أعلن الرئیس الإيراني، إبراهیم رئيسي، أن أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواسع النطاق ومؤلم ضد جميع مرتكبيه.

وأكد رئيسي خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد إن "عملية (الوعد الصادق) تمت بنجاح بهدف معاقبة المعتدي، والآن نعلن بکل حزم أن أقل عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل وواسع النطاق ومؤلم ضد جميع مرتكبيه".

وجرى الاتصال بين رئيسي والشيخ تميم يوم الاثنين حسبما ذكرت وكالة الانباء الايرانية "إرنا".

واعتبر رئيسي أن "القضية الراهنة الأهم في المنطقة وحتى العالم هي استمرار الإبادة الجماعية الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة وضرورة بذل جهود فعالة لوقف جرائم الکیان الصهيوني".

وأضاف إن "قتل الأطفال والإبادة الجماعية والجرائم الفظيعة التي يرتكبها الصهاينة مستمرة بدعم كامل من أمريكا وبعض الدول الغربية لكن شعب غزة المظلوم والأقوياء لا يزال منتصرا في الميدان بمقاومته".
ووصف قصف إسرائيل للقنصلیة الإیرانیة في دمشق بأنه "مؤشر على يأس الکیان بسبب عدم تحقيق أغراضه في مهاجمة غزة".
بدوره، قال الشيخ تميم أن إيران وقطر "ستدعمان بعضهما البعض في كل الظروف"، بحسب "إرنا".

إقرأ المزيد ما احتمالات تدخل "الناتو" في المواجهة بين إسرائيل وإيران؟

ونفذت إيران السبت هجوما غير مسبوق انطلاقا من أراضيها استهدف مواقع عسكرية داخل إسرائيل ردا على قصف تل أبيب لقنصليتها في دمشق، بواسطة مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

وأكد الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني "في الزمان والطريقة المناسبين".

وذكرت قناة NBC الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرد على إيران مؤكدا له أن واشنطن لن تشارك في شن أي هجوم على إيران.

إقرأ المزيد زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما تدافعون عن إسرائيل؟

وأبلغ الرئيس الإيراني نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محادثة هاتفية اليوم الثلاثاء، أن طهران لا تسعى لأي تصعيد في الشرق الأوسط.

وأعرب الرئيس بوتين عن أمله في أن يتحلى الجانبان بضبط النفس وعدم إثارة موجة جديدة من المواجهة تهدد بعواقب كارثية على الشرق الأوسط بأسره.

المصدر: إرنا

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إبراهيم رئيسي الجيش الإسرائيلي الجيش الإيراني الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الهجوم الإيراني على إسرائيل بنيامين نتنياهو جو بايدن

إقرأ أيضاً:

