إسبانيا تعاني من السياحة المفرطة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
من جزر البليار إلى الكناري مروراً ببرشلونة وملقة، تتزايد التحركات المناهضة للسياحة المفرطة في إسبانيا، ثاني أبرز وجهة سياحية في العالم، ما دفع السلطات للتحرك بهدف التوفيق بين راحة السكان وقطاع اقتصادي يحمل أهمية كبيرة.
تحت شعار «لم تعد جزر الكناري تحتمل»، انتشرت دعوة للتظاهر السبت في جزر هذا الأرخبيل الواقع قبالة سواحل شمال غرب إفريقيا والشهير بمناظره البركانية وطقسه المشمس.
ويرمي التحرك إلى وقف بناء مجمّعين فندقيين في تينيريفي، الجزيرة الرئيسية في الأرخبيل، ومراعاة السكان والبيئة في ظل الازدهار غير المنضبط للسياحة.
وتقول مجموعة «كنارياس سياغوتا» «Canarias seagota» («جزر الكناري تستنزف») التي دعت إلى التحرّك وسبق أن بدأ عدد من أعضائها إضراباً عن الطعام في الأسبوع الفائت للضغط على السلطات، إنّ «جزرنا كنز يجب الدفاع عنه».
وفي العام الفائت، استقبلت جزر الكناري 16 مليون زائر، أي أكثر من عدد سكانها البالغ 2,2 مليون نسمة بسبع مرات. وهذا المعدل من السياح كبير جداً نظراً إلى «الموارد» المحلية، على ما يؤكد الناطق باسم المجموعة فيكتور مارتن، منددا بما يصفه «تطوراً انتحارياً».
وفي ملقة السياحية الواقعة في الأندلس (جنوب)، ظهرت ملصقات تحمل شعارات غير لائقة على جدران أماكن الإقامة السياحية وأبوابها («هذا كان بيتي» و«عُد إلى ديارك»...).
وفي برشلونة وجزر البليار أيضاً، علّق ناشطون لافتات مضللة عند مدخل بعض الشواطئ تشير بالإنكليزية إلى خطر «سقوط حجارة» أو التعرّض للسعات «قناديل البحر الخطيرة»، من أجل تخويف السياح.
ومن بين المشكلات التي اشتكى منها السكان، الضغط العقاري وانتشار أماكن تأجير السياح التي أجبرت عددا كبيرا من السكان على مغادرة مناطقهم باتجاه مراكز المدن، فضلاً عن الضجيج والتلوث البيئي.
وفي كاتالونيا التي تواجه جفافاً تاريخياً منذ ثلاث سنوات، يثير الضغط الذي تمارسه الفنادق في كوستا برافا على احتياطيات المياه حالة من الانزعاج، في حين وضعت السلطات المنطقة بأكملها تقريباً في حالة الطوارئ مطلع فبراير.
وكان نائب رئيس منظمة أرباب العمل «إكسيلتور» خوسيه لويس زوريدا، قال في تصريح حديث «ثمة وجهات سياحية وصلت إلى الحد الأقصى من طاقتها الاستيعابية»، مضيفاً «إنها مشكلة تظهر أحيانا في موسم الذروة وفي مناطق معينة من البلاد، ولكنها آخذة في التزايد».
وحرصا على تجنب أي ضغط سياحي، بدأت بعض المدن باتخاذ قرارات، على غرار سان سيباستيان في إقليم الباسك (شمال)، والتي أصدرت في نهاية مارس قراراً بعدم تخطي عدد الزوار ضمن المجموعات السياحية 25 شخصاً، بعدما منعت استخدام مكبرات الصوت خلال الجولات المصحوبة بمرشدين.
وفي نهاية مارس، أعلنت سلطات إشبيلية (جنوب) أنها قد تفرض على غير المقيمين رسوما على دخول ميدان بلازا دي إسبانيا الشهير. وقررت سلطات برشلونة من جهتها أن تزيل من خرائط غوغل خط حافلات يرتاده السياح بصورة كبيرة من أجل حصره بالسكان.
وتعتبر السلطات أنّ اتخاذ هذه القرارات ليس بالأمر السهل، إذ يمثل القطاع السياحي في إسبانيا 12,8% من الناتج المحلي الإجمالي و12,6% من الوظائف، ولن يكون عدد كبير من الأسر التي تعتمد على هذا القطاع سعيد في حال اتخاذ أي إجراءات غير ترحيبية بالسياح.
وفي مقابلة أجرتها الاحد مع صحيفة «ال باييس» اليومية، أكدت وزيرة الإسكان إيزابيل رودريغيس، أنّ عواقب السياحة المفرطة على العقارات تعني «العمل على الحد من عدد الشقق التي تُستخدم لتأجير السياح»، لكن الحكومة تدرك أيضاً «أهمية القطاع السياحي»، مشيرةً إلى ضرورة اعتماد مقاربة معتدلة في هذا المجال.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إسبانيا
إقرأ أيضاً:
أطول تورتة وأكبر سندوتش.. فنادق الغردقة تنظم مهرجانا ترفيهيا لجذب السياح
نظمت مجموعة من الفنادق السياحية بالغردقة، مهرجانا ترفيهيا شمل تجهيز أطول تورتة وأكبر ساندويتش وأكبر بيتزا حجما بهدف إدخال البهجة والسرور على السياح وتنشيط السياحة في الغردقة.
وقال علاء الدين محمود، رئيس اتحاد السياحيين بالبحر الأحمر، إن مظاهر جذب السياح لفنادق الغردقة في فصل الشتاء متنوعة، وتتسابق المنتجعات السياحية في ابتكار طرق لجذب سياح أوروبا وكسر الروتين اليومي بالجلوس على الشواطئ، إذ يأتي السياح خصيصا إلى المدينة السياحية للاستمتاع بأشعة الشمس المشرقة في الغردقة، الأكثر دفئا مقارنة بالأجواء الأوروبية الباردة في موسم الشتاء.
وأشار في تصريحات لـ«الوطن» إلى أن هذه الأفكار تلقى إعجاب السياح ويقومون بالمشاركة في هذه الفعاليات والتقاط الصور التذكارية ونشرها على السوشيال ميديا، ما يساهم في تنشيط السياحة بالغردقة.
وأضاف أن فعاليات مهرجان الشواطئ تنوعت بين أكبر سندوتش برجر وكفتة، بالإضافة لأكبر تورتة من فاكهة الفراولة.
وأشار سعيد العتيق الخبير السياحي إلى أن منتجعات الغردقة تشهد رواجا كبيرا خاصة في ظل الأجواء الباردة بدول أوروبا، مشددا على أن الجنسيات الأكثر وصولا هي الألمانية والإنجليزية والبولندية والتشيكية والروسية.