الزج باليمن في الرد الإيراني.. الحوثي كمنصة رخيصة لأسلحة طهران
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
أكدت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي إسقاط طائرات مُسيرة وصواريخ جرى إطلاقها من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي في اليمن، في سياق الهجوم الواسع الذي شنته إيران ضد إسرائيل مساء السبت وصباح الأحد.
وشن الحرس الثوري الإيراني هجوماً بعشرات الطائرات المُسيرة والصواريخ على أهداف داخل إسرائيل، رداً على مقتل 7 من قيادات فيلق القدس التابع له، بينهم قائد الفيلق في لبنان وسوريا الجنرال البارز محمد رضا زاهدي ونائبه، بقصف إسرائيلي على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق مطلع أبريل الجاري.
وبحسب تقارير أمريكية فإن الحرس الثوري الإيراني أطلق في هذه العميلة التي أسماها بـ"الوعد الصادق" نحو 350 من الطائرات المُسيرة والصواريخ على أهداف داخل إسرائيل، التي أكد ناطق جيشها بأنه تم إسقاط 99% من هذه الصواريخ والمُسيرات.
وأثناء هذا الهجوم نقلت وكالة "رويترز" عن شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري، تأكيدها بأن جماعة الحوثي المدعومة من إيران أطلقت عدة طائرات مسيرة انتحارية على أهداف في إسرائيل.
وبعد مرور 48 ساعة على الهجوم الإيراني لم تصدر جماعة الحوثي أي بيان رسمي يؤكد مشاركتها في الهجوم، إلا أن البيان الصادر عن الحرس الثوري الإيراني حول العملية ألمح إلى مشاركة الجماعة بالهجوم حيث قال بأنه تم تنفيذه من قبل ما تسمى بالقوة "الجو-فضائية" التابعة له وكذا "بمساندة قوى أخرى".
في حين كشفت وكالة "تسنيم" التي توصف بأنها مقربة من الحرس الثوري الإيراني، نقلا عن مصادرها بأن الهجوم استخدم فيه مئات الطائرات المسيرة وعدد كبير من الصواريخ من مختلف الأنواع، تم إطلاقها من داخل إيران ومن اليمن وجنوب لبنان والعراق.
وهو ما أكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، أوضحا أن "إيران أطلقت باتجاه إسرائيل 185 طائرة دون طيار و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض-أرض"، وأشاراً إلى أن معظم عمليات الإطلاق خلال الهجوم الإيراني كانت من إيران وجزء صغير منها من أراضي اليمن والعراق.
والاثنين قالت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي "سنتكوم" في بيان على منصة "إكس" بإنها نجحت في 13 و14 أبريل نيسان الجاري وبدعم من مدمرات القيادة الأمريكية بأوروبا، في تدمير أكثر من 80 طائرة مُسيرة وما لا يقل عن 6 صواريخ بالستية أُطلقت من إيران واليمن لضرب إسرائيل.
وفي حين لم تصدر جماعة الحوثي أي بيان يؤكد مشاركتها في الهجوم الإيراني، إلا أنها سارعت إلى إعلان تأييدها له والاحتفاء بشكل واسع من قبل قياداتها ونشطائها على مواقع التواصل الاجتماعي.
والاثنين نشر إعلام الجماعة خبراً عن مكالمة هاتفية أجراها رئيس المجلس السياسي التابع للجماعة مهدي المشاط مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، عبر فيه عن مباركته لما أسماه "نجاح عملية الوعد الصادق الإيرانية"، مجدداً إعلان جماعته تأييدها للعملية.
عدم إصدارر جماعة الحوثي لبيان رسمي تتبنى مشاركتها في العملية، اعتبره مراقبون دليلاً واضحاً على أن المُسيرات والصواريخ التي أطلقت من مناطق سيطرتها في اليمن ضمن الهجوم، تم إطلاقها من قبل عناصر الحرس الثوري الإيراني التي تدير أيضاً عمليات الهجوم ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر وخليج عدن.