استراتيجية إسرائيل تجاه إيران ومحور المقاومة

د. هيثم مزاحم **

كان الصراع الإيراني الإسرائيلي يجري خلال العقود الماضية بصورة غير مُباشرة أو عبر الحرب بالواسطة، التي كانت تلجأ لها إيران ضد إسرائيل من خلال حلفائها، مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وغيرها من فصائل المقاومة، وكانت إسرائيل ترد ببعض العمليات الاستخباراتية والأمنية ضد إيران، من خلال اغتيال علماء نوويين، أو استهداف المنشآت النووية والعسكرية الحساسة بعمليات تفجير أو تخريب عبر القرصنة الإلكترونية.
لكن في السنوات الأخيرة، وخاصةً بعد هجوم "طوفان الأقصى"- الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023- قرَّرت إسرائيل الرد على إيران بشكل مباشر واستهداف قواتها وقواعدها وقادة الحرس الثوري في سوريا، وصولًا إلى قصف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال القائد في قوة القدس التابعة لحرس الثورة الجنرال زاهدي وستة آخرين من قادة الحرس، ثم اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية داخل طهران؛ الأمر الذي أجبر طهران على الرد مرتين في إبريل وأكتوبر من العام 2024، بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات على أهداف إسرائيلية عديدة. وقالت إسرائيل إنها ردت بقصف أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية الصنع وبعض مصانع الصواريخ الباليستية ومصانع المسيّرات داخل إيران.
وقد سجّلت إسرائيل انتصارًا على إيران وحلفائها نتيجة احتلالها لقطاع غزة وتدمير البنى التحتية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بنسبة تصل إلى 80% واغتيال قادة حماس وأبرزهم إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار وبعض كبار قادة "كتائب القسام"؛ وصولًا إلى الضربات التي تلقاها "حزب الله" في لبنان من تفجير لأجهزة البيجر واللاسلكي واستشهاد العشرات من كوادره وإصابة بين 3 آلاف إلى 5 آلاف بينهم بجروح بعضها خطيرة وخاصة في الوجه والعينين والصدر والمعدة. ثم جاء اغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر وبعده اغتيال قادة قوة الرضوان بغارتين على مقريهما، وصولًا إلى اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، وعدد آخر من القادة العسكريين والأمنيين، من خلال شن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، علاوة على سقوط عدد من المسؤولين في حرس الثورة الإيرانية في هذه الغارات خلال تواجدهم مع قادة حزب الله. 
كل ذلك أدى إلى خسائر كبيرة في محور المقاومة وضربات استراتيجية استباقية نفذتها إسرائيل، فيما بدت إيران عاجزة عن رد متناسب لردع إسرائيل، في حين أن طهران ومحور المقاومة قد فقدا قوة الردع بسبب التصريحات المتكررة لمسؤولين إيرانيين وقادة حزب الله حول عدم رغبتهم في حرب مفتوحة وشاملة مع إسرائيل من جهة، وفي عدم الرد المناسب والسريع على اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية من جهة أخرى. وهو ما فهمه بنيامين نتنياهو على أنه مؤشر ضعف لإيران ومحورها، فقام بزيادة الضغط العسكري على حزب الله في لبنان والمواقع الإيرانية ومواقع حزب الله والفصائل الحليفة في سوريا، وصولًا إلى اغتيال قادة حزب الله من خلال غارات استخدمت فيها مئات القنابل الخارقة للتحصينات على مقرات قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولاحقًا استهداف منشآت عسكرية حساسة في إيران ردًا على إطلاق الصواريخ والمسيّرات الإيرانية على مطارات وقواعد عسكرية في الكيان المحتل.
