بعد المشاركة في صد هجوم إيران.. الأردن في مرمى نيران الغضب الشعبي
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
تواجه الحكومة الأردنية حالة غضب شعبي عارم بعد مساعدتها في إسقاط الطائرات المسيرة الإيرانية وكذلك الصواريخ المتوجة للأراضي المحتلة في الهجوم الذي شنته طهران رادا على قصف قنصليتها بدمشق.
وفي تقرير لـ"الغارديان" البريطانية، وجد الأردن نفسه عالقا في مرمى المواجهة بين إيران ودولة الاحتلال، ويواجه غضبا شعبيا في الداخل فيما تصر عمان وحلفاؤها على أن التصرفات الأردنية كانت دفاعاً عن النفس بعد الغضب الشعبي في الداخل وفي جميع أنحاء المنطقة.
وكان سلاح الجو الأردني قد أعلن، جاهزية قواته لاعتراض وإسقاط أي مسيرات أو طائرات تخترق الأجواء الأردنية، وذلك بعد إطلاق إيران عشرات الطائرات المسيرة نحو الأراضي المحتلة.
فيما استدعت وزارة الخارجية الأردنية، السفير الإيراني في عمان وطلبت من بلاده الكف عن "التشكيك" في مواقف الأردن من القضية الفلسطينية بعد إعلان المملكة اعتراض "أجسام طائرة" أثناء الهجوم الإيراني على الاحتلال.
وأثارت مشاركة الأردن في التصدي للمسيرات التي أطلقتها إيران حالة الجدل والانقسام على شبكات التواصل الاجتماعي
وطرح مغردون كثيرا من التساؤلات منها: لماذا شارك الأردن في عملية التصدي؟ ولماذا لم يترك المسيرات تمر إلى الأراضي المحتلة؟ إضافة إلى كثير من الأسئلة التي تم تداولها على منصات التواصل.
أظن أن العلاقات الدولية الشائكة والإقليمية المتقلبة حددت طليعة الانخراط في اعتراض الصواريخ..
كما نقول دائماً ما بعد ٧ أكتوبر ليس كما قبله..
وما زال الطوفان يعطينا دروس قيمة ستكون مثل الطريق المرسوم حرفياً لكل حق وباطل — Mohammad Hamza (@Mohapal) April 14, 2024
مرةً أخرى يرتكب النظام في #الأردن خطأ استراتيجي للأسف بعد 7 أكتوبر..
- أخطأ حين فتح #الطريق_البري ليكون شريان حياة للصهاينة المجرمين بعد إغلاق طريق باب المندب..
- أخطأ حين قمع التظاهرات الداعمة لفلسطين واعتدى على النشميات في الطرقات، وأعتقل خيرة الشباب، وسمح لأبواق إعلامية… — أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) April 14, 2024
ستقوم إسرائيل بالرد، هذا قادم لا محالة، فلن تبتلع المنجل لإيران بعد هذا الإذلال.
السؤال: عندما تمر المسيرات والصواريخ الإسرائيلية في الأجواء الأردنية، هل ستتصدى لها الدفاعات الجوية كما فعلت اليوم مع المسيّرات الإيرانية ؟
من عدو العرب؟
إسرائيل أم إيران ؟ — Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) April 14, 2024
ويذكر أن إيران أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ على الأراضي المحتلة في اول هجوم مباشر تشنه دون وكلائها، ردًا على ضربة استهدفت قنصليتها في دمشق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الاردن الاحتلال هجوم ايران المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نيران الدبلوماسية الأمريكية الصديقة
اقتضت التحالفات السياسية دوما وقوف الطرفين الحليفين في مربع واحد والدفاع عن بعضهما البعض على أساس المصالح أو القواسم المشتركة. وكان للتحالفات الموسمية المحددة بمصلحة أو وقت محدد أو تلك الاستراتيجية ذات العمق الثقافي أو الحضاري عمر طويل وتقاليد راسخة. تستوي في ذلك دول الشرق ودول الغرب؛ كان هذا حتى أتت نسخة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في ولايته الثانية لتقلب ما كان مستقرا.
