طالما خاضت إسرائيل وإيران ما يمكن وصفها، حسب وكالة بلومبيرغ الأميركية، بأنها "حرب ظل" غير مباشرة، لكن الهجوم الأخير بالصواريخ والطائرات المسيّرة الذي شنته طهران على إسرائيل، دفع الصراع بينهما إلى مرحلة جديدة.

وقالت إيران إن هجومها في الساعات الأولى من صباح الأحد، جاء ردا على الهجوم الإسرائيلي المزعوم على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، مطلع الشهر الجاري.

وأوضحت بلومبيرغ أن تهديد إسرائيل على لسان رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، الإثنين، بأن بلاده سترد على الهجوم الذي شنته إيران، يثير المخاوف من أن تزداد رقعة الصراع لتصل إلى "حرب شاملة".

وقال هاليفي متحدثا من قاعدة نيفاتيم الجوية جنوبي إسرائيل، التي تعرضت لبعض الأضرار في هجوم الأحد: "هذا الإطلاق لكثير من الصواريخ، صواريخ كروز وطائرات مسيرة على الأراضي الإسرائيلية.. سيُقابل برد".

وفيما يلي توضيح للقدرات العسكرية لكل من إسرائيل وإيران.

تفوق تكنولوجي

تتفوق إسرائيل على إيران من الناحية التكنولوجية، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى "الدعم المالي والعسكري الكبير من الولايات المتحدة"، التي سعت منذ فترة طويلة إلى ضمان تفوق إسرائيل في المنطقة كجزء من التزامها بأمن حليفتها، وفق بلومبيرغ.

إسرائيل تؤكد اعتراض "99 بالمئة" من المسيّرات والصواريخ الإيرانية قال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن إيران أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ أثناء الليل على إسرائيل تم إسقاط 99 بالمئة منها، مضيفا أن القوات المسلحة لا تزال تعمل بكامل طاقتها وتناقش خيارات المتابعة.

وعلى سبيل المثال، تُعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك مقاتلات من طراز "إف-35" الأميركية. وهناك اعتقاد على نطاق واسع بامتلاك إسرائيل لسلاح نووي، رغم عدم اعترافها بذلك على الإطلاق.

على الجانب الآخر، أعاقت العقوبات والعزلة السياسية المفروضة على النظام الإيراني، إمكانية حصول طهران على التكنولوجيا العسكرية الأجنبية، مما دفعها إلى تطوير أسلحتها الخاصة، ومن بينها الصواريخ والطائرات دون طيار التي استخدمتها الأحد.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن معظم المقاتلات الإيرانية "من طراز قديم يعود إلى فترة ما قبل ثورة عام 1979 في البلاد". وتم الاتفاق مؤخرا على شراء مقاتلات روسية، لكن لا يتضح موعد تسلمها حتى الآن.

قدرات الجيشين

وحسب موقع غلوبال فاير باور، المختص بالشؤون العسكرية، فإن ميزانية الإنفاق العسكري في إيران تصل إلى نحو 10 مليارات دولار، أي أقل من نظيرتها في إسرائيل بأكثر من 14 مليار دولار، حيث أنفقت الأخيرة 24.4 مليار دولار.

وتحل إيران في المرتبة ١٤ عالميًا، فيما إسرائيل في المركز ١٧، وفق تصنيف الموقع، وتمتلك الأولى 610 آلاف جندي في الخدمة مقابل 170 ألف جندي لدى إسرائيل،

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل تمتلك 241 مقاتلة، في حين إيران لديها 186 مقاتلة أقل تطورا.

بعد الهجوم على إسرائيل.. ما هي قدرات إيران "الصاروخية"؟ أطلقت إيران، السبت، سربا كثيفا مكونا من 200 طائرة مسيرة فتاكة وصواريخ بالستية وصواريخ كروز باتجاه إسرائيل، تم اعتراض "الغالبيّة العظمى" منها لكن "أضراراً طفيفة" لحقت بقاعدة عسكرية إسرائيلية، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

وتمتلك إيران 1996 دبابة و65765 عربة مدرعة، بينما لدى إسرائيل 1370 دبابة و43407 مدرعة. وبالنسبة للغواصات فإيران لديها 19 وتمتلك إسرائيل 5 فقط.

