الأردن: لن نصبح "مسرح حرب" بين إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
عمان- عندما هاجمت إيران إسرائيل في نهاية الأسبوع، اعترض الأردن عدة صواريخ وطائرات بدون طيار، لكن الملك عبد الله الثاني أكد أن بلاده يجب ألا تصبح "مسرحًا لحرب إقليمية".
إذا كانت حرب غزة المستعرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول قد خلقت تحديات صعبة للأردن، فإنه يواجه الآن تهديداً إضافياً يتمثل في كونه عالقاً حرفياً في وسط صراع إسرائيلي إيراني آخذ في الاتساع.
والأردن، الذي ينتمي نحو نصف سكانه من أصل فلسطيني، هو أيضا حليف وثيق للولايات المتحدة ووقع معاهدة سلام مع إسرائيل المجاورة قبل 30 عاما.
وفي خضم الحرب المستمرة في غزة منذ نصف عام، أعرب العاهل الأردني مرارا وتكرارا عن انتقادات شديدة لإسرائيل ووجه جيشه بإرسال مساعدات جوية يومية لإسقاط الغذاء لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين.
ووصف الملك، وهو مؤيد قوي للقضية الفلسطينية، علاقة الأردن مع إسرائيل بأنها "سلام بارد".
ثم، في نهاية الأسبوع الماضي، كان الأردن من بين مجموعة من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي ساعدت إسرائيل على إسقاط الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار الهجومية التي أطلقتها إيران وحلفاؤها على إسرائيل.
وشدد الأردن على أن هدفه هو حماية سيادته وليس الدفاع عن إسرائيل.
وقالت الحكومة إن جيشها "سيواجه كل ما من شأنه تعريض أمن الوطن وسلامته... لأي خطر أو تجاوز من أي طرف كان".
لكن ذلك لم يسلمها من غضب إيران.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مصدر عسكري قوله إن إيران، التي وصفت هجومها بأنه عمل من أعمال الدفاع عن النفس بعد الغارة الإسرائيلية القاتلة على قنصليتها في سوريا، حذرت الأردن من أنها قد تكون "الهدف التالي".
واستدعت وزارة الخارجية الأردنية السفير الإيراني وطالبت طهران بالكف عن "التشكيك" في مواقفها.
وشدد أيمن الصفدي، رئيس الدبلوماسية الأردنية، على أنه "لو كان الخطر يأتي من إسرائيل، لكان الأردن اتخذ نفس الإجراءات".
- 'مصدر قلق كبير' -
ودعا الملك عبد الله، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إلى وقف التصعيد، وشدد على أن الأردن “لن يكون مسرحا لحرب إقليمية”.
وتحسبا لرد إسرائيلي محتمل، قال الجيش الأردني يوم الثلاثاء إنه سيكثف الطلعات الجوية "لمنع أي انتهاك للمجال الجوي والدفاع عن سماء المملكة".
وقال نمرود جورين، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط، إن الأردن خلال الهجوم الإيراني "لعب دورًا أعتقد أنه كان أكبر مما توقع الكثيرون أن يلعبه".
وأضاف: "إنه يظهر بالتأكيد موقع الأردن ضمن المعسكر المرتبط بالولايات المتحدة في المنطقة، وهو أمر ليس جديدا، لكنه أصبح واضحا للغاية".
ووقع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1994، وهو ثاني دولة عربية تقوم بذلك بعد مصر، على الرغم من أن العديد من الدول الأخرى أقامت علاقات دبلوماسية منذ ذلك الحين.
ولكن مع احتدام الحرب في غزة، شهد الأردن أيضاً مظاهرات حاشدة دعماً للفلسطينيين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
نظرًا لموقع الأردن في منطقة مضطربة، فقد وضع الأردن منذ فترة طويلة سياسات أمنية صارمة.
وتقع المملكة ذات الأغلبية السنية على الحدود مع العراق وسوريا، حيث تتمتع القوة الشيعية الإقليمية إيران بنفوذ كبير.
وقال جورين إن إيران قد تسعى إلى "التدخل في الأردن وتغيير الديناميكيات هناك لصالحها مثلما فعلت في دول أخرى".
وأضاف أنه نظرا لأن الهجوم الإيراني وقع "فوق أراضيهم"، فإنه يشكل تهديدا مباشرا "لدفاعهم (و) استقرارهم".
"هذا مصدر قلق كبير للأردن."
وقال وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة إن "الأردن لم يدافع عن إسرائيل بل دافع عن سيادته وأمن أراضيه".
وقال لوكالة فرانس برس إن "الأردن لا علاقة له بالصراع على النفوذ بين المشروع الفارسي والمشروع الصهيوني".
"إنها لا تريد التورط في صراع إقليمي."
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
#سواليف
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل #كاتس اليوم الأحد، عن #وثيقة يزعم أن رئيس حركة ” #حماس ” الراحل #الشهيد_يحيى_السنوار أرسلها إلى عدد من قادة الحركة والحرس الثوري الإيراني في 2021.
وأشار كاتس إلى أن الوثيقة كانت موجهة إلى قائد هيئة الأركان العامة للجناح العسكري للحركة “كتائب القسام” #محمد_الضيف ونائبه مروان عيسى وقائد فيلق القدس الإيراني #إسماعيل_ذقاآني.
وأوضح أن الوثيقة أُرسلت في يونيو 2021، بعد نحو شهر من انتهاء عملية “حارس الأسوار” (سيف القدس)، وفي وقت كانت حركة حماس في غزة تُسرّع الاستعداد لتنفيذ خطة الهجوم لكسر فرقة غزة.
مقالات ذات صلة تكدس آلاف الشاحنات على الحدود المصرية والاحتلال يمنع إدخالها / شاهد 2025/04/06وبحسب كاتس، في الرسالة، يطلب قادة حماس في غزة دعما ماليا لتحقيق ما وصفوه بـ”الأهداف الكبرى، التي من خلالها سنغيّر وجه العالم”، طلبوا دعما مالياً بقيمة 500 مليون دولار، يُحول على دفعات شهرية بقيمة 20 مليون دولار لمدة عامين.
كما كتب قادة حماس في الرسالة: “نحن على يقين أنه خلال هذين العامين – إن شاء الله – سنقتلع من الجذور هذا الكيان الوحشي، وسننهي هذه الحقبة المظلمة في تاريخ أمتنا”.
وبحسب كاتس، فإن ما كُشف هنا يُعتبر تفصيلا دراماتيكيا – ليس فقط تمويل #إيران – بل حقيقة أن حماس في غزة شاركت الإيرانيين نيتها تنفيذ هجوم واسع ضد إسرائيل، وذكرت توقيتا قريبا جدا لما حصل بالفعل، مضيفا أنه في يونيو 2021 كتبوا أن ذلك سيحدث خلال عامين، وهذا ما حصل فعلا بعد عامين وأربعة أشهر – في أكتوبر 2023.
ومغزى الرسالة التي كشفها كاتس أن إيران كانت شريكة في هجوم 7 أكتوبر، وحتى لو لم يتم إبلاغها بالتفاصيل الدقيقة أو التوقيت المحدد، فقد كانت شريكة واضحة في النوايا والتوقيت المتوقع لتنفيذ المخطط.