أشار تقرير عام 2023م لمؤشر الابتكار العالمي إلى أن «اتجاهات الابتكار على مستوى العالم قد جاءت وسط بيئةٍ اقتصادية يكتنفها الكثير من عدم اليقين»، فقد شهد العام المنصرم الكثير من التوترات الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد والتجارة والعلوم والابتكار، ولم تقتصر هذه الآثار على الأقاليم التي حدثت فيها هذه التغييرات، ولكنها انعكست على الجميع بما فيها الاقتصادات الأكثر ابتكارا، وفرضت الركود وانخفاض الإنتاجية في العديد من القطاعات، ولكن تاريخ البشرية قد أثبت في كل مرة أن التباطؤ يعقبه نمو بقيادة الطفرات الابتكارية، وإذا عدنا للوراء سنوات قليلة، واستذكرنا جائحة كورونا وكيف استجمعت منظومات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار جهودها لإنتاج لقاحات الفيروس، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أصبح العالم بحاجة إلى المزيد من ابتكارات العلوم الحيوية؟ وهل سيشهد العالم في قادم الأيام ثورة تكنولوجية بقيادة موجات ابتكارات التكنولوجيا الحيوية بصورة تضاهي «الطفرة الرقمية» التي نقلت الإنسان إلى أقصى اختراعات العلوم العميقة؟

في البدء دعونا نقترب من المشهد العلمي والابتكاري في تخصصات العلوم الحيوية، نجد أن البشرية تنظر إلى التكنولوجيا الحيوية بأملٍ كبير، فقد علمتنا الجائحة أهمية التعاون العلمي والبحثي من أجل إنقاذ الحياة على هذا الكوكب، لم تكن الجائحة سوى وقفة صادقة لإدراك أن العالم ليس بحاجة للاختراعات الرائعة علميا ولكنها غير مجدية اقتصاديا ولا تمس حياة البشر واحتياجاتهم الأساسية، فالابتكارات في مجالات مُجرَّدة ونظرية لم تجد نفعا في الوقت الذي كان فيه الملايين من المعوزين يواجهون احتمالات الموت جوعا بعد أن أجبرتهم الإجراءات الاحترازية للوباء للبقاء في منازلهم دون عمل، وهذا يضعنا أمام التعقيدات والقوى الدافعة للابتكار التي يجب معالجتها عبر إدارة الأولويات، وهل يجب على البشرية ترجيح مسار مشترك للأنشطة البحثية والابتكارية الموجهة للاحتياجات الإنسانية البحتة.

واستنادا إلى قراءة تحديات فترة جائحة كورونا، فإن الإنسانية كانت تكابد أهم وأقدم التحديات؛ وهما الوصول إلى الماء والغذاء بشكل كاف، والحصول على العلاجات واللقاحات الوقائية، والتكنولوجيا الحيوية هي مفتاح الحل، وعلى مر تاريخ الإنسان على هذه الأرض اعتمد إنتاج الغذاء -كما نعرفه بشكله المعتاد- بصورة كاملة على مكونات الأرض من تربة وبذور ومياه وحيوانات، وعلى الطقس والأيدي العاملة، والممارسات الزراعية المتراكمة، قد أحدثت الكثير من الآثار السلبية مثل استنزاف الموارد الطبيعية والتلوث وغيرها، ولكن المبتكرين في التكنولوجيا الحيوية تمكنوا لأول مرة في التاريخ من إنتاج البروتين دون هدر الموارد الطبيعية، مما يعني أننا ندخل الآن عصر الإنتاج الغذائي المستدام الذي يحرر كوكبنا من أعباء الزراعة، إذ أعلنت شركة الأغذية الشمسية Solar Foods وهي شركة ابتكارية فنلندية ناشئة في التكنولوجيا الحيوية الغذائية أنها قد طورت ابتكارا يسمح بإنتاج البروتين الغني بالمغذيات المفيدة باستخدام الكهرباء والهواء، وطبقا لشعارها اللفظي الذي يقول: «نحن ننتج الغذاء من الهواء»، فهي تعد طفرة ابتكارية غير مسبوقة لإحداث ثورة مستدامة في إنتاج الغذاء، وها قد أصبح لدى البشرية المعرفة اللازمة للتغلب على التحديات العميقة لأنظمة الإنتاج المحلي والعلمي والتي تعاني من المخاطر المتعددة على طول سلسلة القيمة وسلاسل الإمداد، إذن كيف تعمل تكنولوجيا الأغذية الشمسية؟