وأوضحت وكالة بلومبيرغ، أنه على الرغم من التطور والتفوق الإسرائيلي،فإن الجيش الإيراني يمتلك مخزونا كبيرا من الصواريخ الباليستية ومن طراز كروز والمُسيّرات، والتي استخدمها في هجومه الأخير.

وأدركت إيران أنه لاختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، سيكون عليها تجاوز مقاتلات سلاح الجو وأنظمة الدفاع الجوي، مثل القبة الحديدة ومقلاع داوود ومنظومة "السهم".

واستخدمت إسرائيل تلك الإمكانيات، بجانب تعاون مع الولايات المتحدة وقوات متحالفة في المنطقة لإسقاط الأغلبية العظمى من بين أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصواريخ أطلقتهم إيران، الأحد، وفق الجيش الإسرائيلي.

وتمتلك إيران منظومة دفاع جوي روسية من طراز "إس – 300"، لكن لم يتم اختبارها أمام إسرائيل، إلا أنها أسقطت عن طريق الخطأ طائرة ركاب أوكرانية عام 2020، وسط توترات مع الولايات المتحدة في أعقاب مقتل قائد الحرس الثوري، قاسم سليماني، في العراق إبان حكم إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

"العقيدة المحيطية".. جذور العداء بين إيران وإسرائيل لا يعرف كثيرون عن علاقات إسرائيل وإيران، إلا التهديدات المتبادلة والتراشق الدبلوماسي الحاد. والحقيقة أن  العلاقات بينهما لم تكن دائما مشحونة كما هي اليوم. 

وحسب رابطة الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من واشنطن العاصمة مقرا، فإن برنامج الصواريخ الإيراني يعتمد إلى حد بعيد على "تصميمات كورية شمالية وروسية"، مشيرة إلى أنه "استفاد من مساعدة صينية".

و"الصواريخ الباليستية" الإيرانية قصيرة ومتوسطة المدى تشمل: "شهاب-1" الذي يقدر مداه بنحو 300 كيلومتر، و"ذو الفقار" (700 كيلومتر)، و"شهاب-3" (800-1000 كيلومتر)، و"عماد-1" الجاري تطويره (يصل مداه إلى ألفي كيلومتر) و"سجيّل" الجاري تطويره أيضا (1500-2500 كيلومتر)، حسب رابطة الحد من الأسلحة.

ولدى إيران كذلك صواريخ كروز مثل "كيه.إتش-55" التي تطلق من الجو، والقادرة على حمل رؤوس نووية ويبلغ مداها 3 آلاف كيلومتر، وصواريخ حديثة مضادة للسفن مداها 300 كيلومتر، قادرة على حمل رأس حربية تزن ألف كيلوغرام.

كما لفتت بلومبيرغ، إلى أن الدولتين تمتلكان أيضا قدرات سيبرانية استخدمتها ضد الأخرى.

وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن إيران أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ أثناء الليل على إسرائيل، تم إسقاط "99 بالمئة" منها.

وفي كلمة بثها التلفزيون، قال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، إن تحركات إيران "شديدة الخطورة"، مضيفا أنها "تدفع المنطقة نحو التصعيد".

وكشف هاغاري، أن "99 بالمئة من حوالي 300 قذيفة أطلقتها إيران على إسرائيل خلال الليل، اعترضتها الدفاعات الجوية".

وحث وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الثلاثاء، الدول على فرض عقوبات على برنامج الصواريخ الإيراني وتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وذلك في أعقاب أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل.

وقال كاتس في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "إلى جانب الرد العسكري على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، أقود هجوما دبلوماسيا على إيران".

فيما نقلت وكالة رويترز، الثلاثاء، عن وكالة أنباء الطلبة الإيرانية قول الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. إن رد طهران سيكون "قاسيا على أي تحرك يستهدف مصالحها".

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الثلاثاء، عن رغبة بلاده في "التهدئة"، محذرا في الوقت نفسه، من أن أي هجوم جديد ضد مصالح إيران أو أمنها سيؤدي إلى رد فعل "حاسم وفوري وكبير".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی إسرائیل وإیران على إسرائیل من طراز إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل ألغت غوغل قمة التعاون مع الجيش الإسرائيلي؟

بعد عام من بدء الحرب على غزة أصبحت العلاقة الوثيقة التي تجمع بين "غوغل" وجيش الاحتلال الاسرائيلي أكثر وضوحًا، إذ تكشفت أوراق تثبت استخدام الأخير لتقنيات "غوغل" في استهداف المدنيين داخل قطاع غزة وتعزيز قدرات جيشه.

