السيسى تتزامن مع التوجهات العالمية الجديدة، وأن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، ستؤدى إلى وأد مبادرة الممر الاقتصادى لا سيما بعد أفول نجم إسرائيل المتوقع نهايته هذا العام على يد المقاومة الفلسطينية، وقد تناولنا رؤية مصر للتعامل مع الواقع الجديد والتى عرضها الرئيس السيسى والتى كان آخرها ضرورة الاستمرار فى سياسات الاتزان الاستراتيجى، التى تنتهجها الدولة المصرية، تجاه القضايا الدولية والإقليمية، ففى ظل ما تعانيه المنطقة العربية من صراعات، كان آخرها تصاعد حدة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وهو ما أدى إلى زيادة تعقيدات الحسابات وسيولة الانتقال من التعاون إلى الصراع، وهو ما يضعنا أمام شبكة من التفاعلات التى تزيد من تكلفة المحافظة على المصالح الاستراتيجية المصرية، فى ظل تصورات لبعض القوى الدولية والإقليمية لوجود فراغ استراتيجى فى المنطقة تسعى لملئه من خلال التنافس، وعدم مراعاة مصالح الآخرين.

وهو ما يخلف شعورًا بالضبابية وارتفاع مستوى المخاطر، وحالة عدم اليقين التى تسيطر على مجمل الأوضاع الاقتصادية العالمية الآن. ومع الإيمان بأن السياسة الخارجية المصرية تستند إلى عدد من المرتكزات، منها دعم السلام والاستقرار فى المحيطين الإقليمى والدولى، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولى، واحترام العهود والمواثيق الدولية، إضافة إلى الالتزام بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى. ولكن هذا يصطدم بزيادة واقتراب حدة الصراعات السياسية والحدودية التى تتميز بها المنطقة العربية الآن، وهذا يدعونا إلى التأكيد أن القوة الاقتصادية للدولة هى العنصر الحاكم فى استمرارية بقائها فى محيطها، وأن الخسائر الاقتصادية المستمرة قد تعجل بانطفائها، وهو ما قد نلاحظه الآن من تزايد حجم الخسائر الاقتصادية للعنصر الحاكم فى بؤرة التوتر فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وهى إسرائيل، فمنذ أحداث 7 أكتوبر الماضى تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة وهى خسائر تحمل بين طياتها أن الفاتورة مفتوحة على خسائر أفدح لأكبر حرب تدخلها إسرائيل منذ إنشائها، فقد بلغت الخسائر المباشرة 56 مليار دولار، وعند إضافة الخسائر غير المباشرة تبلغ الخسائر أكثر من 115 مليار دولار، مما أدى إلى انكماش فى الناتج المحلى الإجمالى خلال الربع الأخير بنحو 20%، مع زيادة عجز الموازنة إلى 6%، وزيادة حجم الدين العام لأكثر من 65% من الناتج المحلى الإجمالى، وانخفاض دخل المواطنين فى إسرائيل لأكثر من 20%، وهو أمر أدى إلى زيادة حدة المخاوف بعد نزوح أكثر من 120 ألف نازح، ولكن الأخطر وهو ما نعول عليه فى رسم مستقبل المنطقة، ما أشارت إليه وكالة موديز للتصنيف الإئتمانى بعد تخفيض التصنيف الإئتمانى لإسرائيل، مع نظرة مستقبلية سلبية، وهو الخفض الأول من نوعه منذ نشأة إسرائيل، فاستدعاء أكثر من 300 ألف جندى من جنود الاحتياط أدى إلى تعطل الإنتاج، وركود حركة التجارة مما صب فى انخفاض حجم الصادرات الإسرائيلية بنحو 20% وتراجع فى الاستثمار فى الأصول الثابتة بأكثر من 67%، ويبقى الأخطر وهو تراجع فى عدد الشركات الناشئة فى قطاع التكنولوجيا الفائقة التى تتميز بها إسرائيل بأكثر من 75% وهى إشارة، ودلالة على أن الفاتورة مفتوحة بأكثر مما نتوقع، بعد احتمال كبير لدخول أطراف أكبر فى دائرة الصراع، وأن هذا العام قد يحمل الكثير من المفاجآت التى يجب اغتنامها، وهو أمر ليس ببعيد على الدولة المصرية التى تسعى إلى تطبيق سياسات الاتزان الاستراتيجى تجاه القضايا الدولية والإقليمية، وفقًا لمحددات وطنية واضحة تصب فى صالح الوطن والمواطن. وللحديث بقية.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التنمية المصرية والعوائق الجيوسياسية ٣ د علاء رزق التنمية المصري الجديدة للرئيس السيسى أدى إلى وهو ما

إقرأ أيضاً:

احتفالية الجمعية المصرية لعلوم الإبل بمناسبة العام الدولي للإبل بمقر التنمية المستدامة بمطروح

نظمت الجمعية المصرية لعلوم الإبل، بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء، تحت رعاية الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء احتفالية بمناسبة العام الدولي للإبل صباح اليوم الإثنين، تحت عنوان "الإبل: موروث اقتصادي اجتماعي ثقافي". شهدت الفعالية مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، من بينها الدكتور حمدي قنديل، رئيس مجلس إدارة الجمعية، والمهندس حسين السنيني، السكرتير العام المساعد لمحافظة مطروح، والدكتورة غادة حجازي، نائب رئيس مركز بحوث الصحراء للبحوث والدراسات، والدكتور أحمد عبد المقصود، رئيس شعبة الإنتاج الحيواني والداجني،بمركز بحوث الصحراء والمهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، بالإضافة إلى عدد كبير من الباحثين ومربي الإبل من مختلف أنحاء مطروح.