تأخذ عملية الإنتاج تقنيات الإكثار الميكروسكوبي للأحياء الدقيقة، حيث يبدأ خط الإنتاج باختيار ميكروب من الطبيعة، واستزراعه بنفس العملية الحيوية التي تتم فيها زراعة النباتات، ولكن استزراع الميكروبات يكون بتوفير الأكسجين والطاقة الكهربائية ودعم عملية التخمير لإنتاج البروتين، وتعد هذه العملية أكثر كفاءة في إنتاج البروتين بمقدار 20 مرة من عملية التمثيل الضوئي في النبات، و200 مرة من إنتاج اللحوم، وتتمحور فكرة الابتكار في كون أن المادة التي يبدأ منها خط الإنتاج ليس نباتًا أو حيوانًا. وبدلًا من ذلك، فهو ميكروب غير معدل ويتم إكثاره بطريقة غير مكلفة لإنتاج «سولين» وهو عبارة عن بروتين مغذ وصحي، وأطلقت عليه الشركة هذا الاسم للإشارة إلى أن إنتاجه لا يأتي من الأرض وإنما من الطاقة الشمسية Solar Energy، ومن الناحية التطبيقية فإن بروتين سولين يمكن أن يكون مدخلا للكثير من الصناعات الغذائية، فمن حيث التركيبة العضوية هو يشبه إلى حد كبير تركيبة الصويا أو الطحالب المجففة، وتعمل الشركة في الوقت الراهن على استقطاب الطهاة المبتكرين لوضع استحداث وصفات عصرية لوجبات لذيذة من هذا البروتين المبتكر، مما يتيح للمستهلك تجربة مميزة وفريدة، وبما أن العمليات الحيوية الإنتاجية لا تحتاج إلى مساحات كبيرة من الأرض، ولا تتضمن التكاليف الكبيرة لتربية الحيوانات ورعايتها، ولا تؤثر على البيئة مثل الزراعة التقليدية التي أوجبت الكثير من حالات إزالة الغابات، والاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، والأسمدة، والمخصبات الزراعية، والمضادات الحيوية، والهرمونات ومختلف المواد الكيميائية التي أدت إلى تدهور التربة، وتلوث المياه، فإن ابتكار الأغذية الشمسية يمكن أن يخلق إمدادات غذائية لا حصر لها للإنسان في حالات الرخاء، وفي الحالات الاستثنائية.

والأمثلة كثيرة على ابتكارات التكنولوجيا الحيوية التي تتيح حلولا متكاملة للمشكلات العصرية على هذا الكوكب، وفي مقدمتها ملف الأمن الغذائي، والصحة، والبيئة، فمراكز البحوث العلمية المتقدمة أصبحت تضع جُلَّ اهتمامها في دعم التكنولوجيا الحيوية بالشكل ذاته الذي كانت فيه قطاعات تطوير النزاعات الحربية والسيارات والحاسوب تعمل خلال القرن الماضي، فالتطبيقات العملية لقطاع الصحة تعتمد الآن على أدوات وابتكارات علوم الأحياء الجزيئية، مثل الجينوم والعلاج بالخلايا والجينات، وبحسب تصريحات قادة الشركات الابتكارية الرائدة في صناعة العقاقير والمنتجات الدوائية والصيدلانية؛ ستوفر التطورات في مجال التكنولوجيا الحيوية الصناعية أجيالًا جديدة من الجزيئات التي لم يسبق لها مثيل في الطبيعة، بالإضافة إلى تعزيز عمليات طرح الأدوية التجريبية للتقييم السريري، وإتاحة طرق نظيفة ومستدامة للتصنيع بحيث تعتمد على مناهج البيولوجيا التركيبية.

