بعد التحذير الرسمي من المضادات الحيوية.. ما هي مخاطر «الجائحة الصامتة»؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
مقترح جديد خرجت به لجنة الصحة في مجلس الشيوخ، من خلال وكيل اللجنة، الدكتور حسين خضير، بضرورة حظر بيع المضادات الحيوية في الصيدليات دون وصفة طبية، محذرًا من أنها تتسبب فيما يسمى بـ«الجائحة الصامتة»، خاصةً مع انتشار صرفها دون إشراف طبي.
«الجائحة الصامتة»، هذا المصطلح الذي ذكر خلال المقترح الذي تم طرحه خلال الساعات الماضية، هي جائحة يتم عمل دراسات عالمية بشأنها، في ظل التحذيرات المستمرة من جانب منظمة الصحة العالمية WHO بشأنها.
«لأول مرة في التاريخ الحديث، يتعين علينا أن نتقبل حقيقة مفادها أن الالتهابات البكتيرية لم تعد كلها قابلة للعلاج، الأمر الذي يؤثر على كل مجالات الطب، من الجراحة إلى علاج الأورام»، بهذه كشفت منظمة الصحة العالمية التي تستخدم مصطلح «الجائحة الصامتة»، منذ خريف عام 2021 لأنه على عكس كورونا، تزحف مقاومة المضادات الحيوية إلى مجتمعنا دون أن يلاحظها أحد، لكنها تهز نظام الرعاية الصحية بشكل شامل.
وتعد هذه القضية في الوقت الحالي خطيرة للغاية لدرجة أنه يتم التعامل معها بنفس الدرجة من الإلحاح على مسرح السياسة الدولية مثل قضية تغير المناخ أو الهجرة.
ومع أهمية المضادات الميكروبات ودورها الحاسم في الوقاية من العدوى والأمراض لدى البشر والحيوانات والنباتات وعلاجها، إلا أن الإفراط وإساءة استخدامها هو المحرك الرئيسي لمقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، بحسب WHO.
تمثل مقاومة مضادات الميكروبات تحديًا عالميًا متعدد الأوجه يُعرف باسم «الجائحة الصامتة»، ويعتبر أحد أكبر عشرة تهديدات عالمية للصحة العامة للإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
على الصعيد العالمي، يموت ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص كل عام بشكل مباشر بسبب مقاومة مضادات الميكروبات البكتيرية، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فقد يرتفع هذا العدد بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف الصحية العامة والاقتصادية والاجتماعية ودفع المزيد من الناس إلى الفقر، خاصة في البلدان المنخفضة الدخل، بحسب المنظمة.
يُظهر الوباء الصامت كيف تتواصل البلدان والعلماء والمبادرات الخاصة حول العالم وتشكل تحالفات، وما هي الاستراتيجيات والتدابير التي يستخدمونها لمواجهة تقدم مقاومة المضادات الحيوية.
استخدم العلماء في أوغندا أبسط الوسائل لإنشاء نظام مراقبة يمكنه اكتشاف أمراض السل بشكل أسرع بعشر مرات من ذي قبل؛ وفي باكستان، نجحت ثلاث عالمات في احتواء تفشي مسببات أمراض التيفوس المقاومة وبالتالي منع انتشارها في جميع أنحاء العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المضادات الحيوية المضاد الحيوي مخاطر المضادات الحيوية الجائحة الصامتة المضادات الحیویة
إقرأ أيضاً:
إيران وخطواتها الحيوية والتحضير للصراعات المستقبلية..!!
غيث العبيدي
▪️ الخطوات الحيوية الإيرانية:
بشكل منفصل، تعمل إيران على إنشاء المزيد من الشراكات الاستراتيجية المضادة والشاملة للمحور الغربي، مع بعض دول القارة الإفريقية، مع إبقاء أبواب المشاركة مفتوحة بينها وبين المحور الأوراسي ”روسيا والصين وكوريا الشمالية“ حتى وأن كانت دوافعهم مختلفة إلَّا أنهم يمتلكون أيديولوجية واحدة، ضد الهيمنة الأمريكية على العالم، ومع أنها شريك رئيسي في المحورين الأوراسي ”التكنولوجي والعملياتي“ والإسلامي ”المقاوم“ إلَّا أنها ستبني محور ثالث، وستنجح أن لم يكن قد قطعت اشواط نجاح مهمه فيه، إن شاء الله تعالى، تحديدًا وأن القارة الإفريقية تمتلك القدرة على الانفتاح صوب إيران، لتغير صورتها النمطية المعروفة عنها من جانب، ومن جانب آخر لم تجنِ من المحور الغربي إلَّا الخراب والدمار مثلما يحصل في السودان ودول القرن الإفريقي حَـاليًّا.
