توعدت إيران على لسان كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، مساء الاثنين، بأنها سترد على الاحتلال الإسرائيلي خلال ثوان "إذا ارتكبت خطأً جديداً".

 

وقال باقري كني، وهو نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية في برنامج تلفزيوني محلي، إن "الصهاينة ارتكبوا خطأً استراتيجياً بارتكابهم جريمة دمشق (الهجوم على القنصلية الإيرانية) وهو ما وفر الشرعية لاختبار جاد للقدرات العسكرية والدفاعية الإيرانية".

 

واعتبر المسؤول الإيراني أنه "إذا كانت هناك عقلانية لدى الكيان الصهيوني فلا ينبغي أن يكرر خطأه"، مشددا على أنه "إذا ما ارتكب خطأ آخر فعليه أن يتوقع ضربة أصعب وأسرع. عليهم أن يعلموا أنه لن يكون أمامهم 12 يوماً، بل سيتلقون الرد خلال ثوان"، وذلك في إشارة إلى الرد الإيراني على الهجوم على القنصلية بعد 12 يوماً.

 

وتابع كبير المفاوضين الإيرانيين أن بلاده عندما قررت معاقبة إسرائيل حفاظا على مصالحها "قد خططت لمواجهة خباثتهم المستقبلية"، على حد قوله.

 

من جانبه، حذر المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من مواصلة دعم الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران، داعيا إياهم إلى إنهاء دعم "الكيان الآيل إلى الزوال"، وفق التلفزيون الإيراني.

 

وخاطبهم شكارجي بالقول: "تعلمون جيداً أن إيران أثبتت أنها ليست داعية حرب ولا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب"، مؤكدا في الوقت ذاته، "إذا تجاوزتم والكيان العاجز المتخبط الحد سنقطع رجلكم برد أقوى من الرد السابق على إسرائيل المعتدية الشريرة".

 

ودعا المتحدث العسكري الإيراني، حلفاء إسرائيل إلى "أن يكونوا عقلاء وإنهاء دعمهم لها بدلا من إدانة رد إيران"، مشيدا بقدرات إيران العسكرية وقال إن الصواريخ والمسيرات الإيرانية "قد تخطت أنظمة الرادارات المتطورة والدفاع الجوي".

 

إلى ذلك، نفت شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية، إنشاء منطقة حظر جوي غربي إيران، مؤكدة أن "جميع المسارات الجوية الإيرانية مفتوحة ولا توجد أية قيود"، وفقا لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.

 

في الأثناء، واصل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اتصالاته الدبلوماسية المكثفة، حيث أجرى الاثنين، مباحثات هاتفية مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، والأمين العام لمنظمة "شنغهاي" تشانغ مينغ، فضلاً عن وزراء خارجية الصين، روسيا، إندونيسيا، ماليزيا، وسلطنة عمان، والنمسا، وسلوفينيا، وألمانيا، وبريطانيا.

 

وفي مباحثاته مع غوتيريس مساء اليوم الاثنين، قال أمير عبداللهيان، إنه بعد إخفاق مجلس الأمن في إدانة الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية "فالخيار المتبقي الوحيد كان هو الدفاع المشروع عن النفس ومعاقبة الكيان الإسرائيلي".

 

وأضاف أن إيران كان بمقدورها تنفيذ عملياتها على نطاق أوسع، لكنها استهدفت فقط المواقع العسكرية التي نفذ منها الهجوم على السفارة الإيرانية، مؤكداً أن "الأمن الإقليمي يهمنا جدا، لكن الكيان الصهيوني منذ ستة أشهر يعمل على إبادة وقتل الأطفال والنساء الفلسطينيات العزل من دون أن توقفه أميركا وحلفاؤه".

 

ومن جهته، قال غوتيريس إنه دعا إسرائيل إلى عدم الرد لخفض منسوب التوترات في المنطقة لصالح استتباب السلام.

 

وأفادت القناة 12 العبرية في وقت سابق الاثنين، بأن جلسة مجلس الحرب الإسرائيلي قررت، "إيلام إيران وإيلامها من دون أن تسبّب حرباً شاملة"، في سياق الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجوم الإيراني.

 

وقالت القناة إن المشاورات تتواصل بشأن خيارات للرد بدرجات متفاوتة، ما بين ردود صغيرة نسبياً وأخرى أكثر قوة وشدّة. كما ناقشت الجلسة، التي انتهت مساء، بعض الردود التي يمكن تنفيذها على الفور، من دون أن تذكر القناة ماهيتها.

