كييف (أوكرانيا) ـ موسكو ـ (أ ف ب) – أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أنه تفقد “مواقع متقدمة” للقوات الأوكرانية قرب مدينة باخموت التي تشهد معارك في حين تواصل كييف تعزيز هجومها المضاد. وجاء في رسالة لزيلينسكي عبر تطبيق تلغرام “إدارة باخموت، مواقع متقدّمة للقوات الخاصة … أنا هنا لتهنئة محاربينا في يومهم الوطني، تكريما لقوّتهم”، في إشارة إلى يوم قوات العمليات الخاصة الذي تحتفي به أوكرانيا في التاسع والعشرين من تموز/يوليو.

وأشار زيلينسكي إلى أنه يتعذّر عليه كشف تفاصيل العمليات الحالية التي تجريها القوات الخاصة، لكنه شدد على أن عناصر تلك القوات ساهموا مؤخرا في استعادة قرية ستارومايورسكي من القوات الروسية في الجبهة الجنوبية. وأضاف أن العناصر “يسددون ضربات مؤثرة للإرهابيين الروس”. منذ بدء الغزو الروسي في 2022، مُنح 17 من عناصر القوات الخاصة لقب “بطل أوكرانيا”، 13 منهم بعد وفاتهم، بحسب زيلينسكي. وقال زيلينسكي إنه تفقد عددا من البلدات بشرق أوكرانيا من بينها تشاسيف يار وكراماتورسك ودروجكيفكا. وفي بيان منفصل قال مكتب زيلينسكي إن الرئيس أُبلغ بشأن “شبكات تجسس” في المناطق الأوكرانية المحتلة وعمليات أخرى. باشرت أوكرانيا الشهر الماضي هجومها المضاد الذي طال انتظاره بعدما حشدت أسلحة غربية وعبّأت قواتها الهجومية. لكن كييف أقرت بإحرازها تقدما بطيئا ودعت الولايات المتحدة وغيرها من حلفائها إلى إمدادها بأسلحة بعيدة المدى ومدفعية. بحسب السلطات الأوكرانية تحقّق قوات كييف تقدّما تدريجيا نحو مدينة باخموت الواقعة في الشرق الأوكراني والتي سيطرت عليها روسيا في أيار/مايو. ومن جهته أكّد الجيش الروسي السبت أنه قصف قبل يوم مركز قيادة الجيش الأوكراني في دنيبرو (وسط شرق)، حيث استهدف صاروخ أيضًا مبنى سكنيًا وتسبب بإصابة تسعة أشخاص. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “مساء 28 تموز/يوليو، قصفت القوات المسلحة الروسية بأسلحة عالية الدقة مركز قيادة القوات الأوكرانية في دنيبرو. أصيب الهدف وتحقق الهدف من الضربة”. وأفاد البيان أنّ الجيش الروسي يواصل “عملياته الهجومية” في منطقة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا، حيث أعلنت موسكو أنها تقدمت بضعة كيلومترات في الأسابيع الأخيرة. وقال حاكم منطقة دنيبروبتروفسك سيرغي ليساك إن الحصيلة النهائية للضربة التي استهدفت دنيبرو بلغت تسعة جرحى، من بينهم طفلان. وكتب على تلغرام “لم يصب أي منهم بجروح خطيرة”. وأكد ميكولا لوكاشوك، رئيس مجلس دنيبروبتروفسك الإقليمي على تلغرام، أن المجمع السكني المستهدف كان خالياً من السكان. وأضاف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الضربة الروسية طالت أيضاً مبنى جهاز الأمن الأوكراني في دنيبرو. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام أوكرانية الطوابق العلوية لمجمع سكني مدمّرة جزئياً، ويتصاعد منها الدخان بينما تناثر الركام في الساحة.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی دنیبرو

إقرأ أيضاً:

مونيكا ويليم تكتب: كيف تؤثر الطاقة في مسار الصراع الروسي الأوكراني؟

مثلت الطاقة محورًا أساسيًا في النزاعات الدولية، لا سيما في الصراعات التي تتداخل فيها الأبعاد الاقتصادية والجيوسياسية. وفي سياق الحرب الروسية الأوكرانية، برزت مسألة استهداف البنية التحتية للطاقة كأحد الأدوات المستخدمة للضغط المتبادل بين الطرفين. ومع ذلك، شكّلت المباحثات التليفونية بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس بوتين والتي استمرت لمدة 90 دقيقة محطة هامة في مسار التهدئة وخفض التصعيد منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي توافقت على ضرورة إقرار السلام الدائم على أن يتم البدء بهدنة تفضي بعدم استهداف البنية التحتية الطاقية، وذلك على الرغم من تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاكه، وعلى هذا الأساس ينظر إلى هدنة الطاقة في الحرب الروسية الأوكرانية، كونها تخضع إلى الضرورات الاستراتيجية وحسابات القوى الدولية. 