كان يُنظر إلى نتنياهو- على مدار أعوام حكمه السابقة لعملية طوفان الأقصى- باعتباره يكره المخاطرة ويرتدع عن الحروب. لكن نتنياهو اكتشف أن الضغط العسكري الأقوى يُحقّق أرباحًا استراتيجية كبيرة جدًا. وبعد أن اتضح حجم الصدمة من دخول "حماس" غلاف غزة وأداء جيش الاحتلال الإسرائيلي المخجل، في 7 أكتوبر 2023، هرب نتنياهو من المسؤولية عن الكارثة، وتبرَّأ من تخوُّفاته، وصادق على خطوات عسكرية وأمنية كانت تُعتبر سابقًا كارثية وربما انتحارية، من وجهة نظره. إذ قام باحتلال وتدمير قطاع غزة، وقتل أكثر من 50 ألفًا من المدنيين الفلسطينيين، وقام بتطهير عرقي في شمال قطاع غزة، وبإلحاق ضرر كبير جدًا ببنية حزب الله التنظيمية والعسكرية في لبنان، وقتل وجرح آلاف المدنيين اللبنانيين، واجتاح القرى الأمامية في جنوب لبنان، وهدم القرى الجنوبية ودمَّر أجزاءً كبيرة من مُدن الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وهجّر سكان هذه المناطق البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، وقصف اليمن وإيران، وقام بتهجير الفلسطينيين من غور الأردن في الضفة الغربية، إضافة إلى قصف جوي من الجو في جنين وطولكرم. إضافة إلى إحياء الأفكار بشأن إلغاء فك الارتباط الإسرائيلي مع قطاع غزة؛ حيث باتت فكرة الاستيطان مجددًا في القطاع مدعومة داخل حكومته المتطرفة بصورة واسعة، وأضحى الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ينظر إليها كخطط عملية.
وهناك رغبة كبيرة لدى اليمين القومي والديني الإسرائيلي في التوسّع في منطقة الشرق الأوسط، ولدى نتنياهو شريك سيكون دعمه لخطوات كهذه مصيريًا. إنه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. ويُتوقع أن تكون الإدارة الجديدة في واشنطن مُتساهلة مع طموحات إسرائيل التوسّعية. وقد شكر نتنياهو مؤخرًا ترامب على اعترافه بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الإسرائيلي سنة 2019.
وبحسب المراقبين الإسرائيليين، فإن نتنياهو يُريد أن يَذكُره التاريخ كمن حقّق فكرة "إسرائيل الكبرى". لذلك، سيحاول الإصرار على السيطرة على شمال غزة، ولن يُسارع في الانسحاب من المناطق الجديدة التي احتلها في الجولان السوري وفي جبل الشيخ وريف دمشق، والتي يُمكن أن يتوسّع هذا الاحتلال للأراضي السورية من خلال سيناريوهات مُعيّنة، خاصةً وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تبعد نحو 20 كيلومترًا فقط عن العاصمة دمشق، وعينها على احتلال الجنوب السوري في درعا والسويداء وصولًا إلى الحدود السورية الأردنية، تحت ذريعة حماية الأقلية الدرزية ومنع أي تهديد جهادي للنظام الأردني.
يكشف بعض المحللين الإسرائيليين أن الإيرانيين قد طلبوا من قائد حركة "حماس"، يحيى السنوار، أن ينتظر قبل تنفيذ أي عملية عسكرية كبيرة ضد إسرائيل؛ وذلك نظرًا إلى الوقت الذي تحتاج إليه إيران وحلفاؤها للاستعداد لتنفيذها. لكن السنوار اختار الشروع في تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" بحجة أنها عملية فلسطينية؛ الأمر الذي "أجبر" الإيرانيين على محاولة تحقيق توازن بين مسألتَي "الدفاع عن فلسطين" و"منع التصعيد" الكبير مع الكيان. لكن إسرائيل قامت بالرد بحرب إبادة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ الأمر الذي دفع الإيرانيين إلى استنتاج أن التورُّط بصورة أعمق في الحرب سيكون خطًا، وأنه يجب محاولة وقفها في ظل النتائج الكارثية على "حماس" و"حزب الله". وقد تم نقل هذه الرسالة الإيرانية إلى محور المقاومة، لكن المشكلة تكمن في أن إسرائيل من جهتها لم تتوقف. 
وبعد الضربة القاسية التي تعرض لها حزب الله- درة تاج محور المقاومة في المواجهة مع إسرائيل– جاء انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، ما أدى إلى انسحاب القوات الإيرانية وقوات حزب الله وحلفائهما من سوريا.
لقد صرفت إيران أكثر من 50 مليار دولار على مدار عقد من الزمن لحماية نظام الأسد، وقدمت مع حلفائها آلاف القتلى والجرحى للدفاع عن دمشق وحمص وحماة والساحل السوري واستعادة حلب وريفها وتدمُر ودير الزور وغيرها. كل ذلك ذهب هباءً بعد هجوم فصائل المعارضة المسلحة المدعومة تركيًّا على حلب وحماة وانسحاب الجيش السوري والقوات الروسية من المدن والبلدات والثكنات والمطارات من دون خوض أية مواجهات مع الفصائل المهاجِمة، إلى أن وصلت على أبواب حمص ودمشق، فأكمل الجيش السوري الانسحاب من المدن والبلدات في تسليم واضح دون أية مقاومة أو مُبررات عسكرية.
