أثارت مساعدات عسكرية أميركية لتايوان وأستراليا ومناورات عسكرية ضخمة بمشاركة اليابان وألمانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية غضبا صينيا، حيث حذرت بكين من أن "التباهي بالقوة العسكرية" سيزيد التوتر في بحر جنوب الصين.

وأعلن البيت الأبيض مساء أمس الجمعة أن الولايات المتحدة سوف تقدم مساعدات عسكرية لتايوان بقيمة 345 مليون دولار تشمل معدات دفاعية وخدمات من وزارة الدفاع وتدريبات عسكرية.

والولايات المتحدة ملتزمة قانونا بدعم القدرات الدفاعية لتايوان بموجب قانون علاقات تايوان لعام 1979، وتبيع واشنطن أسلحة لتايوان منذ سنوات، لكن المساعدات الجديدة ستأتي مباشرة من المخزونات الموجودة لدى واشنطن بالطريقة نفسها المعتمدة مع أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن هذه المساعدة ستتيح لتايوان "تعزيز قدرة الردع لديها، الآن وفي المستقبل"، ولا سيما لناحية "مخزونات (الأسلحة) الدفاعية" وكذلك "القدرات الدفاعية المضادة للدروع والمضادة للطائرات".

ودائما ما تثير هذه الخطوة غضب الصين التي تعتبر تايوان (جزيرة يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة) جزءا من أراضيها رغم أن لها حكومة مستقلة منذ عام 1949، وطالبت بكين مرارا الولايات المتحدة بوقف بيع الأسلحة لتايوان.


تعاون وثيق

وفي تايوان، أعربت وزارة الدفاع الوطني اليوم السبت عن امتنانها لواشنطن على حزمة المساعدات، وقال المتحدث باسم الوزارة سون لي فانغ "سنواصل العمل على نحو وثيق مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الأمنية للحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

وكان الكونغرس الأميركي قد اعتمد في ميزانية عام 2023 ما يصل إلى مليار دولار من مساعدات الأسلحة لتايوان بموجب سلطة السحب الرئاسي، وهي آلية تتيح للحكومة تقديم المساعدة العسكرية الطارئة لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها في وقت الأزمات.

ويأتي إعلان واشنطن عن المساعدات العسكرية لتايوان في خضم انطلاق الحوار مجددا بين الولايات المتحدة والصين بعد سلسلة زيارات لبكين أجراها كبار المسؤولين الأميركيين، بينهم وزيرا الخارجية والخزانة أنتوني بلينكن وجانيت يلين والمبعوث الخاص لشؤون المناخ جون كيري.

وخلال زيارة بلينكن إلى بكين في منتصف يونيو/حزيران الماضي تمسك الطرفان بمواقفهما المتعلقة بتايوان، لكنهما أملا في البقاء على تواصل منعا لتحول التوتر إلى مواجهة مسلحة.

كذلك، يأتي الإعلان في وقت يعقد فيه وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان لويد أوستن وأنتوني بلينكن اجتماعات اليوم السبت في أستراليا مع نظيريهما هناك، حيث يتوقع أن تكون أنشطة الصين حاضرة أثناء المناقشات.

مساعدات عسكرية لأستراليا

وقال أوستن إن الولايات المتحدة ستساعد أستراليا في إنتاج أنظمة صاروخية موجهة متعددة الإطلاق بحلول عام 2025، وذلك بعد أن تعهد كبار المسؤولين في البلدين بالتواصل مع الصين، ولكنهم قالوا إنهم سيعارضونها أيضا إذا لزم الأمر.

وخلال مؤتمر صحفي، أضاف أوستن الموجود في ولاية كوينزلاند الأسترالية لحضور الحوار الوزاري الأسترالي الأميركي السنوي "نسعى لإطلاق عدة مبادرات متبادلة النفع مع قطاع الدفاع الأسترالي تشمل التزاما بمساعدة أستراليا في تصنيع منظومات صاروخية موجهة متعددة الإطلاق بحلول 2025".

وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى أن بلاده تعمل أيضا على تسريع حصول أستراليا على الذخائر ذات الأولوية من خلال عملية مبسطة.

