الأوبرا تحيي ذكرى الأبنودي وجاهين على مسرح سيد درويش بالإسكندرية
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
تتوالي فعاليات وزارة الثقافة للإحتفاء بأيقونات الإبداع المصري حيث تنظم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد احتفالية لفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقي والغناء العربي بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام تحيى خلالها ذكرى اثنين من عمالقة الكلمة هما عبد الرحمن الأبنودي وصلاح جاهين وذلك فى الثامنة مساء الخميس 18 ابريل على مسرح سيد درويش " اوبرا الاسكندرية".
يتضمن البرنامج مجموعة من أهم إبداعاتها الشعرية التى تعاونا خلالها مع كبار الملحنين وشكلت جانبا من الوجدان الفنى للمجتمع المصرى والعربى منها ليلة امبارح ، الهوا هوايا، أحضان الحبايب ، التوبة ، عدوية ، يا ليلة ما جاني الغالي ، بان عليا حبه ، عيون القلب ، أنا هنا يا ابن الحلال ، سيبولي قلبي وارحلوا ، اسمراني اللون ، الدنيا ربيع ، ابنك يقولك يا بطل .. اداء أيمن مصطفى ، ياسر سعيد ، السيد وهب الله ، ندي غالب ، دعاء رجب ، هويدا صلاح ، شمس ابراهيم ، آلاء أيوب.
يذكر أن عبدالرحمن الأبنودي أحد رموز شعر العامية، لقب بـ«الخال» ، ولد في 11 ابريل 1938 وشهدت على يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها تغنى بكلماته التي تنوعت ما بين العاطفي والوطني والشعبي كبار المطربين ، كما كتب أغاني العديد من الأعمال الدرامية ، من أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ومن أشهر كتبه (أيامي الحلوة) ومن دواوينه الشعرية الأرض والعيال، الزحمة، عماليات، جوابات حراجى القط وغيرها حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليصبح أول شاعر عامية مصري يفوز بها اضافة الى جائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014 وتوفى في 21 أبريل 2015 بعد صراع مع المرض.
أما صلاح جاهين فهو من علامات الإبداع المصرى ، شاعر ورسام كاريكاتير وسيناريست ولد عام 1930 ، التحق بكلية الفنون الجميلة ثم تركها ليلتحق بكلية الحقوق بدأت شهرته كرسام كاريكاتير فى مجلة روز اليوسف ، صباح الخير ثم جريدة الأهرام قمة أعماله كانت الرباعيات التي تجاوز مبيعات إحدي طبعتها 125 ألف نسخة، كتب اشعارا تحولت إلي أغاني ثورية يرددها الشعب وبلغت قصائده ما يزيد عن 161 قصيدة، كما قدم العديد من الأعمال المسرحية منها أوبريت الليلة الكبيرة الى جانب عدد مم أهم الأعمال السينمائية، وتوفى في 21 إبريل 1986 تاركا مئات الأغنيات والأشعار ورسوم الكاريكاتير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فعاليات وزارة الثقافة دار الاوبرا المصرية فرقة أوبرا الاسكندرية
إقرأ أيضاً:
مفتاح البقاء في عالم مُتغير
د. أحمد بن موسى البلوشي
الابتكار، ذلك المفهوم السحري الذي يحمل في طياته مفاتيح التقدم والتطور، وهو ليس مجرد فكرة عابرة أو ومضة إبداعية أو كلمة نتداولها، بل هو عملية مستمرة ومنهجية تهدف إلى تحويل الأفكار الجديدة إلى واقع ملموس يحقق قيمة مضافة، وفي عالم يتسارع فيه التقدم وتتغير فيه المعطيات بشكل مستمر، لم يعد الابتكار خيارًا ترفيًّا، بل أصبح ضرورة حتمية لمواكبة التغيرات المتسارعة في مختلف جوانب الحياة، وهو لا يقتصر على مجال معين، بل يشمل جميع جوانب الحياة ومجالاتها؛ فأغلب الدول والمؤسسات التي تتبنى الابتكار وتستثمر فيه تتمتع بميزة تنافسية، وتحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا، والأفراد الذين لا يسعون إلى تطوير أفكار جديدة لحياتهم وتعاملاتهم وحلول مبتكرة للتحديات التي يواجهونها، يواجهون خطر التخلف عن الركب أمام موجة التقدم.
لطالما كان الابتكار محركًا رئيسيًا للنجاح، فالتاريخ يشهد أن الحضارات التي تفوقت كانت تلك التي احتضنت الإبداع وسعت إلى التطوير المستمر، والتفكير خارج الصندوق، والأهم من ذلك، يتطلب الابتكار ثقافة مجتمعية تقدر الإبداع وتحترمه. اليوم، نرى كيف أن الدول التي تستثمر في البحث والتطوير تحقق تقدمًا اقتصاديًا واجتماعيًا ملحوظًا، في حين تتراجع الدول التي تفتقر إلى بيئة مشجعة للابتكار.
الابتكار يتجلى في صور وأشكال متعددة، فقد يكون ابتكارًا في المنتجات أو الخدمات، أو ابتكارًا في العمليات والأساليب، أو حتى ابتكارًا في نماذج الأعمال، أو حتى في أساليب العيش والحياة، والهدف الأساسي منه هو إيجاد حلول جديدة ومبتكرة للتحديات، وتحسين جودة الحياة، وتحقيق النمو المستدام. فمثلًا الشركات التي تقاعست عن التطوير والابتكار لما وصل له العالم من تقدم خرجت من السوق، مثل ما حدث مع شركة "نوكيا" و"كوداك"، والأمر لا يقتصر على الشركات فقط، فحتى الدول التي لا تستثمر في الابتكار تجد نفسها تعاني من تراجع اقتصادي وتدهور في مستويات المعيشة، وكذلك الإنسان إذا لم يجد طرقاً مبتكرة لطريقة حياته يصبح أسيرًا للروتين والتكرار، ويفقد شغفه بالحياة. الابتكار في طريقة العيش لا يعني فقط الإبداع في العمل أو المشاريع، بل يشمل أسلوب التفكير، والتعامل مع التحديات، وحتى العادات اليومية. كلما اكتشف الإنسان طرقًا جديدة للنظر إلى الأشياء، زادت قدرته على التطور والتأقلم، مما يجعل حياته أكثر متعة ومعنى.
ويُعد ترسيخ ثقافة الابتكار أمرًا بالغ الأهمية لضمان التطور المستدام، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع البحث والتطوير عبر توفير بيئات محفزة تدعم الإبداع على مستوى الأفراد والمؤسسات، إلى جانب تعزيز التعليم القائم على الإبداع بحيث يركز على تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. كما أن دعم رواد الأعمال والمبتكرين من خلال تقديم التسهيلات والتمويلات للمشاريع الناشئة يعد عنصرًا أساسيًا في بناء بيئة ابتكارية ناجحة. وأخيرًا، فإن تبني المرونة والاستعداد للتكيف مع المتغيرات يُعد ضروريًا لضمان القدرة على التطور والاستمرار في عالم سريع التغير.
إنَّ الاختيار بين الابتكار والاندثار ليس مجرد قرار؛ بل هو مسار يحدد مستقبل الأفراد والمجتمعات، وفي عالم اليوم، من لا يبتكر، يندثر. لذا، لا بُد أن يكون الابتكار ثقافة ونهج حياة، لضمان الاستمرارية والتقدم.