متى ينفد #صبر #إيران؟ – د. #منذر_الحوارات
إطلاق مسيرة لم يتم اعتراضها إسرائيلياً من قبل ميليشيات عراقية ممولة من إيران على قاعدة عسكرية بحرية إسرائيلية تسببت في أضرار في أحد مباني القاعدة، حيث ترسو العديد من السفن البحرية حسب الوكالات، وفي الحال ودون انتظار أو تأنّ تقوم طائرات إسرائيلية بالإغارة على حي المزة في دمشق واغتيال شخصية إيرانية على درجة عالية من الأهمية والخطورة، إنه حسن مهداوي المعروف باسم محمود رضا زاهدي وهو بمثابة المندوب السامي الإيراني في سورية والعراق ولبنان هو وسبعة من رفاقه، ويقول المراقبون ان هذا الاغتيال يأتي من حيث الأهمية بعد اغتيال قاسم سليماني الذي اغتالته الطائرات الأميركية قرب مطار بغداد، هذا هو الحدث أما تداعياته فهي من الخطورة بمكان ربما يؤدي إلى انزلاق المنطقة لفوضى غير محسوبة.
تبنت إيران فكرة الصبر الإستراتيجي وهذه تضمن لها أن تهندس ردودها بشكل متأنّ بحيث لا تنجرف إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل والقوى الدولية، وهي بهذه الاستراتيجية استطاعت أن تستوعب العديد من الضربات في الماضي وترد بالتنسيق مع الخصم وهذا ما كشفه الرئيس دونالد ترامب بعد مقتل قاسم سليماني حيث أكد أن ايران أبلغت الأميركان بموعد الضربة وقوتها، لكن هذه المرة مختلفة فهي تأتي مباشرة بواسطة طائرات إسرائيلية وعلى مكان يعتبر أرضاً إيرانية وأمام مرأى ومسمع من العالم، بالتالي إذا لم ترد فإن مصداقيتها أمام حلفائها ستتآكل وستبدو قدرتها على الردع كنمر من ورق، تأكيد الرد جاء في تغريدة على منصة اكس للمرشد الأعلى بخمس لغات منها العبرية بأن إسرائيل ستندم، وهو ما أكد عليه عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري (إن على إسرائيل أن تُعد نفسها لرد حازم من جانب إيران لأنها اعتدت على أراضينا) وهناك جدل وغضب في ايران على ضرورة أن ترد هي بذاتها وليس بواسطة أدواتها في المنطقة، بالتالي لم يعد من المقبول الاستمرار في نفس السياسة.
لكن ايران تخشى الحرب الشاملة وفي المقابل هي تخشى من أن تآكل قدرتها على الرد سيشجع إسرائيل على شن هجمات أوسع، لذلك هي تبحث عن هدف يوفر لها الرد دون أن يؤدي إلى حرب شاملة بعد أن حرمتها الولايات المتحدة من فكرة الرد على أهداف أميركية إثر تنصل الأخيرة من أي علاقة لها بالضربة، وإلا كانت قد هندست ضربة على هدف أميركي بالاتفاق معها ولانتهى الأمر كما حدث عندما قُتل سليماني لكن الوضع هذه المرة مختلف تماماً، بالتالي تبدوا ايران في مأزق فقد استفادت لعقود من ميزة استنزاف إسرائيل بواسطة الوكلاء دون أن تدفع ثمناً كبيراً بل كان العرب هم من يدفعون، لكن في رحلة بحثها عن استعادة قوة ردعها المهدورة في السابع من اكتوبر قررت إسرائيل أن الحرب بالواسطة قد انتهت وإلى الأبد، وأن كل من شارك في طوفان الأقصى حسب اعتقادها سيكون في سُلم المواجهة، وبالرغم من ذلك يعتقد بعض المراقبين أن ايران ستجد ضالتها في رد لا يثير حفيظة إسرائيل ويعتمدون في ذلك على حوادث مماثلة منها أنها لم تختر التصعيد بعد اغتيال قاسم سليماني في العام 2022 ولا بعد اغتيال مهندس برنامجها النووي محسن فخري زادة على ارضها لأنها رأت بأن لا الظروف ولا الوقت في صالحها، والثاني ان ايران ستتذرع بأنها لن تقدم لنتنياهو هدية مجانية بتوسيع الصراع.
