الجزيرة:
2025-03-14@18:50:07 GMT

التونسية هدى بوشهدة تنقذ 400 قط و22 كلبا من الشارع

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

التونسية هدى بوشهدة تنقذ 400 قط و22 كلبا من الشارع

تنهمك هدى بوشهدة (43 عاما) في إعداد وتقديم الطعام لقطط وكلاب تعتني بها، في منزلها على تخوم مدينة الحمامات السياحية شرقي تونس.

عشرات القطط والكلاب تلتف حولها في انتظار نصيبها من معكرونة بسمك السردين، فيما تنادي هدى عليها بأسمائها، مثل القط "سلطان" والكلب "كاتوشا"، فتلبي الحيوانات نداء مربيتها.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الصخور البلاستيكية.

. مؤشرُ خطرٍ جديد للتلوث البيئيlist 2 of 4تغييرات بسيطة تصنع الفارق.. كيف تقلل من استخدام البلاستيك؟list 3 of 4لتأهيل الشباب.. من مكب نفايات إلى أول مدرسة للبستنة بالمغربlist 4 of 4الأعشاب البحرية.. خلاص البشر من مجاعة محققة بعد حرب نوويةend of list بدايات القصة

تحدثت هدى عن بدايات قصتها مع إنقاذ وتربية القطط والكلاب السائبة في الشوارع بالقول "أنا منحدرة من مدينة حمام الأنف (الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة)، وهذا الغرام (مع القطط والكلاب) لم يكن مبرمجا (مخططا له)".

وأوضحت للأناضول "كنت أعمل بأحد مصانع الخياطة في المدينة، ثم غادرته ليكون لي دكان عطور قرب منزلنا، استأجرته من امرأة تركت لي قطا، ومع الأيام جاءت قطط أخرى كنت أعطيها الطعام أمام متجري".

وتابعت "في مرة من المرات خطر لي أن أطبخ لها معكرونة بالسردين، فازداد عدد القطط عندي، وبدأت أبحث لها عن أشخاص يرغبون في تبني القطط، وكنت لمدة سنة أنزل أسبوعيا إلى (مدينة) سوسة (نحو 120 كيلومترا من العاصمة) لأسلم القطط لطالبيها".

وبينما تعلق بها إحدى القطط، أضافت هدى أن "القصة بدأت حوالي 2013، وتستمر إلى اليوم، وعندما انتقلت إلى هذا البيت في سبتمبر/أيلول الماضي، كان معي 400 قط و22 كلبا".

هدى بوشهدة حتى وسط أزماتها لم تتوقف عن استقبال المزيد من القطط والكلاب (الجزيرة-أرشيف) أزمات أسرية ومالية

لكن "أمر مؤلم حدث لي"، كما أردفت هدى "أهلي لم يتقبلوا ذلك، وكنت قد خسرت رأسمالي بفعل المصاريف التي كنت أسددها للأطباء البيطريين لرعاية وعلاج الحيوانات، ولم تعد لدي إمكانية تسديد مستحقات المزودين (بالعطور للدكان) ولا ثمن استئجار الدكان الذي طالب صاحبه باسترجاعه، لوجود القطط فيه، فطلبت مهملة لمغادرته".

وتضيف "حملت نحو 40 قطا لمنزلنا. كنا عائلة كبيرة في المنزل بمنطقة حمام الأنف، وهنا حدثت المشاكل. أمي وأخوالي لم يقبلوا وجود القطط بالمنزل".

وبقيت هدى حوالي 6 أشهر في منزل العائلة إلى أن عثرت على محل للسكنى في مدينة سيدي ثابت (نحو 30 كيلومترا شمال غرب العاصمة)، ولكن صاحب المحل رفض وجود القطط، فتحولت إلى حي جعفر في أريانة (نحو 20 كيلومترا شمال العاصمة).

البحث عن ملجأ

"عندما خرجت من منزلنا لم أحمل أي شيء، ولم يكن لدي حتى سرير أنام عليه"، هكذا سردت هدى معاناتها في البحث عن ملجأ لها ولقططها.

وأضافت "كان أحد المنازل التي سكنتها آيلا للسقوط، مما جعل مياه الأمطار تتسرب من السطح، وتبللني خلال النوم".

وحتى وسط أزماتها لم تتوقف عن استقبال مزيد من القطط والكلاب، إذ قالت "بعد أقل من شهر من مغادرة منزلنا، أصبح لدي 125 قطا و35 كلبا أتت بها صديقات لي".