انطلاق الاحتفالية

بدأت الاحتفالية بمقدمة من الإذاعي عبد الحميد القناشي، المستشار الإعلامي لمركز التنمية المستدامة، الذي تناول فيها الفوائد العديدة للإبل، خاصة في البيئات الصحراوية مثل محافظة مطروح. وأشار إلى الدور المهم الذي تلعبه الإبل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

دعم الثروة الحيوانية

قال المهندس محمود الأمير إن مركز التنمية المستدامة يعمل بجد لتقديم الدعم للمربين في قطاع الثروة الحيوانية، وخاصة الإبل، حيث تساهم محافظة مطروح بنحو ثلث كمية الإبل في مصر. وأكد أن المركز يهدف إلى تعزيز هذا القطاع الحيوي من خلال مجموعة من المبادرات.

تعزيز الإنتاجية والاهتمام الحكومي

أكد الأستاذ الدكتور حمدي قنديل على أهمية الجمعية في تعزيز إنتاجية الإبل، مشيرًا إلى أن الاحتفالية تأتي في إطار الاهتمام المتزايد من قبل الدولة بالهجن، خاصة مع إقامة مهرجانات سباق الهجن في مناطق متنوعة مثل سيناء والعلمين وسيوة. وأوضح أن هناك خططًا للتوسع في إنشاء مضامير السباق وفق أحدث المعايير العلمية.

مواجهة التحديات

في سياق متصل، أكدت الدكتورة غادة حجازي على أهمية الاستفادة من الثروة الحيوانية، خاصة الإبل، كتراث اقتصادي. وأوضحت أن الشعبة المختصة بمركز بحوث الصحراء تعمل على مواجهة التحديات التي تواجه هذا القطاع، مما يسهم في تحسين الإنتاجية.

الأبحاث والدراسات

من جانبه، أشار الدكتور أحمد عبد المقصود إلى أن الدراسات التي أجريت تركز على الحفاظ على الإبل في ظل التغيرات المناخية، موضحًا أن الإبل تعد من الحيوانات القديمة التي يمكنها التكيف مع الظروف البيئية القاسية.

خطط مستقبلية

وأكد المهندس حسين السنيني على اهتمام محافظة مطروح بزيادة أعداد الإبل، حيث تسعى المحافظة للوصول إلى 40 ألف رأس بدلًا من 22 ألفًا. وأوضح أن هناك خططًا ومشروعات تهدف إلى دعم المربين، بما في ذلك ضمهم إلى صندوق الثروة الحيوانية الذي يقدم دعمًا ماليًا وتدريبيًا.


التراث الثقافي والرياضي

في الختام، تناول الدكتور حمدي قنديل التقنيات الحديثة في مجالات الطب البيطري والتغذية، مشددًا على أن رياضة سباق الهجن تُعتبر جزءًا من التراث العربي الأصيل. وأكد أن هذه الفعالية تسلط الضوء على أهمية المحافظة على هذا التراث للأجيال القادمة، مما يعكس الجوانب الثقافية والاقتصادية للاستثمار في الثروة الحيوانية.
حضر الإحتفالية الدكتور حسن الشافعي والدكتور رأفت خضر رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق  والدكتور بهاء فراج وعدد من أعضاء الجمعية المصرية لعلوم الإبل

مقالات مشابهة

  • اليابان استخدمت الملوخية المصرية فى صناعة الدواء
  • التنمية توجه دعوات رسمية لزعماء ورؤساء الحكومات والشخصيات الدولية لحضور المنتدي الحضري
  • سياحة المهرجانات فرصة قوية للترويج للمقاصد المصرية
  • «بيك الباتروس» للفنادق المصرية تستحوذ على ٤ فنادق فى المغرب
  • «الوزير» و«المحافظ» و«التنمية الصناعية»
  • احتفالية الجمعية المصرية لعلوم الإبل بمناسبة العام الدولي للإبل بمقر التنمية المستدامة بمطروح
  • جمعية المودة تنضم لمنظمة "WFO" وتعزز موقعها في التنمية الأسرية الدولية
  • الداخلية تنظم مؤتمرًا طبيًا تحت عنوان "الاستراتيجيات الطبية العامة لصحة المرأة المصرية"
  • وزارة التنمية المحلية المصرية تعلن عن تعديلات اشتراطات البناء الجديدة وتقدم معلومات مهمة
  • الحرب فى السينما المصرية