حذر مسؤول بمنظمة الصحة العالمية من أن 5% من حالات حمى الضنك الخطيرة يجب أن تتلقى العلاج في المستشفيات لأنها يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، مشيرًا إلى أن حالات حمى الضنك بدأت في الظهور في أماكن لم تكن موجودة فيها من قبل، مثل إسبانيا أو بوتان.

ففي حلقة جديدة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تقدمه فيسميتا غوبتا سميث وتبثه منظمة الصحة العالمية على منصاتها الرسمية، قال الدكتور رامان فيلايودان، الذي يشغل منصب رئيس وحدة الصحة العامة البيطرية ومكافحة ناقلات الأمراض والبيئة في إدارة مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة بمنظمة الصحة العالمية، إن حمى الضنك هي حمى فيروسية تسببها لدغة البعوض.

في معظم الحالات، تكون هذه الأعراض خفيفة مع آلام في الجسم وصداع وطفح جلدي، والتي تستمر لبضعة أسابيع. إلا أن حوالي 5% من الحالات تكون خطيرة حيث يحتاج المريض إلى رعاية في المستشفى.

أعراض حمى الضنك الشديدة

وأوضح الدكتور فيلايودان أن الأعراض الرئيسية لحمى الضنك الشديدة تتمثل في القيء ونزيف اللثة وتسرب البلازما، وفي بعض الأحيان فشل الأعضاء، مؤكدًا أنه يجب معالجة هذه الحالات في المستشفى لمنع الوفاة.

 

وأفاد الدكتور فيلايودان أن معظم المرضى يتعافون من حمى الضنك، محذرًا من أن التأخير في تلقي العلاج في المستشفى يمكن أن يسبب وفيات لا داعي لها، شارحًا أنه في كثير من الحالات، يستغرق المريض وقتًا للحضور، ويعتبر هذا التأخير نقطة حاسمة، إذ تنتقل حمى الضنك من شخص إلى آخر عن طريق لدغة البعوضة.

وفسر الدكتور فيلايودان سبب ظهور حالات إصابة بحمى الضنك في بلدان لم يسبق أن انتشرت فيها من قبل قائلًا إنه كلما زادت كمية المياه التي يتم تخزينها، زادت مساحة تكاثر البعوض، الذي يبدأ في التكيف ونشر المرض في مناطق جديدة وبلدان جديدة، مشيرًا إلى أن مرض حمى الضنك يتوطن في أكثر من 100 دولة، ويتعرض ما يقرب من 4 مليارات شخص لخطر الإصابة به. لقد تكيفت البعوضة بشكل جيد لدرجة أنها مستمرة في الانتشار. لقد تكيف البعوض بشكل جيد لدرجة أنه يواصل الانتشار إلى مناطق جديدة حيث تكون الظروف المناخية مناسبة.

الوقاية من الأعراض الرئيسية

وقال الدكتور فيلايودان إنه لا يوجد حاليا أي علاج لحمى الضنك، حيث يتم معالجة معظم الحالات في المنزل، وذلك بشكل أساسي للوقاية من الأعراض الرئيسية لحمى الضنك، وهي الحمى أو آلام المفاصل. لذلك يتم إعطاء أقراص مثل الباراسيتامول، كدواء لتقليل آثار تلك الأعراض، في حين لا ينصح باستخدام الأيبوبروفين والأسبرين لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى النزيف.

 

لقاح للأطفال

وأفاد الدكتور فيلايودان أنه يوجد حاليًا لقاح واحد فقط تمت الموافقة عليه ويوصى به للفئة العمرية التي تتراوح من 6 إلى 16 عامًا في البيئات التي ترتفع فيها معدلات انتقال العدوى، مؤكدًا أن هناك العديد من التطورات الجديدة التي تشمل أدوات تشخيصية وأدوية وأدوات أفضل لمكافحة البعوض، وأنها ستكون متاحة عند نشر الدراسات والنتائج. ونصح في الوقت الحالي باللجوء إلى الطرق التقليدية للقضاء على البعوض لأنه لا توجد طرق فعالة أخرى قيد الاستخدام.

