أكد سعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، ضرورة العمل المشترك لإحراز تقدم ملموس في الانتقال العادل والمستدام نحو الطاقة النظيفة، الذي يمثل ضرورة ملحة وذات أهمية عالمية أساسية لتعزيز أمن الطاقة العالمي والعمل المناخي.
وقال سعادته، خلال كلمته الافتتاحية لمنتدى الطاقة الشمسية والنظيفة ضمن القمة العالمية لطاقة المستقبل الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي:” يجب أن يتم تحفيز وتنظيم الانتقال في قطاع الطاقة، لدفع الاقتصادات العالمية إلى الأمام لدورها الحيوي في الحد من الانبعاثات ودعم أمن الطاقة، حيث نمتلك الوسائل والتقنيات والخبرة المطلوبة لذلك”، مشيداً بالجهود الكبيرة الداعمة للانتقال إلى الطاقة النظيفة.


وأضاف سعادته:” أن تمكين الدول النامية والناشئة للوصول إلى الطاقة، وخاصة النظيفة والمتجددة ضرورة ملحة، وهو ذات الأمر الذي شدد عليه مؤتمر المناخ ” كوب 28″، من خلال تخصيص مليارات الدولارات ضمن خطة استراتيجية تتضمن سبع نقاط رئيسة لتسريع التحول العالمي إلى مصادر الطاقة المتجددة، وضخ الاستثمارات في الطاقة النظيفة بالدول النامية والناشئة، حيث أن تمكين من يفتقرون حالياً إلى الوصول إلى الطاقة ليس مجرد مسألة إنصاف وتعاطف؛ إنه الأساس لازدهارنا المشترك واستدامتنا الدائمة، وإن ازدهار الإنسانية يعتمد على التقدم المشترك في مشهد الطاقة”.
وتابع سعادته:” رسخ “اتفاق الإمارات” التاريخي نجاح رئاسة مؤتمر المناخ COP28 في حشد الجهود الدولية لنحو 198 دولة وتحقيق توافق تاريخي بين الدول الأطراف من أجل مستقبل العمل المناخي والحفاظ على البشرية وكوكب الأرض”، مؤكداً أن دولة الإمارات تعتبر من الدول الرائدة عالمياً في الانتقال بقطاع الطاقة والاعتماد على النظيفة والمتجددة، وتأكيداً على ذلك فقد حدّثت العام الماضي استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي تستهدف تسريع تحول الطاقة ورفع مساهمة النظيفة منها في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة، وخفض الانبعاثات للوصول للحياد المناخي بحلول 2050، ورفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 3 أضعاف بحلول 2030، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 42% – 45%، بالإضافة إلى رفع إجمالي القدرة المركبة للطاقة النظيفة الى 19.8 جيجاوات بحلول عام 2030، ورفع مساهمة القدرة المركبة للطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة بحلول 2030 إلى (30%).
وأوضح سعادته، أن الإمارات تبنّت من أجل استدامة قطاع الطاقة المتجددة والمحافظة على البيئة أحدث الابتكارات الدافعة لمسيرة التنمية المستدامة، وبذلت جهداً كبيراً لتنويع مصادر الطاقة، وأنها من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية باريس للتغير المناخي، مؤكداً التزام الدولة بتعزيز اقتصاد أخضر يقوده نموذج طاقة منخفض الكربون.
وأكد سعادته، أن الإمارات أرست قواعد مشجعة للاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة، وتصدرت إقليمياً حيث حلت في مرتبة متقدمة ضمن أكبر دول العالم استثماراً في مشاريع الطاقة النظيفة لتعزيز الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية لمصلحة الأجيال المقبلة، فعلي سبيل المثال خصصت أكثر من 600 مليار درهم كاستثمارات في الطاقة النظيفة على المستوى المحلي حتى عام 2050، خاصة بعد الطموحات التي أعلنت عنها في استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، وبعد تعهدها بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030.
كما قال سعادته:” الإمارات تقود الجهود العالمية لنشر حلول الطاقة المتجددة، حيث تملتك العديد من المشاريع الضخمة التي تعمل بالفعل وأخرى في مراحل مختلفة من التطوير، فعلى سبيل المثال تفخر الإمارات بامتلاكها ثلاثة من أكبر وأكثر محطات الطاقة الشمسية فعالية من حيث التكلفة في العالم، كما استثمرت في الطاقة النووية من خلال محطة براكة للطاقة النووية التي تعتبر أول محطة للطاقة النووية في العالم العربي، وجزءاً من جهود الدولة لتنويع مزيج الطاقة لديها، إذ تبلغ كمية الكهرباء الصديقة للبيئة التي ستنتجها المحطات الأربع (5600 ميجاواط) تكفي لتزويد 574 ألف منزل في الدولة بالطاقة لمدة عام كامل”.
وأضاف سعادته:” ضمن خطوات الإمارات العملية لاستدامة قطاع الطاقة، أطلقت الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050 التي تهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمنتج ومورد للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول عام 2031 من خلال تطوير سلاسل التوريد وإنشاء واحات الهيدروجين، ومركز بحث وتطوير وطني مخصص لتقنيات الهيدروجين”، موضحاً أن الإمارات تكثّف من جهودها لتطوير مجال احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، في تأكيد على التزامها بتسريع خططها الرامية إلى تقليص الانبعاثات الضارة بالمناخ، حيث تقدر قدرة مشاريع الالتقاط السنوية لثاني أكسيد الكربون 800,000 طن فيما تخطط لتوسيعها خمسة أضعاف بحلول عام 2030.
وأوضح سعادته، أن الدولة بدأت باكراً مسيرتها الوطنية نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، ومن أجل ذلك تعهدت بإضافة استثمارات بقيمة 50 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة النظيفة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، خلال السنوات القليلة المقبلة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة فی الطاقة بحلول عام