أستراليا تستضيف مناورات يشارك فيها 30 ألف عسكري من أستراليا والولايات المتحدة واليابان (غيتي)

بدوره، قال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس "نحن سعداء حقا بالخطوات التي نتخذها في ما يتعلق بتأسيس مشروع للأسلحة الموجهة والذخائر المتفجرة في هذا البلد"، وأعرب عن أمله في بدء تصنيع الصواريخ في أستراليا خلال عامين، في إطار قاعدة صناعية شاملة بين البلدين.

وأشار مارليس إلى أنه ستكون هناك "زيادة في معدل زيارات الغواصات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية إلى مياهنا"، في إطار التعاون الثنائي.

وبشأن الصين، قال وزير الخارجية الأميركي "جزء مما نقوم به يتمثل في إشراك الصين، ولكن أيضا حسب الضرورة يمكن أن نعارض جهودها لتعطيل حركة الملاحة في بحري جنوب وشرق الصين لقلب الوضع الراهن الذي يحافظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وتحويله للضغط على الدول من خلال الترهيب الاقتصادي".

في غضون ذلك، تستضيف مقاطعة بريسبان الأسترالية مناورات "تاليسمان سابر- 2023" التي يشارك فيها 30 ألف عسكري من أستراليا والولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية.

وتدخل التدريبات أسبوعها الثاني بعمليات واسعة النطاق تشمل مناورات جوية ومعارك برية وعمليات إنزال برمائي.


تحذير صيني

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الصينية اليوم السبت إن إرسال دول معينة -لم تسمها- سفنا وطائرات بصورة متكررة "للتباهي بقوتها العسكرية من أجل مصلحتها الخاصة" أدى إلى تفاقم التوتر في بحري جنوب وشرق الصين.

وعلق المتحدث باسم الوزارة "تان كه في" على تقرير دفاعي أصدرته اليابان وأشارت فيه إلى تهديدات صينية، قائلا إن بعض الإجراءات أدت إلى تفاقم حدة التوتر في المنطقة على نحو خطير حتى مع استقرار الوضع في بحري شرق وجنوب الصين بوجه عام.

وأضاف أن التقرير الدفاعي السنوي لليابان أظهر "تصورا خاطئا" بخصوص الصين و"بالغ عمدا في ما يسمى التهديد العسكري الصيني"، وقال إن الصين قدمت احتجاجات شديدة اللهجة لطوكيو وعبرت عن رفضها التام لما جاء في التقرير.

وأكد مجددا أن اليابان "تتدخل باستمرار في الشؤون الداخلية للصين وتنتهك قواعد العلاقات الدولية وتقوض أسس العلاقات الصينية اليابانية وتعمل على تأجيج الوضع في مضيق تايوان".

وأصدرت اليابان تقريرها السنوي الأسبوع الماضي، وقدمت فيه تقييما سلبيا للتهديد الذي تمثله طموحات الصين في المنطقة، وشراكتها الأمنية مع روسيا وكوريا الشمالية.

وكانت اليابان قد أعلنت زيادة إنفاقها العسكري إلى ضعفين على مدى السنوات الخمس المقبلة، وذلك في أكبر تعزيز عسكري لها منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مساعدات عسکریة وزارة الدفاع

إقرأ أيضاً:

أمريكا تحذر إسرائيل من عواقب شن عملية عسكرية واسعة ضد لبنان

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن "حزب الله اللبناني يواصل ربط نفسه بحماس ويرفض إنهاء الصراع".

وخلال لقائه بالمبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكاستين، أكد غالانت أن "الطريقة الوحيدة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم هي من خلال العمل العسكري"، موجها الشكر للمبعوث الأمريكي على جهوده في إعادة النظام إلى الحدود الشمالية.

خبير عسكري: إسرائيل ستعاني من صواريخ الحوثيين الجديدة لهذا السبب (فيديو) حماس: إذا وسعت إسرائيل الحرب في جبهات جديدة فإنها ستتعرض لآلاف الصواريخ

وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي على "أهمية الدعم الأمريكي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بعد تغير الوضع الأمني ​​في المنطقة الحدودية".

