قائد بالناتو: الحرب الهجينة تحت سطح البحر تهدد مليار شخص في الغرب
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
حذر قائد بحلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن أمن ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية معرض للتهديد بسبب المحاولات الروسية لاستهداف نقاط الضعف الواسعة النطاق في البنية التحتية تحت الماء.
ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن الأدميرال ديدييه مالتير مساعد قائد القيادة البحرية للناتو أن شبكة الكابلات والاتصالات في أوروبا وخطوط الأنابيب تحت الماء، بما في ذلك مزارع الرياح وكابلات الطاقة التي يعتمد عليها الحلف، لم يتم بناؤها لتحمل "الحرب الهجينة" التي تنتهجها موسكو وغيرها من خصوم الناتو.
وأضاف "نحن نعلم أن الروس طوروا كثيرا من وسائل الحرب الهجينة تحت البحر لتعطيل الاقتصاد الأوروبي، إن اقتصادنا بأكمله تحت البحر يتعرض للتهديد".
وتأتي هذه التعليقات -حسب تقرير ميراندا براينت للصحيفة- بعد حادثتي تخريب مشتبه بهما على خطوط أنابيب الغاز في بحر البلطيق في الأشهر الـ18 الماضية، أولها تخريب نورد ستريم 1 و2 في سبتمبر/أيلول 2022، وثانيها الضرر الذي لحق بخط أنابيب غاز البلطيق الذي يربط فنلندا وإستونيا عبر بحر البلطيق "بولتيك كونيكتور" العام الماضي، وقد قالت فنلندا إن "كل شيء يشير" إلى أن سفينة صينية ألحقت الضرر عمدا بـ"بولتيك كونيكتور"، وإن كان الأمر لا يزال دون حل رغم التحقيقات المكثفة التي أجرتها دول متعددة.
تعقب الأنشطة المشبوهةوقال مالتير، وهو غواص، إنه قضى "أكثر من ألف يوم تحت سطح البحر"، إن البيئة تغيرت بشكل كبير بعد تطوير جزء كبير من البنية التحتية الحالية من قبل القطاع الخاص، ليصبح أكثر من 90% من الإنترنت موجود تحت البحر، مما يجعل هذه البنية معرضة للخطر بشكل كبير لوجود كثير من نقاط الضعف.
وأوضح مالتير أن قيادة البحرية بالناتو كان لديها دائما "أكثر من 100 سفينة وغواصات نووية وغواصات تقليدية" تقوم بدوريات في المياه، وقال "هذا مصدر قلق مهم للغاية، لأنها قضية تهم أمن نحو مليار مدني من دول الناتو. نحن بحاجة إلى الحماية وتزويدنا بشكل جيد بالبنية التحتية الحيوية تحت سطح البحر".
ومع ذلك، يرى القائد أنه من المستحيل على الناتو حراسة كل قطعة من البنية التحتية تحت البحر، حيث تقع المسؤولية الأساسية على عاتق الدول لحماية البنية التحتية الخاصة بها، وقال "نحن نعلم أن هناك كثيرا من نقاط الضعف"، وأضاف "لدينا اهتمام خاص بالروس في الوقت الحالي، ولكن من الصعب جدا أن تكون لدينا مراقبة دائمة لكل كابل، إلا أن دولا مثل النرويج والسويد والدانمارك طورت طائرات بدون طيار وأجهزة استشعار ومركبات تحت الماء بدون طيار لتتمكن بسرعة كبيرة من اكتشاف أي شيء مشبوه أو خطأ يحدث".
مركز لتعقب الأنشطة المشبوهةونبه القائد إلى أن الناتو يقوم بإنشاء مركز مخصص في مقر بحريته في المملكة المتحدة، مؤكدا أن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، قد يمكن بحرية الناتو من اكتشاف ومتابعة الأنشطة المشبوهة في البحر، وأوضح "نحن نستخدم جميع أجهزة الاستشعار لدينا من قاع البحر إلى الفضاء، وخاصة قدرات الأقمار الصناعية للناتو، حتى نتمكن من تحديد الأنشطة المشبوهة".
