جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-03@06:34:20 GMT

"مسرحيات" إيران لن تنتهي؟!

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

'مسرحيات' إيران لن تنتهي؟!

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

المسرح يُسمى أبو الفنون، وألعاب القوى تُسمى أم الألعاب، والأب والأم هما المصدر والأساس للحياة والسلالات البشرية، وكما نعلم جميعًا؛ فالفنان الذي يلتحق بالمسرح في بداية حياته الفنية، يُمكنه الإبداع في جميع الفنون الفنية والدرامية الأخرى لاحقًا من سينما وتلفزيون وإذاعة، واللاعب الذي ينطلق من مدرسة ألعاب القوى، يُمكنه ممارسة جميع ألعاب القوى لاحقًا بجدارة وتفوق.

وفي حياتنا كثير من البشر تحكمهم انفعالاتهم وتقودهم ألسنتهم لا عقولهم في توصيف حالات بعينها بلا وعي منهم، أو توصيف شخص بمنزلة عدو لهم يريدون النيل من مكانته أو إنجازاته، فيرفعونه أكثر بلا وعي منهم كذلك؛ لأن عقولهم في ألسنتهم، كما يُقال بالعامية.

وكثير من التعليقات والتوصيفات والردود والآراء على عملية الرد الإيراني على الكيان الصهيوني يمكن توصيفها بأنها ردود نابعة من قوم عقولهم في ألسنتهم لا أكثر ولا أقل، وإذا أردنا التقليل في وصف حالتهم والاحتكام للعلمية المُجردة من العواطف، يمكن الجزم بأنهم قوم مصابون بكل مظاهر وأعراض حصار العقل وتغييب الوعي، وبالنتيجة مرفوع عنهم القلم شرعًا؛ لأنهم غير مُدركين لحقيقة ما يقولون، ولا لخطورة ما ينشرون ويروجون له من غثاء هم في الحقيقة أول ضحاياه وأكثرهم تضررًا منه.

قضيتنا هنا ليست في الحديث عن تفاصيل "مسرحية إيران" مع الكيان الصهيوني بقدر حرصنا على تشخيص هذا العقل العربي الذي أصبح صهيونيًا وظيفيًا يُصلي معنا صلاة العشاء في الجامع، ثم يتفرغ تطوعًا للدفاع عن الصهيونية وامتداحها، وكما حذر ووصف الدكتور عبدالوهاب المسيري- رحمه الله- في موسوعته الرائعة والعميقة عن الصهيونية، والتي تنبأ فيها وحذر من الخطر القادم على الأمة العربية والمتمثل في العقل العربي المُتصهْيِن.

كما وصف عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي- رحمه الله- في كتابه الرائع "مهزلة العقل البشري"، الكثير من خصائص العقل البشري الجامد والمرن وعدد الكثير من المواقف التي تُرافق هذه الحالات كشواهد وأمثلة. ولعلنا كمُسلمين نتذكر موقف وتوصيف كفار قريش للنبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل الوحي وبعده؛ حيث كان يُعرف بينهم ويُلقب بـ"الصادق الأمين" قبل التكليف والوحي، ثم وصفوه بعد الوحي والنبوة بـ"شاعر وكذاب ومجنون"!!

وقد استعرض المُفكر الإيراني الدكتور علي شريعتي- رحمه الله- عددًا من أمثلة حصار العقل وخطورتها على الفرد والمجتمع في كتابه "النباهة والاستحمار".

كثيرةٌ هي الأمثلة والمواقف والتحليلات النفسية التي يمكن الاستدلال بها لتوصيف وتشخيص حالات الاستحمار والنباهة، وحصار العقل، ومهازل العقل، وجميعها حالات خطيرة على الفرد والمجتمع؛ كون هذه الأمراض والأوبئة أصبحت من العلوم الحربية التي يُوظِّفها العدو في حروبه الشاملة مع الآخر حتى يخلق بُنى عقلية مُسطحة في النظرة والتفكير، ويستهدف النُخب بالدرجة الأولى؛ لعلمه أنهم سيتكفلون لاحقًا بوعي وبلا وعي ببسط السطحية والبؤس والفجيعة بين أوساط مريديهم وأشياعهم في مجتمعاتهم كنوع من الوجاهة الفكرية.

مشكلتنا في الوطن العربي، أننا مجتمعات وشعوب لا تقرأ، لهذا انتقلنا من أعراض الشفاهة بالأمس الى أحضان التفاهة اليوم. يقول المثل الصيني: "ما لم تقرأ لثلاثة أيام فلن تجد جديدًا تتحدث به". (فما بالنا بحالة من لم يقرأ لثلاثة عقود أو يزيد؟!).

قبل اللقاء.. يقول الحق تبارك وتعالى: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" (الأعراف: 179).

