دمشق-سانا

كان لمهنة التعليم دور إنساني جميل ساهم في خوض الشاعرة رود مرزوق لغمار الأدب والشعر بتشجيع كبير من والدتها الشاعرة رغد الحلبي التي علمتها كيف تكتب الشعر بأشكاله المختلفة.

وتحدثت الشاعرة رود لـ سانا الشبابية عن تجربتها الشعرية قائلة: نمت بذور الشعر في داخلي مذ كنت طالبةً في المرحلة الابتدائية فقد كنت أحب قراءة وإلقاء الشعر، وازداد هذا الحب عمقاً في مرحلة التعليم الأساسي بممارسة هواية القراءة للأجناس الأدبية المختلفة من شعر وقصة ورواية التي أغنت فكري في كتابة الخاطرة ومواضيع التعبير التي أثنى عليها أساتذتي في اللغة العربية، وفي المرحلة الثانوية بدأت أتعمق أكثر في القراءة والاطلاع وتعلم الكتابة العروضية تحت إشراف والدتي ودعمها، وفي المرحلة الجامعية بدأت أكتب بحسي الأنثوي متناولة حالات عاطفية ووجدانية مختلفة ليكون لي أسلوبي الشعري الذي يميزني وخاصة في قصيدة النثر.

وتناولت الشاعرة الشابة رود في تجربتها الشعرية مواضيع مختلفة، منها الوطني والعاطفي، وكان للجانب الوجداني حضوره الجميل في حروفها.

ونوهت رود إلى أنها تكتب الشعر بأنماطه المختلفة العمودي والتفعيلة، إضافة إلى النثر وهي تميل إلى قصيدة النثر لما فيها من حداثة تواكب العصر وتخدم الفكر المتجدد وقد وصفتها بأنها كالبناء المتكامل ترتبط جمله مع بعضها البعض بروابط العروة الوثقى في تلاحم لغوي رمزي مليء بالأخيلة والدفقات العاطفية والموسيقا الداخلية، لافتة إلى أن اجتماع هذه الميزات هو ما يجعل قصيدة النثر الحديثة نمطاً شعرياً شديد البلاغة والتأثير في ذات القارئ.

وفي مسيرتها الشعرية التي ظهرت بشكل واضح في السنوات الخمس الأخيرة التي حرصت الشاعرة خلالها على المشاركة في الأمسيات الشعرية والمهرجانات الثقافية كشاعرة ومقدمة أصدرت رود أول ديوان شعري لها وهو (أنت مني) وقد تعمدت ترك التاء مطلقةً دون حركة ليتلقى القارئ الديوان حسب ما لامس من مكونات روحه فهناك من قرأه (أنتَ مني) وهناك من قرأه (أنتِ مني) فهو تجربة ذاتية إلى حد ما تحدثت فيها الشاعرة عن الحب من منظورها الشخصي وخصت أسرتها بالذكر في بعض القصائد التي أهدتها إلى أمها وأبيها وأولادها وإلى الأنثى العاشقة بحالاتها المختلفة.

أما الديوان الثاني (رود الياسمين) فقد كان تجربة شعرية أكثر نضجاً وشمولية فقد تناولت الشاعرة الحب بمفاهيمه المختلفة حب الوطن وعشق دمشق والتقدير والاحترام والإجلال للشهادة والشهداء والمعلمين وبالتأكيد حالات الحب الجميلة بين الرجل والمرأة وما فيها من مد وجزر وصلح وخصام.

ونوهت الشاعرة بأن اسم الديوان رود الياسمين والذي يعني نسائم الياسمين العليلة وهو من معنى اسمها رود كان لتوضيح رمزية الياسمين العالية في ذاتها كشاعرة دمشقية، حيث تم ذكر الياسمين في أغلب قصائد هذا الديوان والتي تتمنى الشاعرة أن تكون كالنسائم العليلة التي تدخل الروح دون استئذان.

كلا الديوانين يحتويان على الأنماط الشعرية الثلاثة من الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصائد النثر في محاولة لإيجاد التناغم بين الفكرة وأسلوب التعبير الشعري عنها بما يوصلها بأجمل صورة للقارئ.