صعوبة السيطرة

وأضاف الدكتور فيلايودان أنه من الصعب السيطرة على حمى الضنك لأن هذه البعوضة تكيفت بشكل جيد للغاية مع المراكز الحضرية، بل يمكن أن يظل بيضها جافًا لعدة أشهر ويفقس بمجرد ملامسته للماء. وشرح أن البعوض يستمر في الانتشار إلى مناطق جديدة حيث الظروف مواتية لهم، بما يشمل الجيوب الحضرية وشبه الحضرية.

 

"ناموسية" لتجنب اللدغات نهارًا

وقال الدكتور فيلايودان إن لدغات بعوضة حمى الضنك تحدث خلال النهار، ومن ثم، يجب الحرص على الحماية باستخدام المواد الطاردة وغيرها من تدابير الحماية الشخصية قبل الذهاب إلى العمل أو قبل أن يذهب الأطفال إلى المدرسة. وتشمل التدابير الأخرى منع تكاثر البعوض في المنازل وحولها، وتغطية حاويات تخزين المياه، وفي الوقت نفسه، يجب على المصابين بحمى الضنك أو الأشخاص الذين يميلون إلى النوم أثناء النهار استخدام ما يُعرف بالـ"ناموسية".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية الوفاة المستشفيات أعراض حمى الضنك الشديدة حمى الضنك الصحة العالمیة حمى الضنک یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ارتفاع درجات الحرارة يقلل فعالية المواد الطاردة للحشرات الطبيعية ضد البعوض

تشيردراسات بحثبة إلى أنه مع ارتفاع درجات حرارة البيئة، قد تنخفض فعالية المواد الطاردة للحشرات الطبيعية ضد البعوض.

تحتوي البعوض على مستقبلات الألم التي تسمى TRPA1، والتي تعمل مثل جهاز إنذار الحريق، حيث تكتشف الحرارة الضارة والمواد الكيميائية الضارة لحماية الحشرة.


 

ويلعب هذا المستقبل أيضًا دورًا حاسمًا في تحديد المضيفين الذين تجدهم هذه الحشرات جذابة، خاصةً إذا لم تكن محمية بالمواد الطاردة.

بيتر بيرماريني، المؤلف المشارك في الدراسة، هو أستاذ علم الحشرات في جامعة ولاية أوهايو ، أوضح “لقد وجدنا أن المواد الكيميائية لم تكن قادرة على تنشيط مستقبلات نبات الواسابي لدى البعوض بشكل فعال عندما تجاوزت درجات الحرارة عتبة التنشيط الحراري”.


 


 

درجة الحرارة تضعف المواد الطاردة الطبيعية

في الأساس، تعمل طاردات الحشرات كحواجز كيميائية، تُبعد البعوض المزعج عن أهدافه المحتملة. ولكن في درجات الحرارة المرتفعة، تُصبح مستقبلات TRPA1 لدى البعوض أقل حساسية.


 

هذا يعني أن المواد الطاردة الطبيعية، مثل زيت السترونيلا وزيت النعناع البري ، قد تفقد بعضًا من فعاليتها. ونتيجةً لذلك، قد لا تعمل المنتجات التي تحتوي على هذه المكونات بكفاءة في ظروف الحرارة الشديدة.


 

الاختبار التجريبي


 


 

قام البروفيسور بيرماريني وطالب الدراسات العليا يايون بارك بالبدء في التحقيق في دور درجة الحرارة في حساسية المواد الطاردة للبعوض، بإزالة مستقبلات TRPA1 للبعوض وحقنوها في بويضات الضفادع. ثم اختبروا كيفية استجابة هذه المستقبلات لزيت السترونيلا والنعناع البري في درجات حرارة عادية ومرتفعة.

وجد الخبراء أن هذه المستقبلات لا تزال نشطة، لكنها أقل حساسيةً لتلك المواد في درجات الحرارة المرتفعة. وصرح بيرماريني : “كانت النتائج قريبةً جدًا مما توقعناه”.