وزادت "أمام ضغوط الواقع الجديد وصعوبات الحياة أُصبت بانهيار عصبي، وكانت تنتابني موجات بكاء، فأنا ابتعدت عن منزلنا، وهو أمر ليس من عاداتنا، وأمي غضبت وقاطعتني، ووجدت نفسي وحيدة مع عدد كبير من الحيوانات وأوساخ كثيرة، وأصدقائي تخلوا عني، ولم يساعدوني في الاعتناء بالحيوانات".

تكاليف وتبرعات

وتؤكد هدى صعوبة مهمتها مع القطط والكلاب، "فأنا لا أعمل، وليس لي موارد (مالية). فقط أخدم الحيوانات".

وتابعت "عندي دبلوم في حرفة الخياطة، ومستواي التعليمي ضعيف فقط سنة سادسة ابتدائي، كما لي حرفة إعداد سلال العرائس، وهي حرفة تتطلب رأس مال ليس متوفرا لدي".

ومن التقاليد المتوارثة في تونس، أنه قبل أيام من حلول الزفاف، يُحضر العريس "قفة" (سلة) عروسه، وتحتوي هدايا من العطور وأدوات الزينة والفواكه وغيرها، وتختلف المحتويات جزئيا بين عروس الشمال التونسي وعروس الجنوب.

ولمواجهة قلة الموارد والكلفة المرتفعة لتربية أعداد كبيرة القطط والكلاب، قالت هدى "لجأت إلى وسائل التواصل الاجتماعي لأحدث متابعيَّ عن احتياجاتي".

وأضافت "هنا أناس طيبون وأهل خير. أناس الخير يقدمون الدعم، وهذا المنزل وكل تكاليفه من ثمن الإيجار والماء والكهرباء وأكل ودواء الحيوانات هي من فضل التونسيين، وهناك كثير من التونسيين يساعدون".

وأردفت "وقد ساعدتني صانعة المحتوى على الإنستغرام شهرزاد (تونسية) بجمع تبرعات لفائدة هذا العمل، وهناك تونسيون من داخل البلاد وخارجها دفعوا، وبفضلهم أنا هنا في الحمامات في مكان لائق بتربية قططي".

وبخصوص نوع المساعدات، أوضحت هدى "هناك من يشتري لي الأكل، وهناك من يرسل أموالا. وأغلب الأحيان أداوي بنفسي حيواناتي، ولكن عندما تستدعي الحالة عملية جراحية ألجأ إلى الأطباء".

هدى بوشهدة عاشقة القطط والكلاب تحتضن 400 قط و22 كلبا (الجزيرة-أرشيف) جمعية للرعاية

وبشأن ما إذا كان يمكنها إنقاذ مئات آلاف الحيوانات، قالت هدى "عملي هو قطرة في بحر. سيأتي وقت يزداد فيه عدد الكلاب والقطط، وليس حلا قتل الكلاب والقطط مثلما تفعل سلطات البلدية.. الحل في التعقيم".

وعبّرت عن رغبتها في تأسيس جمعية بهدف "رعاية القطط والكلاب في ظروف أفضل.. سأواصل، ولكن أريد أن أصل إلى بر الأمان وتأسيس جمعية قوية ترعى الحيوانات".

لو مرضت من سيعتني بهذه الحيوانات؟

وأضافت "إلى حد الآن لم نضع أرجلنا على أرض صلبة، ماذا لو مرضت من سيعتني بهذه الحيوانات؟".

وبالنسبة للدعم من جهات، قالت هدى"لا أتلقى دعما من الدولة ولا من الجمعيات، سوى جمعية واحدة "سيف" (SAFE) أُنشئت حديثا لحماية الحيوانات الأليفة".

بيد أن هدى أصرت على شكر مجموعة تساعدها في هذا العمل، لا سيما "صانعة المحتوى على إنستغرام شهرزاد، التي ساعدتني في البحث عن هذا المنزل".

ولا تواجه هدى أي مشاكل مع صاحب المنزل الذي استأجرته، فهو "يأتي وزوجته من وسط مدينة الحمامات، ويساعدونني ويأتون لي ببعض الأغراض، ويحملون الحيوانات إلى الأطباء البيطريين في المدينة، ولكنهما يرفضان أن يُذكر اسماهما في وسائل الإعلام"، كما ختمت حديثها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات بيئي القطط والکلاب

إقرأ أيضاً:

بين السجون والمحاكمات.. حركة النهضة التونسية تحت الحصار

تونس ـ ترى قيادات من حركة النهضة أن استمرار محاكمة رموزها مع غلق مقراتها امتداد لسياسة "ممنهجة" تعتمدها السلطة في تونس ضد خصومها السياسيين من مختلف التيارات، متهمة السلطة بتوظيف القضاء كأداة لتصفية الحسابات السياسية وإسكات الأصوات المعارضة للرئيس التونسي قيس سعيد.