ومع وجود كل هذه الفرص الاستراتيجية للاستثمار في التصنيع والإنتاج القائم على ابتكارات التكنولوجيا الحيوية، إلا أن القطاع لا يزال يواجه عدة عقبات بسبب قلة التركيز الاستراتيجي عليه، واستمرار تصاعد أولويات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والخوارزميات وغيرها من التقنيات المتقدمة للثورة الصناعية الرابعة، ففي حين أن العلوم الحيوية في حاجة ماسة إلى تقنية المعلومات وأدواته المساندة مثل البيانات الضخمة، والبرمجيات والمنصات السحابية، إلا أن التطوير التكنولوجي في عمق العلوم الحيوية يمكن أن تنتج عنه نسخة أخرى للثورة الصناعية القادمة، فالتقدم العلمي الموجه لتنمية قاعدة للتكنولوجيا الحيوية الصناعية يمكنه أن يسهم بشكل كبير في قيادة الاقتصاد الحيوي، وفي تعزيز مخزون المهارات الكلية لمجتمع الممارسات البحثة والابتكارية بشكل يسهم في تسريع بناء الشراكات الاستراتيجية، وتهيئة الفرص الاستثمارية والإنتاجية عبر تسويق مخرجات الابتكار، ونمو ريادة الأعمال العلمية.

وهذا يضع البشرية أمام منحنى تاريخي يستوجب سرعة اتخاذ قرار الدعم العاجل والواسع لقطاع التكنولوجيا الحيوية الحديثة، فعندما ظهر الجيل الأول من هذه التكنولوجيا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي مع اكتشاف الحمض النووي المؤتلف، تم تطبيقها لأول مرة في قطاع الصحة، وانتظرت القطاعات الأخرى عقدا من الزمن حتى وصلت التقنيات الجزيئية إلى صناعاتها التحويلية في الزراعة والغذاء والبيئة، ورافق هذا التحول الكثير من الجدل العلمي والمجتمعي، فجميع ابتكارات التكنولوجيا الحيوية كانت تُصنف بأنها بمثابة هندسة وراثية، وأحد أشكال الهندسة الأيضية، إلا أن الجوانب الهندسية في الواقع كانت مجازية أكثر منها في الواقع، ولم تظهر أهمية التكنولوجيا الحيوية سوى مؤخرا حين نجح العلماء في إثراء قدرات العمليات الميكروبية الصناعية من خلال جلب جينات جديدة إلى المحفزات الحية، وتعديل جينوماتها لتناسب مع احتياجات التصنيع الحيوي لإنتاج الغذاء والأدوية والعقاقير والمستحضرات الأخرى والوقود الحيوي، وجميعها تمثل ركائز الاقتصاد الحيوي والدائري، ويعد ظهور البيولوجيا التركيبية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حدثا مفصليا غيّر تمامًا من قواعد لعبة إعادة توجيه الكائنات الحية الدقيقة كعوامل للتحولات الجذرية على المستوى الصناعي، ففي الثورة الصناعية الرابعة، نجحت الآلة في جلب الراحة والرفاهية لحياة الناس، وأتمتة المهام المعقدة، ولكنها لم تتضمن الاستدامة والأنسنة، وهذا يفتح الطريق أمام الثورة التكنولوجية القادمة التي من المؤكد سوف تسهم في نشوء التطورات العلمية المتسارعة في التكنولوجيا الحيوية التي تتمركز حول الإنسان، والاستدامة، ومرونة الأنظمة البيئية مع تكامل التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا الحيوية، وظهور جيل ابتكارات الخلايا الذكية، والفضاءات المدمجة بين العالمين الافتراضي والمادي، وبلا شك فإن الاقتصادات التي سوف تتصدر في المستقبل تصنيفات مؤشرات الابتكار العالمية هي تلك التي تستثمر الآن في التكنولوجيا الحيوية.