وتضمنت التجربة الثانية مراقبة كيفية تفاعل البعوض الإناث البالغات مع هذه المواد الطاردة للحشرات عند درجات حرارة مختلفة.


 

وبمجرد أن تتجاوز درجات الحرارة 32 درجة مئوية، أظهرت البعوض تجنبًا أقل لهذه المواد، مما يعني أنه من الممكن ملاحظة سلوك مماثل في السيناريوهات الحقيقية.

المواد الطاردة الاصطناعية مقابل المواد الطاردة الطبيعية


 

مع ذلك، ليست كل المواد الطاردة للحشرات متساوية في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة. وقد اختُبرت أيضًا مادة DEET، وهي مادة طاردة للبعوض اصطناعية، في الدراسة.

وعلى النقيض من نظيراتها الطبيعية، لا يتفاعل DEET مع مستقبلات الفجل الياباني لردع البعوض، كما تظل كفاءته غير متأثرة بدرجات الحرارة المرتفعة.

كما أشار بيرماريني “هذا يشير إلى أنه خلال الأيام الأكثر حرارة في العام، ربما ترغب في الالتزام بمبيد حشرات صناعي أكثر تقليدية وتجنب استخدام منتج طبيعي يحتوي على زيت السترونيلا أو زيت النعناع البري”.


 

تكييف استراتيجيات مكافحة البعوض

مع ارتفاع درجات الحرارة التي تقلل من فعالية المواد الطاردة الطبيعية، يستكشف الباحثون ومسؤولو الصحة العامة استراتيجيات بديلة للسيطرة على أعداد البعوض.

وتكتسب الابتكارات في مجال مكافحة البعوض، مثل البعوض المعدل وراثيا، وتعطيل الموائل، والمبيدات الاصطناعية الجديدة، اهتماما متزايدا باعتبارها حلولا محتملة.

يتضمن أحد الأساليب الواعدة استخدام المواد الطاردة المكانية – وهي مواد تخلق حاجزًا وقائيًا في منطقة ما بدلاً من الاعتماد على التطبيق المباشر على الجلد.

ويقوم العلماء أيضًا بالتحقيق في المركبات المشتقة من النباتات التي تظل فعالة في درجات الحرارة المرتفعة، مما يضمن استمرار البدائل الطبيعية في لعب دور في الدفاع ضد البعوض.

وبما أن تغير المناخ يؤدي إلى إطالة مواسم تكاثر البعوض وتغيير نطاقه الجغرافي، فإن تكييف استراتيجيات الطرد سيكون أمرا حاسما للحد من خطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض.

وسوف تركز الأبحاث المستقبلية على تطوير تركيبات مقاومة للحرارة وتقنيات إدارة الآفات المتكاملة التي يمكنها تحمل المناخ الدافئ.

مقالات مشابهة

  • «الصحة العالمية» تحث الولايات المتحدة على إعادة النظر في خفض التمويل
  • ارتفاع درجات الحرارة يقلل فعالية المواد الطاردة للحشرات الطبيعية ضد البعوض
  • حالات يجب أن تمتنع عن الصيام.. حسام حجازي يوضح «فيديو»
  • مفوض العون الانساني بسنار يشيد بخدمات منظمة الصحة العالمية بالولاية
  • «الدبيبة» يسمّي الدكتور «محمد الغوج» وكيلاً عاماً لوزارة الصحة
  • صحة الخرطوم تطلب دعما من الصحة الاتحادية لمكافحة الملاريا وحمى الضنك بالمحليات السبع
  • «أبو جناح» يعقد اجتماعاً مع الصحة العالمية لمناقشة مستجدات فيروس «الإيبولا»
  • ارتفاع حالات الإصابة بعدوى التهاب السحايا في فرنسا والسلطات تحث على التطعيم
  • 300 ألف تحميل لتطبيق «صحتنا»
  • "الصحة العالمية" و"أطباء بلا حدود" تدعوان إلى تضافر الجهود لاحتواء الكوليرا في غرب إثيوبيا