▪️ إفريقيا ودوائر الحركة الإيرانية:
تعمل إيران بطرق دبلوماسية واقتصادية، وبمبادرات بحرية، على بناء شراكات استراتيجية متميزة مع دول القرن الإفريقي، بعد أن عرفت تلك الدول أن المحور الأمريكي الإسرائيلي وحلفائهم العرب، الإمارات والسعوديّة، يقوم باستغلال خيراتها، والعبث باستقرارها، وسحقها والمرور عليها، وتجنيد جماعات منها، للعمل مع المنظمات الإرهابية، مما قد ينعكس سلبًا على على نظمها السياسية والأمنية والاجتماعية لاحقًا، مقارنة بالنموذج الإيراني الإنساني، القائم على تعزيز الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي في إفريقيا، وتعتبر كينيا وإريتريا والسودان، من أهم الدول التي استفادت كَثيرًا من النموذج الإيراني. ويعتبر الرئيس الإيراني الراحل السيد إبراهيم رئيسي ”رحمة الله“ أكثر من أعطى أولوية للقارة الإفريقية في السياسات الخارجية الإيرانية، تحديدًا الدول المطلة على ساحل بحر العرب وعدن والبحر الأحمر، لأهميتها الجيوسياسية والاقتصادية عالميًّا، وبالرغم من كُـلّ الصعوبات التي واجهتها، إلا أن طهران استطاعت أن تبني لها عمقا استراتيجيا مهما مع دول الساحل الإفريقي، وخَاصَّة أن القادة الأفارقة، هم من يبحثون عن فرص أفضل للتعامل معها، بعد أن تيقنوا أن إيران ستحافظ على بناء علاقات أقوى معهم.
▪️ إيران وجنوب إفريقيا:
وصف رئيس جنوب إفريقيا ”رامافوزا“ الحكومة الإيرانية بأنها «صديق حقيقي وموثوق ووقفت دائمًا إلى جانب بلادة في أوقات الشدة» ويبدو أن جنوب إفريقيا منفتحة على كُـلّ من إيران وروسيا لتوسيع قدراتها النووية المدنية وهذا ما أكّـده وزير الطاقة في البلاد مؤخّرًا، حَيثُ قال.. « لا يمكن أن يكون لدينا عقد ينص على عدم السماح لإيران أَو روسيا التقدم بعطاءات، لا يمكن أن يكون لدينا هذا الشرط» وبعد أن قدمت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد “إسرائيل”، على خلفية حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، في معركة ”طوفان الأقصى“ وصفتها بعض الأطراف الغربية والعربية بأنها تقاتل “إسرائيل” في لاهاي قانونيًّا نيابة عن إيران، وأن من يقف وراء هذه الجبهة القانونية قد يكون مختلفًا، في إشارة إلى أن إيران استطاعت أن توسع محور المقاومة؛ بهَدفِ مشترك، وهو مناهضة السياسات الإمبريالية ومناصرة الشعوب المستضعفة في آسيا وإفريقيا وفي أية قارة أُخرى، وبناء جسور تواصل فيما بينها لمواجهة المشاريع الغربية المضادة.
وأخيرًا.. نجحت إيران في تحَرّكاتها الدبلوماسية، واستطاعت أن تبني لها عمق استراتيجي مهم في داخل القارة الإفريقية المضطهدة من الغرب، والمقهورة من التمايز العنصري، وسياسة التحيز المستخدم ضدها من قبل الأنظمة السياسية الغربية، التي سلبت الدول الإفريقية ”القرار والثروة“ لتجد في النموذج الإيراني كفاءة ومعطيات وقوانين، وسلكت مسالك حيادية وإنسانية معها، والمتحقّق فيها الإسلام الصحيح، وكفاح الحق ضد الباطل، وقد منحتها رقما مهمًّا وأَسَاسيًّا في جميع تعاملاتها السياسية، لتجد الدول الإفريقية أن الشراكة الاستراتيجية مع إيران أمر مهم للغاية.
وهذا يؤكّـد ما قاله السيد علي الخامنئي حفظه الله بأن «محور المقاومة سيتوسع أكثر من أي وقت مضى».