جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-05@08:09:06 GMT

التعليم الالكتروني.. البديل الحاضر

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

التعليم الالكتروني.. البديل الحاضر

 

د. سالم عبدالله العامري

تطرقتُ في مقال سابق بعنوان "التعليم الالكتروني ضرورة مستقبلية" إلى التعريف بالتعليم الالكتروني وأنواعه وأهمية نشر ثقافة هذا التعليم في أوساط المجتمع خصوصًا لدى صانعي القرار في المؤسسات المعنية بالتعليم في السلطنة وآلية تطبيقه في مختلف المدارس والكليات والجامعات بشكل دائم ومستمر جنبًا إلى جنب مع التعليم التقليدي وتوظيف أدواته وأنواعه بما يحقق تعليم شامل وتعلم مستدام؛ كون هذا النمط من التعليم أصبح أمرًا حتميًا ومتطلبًا ضروريًا من متطلبات عصر المعرفة والتطور.

واليوم في ظل تأثر أجواء السلطنة بالأنواء المناخية وإغلاق معظم المدارس في أغلب المحافظات تزداد الحاجة بشكل أكبر إلى توظيف التعليم الالكتروني أو ما يعرف بالدراسة عن بعد حيث يعد بديلا مثاليا في الوقت الحاضر لضمان الاستمرار في التعلم وسلامة الأرواح والممتلكات.

ويُعرف التعليم عن بعد بأنَّه العملية التعليمية التي تتم بين الطالب والمعلم بوجود مسافة مكانية وزمانية بينهما وباستعمال وسائط إلكترونية لتلقي التعلم. وقد بدأ مصطلح التعليم الإلكتروني بالظهور والانتشار في بداية التسعينيات من القرن العشرين، وقد تزايد الاهتمام بهذا النوع من التعليم في السلطنة في السنوات الخمس الأخيرة، في ظل تأثر قطاع التعليم في سلطنة عُمان بجائحة كورونا "كوفيد-19" وتداعياتها، والتي تسببت بإغلاق المدارس في جميع محافظات السلطنة، وغياب جميع الطلبة عن صفوفهم الدراسية الاعتيادية، الأمر الذي شكل خطرًا على مُستقبل تعلمهم، مما استدعى الانتقال سريعًا إلى تطوير بدائل لتشغيل المدارس وفق المستجدات المرتبطة بالجائحة، وتم بالفعل العمل على ذلك من خلال تفعيل التعليم الالكتروني بأنواعه وتفعيل منصات التعليم عن بعد مثل منصة (منظرة) ومنصة (جوجل كلاس روم) وغيرها من المنصات والمواقع الإلكترونية للحفاظ على استمرارية التعلم.

ونظرًا لزيادة تأثر أجواء السلطنة بالأنواء المناخية خلال السنوات العشر الأخيرة، واستعدادًا لمثل هذه الأنواء المناخية المتوقعة، ينبغي أن تتواكب البنى الأساسية في السلطنة ومنها قطاع التعليم مع كل الانواء المناخية المحتملة، وتعزيز التوعية المجتمعية للتكيُّف مع التغيُّرات المتوقعة، كما يجب رفع مستوى الوعي والجاهزية لدى المجتمع وتطوير بدائل لتشغيل المدارس من خلال تفعيل منصات التعليم عن بعد كون هذا النمط من التعليم أصبح أمرًا ضروريا و ومتطلب هاما من متطلبات عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي، وسيُسهم بلا شك في الحفاظ على زمن التعلم وسلامة الطلبة والمعلمين وحماية الأرواح والممتلكات وتوفير الكثير من الجهود إذا ما تمَّ تقنينه وتفعيله بكفاءة وجودة عالية.

ويؤدي التعليم الإكتروني- أو ما يُعرف بالتعليم عن بعد بأنواعه المتعددة- دورًا مُهمًا في استمرارية التعليم في الحالات الطارئة كانتشار الأوبئة، أو الظروف المناخية، ويمكن توظيفه في ظروف أخرى يتعذر فيه تواصل الطالب مع معلمه في قاعات الفصول الدراسية لأسباب طارئة في حالة عدم جاهزية المبنى المدرسي نتيجة أعمال الإنشاء أو الصيانة أو شغول المبنى كمركز إيواء أو مقر انتخابي أو مركز امتحانات وكذلك في حالة حدوث الغياب الجماعي قبل الاختبارات النهائية من خلال تقديم دروس تقوية للطلبة عبر المنصات المتزامنة وغير المتزامنة حيث توفر هذه المنصات فرصة للطلاب للحفاظ على استمرارية تعلمهم والبقاء على اتصال دائم بالمنهج الدراسي.

