متى يتوقف العبث بالوظيفة العامة؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
سالم الفراص
ما كان ينقص الناس معرفة بما أركستهم فيها فترة معين رئيس الوزراء السابق من مصاعب وآلام ومكابدات لم تقتصر على مسلسل ( الكهرباء ) وما أدراك من كهرباء.. التي لو جمعنا الأموال المهولة التي رصدت من أجل تحسينها والتي تذهب هباء
ولا تفضى إلا إلى مزيد من غموض وتعقد هذا الملف المرهق.
ليزيد عليه إقدام مجلس الرئاسة على وقف وإلغاء كل التعيينات التي أقدم عليها مكتبه ومكاتب العاملين تحت إشراف حكومته والتي اختتمها بعشرات التكليفات قبل إقالته بساعات، هذه التعيينات المقصودة والخارجة عن اختصاصه التي أدت إلى مفاقمة المشكلات والعراقيل وكادت تتسبب بأزمات خطيرة مثيرة للفوضى وتوسع الأبواب المؤدية إلى الإرباك وعدم الاستقرار، لولا أن تداركها في اللحظات الأخيرة مجلس الرئاسة من خلال إقدامه على التوجيه بإلغائها.
وهو ما يجعلنا نتساءل ما الذي دفع رئيس الوزراء المقال معين إلى الإقدام على هكذا خطوة هل لأنه يعلم أنه مهما عمل وختم به مشوار فترته المظلمة لن يطاله القانون ولن يعرضه للمساءلة.
ربما كان هذا سببا واحدا من أسباب كثيرة جعلته كما يقال بلغة (النصارى) بالسيف صايد.
ومع وضوح هذه الحقيقة هل موجب على الشارع أن يقبل بعدم مساءلة (معين) على ما فعله وتسبب به أثناء فترة حكمه. بالتأكيد أن الشارع لن يقبل كونه وبعد أن أصبح على يقين أن ملف ( معين ) سيذهب مثله مثل كثير من ملفات الفاسدين قبله وبعده إلى خانة التجاهل والعفو عما سلف. وأنه عليه أي المواطن أراد وقف العبث بمقدراته أن يخرج من قوقعة صمته ويندفع إلى أخذ حقه بيده طالما وأن الامور قد درجت على هكذا معالجات بائسة وغير عادلة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
لا مكان لسنّة لبنان خارج لبنان أولاً
كتب قاسم يوسف في" نداء الوطن": استكمل السنّة في لبنان تأكيد المؤكد بعد عقدَين كاملين من التجارب والكبوات والمنزلقات القاتلة، اختبروا فيهما كل أنواع القهر والمظلوميات والضغوط القصوى، من الداخل ومن الخارج، لكنهم لم ينجرفوا، ولم يسلكوا درب المغامرات. وظلت أكثريتهم الكاثرة في صلب المعادلة الوطنية التي حسمت نهائية الكيان اللبناني وأولويته، باعتباره حصنهم الحصين، بعد أن كان في أدبياتهم جزءاً لا يتجزّأ من بحر سنّي هادر يمتد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب.قبل غزة، كان جرحهم المفتوح في سوريا. تعاطفوا مع ثورتها الهائلة كما لم يتعاطفوا مع قضية في تاريخهم، لكنهم لم ينجرفوا. وظلت حركتهم السياسية والاجتماعية تحت سقف الممكن والمتاح، قبل أن يعودوا ويلفظوا كل أولئك الذين سلكوا درب السلاح أو حرّضوا عليه. السنّة في لبنان، بأكثريتهم الكاثرة، هم أهل دولة، وأبناء الانتظام العام، يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية وهادئة، في دولة سيدة وحرة ومستقلة ومزدهرة وعادلة ومحايدة ومتفاهمة مع محيطها، يريدون دولة حقيقية يأخذون فيها حقوقهم ويقدمون واجباتهم كمواطنين طبيعيين، ويرفضون أن تتحول بلادهم إلى ساحة لحروب الآخرين تحت أي عنوان من العناوين، قد يتعاطفون مع هذا أو ذاك، وقد يعبّرون عن تعاطفهم كما تُعبّر كل الشعوب في العالم، لكنهم يرفضون الانجراف إلى الهاوية، ويرفضون أخذ بلادهم إلى الجحيم.
وكتب طارق أبو زينب في" نداء الوطن": حاول المحور الإيراني الالتفاف على الطائفة السنية لاستقطاب المسلمين السنة ودعم بعض الأحزاب والحركات بالمال والسلاح تم تشكيلها في عدة مناطق لبنانية، وعلى رغم أنه أسس "سرايا المقاومة" من الشبّان السنة، فإن الكثيرين لم يتجاوبوا مع دعوته في الشارع السني. وكما تفرد بقرار الحرب عام2006، تفرد بقرار المشاركة في حرب طوفان الأقصى وأسماها حرب الإسناد والمشاغلة. تأثر جزء من الشارع السني بهذه الحرب وفتحت شهية بعض شبان السنة من خلال العمل على التطوع والقتال إلى جانب "حزب الله".
تقول أوساط سنية إن معظم المنتمين للطائفة السنية العروبية لم ينزلقوا إلى المحور الإيراني وينبذون السلاح غير الشرعي، والطائفة السنية مرجعيتها دار الفتوى التي أثبتت أنها جامعة لكل اللبنانيين، أما العمل على عسكرة جزء من الشارع السني في لبنان للقتال إلى جانب "حزب الله"، فإن هذا الأمر يصب في مصلحة الحزب السياسية.