من جهته، أكد المبعوث الأمريكي إلى لبنان، أن "شن عملية عسكرية واسعة ضد لبنان لن يعيد الأسرى وسيعرض إسرائيل للخطر".

وكان الجيش الإسرائيلي، قد علّق أمس الأحد، على المناشير التي تدعو سكان قرى جنوبي لبنان، إلى مغادرة منازلهم.

وأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأن "قرار إلقاء هذه المناشير لم يحصل على موافقة القيادة العليا، وأنه تمت المباشرة بالتحقيق في الحادث"، مؤكدة أن "التحقيق الأولي كشف أن قائد أحد الألوية العسكرية اتخذ قرار توزيع المنشورات والدعوة إلى إخلاء منطقة الوزاني بحلول الساعة 16:00 من تلقاء نفسه".

 

منطقة ميس الجبل

وقالت الصحيفة إن "منطقة ميس الجبل شهدت تسجيل خروج السكان من القرية بعد تحميل ممتلكاتهم على الشاحنات"، مدعية أن "عملية الإخلاء تمت بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل".

وكانت القناة 13 الإسرائيلية، قد أفادت مساء السبت الماضي، بأن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قرر توسيع العملية العسكرية في الجبهة الشمالية في وجه "حزب الله" اللبناني.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن نتنياهو خلال جلسة عقدت، الخميس الماضي، لبحث التصعيد على الجبهة الشمالية، أن الجيش الإسرائيلي بصدد القيام بعملية موسعة وقوية في الجبهة الشمالية، دون تحديد موعد.

وأشارت القناة إلى أن مسؤولين أمنيين، قالوا إن "توسيع الحرب في الشمال سيتطلب في المقابل تقليص الوجود العسكري في غزة، وأي تحرك لتغيير الواقع الحالي على الأرض في الشمال قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق".

ولم تكتف القناة بذلك، بل نقلت عن مصدر مسؤول مقرب من دائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه "لم يتم تحديد موعد للتحرك العسكري، لكنه موعد في المستقبل القريب".

 

استهداف مخازن التسليح والطوارئ

وفي السياق نفسه، أعلن "حزب الله" اللبناني، أول أمس السبت، استهداف مخازن التسليح والطوارئ التابعة للواء المدفعي والصواريخ الدقيقة "282" التابع للجيش الإسرائيلي، شمال غرب بحيرة طبريا.

وقال الحزب، في بيان، إن عناصره استهدفت مخازن التسليح والطوارئ التابعة لقاعدة "282" في يفتاح إليفليط، بعشرات الصواريخ من طراز "كاتيوشا"، مضيفا أن هذه العملية "جاءت رداً على ‌‏‌‏اعتداءات الجيش الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل الآمنة وخصوصاً في بلدة ‏كفرمان، ودعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة".

يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.

إلا أن حدة التوترات تصاعدت، في الآونة الأخيرة، إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية بشن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.

وتتزايد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، قد تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر دولا أخرى في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • بعد أحداث لبنان.. الصين تحذر من التصعيد في المنطقة
  • اللجنة العسكرية المشتركة بين الإمارات وأستراليا تعقد اجتماعها في أبوظبي
  • ساندرز: المذبحة في غزة تُنفذ بمعدات عسكرية أميركية
  • الصين تفرض عقوبات على 9 شركات أميركية ردا على بيع معدات عسكرية لتايوان
  • بسبب تايوان.. الصين تفرض عقوبات على 9 شركات أميركية
  • الصين تفرض إجراءات مضادة على 9 شركات عسكرية أمريكية بسبب بيعها الأسلحة لتايوان
  • رصد 9 طائرات عسكرية صينية تعمل حول تايوان في آخر 24 ساعة
  • البنتاجون: الخارجية توافق على بيع قطع غيار عسكرية لتايوان بـ228 مليون دولار
  • الولايات المتحدة تكمل سحب قواتها العسكرية من النيجر
  • أمريكا تحذر إسرائيل من عواقب شن عملية عسكرية واسعة ضد لبنان