كما إن إيران لم يكن في إمكانها تقديم الدعم العسكري الكافي إلى نظام الأسد، بعد مقتل كبار قادة "الحرس الثوري" في سوريا في هجمات إسرائيلية دقيقة. ولم يكم بالإمكان إرسال تعزيزات كبيرة من جانب حزب الله بسبب انشغاله في المواجهة مع إسرائيل وتأهُّبه بعد سريان وقف إطلاق النار معها، فيما تعرضت الطائرات الإيرانية لحظر الوصول إلى سوريا ولبنان بفعل التهديد الإسرائيلي بإسقاطها، إضافة إلى استهداف الميليشيات العراقية من جانب الأمريكيين. وعجزت روسيا- الغارقة في وحل أوكرانيا- عن التدخل الحاسم لإنقاذ النظام، بسبب سحب معظم قواتها ومقاتلاتها من سوريا إلى أوكرانيا.
ويعتقد الإسرائيليون حاليًا أنهم في وضع تفوُّق استراتيجي غير مسبوق ولهم اليد العُليا في منطقة الشرق الأوسط بعد الضربات التي تلقاها محور المقاومة في غزة ولبنان وسوريا وإيران، ويجري الآن التركيز على استهداف المنشآت الحيوية في اليمن والتهديد باغتيال قادة أنصار الله الحوثيين، فيما يخشى العراق من عدوان إسرائيلي كبير يستهدف مواقع وقيادات الحشد الشعبي.
بدورها، تخشى إيران أن يستغل نتنياهو هذا التفوق الاستراتيجي وتآكل الردع الإيراني، وخاصة تراجع صلاحية التهديد بالقوة الصاروخية لحزب الله، كي يقوم باستهداف المنشآت النووية والمصانع العسكرية داخل الجمهورية الإسلامية، مُستفيدًا من الغطاء الذي قد يمنحه ترامب لهكذا عدوان، وهو قد صرّح قبل الانتخابات بأن على إسرائيل أن تُنجِز هذه المهمة العدوانية.
ويُراهن الإسرائيليون على حقيقة أن حزب الله يُكرِّس جهوده الحالية على إعادة الإعمار في لبنان وعلى ترميم قدراته العسكرية وبُناه التنظيمية، وأن الإيرانيين يحتاجون إلى 4 أعوام من التهدئة لإعادة البناء والتعافي، ليس فقط عسكريًا؛ بل أيضًا معنويًا وسياسيًا، وعلى صعيد الوعي أيضًا؛ إذ بذلت إيران جهدها لتشكيل صورة "محور المقاومة"، لكن هذه الصورة تشوَّهت وبدت إيران ضعيفة ومُتردِّدة تتخبط بتصريحات وقرارات بُنيت على حسابات استراتيجية خاطئة وتقديرات معدومة لقوة العدو الإسرائيلي وحجم الدعم الأمريكي والغربي له، فيما كانت إسرائيل تتمتع بتفوُّق تكنولوجي واختراق استخباري للمحور مكَّنها من توجيه ضربات استباقية له، والحساب الدقيق للخطوات المُتوقَّعة للمحور، بناءً على حجم المعلومات التي تملكها وعمق الفهم لاستراتيجية إيران ومكامن قوتها وضعفها.
وقد وصفت شخصيةٌ إيرانيةٌ الوضع بأنه "الفترة الأصعب في تاريخ الجمهورية الإسلامية." فيما خلص بعض المراقبين إلى أنه مع خروج حزب الله وإيران من سوريا، بات أُفق مشروع المقاومة مسدودًا وإيران مُضطرة إلى إعادة النظر بالكامل في عقيدتها الدفاعية، خاصةً بعد خسارة طريق الإمداد البري من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا.
** رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن القومي الإيراني: ستظهر مقاومة جديدة في سوريا لمواجهة إسرائيل
  • إيران تتوعد إسرائيل: مقاومة جديدة ستظهر في سوريا
  • خارجية إسرائيل: تصنيف الحوثيين على قائمة الإرهاب يعني الحد من نفوذ إيران
  • ثروت الخرباوي: إسرائيل حطمت جميع مقدرات الجيش السوري بمساعدة الجولاني.. فيديو
  • لابيد: حرب غزة لم تعد تخدم مصالح إسرائيل
  • غارة إسرائيلية تفرغ آخر مستشفى رئيسي في شمال غزة من جميع المرضى وتعتقل مديره
  • الرئيس الإيراني: نهجنا هو توسيع السلام والأمن في المنطقة
  • جلالة السلطان يبعث رسالة خطية إلى الرئيس الإيراني
  • استراتيجية إسرائيل تجاه إيران ومحور المقاومة
  • الرئيس السيسي يوجه بمواصلة الجهود لنشر خدمات الاتصالات في جميع أنحاء الجمهورية