د. جميلة الهنائية باحثة في سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی التکنولوجیا الحیویة العلوم الحیویة الکثیر من

إقرأ أيضاً:

حركة تمرد والطريق إلى الثورة

يجب في البداية، أن نبعث برقية شكر.. "شكر للزملاء" كل اعضاء ومؤسسين "حركة تمرد"على مستوى الجمهورية، وكل المكاتب التنسيقية، والمجموعات الوطنية، بالقري والمدن والأحياء..

هذه الحركة التي كانت النواة الأولى لخلع نظام الإخوان، وهي العنصر الأول والأساسي، لخروج الملايين من "جماهير شعب مصر" في الثلاثين من يونيو نحو الطريق "لسحب الثقة" من الرئيس المعزول "محمد مرسي عيسى العياط"

وفي هذا الطريق، اجتمع كل الوطنيين، المختلفين، في التوجهات السياسية، واصطفوا خلف الوطن، وشكلوا تلاحم و انتماء وطني عظيم، موروث شعبي، يرجع لخمسينات القرن، وأكثر، فالتاريخ المصري مليئ بانتصارات الشعب العظيم، علي كل المعتدين على مقدرات الوطن، رأينا الليبرالي مع الناصري، وأيضا الرأسمالي بجوار اليساري، لتعود الحالة الوطنية الشعبية، تتصدر المشهد السياسي المصري من جديد في الألفية الجديدة

ويأتي "الحس الوطني من الجماهير المصرية" المناهضة للإخوان بمثابة انعقاد مؤتمر للجمعية العمومية للشعب المصري في العصر الحديث منذ توكيلات سعد باشا زغلول بعد ثورة 1919 ونجاح الفكرة التاريخية، في "عام 2013" بقيادة "حركة تمرد" والتي استطاعت "إدارة الغضب" في الشارع السياسي المصري، بإطلاق عملية سلمية لجمع استمارة بسحب الثقة من الاخوان ومندوبهم.

وقدم شباب تمرد نموذجا فى النضال الوطنى السلمى القانونى والسياسى، فعلى الصعيد القانونى أعطى هذه الاستمارة التوكيل مشروعية التمثيل بالرقم القومي والتوقيع بمطلب شعبي

وعلى الصعيد السياسى، وفرت "حركة تمرد" خلال التوقيعات ودمجها ببعض "الكيانات الشبابية" في ذلك الوقت، فرصة للاتصال بالجماهير من "الشعب المصري" وشرح قانونية هذه الاستمارة، وأهمية المطالبة "السلمية" بالخلاص من هذه "الجماعة".

وكانت الفكرة عبقرية، وتتبدى عبقريتها فى طبيعتها "القانونية" وقدرتها على "حشد الشعب" بشكل سلمي معبر عن "رفضهم" لنظام غير وطني، كما كان في الماضي، المطالبة بالاستقلال، فى تكرار سيناريو الخمسينيات، والذي اعتبره التوكيلات إنابة من الأمة فردا فردا للزعيم للحديث باسمها فى قضية الاستقلال، بينما كانت استماره تمرد مطالبة، فوريه بسحب الثقة من الاخوان ومطالبة الجيش بحماية إرادتة بعزل مرسي وانتخابات رئاسية مبكرة.

وبالتأكيد كانت تمرد هي الحركة الثانية لجمع التوقيعات المصرية، كانت تعبيرا شعبياً "سلمياً" يرفض أخونة الدولة، وأكثر شرائح المجتمع المصرى انضم الينا، بكل أطيافة المجتمعية الوطنية، وبالرغم من كل ما أحاط حركة تمرد من ظروف معقدة، عاشها الكثير من الأصدقاء فإنها حققت من الإنجازات ما لم تحققه الحلقات السابقة.

على مر "العصور" لم يخون الشعب وطنة، ولم يفرط "زعيم" في استقلال الوطن، واجتمع كل "شباب مصر" الوطني منسقين المحافظات، وعناصر من الشباب للانتقال إلى جمع الاستمارات بالميادين بالتزامن مع "عيد العمال" في الأول من مايو.