ولكن يبدو أن أواصر هذه العلاقة تمتد إلى أبعد من الدعم اللوجستي المتمثل في التقنيات والمنتجات المختلفة، إذ ظهرت مجموعة من الصور والمستندات التي تثبت نية "غوغل" استضافة قمة تقنية لدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي والتوفيق بينه وبين الشركات الناشئة التي تقدم خدمات يمكن للأخير الاستفادة منها.

قمة الجيش الإسرائيلي التقنية باستضافة وتنظيم "غوغل"

بدأت القصة عندما لاحظ موقع "إنترسبت" (The intercept) ظهور مؤتمر مفاجئ عبر تطبيق تنظيم المؤتمرات "لوما" (Luma)، وكان هذا المؤتمر يحمل عنوان "مؤتمر الجيش الإسرائيلي التقني"، ووفق بيانات التطبيق، فإن المؤتمر كان موجهًا للمستثمرين والمبتكرين ومؤسسي الشركات التقنية التي تسعى للتعاون مع الجيش الإسرائيلي.

وفي خانة مكان المؤتمر، تم وضع "حرم غوغل في تل أبيب" مع وضع اسم "غوغل" و"ميتا" ضمن منظمي المؤتمر والرعاة الرسميين له إلى جانب قسم الأبحاث والتطوير في وزارة الدفاع الإسرائيلي "مافات" (Ma’Fat).

تدخل "غوغل" في هذا المؤتمر لم يقتصر فقط على التنظيم والرعاية، بل تضمن جمع المعلومات من كل المشاركين في المؤتمر، وهو ما تم توضيحه في اتفاقية مشاركة المعلومات الموجودة داخل التطبيق، وهو ما يشير إلى ارتباط وثيق بين "غوغل" والمؤتمر وغايات أخرى للشركة من هذا المؤتمر.

إعلان

ولكن عندما توجه موقع "إنترسبت" بسؤال إلى عملاق البحث، فإن الصفحة المتعلقة بهذا المؤتمر اختفت تمامًا من التطبيق، وجاء الرد الرسمي على لسان أندريا ويليس المتحدثة الرسمية للشركة بأن "غوغل" لا علاقة لها بهذا التطبيق، واكتفت الشركة بهذا الرد ولم تجب على أي سؤال آخر للموقع.

وفي يوليو/تموز الماضي، ظهرت صفحة أخرى متعلقة أيضًا بمؤتمر مماثل تابع لجيش الاحتلال، وظهر عبرها اسم "غوغل" كأحد المنظمين، وبحسب الشركة المنظمة للمؤتمر، فإن وجود اسم "غوغل" وسط المنظمين كان خطأً من طرفهم.

وذلك رغم أن بعض المستندات الداخلية في "غوغل" تؤكد رعايتها للمؤتمر، وهو الأمر الذي يثير المزيد من التساؤلات، إذ إن هذا لا يعني إلغاء "غوغل" لأي مؤتمر لها، ولكن الاختفاء من قائمة الرعاة ومن الواجهة الإعلامية.

الجيش الإسرائيلي يفرض رقابة عسكرية مشددة على سير الحرب على جبهات متعددة (الصحافة الأجنبية) لماذا تنكر "غوغل" هذه المؤتمرات؟

في أبريل/نيسان الماضي، اندلعت مجموعة من التظاهرات التي تهاجم "غوغل" وترفض تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية في المشاريع التي يتم استخدامها بشكل عسكري وتشارك بشكل مباشر في حرب غزة، هذه التظاهرات كانت من موظفي "غوغل" أنفسهم إلى جانب بعض المؤيدين الخارجيين.