 

وأشارت القناة إلى أن تل أبيب تريد القيام بعملية يتم تنسيقها مع الولايات المتحدة. ويُنتظر عقد اجتماعات أخرى لمجلس الحرب، في وقت استدعى فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قادة المعارضة الإسرائيلية، قبل أن يجري إرجاء اللقاء مجدداً، على خلفية امتداد جلسة "الكابينت" إلى وقت طويل نسبياً. وفي السياق، أبلغ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأحد، بأن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد، وفقاً لمسؤول أميركي ومصدر آخر تحدثا لموقع "أكسيوس".

 

وذكر المصدران للموقع الأميركي أن غالانت قال لأوستن في مكالمة هاتفية إن إسرائيل لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ باليستية على أراضيها من دون رد، مضيفاً أن "إسرائيل لن تقبل معادلة ترد فيها إيران بهجوم مباشر في كل مرة تضرب فيها إسرائيل أهدافاً في سورية".

 

بدوره، نقل أوستن رسالة مماثلة لتلك التي قدمها الرئيس بايدن لنتنياهو مساء السبت، مشدداً على "ضرورة بذل كل ما هو ممكن لتجنب المزيد من التصعيد"، بحسب الموقع نفسه.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: ايران اسرائيل طهران دمشق الكيان الصهيوني من دون

إقرأ أيضاً:

هل يعيد الأمريكان مجددا كارثة المارينز في بيروت في قطاع غزة ؟

هل يعيد #الأمريكان مجددا #كارثة_المارينز في #بيروت في #قطاع_غزة ؟
#موسى_العدوان

أقصد من إعادة طرح هذه العملية، بصورة موجزة أمام القراء الكرام، والتي مضى عليها ما يقارب 42 عاما، هو لكي أذكّر الرئيس الأمريكي ترامب وعصابته، بما حدث لقوات المارينز الأمريكية في بيروت عام 1983، عندما فرضوا وجودها بالقوة على أرض لبنان، علّهم يفهمون الدرس جيدا، قبل أن يقرّروا ما ادّعوه في السيطرة على قطاع غزة وتهجير أهلها لفترة طويلة. ولتذكير القراء الكرام بتلك الحادثة، سأحاول اختصار صفحاتها الثلاثة عشر، التي كتبتها في وقت سابق، بفقرات مختصرة تبين أهم ما جاء فيها :

بدأ التورط الأمريكي في لبنان ( كجزء من قوات متعددة الجنسيات )، خلال الحرب التي دارت بين منظمة التحرير الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية في عام 1982. ففي يوم 6 يونيو بدأ الإسرائيليون هجوما واسعا، على قواعد المنظمات الفدائية في لبنان، بقوة تقدر بستة فرق ونصف ( 20 لواء على الأقل )، بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وتأمين حدودها الشمالية، ضد إطلاق القذائف والصواريخ التي يوجهها الفدائيون الفلسطينيون، إلى سكان المستعمرات في شمال إسرائيل، وأطلقت على العملية اسم ” عملية السلام للجليل “.

حاولت الولايات المتحدة في البداية، ثني الإسرائيليين عن تنفيذ الهجوم، إلا أن الإسرائيليين لم يمتثلوا لتلك الرغبة، ووعدوا بأن تكون عملياتهم محدودة النطاق. ولكنهم في واقع الأمر وسّعوا نطاق العمليات أكثر مما وعدوا به. فتمكنوا خلال ستة أيام من الوصول إلى أبواب مدينة بيروت، ومحاصرة 14000 مقاتل فلسطيني داخل المدينة. ( دون الدخول في التفاصيل )
في يوم الأحد 23 اكتوبر الساعة 06:22 كان 300 جندي أمريكي نائمين في البناية التي تضم قيادة المارينز. فقدِمت شاحنة تحمل 1200 باوند من متفجرات ( T N T )، رُبطت حولها اسطوانات الغاز، واندفعت من موقف السيارات جنوب بناية القيادة، ودمرت السياج الحاجز واتجهت مباشرة إلى منام المارينز.

مقالات ذات صلة نحو مؤتمر وطني لواقع وآفاق الجامعات الاردنية كمؤسسات تعليمة وتنموية معا 2025/02/06

سارت الشاحنة فوق الأسلاك الشائكة، ومرت بين موقعي حراسة دون أن يطلق الخفراء عليها النار، لكونهم مقيدين بتعليمات ( قواعد الاشتباك )، التي تفرض عليهم عدم تجهيز السلاح بالذخيرة. ثم تقدمت من خلال البوابة مارة بين القضبان الحديدية، ودمرت غرفة الحراسة على المدخل وتقدمت باتجاه قاعة الاستقبال في بناية القيادة، وهناك ضَغَط السائق على الصاعق، وفجّر ما كانت تحمله الشاحنة، من المتفجرات واسطوانات الغاز.