كانت هناك مخاطر حقآ في بداية الأمر، وجمعوا توقيعات من أصحاب لهم وذلك بقصد إثبات قدرتهم على جمع أكبر عدد وكانت في تنافسية وطنية.

"بذرة الجمهورية الجديدة" التي تم زرعها، قبل الرابع والعشرين من ابريل عام 2013 "حملة تمرد" كانت طوق النجاه للشعب حين أطلق الإخوان الإرهابيين، طلقاتهم النارية على الشعب المصري والتعدي على الحريات، والاعتصام أمام مدينة الإنتاج الإعلامي وكذالك المحكمة الدستورية، والافعال الإجرامية ليظهر اسم "تمرد" والشعار "كارت أحمر للرئيس"، وكانت كلمة السر التي هدمت حلم الإخوان ووهم السيطرة على حكم مصر وجعلها دوله إخوانية.

وتلاقي كل وطني مخلص لهذا "البلد" وانضمت الجمعية العمومية للشعب المصري، ونادي فيهم كل عاقل، كي يتراجعوا عن ابتزاز الشعب المصري وتجاهلت السلطة الشعب وأصبح التحدث فقط للأهل والعشيرة. واصبحنا نقول احنا يا هما وهذا ما حدث.

كنا نري امام أعيننا، أن مصر تخطف من الشعب، ليتمكن الإخوان من السيطرة علي مفاصل الدولة، ومع تشابه الاحداث، قالوا أن مصر تحت حكم الإخوان 50عاما، والحلم الإخواني تحقق، ولن تعود مصر.

وهنا تحركت الجماهير المصرية، لتعلن رفضها التام لمخطط الاخونة وغضبها الشديد من الإخوان، والتمسك بأن مصر للمصريين ولا قوة تجبر الشعب المصري علي تخلية عن "الوطن" واعلنا تمردنا وطالبنا بالاعلان عن "انتخابات رئاسية مبكرة" وسحب الثقة، من مندوب الإخوان بالقصر الرئاسي،

وشهدت "حركة تمرد" تفاعلا شعبيا كبيرا، بداية من الشباب حتى كبار السن والصغار، "و لا أنسى حينما جاءتنى سيدة كبيرة فى السن باستمارات يصل عددها ل 100 ورقة، مطالبة بحماس بعدم التخلى عن الحملة، والسماح لها بالمشاركة في الفرز بالمقر.

خرج الشعب المصري بجميع أطيافه وكان هدفهم شيء واحد وهو الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية التي أسست على الدم ليستعيد الشعب المصري "مصر" من الفاشية الدينية بثورة سلمية فى تجمعات أسرية واحتفالات شعبية وأغاني وطنية التف حولها الجميع ليصل رسالته إلى كل العالم أن مصر للمصريين فقط.

وانحاز لمطالب الشعب إبن من أبناء مصنع الرجال جيش مصر العظيم الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" في ذلك الوقت، وحمل روحه علي كفه، متحديا جماعه، تدعمها كل قوي الشر

وأعلن التحدي وإلتف "شعب مصر العظيم" خلفه وخلف قواتهم المسلحة، فكانت الملحمة الوطنية، وإمتلأت الميادين وغطت اعلام المحروسة، كل بقعة فيها من اسوان، حتي الاسكندرية، فمن أخرج هؤلاء الملايين الي الميادين، سوي انتمائهم، وخوفهم علي "مصر"

فهذه هي "الجينات المصرية" وقت الشدائد، لافرق بين مسلم ومسيحي، الكل التف حول العلم، رمز "الكرامة والعزة" جاء يوم الثلاثين من يونيو، ليتوج معركتنا، وصمودنا، ونضالنا ضد الإرهاب، وضد كل من خان الوطن، واستعان بجهات أجنبية، وكل من تطاول وقال طظ في مصر، كان من الصعب علينا نحن شعب مصر العظيم أن نعيش ونمارس أمور حياتنا وتحكمنا هذه الفاشية التي يرأسها خونة ومرشد الجماعة والمندوب الرئيس، لم يكن مقبولاً أن مصر صاحبة الحضارة والتاريخ والثقافة تعيش تحت رحمة جماعة إرهابية لا تعترف بالحدود ولا تحترم الدولة المصرية.

