لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
يصادف 15 أبريل من كل عام يوم قوات الحرب الإلكترونية الروسية الذي يحتفل به أفراد الاتصال والحرب الإلكترونية في الجيش الروسي.
وقال قائد قوات الحرب الإلكترونية اللواء يوري لاستوتشكين إن استخدام الذكاء الاصطناعي سيسمح باختيار أنواع التشويش ومواصفاته اللازمة لإسكات الوسائل اللاسلكية الإلكترونية للعدو بالسرعة القصوى.
وأضاف قائلا إن الشبكات العصبية الموجودة داخل المسيّرات الجوية ستستخدم قريبا للتعرف على الأهداف مباشرة في أثناء التحليق فوق مواقع العدو، الأمر الذي سيمكّن المسيرة من الانتقال من التحليق بناء على مسار معيّن مسبقا إلى تنفيذ المهام الذاتية المستقلة أو العمل ضمن مجموعة من الدرونات المنظّمة ذاتيا.
وقال اللواء إن التقنيات الحديثة ستسمح عما قريب بارتقاء مستوى قيادة قوات الحرب الإلكترونية في روسيا ورفع فاعلية استخدامها. وقال إن تكتيك استخدام الحرب الإلكترونية في العملية العسكرية الخاصة لا يزال يتطور ويتغير.
وأعاد اللواء إلى الأذهان إطلاق الإنتاج المتسلسل لمنظومة "بيرويد – إم" المخصصة لاكتشاف درونات FPV وتصفيتها. وقد بلغت مسافة اكتشاف الدرونات الصغيرة الحجم من قبل المنظومة المذكورة 15 كيلومترا. أما ارتفاع التحليق حيث يتم اكتشافها فوصل 5 كيلومترات. ويضمن الشعاع الضيق لمسح الأجواء تخفي المنظومة عن الوسائل الإلكترونية اللاسلكية للعدو ويحد من خطر إصابتها من قبل الصواريخ المعادية المضادة للرادار. وتصل قدرة جهاز الإرسال التابع للمنظومة 20-40 واط، ويمكن شحن بطاريته من بطارية السيارة أو من الشبكة الكهربائية العامة.
وتخصص المنظومة للتشويش على درونات العدو ضمن مجال الترددات الذي يتراوح بين 900 ميغاهرتز و5 غيغاهرتز. ويقدر ثمن المنظومة بنحو 370000 روبل، أي ما يعادل نحو 3500 دولار.
المصدر: روسيسكايا غازيتا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ذكاء اصطناعي روبوت الحرب الإلکترونیة
إقرأ أيضاً:
رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟
الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.
المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.
وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».
وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.
ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!