قوضت شدة الانفجار كامل البناية من أساسها، وانبعث العصف من خلال السقف الذي تبلغ سماكته 8 بوصات، ودفعته إلى حفرة بلغ عمقها ثمانية أقدام. وقد علّق خبراء ال ( F B I ) على هذا الانفجار بقولهم : أنه أكبر انفجار غير نووي يشهدونه في حياتهم. وعندما انجلى الغبار، تبين بأن 240 جنديا من المارينز لقوا حتفهم، وأكثر من 100 آخرين أصيبوا بجروح مختلفة. وبهذا تكون المارينز الأمريكية قد انخرطت فعليا في الحرب الأهلية اللبنانية .

بعد دقيقتين من وقوع الانفجار الأول، حدث انفجار آخر في مقر قوة الفرنسيين، في منطقة الرملة البيضاء ببيروت الغربية، والذي يبعد عن موقع المارينز 6 كيلومترات فقط. فقد اندفعت شاحنة أخرى تحمل كمية من المتفجرات، إلى موقف السيارات الواقع تحت البناية ذات الثمانية طوابق، وانفجرت مخلّفة 58 قتيلا و15 جريحا من المظليين الفرنسيين.

تم توجيه الاتهام في هاتين العمليتين الإرهابيتين في حينه، إلى حزب الله الشيعي والذي تدعمه إيران وسوريا. واتُهم خبير العمليات الإرهابية في حزب الله عماد مغنية، بأنه العقل المدبر لهاتين العمليتين، والذي تم اغتياله لاحقا في سوريا بتاريخ 12 فبراير 2008، على أيدي الموساد الإسرائيلي.

واليوم يعلن ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي لم يمض ِعلى بداية عهده المشؤوم سوى اسبوعان، بأنه سيهجّر سكان غزة من أرضهم إلى الأردن ومصر، ليتولى هو إعمارها ويحولها إلى ريفيرا الشرق الأوسط. لقد تناسى هذا الطاغية أن أهل غزة مقاومين ومدنيين، صمدوا بمواقعهم لما يزيد عن 15 شهرا، أمام أقوى جيش في الشرق الوسط، تحت قصف الطائرات الأمريكية وقنابلها الثقيلة من وزن 2000 رطل، التي زود إسرائيل بها من ترسانته الحربية، وعادوا إلى منازلهم المدمّرة ليبنوا على أنقاضها خيمهم ولا يغادروها، ليقوموا بإعمارها في وقت لاحق.

أهل غزة يا فخامة الرئيس، لا يريدون ريفيرا على شاطئ بحرهم، بل يريدون الاستمتاع في شمس ذلك الشاطئ الجميل، يتنسمون هواءه العليل، ويقبّلون كل حبة رمل فيه، ويعيدون بناء بيوتهم من حجارة وطنهم الذي يقدّسونه، دون أن يلوثه غزاتكم بما يتنافى مع عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.
فلتتفضل فخامة الرئيس وعصابتك المتصهينة، وجرب حظك في تنفيذ خطتك الهلامية في غزة، التي استنكرتها كل دول العالم ما عدا ربيتك إسرائيل. فرجال المقاومة الباسلة، يتشوقون لرؤية جنودك ومهندسيك هناك، لعلهم يواجهون كارثة جديدة أشبه بكارثة المارينز السابقة في بيروت، وعندها سيرحلون في ظلام الليل كغيرهم قبل طلوع النهار. . !

التاريخ : 6 / 2 / 2025

مقالات مشابهة

  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • هل يعيد الأمريكان مجددا كارثة المارينز في بيروت في قطاع غزة ؟
  • الهند تتوعد أميركا بـإجراءات صارمة بعد ترحيلها مهاجرين غير نظاميين
  • أجزاء من اليابان مغطاة بالثلوج الكثيفة خلال أقوى موجة برد منذ سنوات
  • تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل
  • وزير خارجية إيران يرد على ترامب: سياسة “الضغط الأقصى” ستفشل مجددا
  • إزاحة الستار عن أنظمة جديدة خلال مناورات القوات المسلحة الإيرانية
  • الدردير: الزمالك ينتظر الرد النهائي من نادي بارادو لحسم صفقة عادل بولبين
  • وزير خارجية إيران ردا على ترامب: سياسة "الضغط الأقصى" فشلت سابقا وستفشل مجددا
  • نتنياهو: إسرائيل اليوم أقوى من أي وقت مضى