صــدر عـــن المديريّة العامّة لقــوى الأمــن الدّاخلي _ شعبة العلاقـات العامّة البـــلاغ التّالــــي:

في إطار العمل المستمرّ الذي تقوم به قوى الأمن الداخلي لمكافحة جميع أنواع الجرائم،  وبعد ورود شكاوى عدّة إلى مفرزة صيدا القضائيّة في وحدة الشّرطة القضائيّة، مقدّمة من مواطنين بحقّ أحد الأشخاص، حول وقوعهم ضحايا لجرائم نصب واحتيال وتزوير، أعطيت الأوامر إلى عناصر المفرزة للعمل على تحديد هويّة المشتبه فيه، وتوقيفه.



وبنتيجة الاستقصاءات والتحريّات، تبيّن أنّ المُدّعى عليه مطلوب بجرائم سرقة، ونصب واحتيال، وتزوير واستعمال مزوّر. وهو متوارٍ عن الأنظار، ويبدّل مكان سكنه باستمرار فينتقل من فندق إلى آخر، ويقود سيّارات مستأجرة يعمل على تبديلها بشكلٍ دائم. وتبيّن أنّه يُدعى:

ع. ج. (من مواليد عام 1984، لبناني)
قرابة السّاعة 1،00 من تاريخ 10/04/2024، ومن خلال الرصد والمراقبة، وبعد أن توافرت معلومات للمفرزة المذكورة عن مكان وجوده، تمكّنت إحدى دوريّاتها من توقيفه، على متن سيّارة مستأجرة، أمام فندقٍ في مدينة صور- الطريق البحريّة.

بالتّحقيق معه، اعترف بما نُسِب إليه. كما أفاد أنّه يقوم باستئجار سيّارات سياحيّة خصوصيّة لفتراتٍ طويلة، لقاء مبالغ ماليّة، وذلك بعد إيهام أصحابها أنه من دول الخليج العربي. وحين يتسلّم أوراق السيّارات، يقوم بتزوير وكالات بيع ممهورة بأختام كتّاب عدل مزوّرة، ثم يبيعها.

تُعمّم المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي، صورة الموقوف (ع. ج.)، بناءً على إشارة القضاء، وتطلب مِمّن وقع ضحية أعماله التّوجه الى مفرزة صيدا القضائية، أو الاتّصال على الرقم 728839-07 تمهيداً لاتّخاذ الإجراءات القانونيّة اللّازمة.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الغُرف اللانهائية والتساؤل الفلسفي!

 

 

محمد بن رضا اللواتي

mohammed@alroya.net

هل ينبغي أن توجد في هذا الكون مرتبةٌ من الوجود ودرجة من الواقعية لا تستمد ذاتها من غيرها أم لا؟ فكل الواقعيات تستمد كياناتها من زميلاتها من الواقعيات، وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية؟

وجهة النظر الثانية يتبناها الملحدون وتعتنقها الفلسفة المادية، في حين يتبنى وجهة النظر الأولى جميع موَحِّدي العالم، وتعتنقها كل الديانات السماوية، لأنها تقول بوجود "الله" الذي حقيقته بأنَّه "قائم بذاته لذاته" أي لا يستمد واقعيته من واقعية أخرى، في حين كل الواقعيات الأخرى ليست فحسب تستمد وجودها منه، وإنما "آيات" تُشير إليه.

والمعيار الذي لن يختلف عليه بشريٌّ عن بشريٍّ مثله هو "البُرهان" فهو الذي من حقه فحسب أن يُعطي لأية فكرة كانت صفة الصواب، وهذا المعيار- أعني البرهان- صناعةٌ يُتقنها العقل البشري بمهارة فائقة إن تجرد عن العواطف وعن هيمنة البيئة والأفكار التي قطعت صلتها بالتفكير المنطقي الدقيق.

القرآن المجيد نفسه يستند على "البُرهان" فيما يدعو إليه من معتقداته الجوهرية، ويطالب غيره أن يرفد "البُرهان" لتكون دعاويه دلائل، إنه يقول: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"، فجعل "البرهان" وحده الذي بإمكانه تحويل الدعوى إلى "صادقة" حصرًا. إنِّه يقول أيضًا: "وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ".

قدَّم فلاسفة الإسلام براهين مُتقنة للغاية على أنَّ الأشياء من المستحيل أن تمضي إلى ما لا نهاية في رحلة أخذ الوجود من بعضها البعض دون الانتهاء إلى الموجود الغني بالذات.