وأشار مالتير إلى أن القدرة على تحديد الجهات الفاعلة التي تقف وراء الهجمات الهجينة تبدو أمرا حيويا، لكنه اعترف بصعوبتها، وقارنها بتعقب مرتكب هجوم سيبراني، وقال "إذا كان الروس يستخدمون قدرات عالية للغاية، فهذا الأمر صعب للغاية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات البنیة التحتیة تحت البحر
إقرأ أيضاً:
واشنطن تهدد روسيا وأوكرانيا بوقف وساطتها وتشترط للاستمرار
حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن الولايات المتحدة ستنهي وساطتها ما لم تقدم روسيا وأوكرانيا "اقتراحات ملموسة" لوضع حد للحرب الدائرة بينهما منذ أكثر من 3 أعوام.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس -في مؤتمر صحفي- إن الوزير قال إن الوقت حان لتقديم موسكو وكييف مقترحات ملموسة لإنهاء الحرب، وفي حال عدم إحراز تقدم ستتراجع واشنطن عن دورها كوسيط.
وأضافت مستشهدة ببيان صادر عن روبيو "نحن حاليا في مرحلة تتطلب من الطرفين تقديم مقترحات ملموسة لإنهاء هذا الصراع. أما كيفية المضي قدما من هنا، فهو قرار يعود للرئيس (الأميركي دونالد ترامب). وإذا لم يتم إحراز تقدم، فسنتراجع عن دورنا كوسطاء في هذه العملية".
وأوضحت بروس أن الأمر يعود نهاية المطاف إلى الرئيس دونالد ترامب ليقرر المضي في المساعي الدبلوماسية.
وأكدت بروس أن الولايات المتحدة "لا تريد هدنة 3 أيام تتيح الاحتفال بأمر آخر، بل وقفا تاما ومستداما لإطلاق النار ونهاية للنزاع".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أول أمس وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام في مايو/أيار بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفياتي وحلفائه في الحرب العالمية الثانية، في خطوة بدت وكأنها تهدف إلى الإشارة إلى أن موسكو لا تزال مهتمة بالسلام.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -أمس- إن أوكرانيا لم تستجب لعروض الرئيس بوتين لبدء محادثات سلام مباشرة، وإنه من غير الواضح ما إذا كانت ستنضم إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام.
وقد سعت كل من كييف وموسكو إلى إظهار أنهما تحرزان تقدما نحو هدف ترامب المتمثل في التوصل لاتفاق سلام سريع، بعد أن هددت الولايات المتحدة بالتخلي عن مساعيها لتحقيق السلام.
إعلانورفض مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون -الأسبوع الماضي- بعض المقترحات الأميركية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقدموا أخرى مقابلة بشأن قضايا من بينها الأراضي والعقوبات، وفق النصوص الكاملة للمقترحات التي قالت رويترز إنها اطلعت عليها.
زيلينسكي: الكرة في مرمى الروس
من جانب آخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن إحراز تقدم في إنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من 3 سنوات مع روسيا يتوقف على اتخاذ موسكو الخطوة الأولى المتمثلة في الموافقة على وقف إطلاق نار غير مشروط.
وكرر زيلينسكي -أمس- في خطابه المسائي المصور إصرار أوكرانيا على التزام روسيا بوقف إطلاق نار غير مشروط.
وقال "يجب عليهم اتخاذ خطوات واضحة نحو إنهاء الحرب، ونحن نصر على أن وقف إطلاق نار غير مشروط وكامل يجب أن يكون الخطوة الأولى، وعلى روسيا أن تفعل ذلك".
وأضاف أن أوكرانيا تستعد لمزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة بهدف الضغط على موسكو للانخراط في محادثات.
وكان الرئيس الأميركي قد قال مرارا إنه سينهي الحرب في أوكرانيا سريعا، والتي وصفها بأنها "سخيفة" مهددا موسكو بعقوبات اقتصادية جديدة إذا لم توافق على إجراء مفاوضات.
ووعد ترامب خلال حملته الانتخابية الأخيرة بإنهاء الحرب بعد 24 ساعة من توليه منصبه، لكن مساعديه ذكروا بعد ذلك أن التوصل إلى اتفاق قد "يستغرق شهورا".
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلّي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعدّه أوكرانيا تدخلا في شؤونها.