ومع تحليل البيانات الصادرة بين البيت الأبيض والكرملين بشأن المباحثات المشار إليها عاليه، تلاحظ اختلافات كبيرة بينهما، فأبرز تلك الاختلافات، تتمثل في أن البيان الصادر من قبل الكرملين، تناول المباحثات بشيء من التفاصيل برزت من خلال سرد شروط روسيا لوقف أطلاق النار بشكل شامل ومستدام في أوكرانيا وهو ما ينفذ من خلال وقف الإدارة الأمريكية عن تسليح أوكرانيا أو تقديم الدعم العسكري لها ، أو تعبئة أوكرانيا فضلا عن ذلك وقف التعاون الاستخباراتي مع أوكرانيا خاصة في ظل حصار 10 ألف جندي أوكراني في العملية العسكرية في كورسك وفقدانها أبرز الوحدات القتالية وبالتالي فقدان عدد من الأسلحة النوعية والتكتيكية  كالقذائف المدفعية، ومدافع هاو تزر والعربات لقتالية المطورة ، كما فقدت أوكرانيا حوالي 300 عربيات برادلي لنقل الجند من طراز M1s ؛ وهو بدوره ما يعرقل العمليات الهجومية لدي أوكرانيا، ويؤكد عدم تفعيل الاتفاق سريعًا بل سيترقب ويتوقف الأمر علي ضمانات من قبل الإدارة الأمريكية بوقف أطلاق النار.


في حين تناول بيان الولايات المتحدة بعض الملفات التي لم يتم الإشارة إليها؛ إلا أن النقطة المشتركة هو وقف استهداف البنية التحتية النفطية وقذف منشأت الطاقة والتي تمثل أداة أساسية للتفاوض وهو ما يعد تقدماً.
وفي هذا الإطار سوف تركز هذه المقالة على عدة أبعاد منها موقع الطاقة في المفاوضات مع التطرق إلى عمق الدوافع البرجماتية لدي الولايات المتحدة لحل الأزمة.  


وعليه هناك عدة تساؤلات من قبيل هل تعد تلك الهدنة بمثابة هدنة تكتيكية جزئية خاصة بقطاعي الطاقة والبنية التحتية؟ هل سيدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟  


باستذكار الملابسات المتعلقة بالهجمات على منشآت الطاقة كجزء من جهود كلا البلدين لإضعاف الآخر، إذ كانت الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا جزءاً أساسياً من جهودها لإخضاع البلاد ، قد بدأت روسيا بمهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في أكتوبر 2022 بعد أن اتضح ضرورة أن يصاحب خطتها الأولية حرب استنزاف لتحقيق نصر سريع على الأرض،وبالتالي أصبحت فيها البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هدفاً رئيسياً.


أما بالنسبة لأوكرانيا، فتهدف الهجمات على المنشآت الروسية إلى خفض عائدات روسيا المترامية الأطراف، وعلى هذا الاساس بدأت أوكرانيا باستهداف البنية التحتية للطاقة الروسية بشكل متكرر في أوائل عام 2024، في محاولة لإلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي خاصة قطاع النفط والغاز وذلك لتحقيق هدف مزدوج يتمثل في خفض عائدات النفط الروسية التي تُستخدم لتمويل الجيش الروسي والحد من إمدادات الوقود إلى جانب إحداث تأثير نفسي من خلال إشعال حرائق واسعة النطاق.


وعلي مدار العام الماضي، صعدت أوكرانيا هجماتها حيث تسللت طائرات أوكرانية مُسيّرة إلى عمق الأراضي الروسية، مُستهدفةً مصافي نفط ومستودعات ووحدات تخزين وأنابيب ومحطات ضخ؛ وقد أدت هذه الهجمات إلى تعطيل تدفقات النفط التي تمر عبر محطات النفط البحرية الروسية وخط أنابيب دروجبا. 


وعند محاولة استقراء تأثير تلك الهجمات علي مصافي النفط علي خفض قدرة التكرير في روسيا، تبين وفقاً للعديد من التقديرات أنها بلغت نحو 10% إلا ان الشركات الروسية تمكنت من تفادي تلك التأثيرات سريعاً.