لكم أن تتخيلوا شرطيًا يشير بالوقوف لسيارة، وعندما يسأله السائق: إلى متى سأظل واقفا هاهنا؟ يرد الشرطي قائلاً: إلى أن تصلني الأوامر. وعندما يخرج السائق رأسه من النافذة، يرى منظراً مهولاً: طابور يتألف من عدد لا نهائي من الذين سيصدرون الأمر! عندها أيقن السائق بأنَّه لن يتحرك مُطلقا!

هل سمعتم عن مُفارقة فندق "هيلبرت"؟

إنها مفارقة عجيبة، تُعرف باسم "Hilbert's paradox of the Grand Hotel"؛ فرغم أنه يحتوي على عدد لا نهائي من الغُرف إلّا أنها كلها ليست شاغرة! والغرابة- إن كانت- تتجاوز هذا، ذلك لأننا يمكننا أن نعلق عليها لافتة تقول: "كل الغُرف مشغولة ولكن مرحبًا بالنزلاء"!

فكرة المفارقة من تصميم الرياضي الألماني ديفيد هيلبرت، موجزها أن هناك فندقًا يحوي عددًا لا نهائيًا من الغُرف، وكل الغُرف اللانهائية مشغولة، لكن لو أتى نزيل جديد، فجواب مُوظف الاستقبال سيكون: لا مشكلة، أهلًا وسهلًا بك، وسنوفر لك غرفة فورًا!

تُرى ماذا سيفعل المدير؟ إنه سينقل نزيل الغرفة رقم 1 إلى الغرفة رقم 2، ونزيل الغرفة رقم 2 إلى 4، ونزيل غرفة 3 إلى 6، هكذا نزيل كل غرفة فردية ينتقل إلى غرفة مضاعفة لتصبح كل الغرف ذات الأرقام الفردية شاغرة فعلاً لأن نزلاءها انتقلوا إلى غُرف ليست لعددها نهاية!

بهذه الطريقة أراد لنا هيلبرت أن نقتنع بأن الحوادث يمكنها المضي إلى ما لا نهاية لما لا نهاية. ولكن التساؤل الفلسفي هُنا هو: عندما يصل الحديث عن اللانهاية، تُرى مَن بإمكانه عدّ النزلاء القادمين "منها" "إليها"؟ الجواب الذي لا يقبل التردد: "ما لا يمكنك القيام به هو استيعاب الضيوف الذين يصلون إلى الفندق في طبقات لا نهائية من اللانهاية". (مقال بعنوان: معضلة فندق "هيلبرت". تحرير: "رغدة عاضي").

الفيلسوف التحليلي الأمريكي ويليام لين كريج (William Lane Caraig) في مناقشته لفكرة "مفارقة فندق هيلبرت" يقول: ماذا سيكون موقفنا إذا ما قال لنا أحدهم إنه أنهى عد الأرقام من اللانهاية وبلغ الرقم صفر في العدّ؟

يجيب كريج: "إنه جنون"! فإذا كنتَ لا تستطيع عد اللانهائي فكيف طويت المسافة بينه وبين الرقم صفر؟! رغم أن كريج يريد بهذه المناقشة نقض فرضية عدم وجود بداية للعالم، إلّا أنه يفيدنا جدًا في توظيف توضيحه هذا لأجل الاستدلال على أن جريان الأحداث إلى ما لا نهاية دون الاستناد على مبدأ غنيٍ بالذات غير منطقي أو معقول.

ببلوغ الحوادث شاطئ الموجود الغني بالذات لا يُعاني من أي قصور يمكن تصوره، عندها فحسب سيصبح لوجودها رفٌ منطقي ومسند بُرهاني يستطيع تفسير نشوئها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فدرالية الناشرين: دعم الحكومة للصحافة على أساس رقم المعاملات يمس بالصورة الديموقراطية
  • منظومة الشكاوى الحكومية بالشرقية تستجيب لـ (2092)طلبا خلال يناير الماضي
  • بالصورة: العدو الإسرائيلي ينفذ تفجيرات كبرى في جنوب لبنان
  • النزاهة النيابية:نتابع التحقيقات بشأن ملف سلف المتقاعدين وتزوير المعاملات
  • ترامب يكشف مصير العديد من الملفات الشائكة
  • الغُرف اللانهائية والتساؤل الفلسفي!
  • السوداني يوجه بحسم التحقيق في مخالفات سلف المتقاعدين وتزوير معاملات ضحايا الإرهاب
  • الجاسر: الهلال كان أول من فاوض دوران لكن مطالبه المالية أوقفت الصفقة.. فيديو
  • تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا مكان دفنهما
  • آخر المعلومات عن جريمة فاريا... هذا ما قامت به أمن الدولة ومُخابرات الجيش