وفي ظل حكم الرئيس سعيد، يرى مراقبون أن السلطة مستمرة في ملاحقتها لشخصيات سياسية بارزة لا سيما من النهضة التي كانت القوة السياسية الأبرز بالمشهد بعد الثورة، إذ تقبع عشرات القيادات من حركة النهضة بالسجون، ومنها رئيسها راشد الغنوشي (83 عاما)، الذي يواجه تهما بالإرهاب وغسيل الأموال والتآمر على أمن الدولة.

ويقول القيادي بحركة النهضة رياض الشعيبي -في حديث للجزيرة نت- إن "هذا الاستهداف لا يقتصر فقط على حركة النهضة، وإنما يشمل وزراء سابقين ونوابا وسياسيين وأمناء عامين لأحزاب أخرى"، إلى جانب رموز الحركة مثل زعيمها راشد الغنوشي ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض، ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري.

واتخذت النهضة وأحزاب أخرى موقعا معارضا للرئيس قيس سعيد، بسبب ما اعتبرته "انقلابا" على الشرعية قام به في 25 يوليو/تموز 2021 إثر إعلانه التدابير الاستثنائية قام بموجبها بغلق البرلمان وحلّه لاحقا، إضافة إلى عزل حكومة هشام المشيشي وحل المجلس الأعلى للقضاء وإمساكه بمفاصل السلطة بصلاحيات واسعة.

إعلان قضية التدوينة

والثلاثاء الماضي، نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس فيما يعرف بقضية "التدوينة" التي يحاكم فيها القيادي بالنهضة ووزير العدل السابق نور الدين البحيري، وقد صدر حكم ابتدائي في حقه بالسجن لمدة 10 سنوات، وتتهم حركة النهضة السلطة بمحاكمة البحيري على خلفية مواقفه المعارضة للرئيس قيس سعيد.

وفي ذلك اليوم نفسه، نظرت هيئة الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، في ملف القيادي بالنهضة علي العريض، الذي تقلد منصب رئيس الحكومة ووزير الداخلية في فترة حكم النهضة بعد الثورة، وهو معتقل منذ 22 سبتمبر/أيلول 2022 بتهمة تسفير الشباب للقتال إبان الثورة في سوريا.

وتشمل هذه القضية، إلى جانب العريض، نحو 800 شخص أغلبهم من حركة النهضة بناء على بلاغ تقدمت بها نائبة بالبرلمان، وتشكك حركة النهضة وأوساط معارضة أخرى في مصداقية المحاكمات، وتعتبرها ذات طابع سياسي فاضح.

وقفة احتجاجية بتونس تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين (الجزيرة)

وبشأن قضية القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري، يقول الشعيبي إن السلطة اتهمته بكتابة تدوينة على شبكة التواصل للتحريض عليها والتدبير لاعتداء المقصود به تغيير هيئة الدولة بدعوى أنه طالب من أنصار حركة النهضة المشاركة في احتجاج لجبهة الخلاص المعارضة في منطقة المنيهلة بالعاصمة سنة 2023.

لكن في الحقيقة "لم تقدم السلطة أي دليل ملموس" للمحكمة على وجود تلك "التدوينة المزعومة"، وفق الشعيبي، الذي يؤكد أن جميع الدعوات التي تطلقها حركة النهضة للاحتجاج ذات طابع سلمي، ويقول إن "مضمون التدوينة بحسب مزاعم السلطة لا يدين نور الدين البحيري لأن الدعوة لمشاركة في احتجاج سلمي مكفول بالقانون".

أما في قضية القيادي البارز بالحركة علي العريض، فيقول الشعيبي إن العريض وُجهت له تهمة التورط في تسفير الشباب التونسي للقتال في سوريا خلال اندلاع الثورة السورية، وهي تهم يعتبرها واهية وملفقة من السلطة.

إعلان

ويوضح القيادي بحركة النهضة مستنكرا أن "هذه التهمة لا تنطلي على أحد، إذ كيف يعقل أن يصبح علي العريض متهما في قضية إرهابية كهذه والحال أنه لما كان رئيسا للحكومة قام بتصنيف جماعة أنصار الشريعة بتونس منظمة إرهابية، ولما كان وزيرا للداخلية خاض ضد عناصرها مواجهة مسلحة بمنطقة بئر علي بن خليفة وتم تهديده بالقتل من قبلهم".