بالطبع، قامت إدارة "غوغل" بإقالة بعض المرتبطين بالتظاهرات وقد وصلوا إلى 50 موظفا، وهو الأمر الذي أثار حنق المتظاهرين، وجعلت "غوغل" تبدو بشكل مريب أكثر، خاصةً وأن هذه التظاهرات كانت ضد مشروع أعلنت عنه "غوغل" سابقا تحت اسم "نيمبس" (Nimbus)، وهو يهدف لتزويد جيش الاحتلال بمجموعة من الخدمات السحابية لتعزيز قدراته.

تمكنت "غوغل" من تهدئة الرأي العام ضدها، ولكن هذا لا يعني تخليها عن المشروع أو توقفه، إذ كشفت بعض المستندات التي وصلت إلى موقع "إنترسبت" أن الشركة ما زالت ماضية في جهودها دون أي تغيير في الخطط.

إعلان

وبينما قد يبدو تعاون "غوغل" مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أمرًا مألوفًا نظرًا لكثرة الشركات التقنية العالمية المتعاونة معه، فإنه يثير العديد من التساؤلات خاصةً وأن المشروع مستثنى من قواعد "غوغل" العامة للصفقات التجارية والعسكرية، وذلك وفق مستندات مختلفة وصلت إلى موقع "إنترسبت".

تمنع قواعد "غوغل" العامة الشركة من المشاركة في أي مشروع قد يستخدم من أجل سلب الحقوق أو تعريض المدنيين للضرر الذي قد يصل إلى الموت في حالات عديدة، وهو ما ينطبق تمامًا على مشروع "نيمبس"، لذا قامت "غوغل" بابتكار آلية قوانين جديدة تشرّع هذا الاستخدام ضمن هذا المشروع فقط، أي أن حماس أو غيرها من الفصائل المقاومة لا يمكنها الاستفادة من تقنيات "غوغل" ذاتها، لأن القوانين العامة للشركة تمنع ذلك.

وبعد أن وجدت "محكمة العدل الدولية" أن وجود دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية هو أمر مخالف لكافة القوانين الدولية وأدانت الجهود العسكرية وجرائم الحرب المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني في حرب غزة الأخيرة، أصبح موقف "غوغل" أكثر صعوبة، كونها الآن تتعاون مع مجرم حرب بحكم المحكمة الدولية.

هل تغير "غوغل" خططها؟

من الصعب الجزم بأن "غوغل" تعتزم تغيير خططها فيما يتعلق بالتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ إن الشركة ما زالت تتعاون معه رغم قرار محكمة العدل الدولية ومحاولة الشركة إبعاد نفسها بشكل رسمي عن جيش الاحتلال.

كما أن مكتب الشركة ما زال موجودًا فضلا عن افتتاحها مكتبًا جديدًا للأبحاث داخل اسرائيل وفق تقرير "رويترز" في يوليو/تموز الماضي ودفعها أكثر من 300 مليون دولار لتأجير مساحة عمل في أحد الأبراج البارز بتل أبيب في يونيو/حزيران الماضي.

كل هذه الجوانب تؤكد أن الشركة ما زالت ماضية في خطط التعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي رغم المعارضة العالمية التي تواجهها فضلًا عن الاعتراضات الداخلية ضد هذا التعاون، فهل ترضخ "غوغل" مستقبلًا؟ أم يجب على المعارضين اتخاذ خطوات أكثر وضوحًا؟

مقالات مشابهة

  • بعد الغارة على سيارة.. الجيش الإسرائيلي يكشف عن المُستهدف
  • الجيش الإسرائيلي : مقتل ضابط وجندي في معارك جنوب قطاع غزة
  • عمليات جديدة.. هذا ما فعله الجيش الإسرائيليّ داخل بلدة جنوبيّة
  • تصاعد التوتر بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وسط تهديدات إيرانية بقرب الرد
  • بعد أنباء عن سحب الجيش.. روسيا تتحدث عن مصير قواعدها العسكرية في سوريا
  • خبير استراتيجي: إسرائيل دمرت 80% من قدرات الجيش السوري
  • اللواء هشام حلبي: إسرائيل دمرت 80% من قدرات الجيش السوري
  • قلق أمريكي إسرائيلي من تنامي قدرات قوات صنعاء العسكرية
  • WP: هناك فرصة لضرب قدرات إيران النووية بعد إضعافها وسقوط الأسد
  • هل ألغت غوغل قمة التعاون مع الجيش الإسرائيلي؟