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليوغا للصحة العقلية وتنمية المرونة العاطفية

اليوغا هي حكمة قديمة مصدرها الهند مع احتضان أكبر تشير إلى علم الروح، وليس فقط التمارين البدنية. في الأساس، اليوغا هي عملية تحويلية، والسبب في أنها يمكن أن تعلن بالفعل أنها تساعد الناس على فعل الأفضل لأنفسهم. 

اليوغا كأداة تستحق اهتمام الشخص الذي يبحث عن وسيلة لتحسين حالته المزاجية.

فهم العلاقة بين العقل والجسم

يتضمن المفهوم الأساسي لليوجا أيضًا مجمل الشخص حيث يتم التعرف على الأبعاد العقلية والروحية واعتبارها مهمة أيضًا. 

وبهذا نؤمن بفكرة أنه عندما يشعر الإنسان بالضيق فإن ذلك يظهر من خلال التوتر في الجسم؛ من ناحية أخرى، قد تزيد الأعراض الجسدية أو تقلل من الانزعاج العاطفي اعتمادًا على المريض؛ تكشف اليوغا عن طريقة للوصول إلى حل وسط بين كل هذه المكونات في أنفسنا.

البراناياما (التحكم في التنفس): التنفس هو اتصال بجهازنا العصبي في الواقع، التنفس والجهاز العصبي هما نفس الشيء. تعتبر العمليات مثل الشهيق والزفير الصحيحين، وطرق التنفس من خلال فتحتي الأنف اليمنى واليسرى، وطريقة التنفس من البطن، فعالة في تقليل القلق وغفلة العقل.

التأمل والوعي الذهني: تتضمن اليوجا أيضًا استخدام التركيز التأملي لمنع التشتيت وإطالة الأفكار في الوقت الحاضر. ومن خلال إدخال تقنيات الوعي الذاتي بما في ذلك فكرة عدم التفاعل مع الأفكار الناشئة، يستطيع المرء بناء القوة العاطفية.

أسانا (الوضعيات الجسدية): أوضاع الوجه مهمة ولكن الوعي والنية في سياق التغيير يشكلانها. تعمل الأوضاع مثل وضعية المحارب II ووضعية المثلث ووضعية الجمل على إعداد العضلات الخارجية للجسم والعقل أيضًا.

يوجا نيدرا (النوم اليوغي): هذا نوع من الاسترخاء الموجه الذي يساعد الشخص على الاسترخاء إلى أقصى حد ومكافحة التوتر. ونحن على ثقة بأنها وسيلة للمساعدة في استعادة التوازن وتحديث العقل.

اليوغا والركائز الخمس للصحة

تعزيز الأورجا: من خلال تعزيز الدورة الدموية للطاقة والحيوية. 

زراعة السمريتي: لتعزيز الصحة العقلية والحدة وإدارة المشاعر.

دعم الديبان: تعزيز عملية الهضم وصحة الأمعاء عن طريق استخدام الوضعيات والبراناياما.

تحفيز نيدرا: ممارسة يوجا نيدرا لتهدئة الجسم والعقل وأساناس اليوغا التصالحية.

الأتما المغذية: إن التواصل مع الذات أو كما يسميها البعض هو الفن النبيل لممارسة التأمل.

اليوغا كأسلوب حياة

الاعتقاد الخاطئ هنا هو أن اليوغا موجودة فقط على السجادة مثل أي شكل من أشكال التمارين الرياضية؛ إنها طريقة حياة. 

يمكن دمج اليوغا بسهولة في الأنشطة اليومية للشخص من خلال قضاء بعض الوقت في ممارسة التنفس العميق أو عن طريق القيام ببعض الحركات. تذكر أن الاتساق هو المفتاح.

لذلك، عندما نتعمق أكثر في معنى اليوغا وارتباطها بنوعية حياتنا، نأمل أن نوجه أنفسنا نحو طريق التغيير الذي سيقودنا في النهاية إلى الحياة بشكل جيد؛ الحياة التي تكون سعيدة وقوية وسلمية.

مقالات مشابهة

  • صراع العقل والعاطفة
  • ما هي الصواريخ التي تمتلكها إيران؟
  • دار الأوبرا تحتفي بالذكرى الـ51 لنصر أكتوبر.. مسرحيات وعروض باليه وحفلات غنائية
  • كل أسبوع.. لماذا الطلاق بيد الرجل؟
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. المؤتمر العالمي الثالث عن تاريخ الملك عبد العزيز في يناير المقبل
  • اليوغا للصحة العقلية وتنمية المرونة العاطفية
  • ما أبرز التحديات التي ستواجهها إيران وحزب الله في مرحلة ما بعد نصر الله؟
  • "القيم الحضارية بمرحلة الوحدة والبناء".. المؤتمر الثالث عن تاريخ الملك عبد العزيز
  • جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تنظم المؤتمر الثالث عن تاريخ الملك عبد العزيز
  • ما هي شروط استجابة الدعاء؟.. الدكتور أبو اليزيد سلامة يوضح