مقالات ذات صلة كوماندوس الإعلام 2024/04/15إسرائيلية في الخارج، ضربات متزامنة لأذرع إيران في المنطقة، أو تصعيد الاضطرابات في دول حليفة للولايات المتحدة وأقربها للتصعيد العراق، ويلاحظ مؤخراً بوضوح أن الأعين الإيرانية تتجه صوب الأردن والضفة الغربية، وربما تأخير الرد الإيراني إلى ما بعد عيد الفطر يعطي الانطباع بأن إيران تريد منح فرصة للأميركان للتدخل وإيجاد مخرج من هذا المأزق الإيراني، لكن الأكيد أن هذا المأزق الإيراني سيتفاقم لأن هناك قراراً إسرائيلياً بضرورة فتح الجبهة مع الممول الرئيسي بالتالي لم يعد الخيار إيرانياً صرفاً اللهم إلا إذا رضيت بتراجع دورها في المنطقة، ومثله تراجع ثقة حلفائها بها، أم أن صبرها سينفد وترد بأي طريقة مهما كانت.
هذا يجعل الكثيرين يعتقدون أن إيران ستستخدم أذرعها في الرد، مثلاً ضرب سفينة إسرائيلية في البحر، ضرب سفارة
إسرائيلية في الخارج، ضربات متزامنة لأذرع إيران في المنطقة، أو تصعيد الاضطرابات في دول حليفة للولايات المتحدة وأقربها للتصعيد العراق، ويلاحظ مؤخراً بوضوح أن الأعين الإيرانية تتجه صوب الأردن والضفة الغربية، وربما تأخير الرد الإيراني إلى ما بعد عيد الفطر يعطي الانطباع بأن إيران تريد منح فرصة للأميركان للتدخل وإيجاد مخرج من هذا المأزق الإيراني، لكن الأكيد أن هذا المأزق الإيراني سيتفاقم لأن هناك قراراً إسرائيلياً بضرورة فتح الجبهة مع الممول الرئيسي بالتالي لم يعد الخيار إيرانياً صرفاً اللهم إلا إذا رضيت بتراجع دورها في المنطقة، ومثله تراجع ثقة حلفائها بها، أم أن صبرها سينفد وترد بأي طريقة مهما كانت.
هذا المقال كُتب قبل أسبوع من الضربات الإيرانية على دولة الاحتلال وآثرت أن أبقيه كما هو كبداية لمقالات قادمة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: صبر إيران فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
العراق يكشف عن تسلمه تهديدات إسرائيلية
يمن مونيتور/ وكالات
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي، وزير الخارجية فؤاد حسين، الجمعة، أن هنالك تهديدات واضحة للعراق من قبل الكيان الصهيوني، مشدداً على أن الحكومة لا تريد الحرب وسياستها تركز على إبعادها عن البلاد.
وقال في كلمته خلال أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط (ميبس 2024) الذي تقيمه الجامعة الأمريكية في دهوك إن «المنطقة تحت النار والعراق جزء من المنطقة ونحن قلقون على الوضع لافتا إلى أن هناك تهديدات واضحة من قبل الكيان الصهيوني.
وأشار إلى أن الحكومة اتخذت خطوات داخلية وخارجية بشأن تهديدات الكيان الصهيوني مبينا أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.
وأكد أن الحكومة العراقية لا تريد الحرب وسياستها إبعادها عن البلاد”، مضيفا أن الحكومة العراقية مستمرة في اتصالاتها مع العديد من العواصم الغربية المؤثرة لوقف الهجوم على العراق.
وتابع، أن العراق يلعب دوراً مهماً في المنطقة ولا يريد حرباً وهو ليس جزءاً منها، لافتا إلى أن التهديدات قد تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة ونعتقد أن رقعة الحرب سوف تتوسع في المنطقة.
وأضاف، أن “رسائل الكيان الصهيوني التهديدية للعراق وصلتنا بواسطة أطراف ولم نجب عليها مشددا على أن القانون العراقي يمنع أي حالة تطبيع مع الكيان الصهيوني ولا نتواصل مع تل أبيب”.
وأكد، أن “الدولة العراقية تتعامل مع من يكون في البيت الأبيض. وتوقع سياسية مختلفة لترامب عن رئاسته السابقة، لافتا إلى أن العراق لديه علاقات قوية مع الصين وأمريكا وتجارة العراق مع الصين تصل إلى أكثر من 50 مليار دولار سنويا.
واستطرد قائلا: “نتعامل الآن مع جو الحرب في المنطقة والتهديدات الصهيونية جدية وواضحة وملموسة على العراق”، مبينا أن التهديد الداعشي كما كان ليس موجوداً ونتخوف من عودته بسبب الفوضى بالمنطقة”.
وأوضح، أن “العراق ليس له أي أنبوب نفطي مع الدول سوى الموجود في الإقليم ولا يستطيع تصدير نفطه إذا حدث شيء بمنطقة الخليج” مشيرا إلى أنه” بعد خمس سنوات سيكون العراق دولة غازية.
وسارع السوداني، على التحذير من أن الرسالة التي وجهتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي تمثل ذريعة وحجة للاعتداء على بلاده.