واجتمع كل الأطراف المعنية بالدولة المصرية مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالمجلس الشعبي الوطني لأخذ القرار بعزل مرسي مندوب الإخوان بعد انتهاء مهلة أعطاها الجيش المصري للرئيس الإخواني محمد العياط بالتخيير بين الجماعة والشعب وهى فرصة لتصحيح أوضاع شخص الحاكم للدولة المصرية.

ولكنهم أصروا على تجاهل هذه المهلة المحددة، وتمسكوا بالعنف، وبدأت تظهر الوجه الآخر للجماعة والمرشد، حيث تم التعدي على الشعب المصري والتحدث عن الشرعية، الوهم.

أحد المواقف التي لا انساها أبدا حين أطلق محافظ أسيوط علية رجالة للامساك بي واستيقافى بالسيارة وتمت مطاردة مثيرة انتهت بفوز رجالة وحراس يحي طة كشك السيد المحافظ الإخواني، والذي وجة لي تهمة حيازة استماره تمرد والتي برأتني عليها النيابة لكونها استمارة سلمية لا تخالف القانون، وهنا أشكر الصديق محمود بدر الذي كان لة موقف، وتدخل سريعا حينها.

رغم النجاح في جمع الاستمارات، كان يوجد تخوف، من عدم استجابة المصريين، بشكل كبير للنزول، فى "30 يونيو" والذي حدد هذا التاريخ الصديق العزيز "مصطفى السويسي" بغرض إثبات وجود التظاهرات التي قامت بالامضاء على الاستمارة ولكنه فوجئ ببشائر نجاح الفاعلية، ليتوافد المصريين على الميادين، ومن لم يكن لديه قدرة على النزول، قام برفع الأعلام فى شرفات منازلهم.

كنا مصرين جدا على أن الموقف الوحيد الصحيح هو الاستجابة لمطالب الشعب، وعزل مرسى، وتحقيق خارطة الطريق، بتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا، إدارة البلاد، لحين انتخاب رئيس جديد، لتنبت بذرة الجمهورية الجديدة، وتخرج لنا الدولة القوية

واخيرًا أنا ممتن لأصحاب أعظم تمرد في التاريخ، ممتن لكل من ساهم في حركة تمرد من الجنود المعروفين والمجهولين الذين لم يتخلوا ولا فروا عن مصر ومواجهة التحديات..

دامت قواتنا الباسلة الحصن المنيع لإدارة الشعب المصري العظيم الدرع والسيف.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي في التعليم: خطوة عراقية جديدة نحو المستقبل
  • المراكز التكنولوجية بالمنيا تواصل تلقى طلبات التصالح في مخالفات البناء
  • تنسيق الجامعات.. تعرف على برنامج التكنولوجيا الحيوية الجزيئية مرحلة البكالوريوس بعلوم حلوان
  • محافظ المنيا: المراكز التكنولوجية مستمرة في تلقي طلبات التصالح على مخالفات البناء
  • تنسيق الجامعات.. تعرف على كلية العلوم جامعة حلوان
  • رداً على قرار نقل مقار شركات الاتصالات الى عدن.. قيادي حوثي يتحدث عن قطع شبكة كابلات الاتصالات الحيوية في البحر الأحمر وايقاف اليمنية
  • فرض رسوم على التكنولوجيا النظيفة الصينية يهدد التحول الأخضر
  • حركة تمرد والطريق إلى الثورة
  • الأمم المتحدة تعلن 5 مبادئ لوقف نشر المعلومات المضللة والكراهية عبر الإتترنت
  • وزير النقل اللبناني: تأثير تقرير "تلجراف" على مرافقنا الحيوية "صفر"