إقرأ أيضاً:

إضافات الطاقة النظيفة في أميركا تبلغ مستوى قياسيًا رغم التحديات

مقالات مشابهة مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يختار شركاء جددًا

‏ساعة واحدة مضت

أعظم مايك استوديو MKE 600 والفرق مابيتع وبين الملك MKE 416

‏ساعتين مضت

ربط مراكز البيانات بمحطات الطاقة النووية في أزمة.. ما القصة؟

‏ساعتين مضت

جوجل تقترب من توسيع ميزة المشاركة السريعة لتشمل آيفون وماك

‏3 ساعات مضت

“توقع من الفائز”.. موعد مباراة الأهلي والشرطة في دوري أبطال آسيا للنخبة 2024 والقنوات الناقلة لها

‏3 ساعات مضت

رابط التسجيل في مسابقة شبه طبي 2024 في كافة الولايات المنصة الرقمية لوزارة الصحة

‏3 ساعات مضت

يستعد قطاع الطاقة النظيفة في أميركا لتحقيق نمو غير مسبوق، خلال العام الجاري (2024)، مع احتمال إضافة 65 غيغاواط من السعة الجديدة؛ ما يمثل زيادة بنحو 25% عن مستويات 2023.

ويأتي ذلك رغم التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع الطاقة، مثل المشكلات المتعلقة بالتراخيص ودمج المشروعات الجديدة في شبكة الكهرباء.

وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع أن يبلغ متوسط تركيبات الطاقة النظيفة السنوية في الولايات المتحدة 102 غيغاواط بحلول عام 2035، وهو ما يمثل زيادة 4 أضعاف عن متوسط 26 غيغاواط على مدى العقد الماضي.

ورغم أن تقدم قطاع الطاقة النظيفة في أميركا ليس خاليًا من التحديات، وخاصة في ضوء الانتخابات المرتقبة خلال نوفمبر/تشرين الثاني؛ فإن زخم النمو يشير إلى استمرار ازدهار القطاع؛ مدفوعًا بالأسعار التنافسية والمتطلبات البيئية وزيادة الطلب من الشركات والمرافق.

أرقام قياسية

يتوقّع تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس إضافة أكثر من 950 غيغاواط من طاقتي الشمس والرياح إلى شبكة الكهرباء الأميركية بين عامي 2024 و2035، إلى جانب 231 غيغاواط إضافية من سعة تخزين الكهرباء.

وسيؤدي مزيج من الدعم السياسي القوي والمزايا الاقتصادية للطاقة المتجددة وأهداف الشراء للشركات والمرافق إلى ترسيخ هذا النمو.

وكشف تقرير “توقعات سوق الطاقة النظيفة في أميركا للنصف الثاني من عام 2024″ عن توقعات بنشر 34.2 غيغاواط من الطاقة الشمسية على نطاق المرافق لعام 2024، بزيادة 6% عن التوقعات السابقة في تقرير النصف الأول من عام 2024، وبارتفاع 28% مقارنة بعام 2023.

ومن المقرر أن تقود تكساس وجنوب شرق البلاد النمو في قطاع الطاقة الشمسية واسعة النطاق؛ حيث من المتوقع أن تضيف كل من المنطقتين 8 غيغاواط.