إن مشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في البيت الأبيض أبعد من مجرد خلاف دبلوماسي بين طرفين، بل هو تطبيق حرفي للنيران الأمريكية الصديقة حين تقرر أن تصيب بعض حلفائها بشكل علني ومن دون شفقة أو رحمة. ففي التقاليد العسكرية حين تضرب بعض الآليات العسكرية جنودا أو قواعد حليفة لها يعتبر الأمر خطأ غير مقصود حتى ولو كان مقصودا، ويغطي ستار الخطأ والعفوية على الحادثة، أما اليوم فإن نيران الدبلوماسية الأمريكية تستهدف الأصدقاء علنا وبشكل مقصود.
من أهم الانتقادات التي توجه للمعسكر الغربي في الدبلوماسية أنها قائمة على تعريف ضيق للمصالح المباشرة وأن هذه المصالح متغيرة طوال الوقت. والولايات المتحدة تحديدا تعرف بأنها من الدول التي تعتمد على الدبلوماسية الخشنة في علاقتها الخارجية، تلك الدبلوماسية التي تعتمد على الانتشار والتمدد عن طريق القوة العسكرية وقوة الاقتصاد، وليس عن طريق الدبلوماسية الناعمة التي تعتمد على أساليب مثل الثقافة والفنون مثلا.
من غير المفهوم ولا المبرر أن توجه هذه القوة الخشنة والنيران الصديقة لأطراف حليفة مثل أوكرانيا مهما كانت حدة الخلافات بين واشنطن وكييف. ولا يفسر الأمر طمع ترامب في معادن البلاد أو فكرة طول الحرب، لأنه في خلفية المشهد هناك حليف تاريخي أو بالأحرى حديقة خلفية للولايات المتحدة هي دول أوروبا الغربية التي تشعر بتهديد عميق من الدب الروسي وترى في أوكرانيا حاجزا جغرافيا وسياسيا في مواجهته.
يتضح أن الدبلوماسية الأمريكية في العهد الترامبي الجديد تعاني من قصر نظر شديد، فكل تقييماتها للأمور متعلقة بمصالح آنية أو مباشرة أو على الأقل قريبة الأجل، ولا يهمها من قريب أو بعيد الأبعاد الاستراتيجية أو بعيدة المدى. فقد شهدت العقود الماضية سباقا أمريكيا محموما من أجل مد النفوذ الغربي نحو الحدود الروسية مع جمهوريات أوروبا الشرقية، تمثل ذلك في دعم ثورات وضم للاتحاد الأوروبي وغيرها من الإجراءات. وكانت دوافع هذا السباق معروفة، ما ليس معروفا الآن هو لماذا تضحي الولايات المتحدة بكل هذا الرصيد الآن وفي مقابل ماذا؟ فهل تحتاج الخزانة الأمريكية لهذا القدر من التوفير الذي يترتب عليه إعاقة عمل حلف النيتو في أوروبا مثلا وتقليص النفوذ العسكرية الغربي فيها؟
أقرب التفسيرات أن العقيدة الأمنية التي بني عليها النيتو ما بعد الحرب الباردة كانت عقيدة هشة لا تصلح لأن تحل محل العقيدة القديمة التي صممت لمواجهة الاتحاد السوفييتي السابق، ولهذا كانت حروبها في السنوات الأخيرة ضعيفة التبرير والأساس القتالي، وقد تجلى هذا فيما حدث للنيتو في أفغانستان.
أوكرانيا ليست قطعا هي أفغانستان، لكن مهمة حلف شمال الأطلسي تكاد تتشابه؛ غموض شديد اكتنف مهمة الحلف في جبال أفغانستان، فماذا يريد الحلف بالضبط هناك؟ وما تعريف النصر والهزيمة؟ ومتى تنتهي المهمة؟ نفس السؤال يتكرر في أوكرانيا، فهل يريد الحلف دفاعا في المطلق عن أوكرانيا؟ وهل فشلت كل الجهود الدبلوماسية حقا في حل النزاع أم أن هناك عشوائية في اتخاذ قرارات الحرب؟ أتصور أن الفشل في الإجابة على هذه الأسئلة هو الذي قاد إلى المشهد التاريخي الدرامي الذي شاهدناه في البيت الأبيض بين رئيسي الولايات المتحدة وأوكرانيا.
x.com/HanyBeshr