ويؤكد أن السلطة الحالية مهيمنة على القضاء بعدما جعل الرئيس سعيد بموجب الدستور الذي صاغه في 2022 القضاء كوظيفة، وليست سلطة مستقلة، قائلا "اليوم القضاء خاضع لهيمنة السلطة السياسية، ويسير بتوجهاتها كما تشاء وبالتالي الأحكام الصادرة عنه ناتجة عن تعليمات سياسية".

تضييق سياسي

وبشأن دلالات استمرار محاكمة قيادات بارزة من حركة النهضة وتداعياتها على مستقبل الحزب وعلى المشهد السياسي برمته، يؤكد الشعيبي أن الملاحقات والأحكام ضد بعض الشخصيات وغلق مقرات حركة النهضة وجبهة الخلاص ألقت بظلال من الاستبداد بالبلاد.

ويمضي قائلا "حركة النهضة هي شرط الحياة الديمقراطية في تونس، ولا يمكن أن تستقيم حياة ديمقراطية يقع فيها إقصاء أي طرف سياسي فما بالك بالطرف السياسي الأكبر".

ورغم أنه يؤكد أن حركة النهضة ما زال لديها حضور سياسي في الساحة من خلال دورها كطرف ناشط في جبهة الخلاص المعارضة أو من خلال حواراتها الثنائية مع أطراف أخرى في المعارضة، فإنه يقول "لا أخفيك سرا أن النشاط السياسي يتم في ظروف صعبة جدا وضغط أمني وسياسي كبير وفي ظل عدة تهديدات".

 

ويضيف "جميع الرموز السياسية لحركة النهضة تقبع في السجون بتهم واهية وحتى الشخصيات التي لم يتم اعتقالها وما زالت في حالة سراح هي أيضا ملاحقة قضائيا بموجب قانون الإرهاب"، وحسب مجريات الأحداث فإن الزج بالعديد من النشطاء في السجون حد من قدرة المعارضة على التعبئة في الشارع.

لكنه في المقابل يرى أن "هناك نوعا من توازن الضعف المتبادل" بين المعارضة والسلطة الحالية، موضحا أن المعارضة تعيش وضعا صعبا بسبب الاعتقالات والمحاكمات والتضييقات، لكن في الوقت ذاته "تعيش السلطة عزلة شعبية بسبب عجزها على تحسين الأوضاع المتردية وفشلها في تعبئة الشارع لدعم الرئيس سعيد".

إعلان

ويقول "بالنظر إلى توازن الضعف القائم حاليا بين المعارضة والسلطة يبدو الوضع أكثر تعقيدا وصعوبة على مستوى توقع مآل الوضع وتطوره في المستقبل".

ويشهد الوضع في تونس حالة من الجمود في ظل انسداد الأفق السياسي وتصاعد الأزمة بين الرئيس سعيد والمعارضة، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل الاستقرار بالبلاد.

في المقابل، يرجع أنصار الرئيس سعيد تدهور الأوضاع في البلاد إلى ما يسمونها بالعشرية السوداء أي الحقبة التي حكمت فيها حركة النهضة مع أطراف سياسية أخرى في البلاد، معتبرين أن ملاحقة العديد من قيادات النهضة يأتي على خلفية محاسبتهم على تورطهم في قضايا تهدد الأمن القومي وفي قضايا إرهابية وتبييض أموال.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن تتحادث مع نظيرتها التونسية
  • بين السجون والمحاكمات.. حركة النهضة التونسية تحت الحصار
  • الحماية المدنية تنقذ وسط البلد من كارثة.. إخماد حريق المعامل المركزية لوزارة الصحة| صور
  • «إسعاف دبي» تنقذ حياة 4 مرضى
  • الحياة البرية فى خطر.. أوامر ترامب تهدد أنواعًا من الحيوانات بالانقراض
  • جماعة تحت السور التونسية.. أدباء ساخرون من المجتمع والاستعمار وكل شيء
  • الصادق: لحلول سريعة تنقذ مستشفى رفيق الحريري
  • «صقور الداخلية» تنقذ حياة أوروبية تعرضت لإصابات خطيرة إثر تدهور دراجتها النارية في الشارقة
  • شاهد.. قرش أبيض يُثير الذُعر على السواحل التونسية
  • شاب يُحرّض كلبا شرسا على جاره لاعتراضه على تربية الكلاب بالعمارة في الشراقة