مزرعة رياح بحرية – الصورة من موقع وزارة الداخلية الأميركية

بينما ستتجاوز الإضافات الجديدة في قطاع تخزين الكهرباء 10 غيغاواط لأول مرة في عام 2024، بقيادة كاليفورنيا وتكساس.

على النقيض من ذلك، ستواجه طاقة الرياح البرية بعض التحديات، مع إضافة 6.9 غيغاواط فقط من السعة الجديدة عام 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويسهم العديد من العوامل الرئيسة في تباطؤ نمو طاقة الرياح؛ من بينها تأخير مواعيد تسليم التوربينات، ونقص المعدات الكهربائية مثل المحولات، فضلًا عن ارتفاع أسعار الفائدة.

مستقبل الطاقة النظيفة في أميركا

تثير الانتخابات المرتقبة حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الطاقة النظيفة في أميركا، وخاصة فيما يتعلق بقانون خفض التضخم، والإعانات الضريبية الضخمة لمطوري الطاقة النظيفة والمصنعين، وسط تعهدات من الرئيس السابق دونالد ترمب والحزب الجمهوري بإلغائهما.

ويشير تقرير شركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس إلى أنه من غير المرجّح إلغاء الإعانات الضريبية بالكامل، لكن إدخال أي تعديلات قد يؤثر في تطوير مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء.

وفي حالة إلغاء الإعفاءات الضريبية، قد يؤدي ذلك انخفاض بنسبة 17% في الإضافات التراكمية بين عامي 2025 و2035، وستواجه طاقة الرياح، على وجه الخصوص، تحديات ضخمة.

وفي هذا السيناريو، من المقرر بناء 927 غيغاواط من القدرات الجديدة خلال المدة من 2025 إلى 2035، مقارنة بتوقعات أكثر تفاؤلًا تبلغ 1118 غيغاواط حال بقاء الإعفاءات سارية المفعول، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم أن إلغاء الإعفاءات الضريبية من شأنه أن يخلق تحديات؛ فمن المتوقع أن يستمر الزخم لتطوير الطاقة النظيفة في أميركا على المدى الطويل.

وتتوقع بلومبرغ استقرار الإضافات السنوية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية وسعة تخزين الكهرباء عند مستويات 2024 بحلول عام 2028، ويُعزى ذلك إلى الاقتصاد التنافسي والطلب المستمر على اتفاقيات شراء الكهرباء.

عمال داخل مزرعة رياح – الصورة من موقع اتحاد العلماء المعنيينسياسات الإدارة المقبلة

ستؤدي سياسات الإدارة الأميركية دورًا حاسمًا في تشكيل مسار قطاع الطاقة النظيفة في أميركا، ومن المتوقع أن تواجه الحكومة المقبلة قرارات يمكن أن تؤثر في مشهد الطاقة المتجددة.

ومن بين جوانب الخلاف، النهج المتبع في فرض تعرفات جمركية على المعدات اللازمة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء؛ إذ يميل الحزب الجمهوري إلى فرض قيود أكثر صرامة.

وقد تمتد آثارها إلى سلاسل التوريد لصناعة الطاقة الشمسية، وخاصة إذا استنفد المطورون مخزوناتهم من الموارد المستوردة.

فضلًا عن ذلك، ثمة قضايا تحظى بدعم من كلا الحزبين، مثل التراخيص، إلا أن نتيجة الانتخابات المقبلة قد تؤدي إلى انقسام الكونغرس؛ ما يعقد الجهود الرامية إلى إحراز تقدم في المبادرات والسياسات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. مستقبل «مستدام» وطاقة «أكثر نظافة»
  • مسؤول روسي: الإمارات أكبر شريك للطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • المركبات الكهربائية تتزعم تجارة التقنيات النظيفة عالميًا (تقرير)
  • «الإمارات للذكاء الاصطناعي» يؤكد أهمية تبني حلول التكنولوجيا في القطاعات الحيوية
  • شريف العلماء: خفض 11.5 مليون طن من الانبعاثات سنوياً بقطاعات الصناعة والنقل والمباني
  • سلطان الجابر يؤكد على الدور المحوري للطاقة في النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام
  • منصور بن زايد يؤكد حرص الإمارات على دعم الابتكار التكنولوجي
  • «الرقابة النووية» تستضيف اجتماعاً فنياً لوكالة الطاقة الذرية
  • سلطان الجابر يؤكد على ضرورة توأمة الطاقة والذكاء الاصطناعي
  • إضافات الطاقة النظيفة في أميركا تبلغ مستوى قياسيًا رغم التحديات