ولضمان جودة التعليم الإلكتروني يجب أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪى المؤﺳﺴﺎت التعليمية اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ المناﺳﺐ ﻷﻧﺸﻄﺔ التعليم والتعلم وأن ﺗﻀﻤﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻮارد ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ وﺳﻬﻠﺔ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻤين وأن ﺗﻨﺸﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ أﻧﺸﻄﺘﻬﺎ وﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ودﻗﻴﻖ وﻣﻮﺿﻮﻋﻲ يمكن اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﻣﻼءﻣﺘﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف واﻟﻐﺎﻳﺎت الموﺿﻮﻋﺔ له.

 وفي السياق ذاته، أشارت رؤية "عُمان 2040" إلى أهمية تطوير النظام التعليمي بجميع مستوياته من خلال التركيز على رفع جودة التعليم المدرسي وتطوير المناهج والبرامج التعليمية ‘إضافة الى تطوير المؤسسات والكوادر التعليمية والتربوية وضمان استخدامها لتقنيات التعليم والتعلم الحديثة، وعليه ينبغي على وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في السلطنة تحسين النظام التعليمي؛ بما يتناسب مع احتياجات التنمية، ويواكب مستجدات العصر ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة وعقد الملتقيات الوطنية والدولية بهدف وضع خطة استراتيجية فاعلة لتطوير التعليم الالكتروني ووضع أولويات تمهد للعمل لإيجاد استراتيجية وطنية تعتمد على التعليم الالكتروني وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي؛ بما يحقق ﻣﺼﺎدر ﺗموﻳﻞ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺴتداﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻻﺑﺘﻜﺎر وﻣﻮاﻛﺒﺔ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ، وﻣﻬﺎرات اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، وﺗﺪﻋﻢ ﺗﻨﻮﻋًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎرات اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ المختلفة.

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها من كل شر ومكروه، وجعلها شامخة أبية مهابة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السيسي يتابع الأعمال الإنشائية بالمؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي.. شاهد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، والفريق أحمد الشاذلي رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وصرح المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية fأن الاجتماع تناول الموقف التنفيذي للأعمال الإنشائية بالمؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة من جانب الدولة لتطوير الجوانب الموضوعية والعلمية في الجامعات والمؤسسات البحثية في مصر، حيث اطلع الرئيس في هذا الصدد على تطورات سير العمل في مشروعات إنشاء الجامعات الأهلية على مستوى الجمهورية، وذلك لاستيعاب الزيادة المطردة في أعداد الطلاب بمؤسسات التعليم العالي، في إطار سياسة الدولة الرامية إلى بناء وتجهيز مقار الجامعات المصرية وفقاً للمعايير العالمية.

وHضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أطلع أيضاً على الجهود المبذولة في ملف التحول الرقمي وميكنة الخدمات التعليمية والبحثية، سواء بالجامعات أو غيرها من المؤسسات التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وآليات تعزيز استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية واستخدام الوسائل الرقمية لتحسين تقديم المحتوى التعليمي وتفاعل الطلاب معه.

وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس قد وجه بمواصلة استكمال تطوير المنشآت والمباني الخاصة بمنظومة التعليم العالي، وتطبيق نظم وبرامج الرقمنة لتطوير وتحديث التعليم العالي وكافة مجالات البحث العلمي، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجيات الدولة لتحسين جودة التعليم الجامعي وما بعد الجامعي والبحث العلمي، وربط التعليم العالي ومجالات البحث العلمي في مصر بسوق العمل واحتياجات التنمية، بما في ذلك عن طريق التركيز على المؤسسات التعليمية والبحثية المتخصصة في المجالات والدراسات العلمية والتطبيقية المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والرقمنة والهندسة.

مقالات مشابهة

  • التعليم البريطانية: نحرص على التعاون لتطوير المنظومة التعليمية بمصر
  • وزير التعليم يلتقي نظيرته البريطانية لبحث تطوير المنظومة التعليمية في مصر
  • برلمانية: تطوير التعليم العالي يعزز جودة العملية التعليمية ويواكب الثورة التكنولوجية
  • تعليمات حاسمة لمديري الإدارات التعليمية قبل بدء الفصل الدراسي الثاني بالفيوم
  • التعليم توقف إدخال إجازات المعلمين عبر “نور” وتعتمد “فارس” بديلاً
  • مدير تعليم الفيوم: انضباط المدرسة مسئولية مدير الإدارة التعليمية ومدير إدارة المدرسة
  • وزير التعليم يلتقي مستشار أول المدارس ببريطانيا لمناقشة تطوير المنظومة التعليمية
  • خلال زيارته للمجلس الثقافي البريطاني.. وزير التعليم يلتقي مستشار أول المدارس بالمملكة المتحدة
  • السيسي يتابع الأعمال الإنشائية بالمؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم العالي.. شاهد
  • وزير التعليم يُصدر حركة تنقلات جديدة لمديري ووكلاء المديريات التعليمية