مؤكدين بأن الحادثة تقدم دليلاً إضافياً على حقيقة الدور الذي لعبته جماعة الحوثي في تحويل مناطق سيطرتها باليمن إلى منصة مجانية للنظام الإيراني ومليشيات الحرس الثوري التابع له، واستخدامها في مشروعه وفي خدمة مصالحه، دون النظر إلى مصالح اليمنيين ومخاطر الزج بهم كوقود لحروب إيران ونظامها.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الحرس الثوری الإیرانی جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
بعد اغتيال نصرالله وسقوط الأسد.. مفاجأة داخل إيران
نشرت مجلة "The Jewish Chronicle" تقريراً جديداً تحدثت فيه عن ظهور تصدّعات في الحرس الثوريّ الإيراني إثر سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في سوريا يوم 8 كانون الأوّل الجاري.ويشير كاتب التقرير الذي ترجمه "لبنان24" إلى أنه تحدّث مع ضباط في الحرس الثوري والذين قالوا إن النظام الإيراني بات في ورطة كبيرة، وأضاف: "لقد بدأ خطوط الصدع تظهر داخل الحرس الثوري الإيراني في ما يتّصلُ بتعامله مع سوريا التي انهار نظامها. إن المتطرفين الأصغر سناً في إيران يشعرون بالغضب إزاء ما يرونه تخلياً من طهران عن سوريا".
وذكر التقرير أن "الحرس الثوري الإيراني يشهد انقسامات، ما يتسبب بمشاكل كبرى للمرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي"، ويتابع: "لقد تجاهل الغرب ردود الفعل العنيفة داخل الحرس الثوري الإيراني إزاء تعامل كبار القادة مع سوريا. مع ذلك، فإنَّ ما يتبين هو أنَّ هناك أزمة داخلية تلوح في الأفق داخل الحرس الثوري الإيراني".
ويقول التقرير أيضاً إنه خلال السنوات الأخيرة، اتسعت الانقسامات بين القادة الأكبر سناً والمحافظين في الحرس الثوري الإيراني وصفوفه الأصغر سناً والمتطرفة، وأردف: "كانت الطبقة الأوليغارشية الأكبر سناً تمارس عادة نفوذاً أكبر على خامنئي، لكن الأمور تتغير. بدأ الانقسام بين الأجيال يسخن بعد مقتل القادة المتعاقبين من الحرس الثوري الإيراني وشبكته من الجماعات الموالية له - بما في ذلك حزب الله وحماس - على يد إسرائيل. لقد دفع هذا الأمر الأجيال الأصغر سناً في الحرس الثوري إلى التشكيك في كفاءة والتزام كبارهم الإيديولوجي".
التقرير أشار إلى أنَّ اغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله أدى إلى قيام المتطرفين الأصغر سناً بمهاجمة كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني علانية واتهامهم بالفساد وحتى التواطؤ مع الموساد الإسرائيلي، وأضاف: "كذلك، لقد كانت حسابات خامنئي للهجوم الصاروخي الباليستي على إسرائيل في الأوّل من تشرين الأول الماضي مدفوعة جزئياً لإرضاء الجيل الأصغر سناً في الحرس الثوري".
وأكمل: "في الواقع، فإنّ الهجوم المذكور لم ينجح في تهدئة الشباب المتطرفين. ومع انهيار نظام الأسد في سوريا، اشتعل غضب الجيل الأصغر سناً في الحرس الثوري مرة أخرى تجاه قيادة الحرس، ويقول جنود منه إنهم يرون سقوط سوريا بمثابة التخلي عن الأضرحة الشيعية المقدسة ودوس دماء الشهداء".
وينقل التقرير عن أحد الجنود الإيرانيين وتحديداً من جماعة "الباسيج" قوله: "لو كان الحاج قاسم سليماني على قيد الحياة لما سمح بسقوط الأضرحة الشيعية المقدسة في أيدي التكفيريين"، وذلك في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية.
ويوضح التقرير أن "المتطرفين الشباب في الحرس الثوري يهاجمون أيضاً النخب الأكبر سناً ضمن الهيكل العسكري في الحرس"، وأردف: "تكمن المشكلة بالنسبة لخامنئي في أنه لا يستطيع تجاهل هذه الأصوات الأصغر سناً أو استبعادها، لأن هؤلاء هم الجنود المشاة الذين ينزلون إلى الشوارع لقمع المتظاهرين المناهضين للنظام في إيران".
وتابع:" بين نخبة النظام، لا يزال هناك خوف كبير من أن يؤدي سقوط الأسد إلى حصول اضطرابات في إيران. بالنسبة لخامنئي والحرس الثوري، فإن هذا يعني أن الحفاظ على رضا المتطرفين الشباب هو أكثر أهمية، إذ لا قدرة على تحمل خسارة هذه المجموعة أو رؤيتها محبطة". المصدر: خاص "لبنان 24"