واستكمالا للتطرق في هذا البعد، وبالنظر إلى أن الصراع الروسي الأوكراني قد غير خريطة إمدادات الطاقة عالمياً، فمن المتوقع أن تُغير نهايته العديد من المعادلات بالأسواق، فوفقا لتوقعات بنك جولد مان ساكس أن تنخفض أسعار الغاز في أوروبا بنسبة تتراوح ما بين 15-50% وذلك ترجيحاً بعودة جزء من الغاز الروسي إلى أوروبا، وفي الوقت نفسه تتباين التقديرات الدولية فيما يتعلق بالتأثير على أسواق النفط، ففي حين يرجح بنك جولد مان ساكس التأثير على أسواق النفط تأثيراً محدوداً، وذلك لان النفط الروسي محكومًا  بالاساس بقرارات الأوبك بلس. 


في حين أن بنك أوف أمريكا (Bank of America) يرجح أن الزيادة في أمدادات النفط الروسي للأسواق العالمية، بنحو 1.2 مليون برميل يومياً بعد رفع العقوبات قد يسهم في هبوط الأسعار بنحو 5- 10 دولار للبرميل ما تسعي إليه أيضا الولايات المتحدة الأمريكية.


وتأسيسا على ذلك، وُيمكن النظر إلى كافة المحاولات بأنها مفاوضات تكتيكية لبحث آلية وقف أطلاق النار فأي مفاوضات مع الجانب الأوكراني هي مفاوضات جزئية كون روسيا لا تعترف بشرعية النظام الأوكراني علاوة على ذلك، حالة انعدام الثقة المرسخة بين الجانب الأوكراني والروسي والتي تنامت بعد توقيع اتفاقية الحبوب في تركيا عام 2022. 


وهو الأمر الذي يدفعنا للبحث عن الأسباب البرجماتية الدافعة للولايات المتحدة لحل الأزمة، فهناك معضلة تبرز في رغبة روسيا في الاعتراف بانتصارها والضغط على أوكرانيا لاستسلامها، ولكن في المقابل ماذا تريد الولايات المتحدة؟

 
الإجابة تتلخص في عدة مشاهد متناثرة ومترابطة في آن واحد، وبالتالي هناك تفاهمات متشابكة أولاً، ثمة صفقات متعلقة بالحفاظ علي النفوذ الأمريكي داخل منطقة جنوب وشرق أسيا وأيضا الشرق الأوسط وذلك من خلال استغلال العلاقات الاستراتيجية التي تربط روسيا بالصين وأيضا بكوريا الشمالية و ايران ، وبالتالي فك الحلف العسكري الذي برز بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران علي خلفية تصاعد الصراع الروسي الأوكراني.


فضلا عن عودة الشركات الأمريكية إلى القطاع الاقتصادي الروسي وذلك بعد خسارتها قرابة 300 مليار دولار وتقدر عدد الشركات 1000 شركة ، وفي الوقت نفسه تتبلور البرجماتية الأمريكية في هذا الإطار لأنه باستمرار هذه الحرب تزداد المخاوف باحتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة.


ختاماً، يمثل الاتفاق على تحييد المنشآت النفطية من الاستهداف العسكري خطوة مهمة نحو احتواء التصعيد في الحرب الروسية الأوكرانية، كما يعكس الأهمية المتزايدة للطاقة كعامل مؤثر في مسار النزاعات الدولية. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تسهم في خلق بيئة أكثر استقرارًا للمفاوضات، فإنها تظل مرهونة بالتطورات الميدانية والسياسية ومدى التزام الأطراف المعنية بها. وفي ظل التوازنات الدولية المتغيرة، يبقى السؤال الأهم: هل يكون هذا الاتفاق مقدمة لحل شامل، أم مجرد هدنة مؤقتة في صراع أعمق تحكمه اعتبارات استراتيجية معقدة؟

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا.. انفجارات وسط مدينة دنيبرو بعد رصد عدد من المسيرات في أجوائها
  • بكري: رجال الجيش يجددون العهد بالالتزام بمهامهم في حماية الوطن
  • وزارة الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية تواصل هجماتها على بُنى تحتية للطاقة
  • الدفاع الروسية تعلن أن قوات كييف تواصل انتهاك الاتفاق واستهداف مواقع الطاقة الروسية
  • القوات الروسية تسقط "ميج-29" أوكرانية و137 طائرة مسيرة
  • زيلينسكي: لا نقبل أن تشترط روسيا علينا عدد القوات الأوكرانية أو تسليحها
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد القوات بمطار الخرطوم ويزور القصر الجمهوري
  • الاتحاد الأوروبي: الانسحاب غير المشروط للقوات الروسية من أوكرانيا شرط مسبق لرفع العقوبات
  • مونيكا ويليم تكتب: كيف تؤثر الطاقة في مسار الصراع الروسي الأوكراني؟
  • مدير مكتب الرئيس الأوكراني: العلاقات بين كييف وواشنطن عادت لمسارها الصحيح