الشاعرة رود شاعرة مدرسة تجمع ما بين الشخصية الجدية الملتزمة والروح الحالمة العاشقة المتمردة، وقد كان لمزاولتها مهنة التعليم أثر واضح في أسلوبها الشعري الملتزم فقد علمها التعليم الحكمة والصبر والقدرة على الولوج إلى أعماق الذات الإنسانية وكيفية استقراء الجمال الداخلي فيها وتصويره بعمق وإحساس متفرد، فهي في أشعارها عاشقة خجولة حكيمة صبورة مع الرجل تحاول أن تنير الجوانب المعتمة في حياة الأنثى الشرقية لتجعلها وتجعل الحياة أكثر جمالاً وإشراقاً.

هادي عمران

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

سولي برودوم: أول من حصل على نوبل في الأدب تكريم مستحق أم اختيار مفاجئ؟

في عام 1901، أعلنت الأكاديمية السويدية منح أول جائزة نوبل في الأدب إلى الشاعر الفرنسي رينه سولي برودوم، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات آنذاك، ولا تزال موضع نقاش حتى اليوم.

ففي الوقت الذي كان العالم الأدبي يعج بأسماء أدبية كبرى مثل ليو تولستوي، جاء اختيار برودوم ليكون أول من يحمل هذا الشرف، فهل كان ذلك تكريمًا مستحقًا أم اختيارًا مفاجئًا؟

لماذا اختير سولي برودوم؟

عند الإعلان عن فوزه، بررت الأكاديمية السويدية قرارها بأن برودوم قدم “إنتاجًا شعريًا يحمل مثالية نادرة، وكمالًا فنيًا، واهتمامًا بالفكر الفلسفي”. 

تميزت أشعاره بالتأمل العميق والبحث عن الحقيقة، إذ كان يمزج بين العاطفة والمنطق بأسلوب شعري يعكس خلفيته العلمية كمهندس، كما أنه لم يكن مجرد شاعر، بل ناقدًا وفيلسوفًا، مما جعل أعماله تحظى بتقدير  خاص بين النخبة الفكرية في أوروبا.

الجدل حول الجائزة: هل كان يستحقها؟

رغم إشادة الأكاديمية به، إلا أن منح الجائزة له بدلاً من أسماء عملاقة مثل ليو تولستوي، وإميل زولا، وهنريك إبسن أثار انتقادات واسعة.

 اعتبر كثيرون أن تأثير برودوم في الأدب العالمي لم يكن بنفس قوة هؤلاء الأدباء، الذين أثروا بعمق في الفكر الإنساني وألهموا أجيالًا كاملة من الكتاب.

كما أن منح الجائزة لشاعر فرنسي في عامها الأول اخذ على أنه انحياز للأدب الفرنسي، خاصة أن السويد كانت متأثرة ثقافيًا بفرنسا في ذلك الوقت.

تأثير الجائزة على مسيرته الأدبية

بعد فوزه، لم يشهد إنتاج برودوم الأدبي تطورًا كبيرًا، بل تراجع تدريجيًا بسبب حالته الصحية، حيث أصيب بجلطة دماغية أثرت على نشاطه الإبداعي.

 ومع مرور السنوات، خفت بريق اسمه مقارنة بأدباء آخرين، وأصبح ينظر إليه كشاعر رمزي في تاريخ الجائزة أكثر من كونه كاتبًا شكل علامة فارقة في الأدب العالمي.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن: 5.5 مليون طالب من أسر تكافل في مراحل التعليم المختلفة
  • وزيرة التضامن: عدد أبناء أسر تكافل فى مراحل التعليم المختلفة بلغ 5.5 مليون
  • الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء
  • جمعة: سيدنا عمر بن الخطاب كان سابق عصره وهو أول من أسس فكرة الديوان
  • سولي برودوم: أول من حصل على نوبل في الأدب تكريم مستحق أم اختيار مفاجئ؟
  • اليوم العالمي للكلى.. الصحة تضيء مبنى الديوان العام
  • شاهيناز : الغناء ليس مهنة .. بل يجري في دمي | فيديو
  • بول فون هايس .. لماذا فاز بجائزة نوبل في الأدب؟
  • سوق الحدادين في الكوفة.. مهنة الأجداد تصارع المستورد والجفاف (صور)
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ”