عربي21:
2024-07-02@11:44:25 GMT

وكفى الله إيران القتال..!

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

1 ـ انعكاسات الضربة الإيرانية للكيان  المحتل

بعد انتظار وترقب لما ستفعله إيران؛ فإنها كالعادة لم تقدم شيئا؛ قُتل قاسم سليماني قائد الحرس الثوري؛ فردت بعض الفصائل العراقية بضربات صاروخية على بعض المواقع العسكرية الأمريكية في العراق، ولم تكن الضربات ذات جدوى، ولم تقتل جنديا أمريكيا واحدا، وقُصفت السفارة الإيرانية في دمشق، وقتل فيها عدد من المستشارين العسكريين، وعلى رأسهم ثاني أكبر قائد في الحرس الثوري الإيراني "محمد رضا زاهدي"، وجاء الرد محددا بزمن محدد وعدد محدد من المسيرات والصواريخ؛ ما يعني أن إيران لا ترغب في الدخول في حرب مع العدو الصهيوني، وتخشى أن تضطر إلى مواجهة الولايات المتحدة، أو بقصف الداخل الإيراني بما فيه المفاعلات النووية.



ما كان يجب أن تفعله إيران ـ لولا خوفها من ردود الأفعال الإسرائيلية والأمريكية ـ أن تستمر في القصف، وأن تناور عسكريا لتسقط بعض الصواريخ على مواقع حساسة في الكيان المحتل، وأن تنسق مع حزب الله للقيام بقصف مكثف ومركز على الجبهة الشمالية لفلسطين وفي العمق؛ بحيث تُربك الدفاعات الجوية بالتزامن مع عملية القصف الإيرانية.

اتضح لي شخصيا أن العملية التي قامت بها إيران كانت لذر الرماد في العيون ليس أكثر؛ لقد قامت بما قامت به لاسترضاء شعبها الغاضب، ومحاولة إقناع مؤيديها في العالم العربي بأنها قامت بواجبها النضالي؛ إلا أن قصف الكيان المحتل بحد ذاته، ليس ما كنا ننتظره، بل نتائجه التي كانت للأسف، نتائج مخيبة للآمال. ولعلي هنا أتصور بأن إيران راضية بما كان، وربما تحمد الله أن نتائج القصف جاءت سليمة، حتى تأمن الرد الصهيوني الغربي، وكفى الله إيران القتال..!

إيران تسعى لمصلحتها، وتعمل بكل طاقتها للسيطرة على أكبر عدد من الدول العربية، وهي الآن تفرد جناحيها على كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، والله أعلم أين ستكون غدا؛ لكنني في الحقيقة أهنئها على إنجازاتها، وأقرأ الفاتحة على الأنظمة العربية المتهافتة التي يحكمها حكام جهلة تافهون، تركوا بلادهم عارية من الوعي والثقافة السياسية والمواقف النبيلة والإحساس بالوطنيةلقد فعلت إيران ما فعلت وهي ترتجف خوفا وقلقا، فما كان منها، بعد أن انتهت من عمليتها العسكرية، إلا أن أبلغت الولايات المتحدة بأن عمليتها انتهت، وما ذلك إلا خوفا من احتمالات ما يمكن أن تفعله الأخيرة بالاشتراك مع قوات الاحتلال، أو بإعطاء الأخيرة الضوء الأخضر للرد، أو قيامها هي بعملية عسكرية منفردة بالنيابة عن قوات الاحتلال..

كانت الفرصة أمام إيران وحزب الله مؤاتية جدا لاستثمار حادث القنصلية لإشعال عدة جبهات، والاستمرار في القصف لأيام، وهو ما كان سيوقف العدوان على غزة، والذريعة متوفرة، لكن إيران وحزب الله لا يريدانها حربا مفتوحة؛ حتى لو سقطت غزة وقتل كل شعبها.. ولا زلت أتذكر حسن نصر الله وهو يبرر عدم دخوله بقوة في الحرب مع الكيان المحتل، بأن حجم القوة المستخدمة في مواجهة العدو مرتبط بما يحدث في غزة، ولا أدري إن كان ما حدث ويحدث في غزة ليس كافيا لتغيير حزب الله طريقته في التعاطي مع الكيان المحتل الذي كبده خسائر كبيرة في أرواح الجنود والمدنيين؛ حتى لكأنني أحس بأنه يفتخر بعدد قتلاه، دون أن يتمكن من قتل 13 جنديا صهيونيا، هي حصيلة ما سقط من جنوده في يوم واحد في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2023!!

كما كانت الضربة الإيرانية الفاشلة للكيان المحتل محسوبة بدقة، فإن هجمات حزب الله على شمال فلسطين محسوبة أيضا، وبدقة متناهية؛ حتى لكأنك تحس بأن هناك تفاهما ضمنيا بين الأخير وقوات الاحتلال؛ (ضربة بضربة، وجندي صهيوني بخمسين من حزب الله)؛ فما زال حزب الله والكيان المحتل ملتزمين بقواعد الاشتباك التي لا تؤدي إلى حرب مفتوحة..

كنا نعلم بأن حزب الله لن يدخل في حرب حقيقة مع الكيان المحتل، وأن الحديث عن وحدة الجبهات مجرد كلام مرسل ليس إلا؛ ذلك مع إدراك حزب الله بأن غزة في خطر محدق، وأن تصعيده ضد الاحتلال سيكون له الأثر الكبير في بقاء غزة وشعبها على قيد الحياة، حتى إنه لم يجرؤ على الثأر لمئات الجنود والجرحى من المدنيين والعسكريين الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي على الجنوب، وظلت ردوده على ذات الوتيرة الباهتة التي لم يعد لدينا الرغبة في متابعة أخبارها.. وهنا أتساءل: إلى متى يخبئ حزب الله صواريخه المدمرة التي ظل يفخر بها طوال الوقت؟ وما جدوى وجودها تحت الأرض؟ وإن لم يكن هذا هو الوقت المؤاتي؟ فما هو الوقت المؤاتي؟!

2 ـ القول بنظرية المؤامرة

التعاطي مع الأمور على أساس نظرية المؤامرة، قد يكون أحيانا ضروريا، لكنه بات لدى بعضهم مرضا نفسيا، فكثيرون يتهمون حزب الله وإيران بلعب المسرحيات مع الكيان المحتل والغرب، وأنهم غير جادين في زعمهم الرغبة في تحرير الأقصى، ودعم القضية الفلسطينية.. صحيح أن ثمة حسابات إقليمية ودولية ركيكة لدى إيران، وحزب الله بالتبعية، إلا أننا لا يمكن أن نتهمهما بالتآمر مع الكيان المحتل والولايات المتحدة ، لكن ربما يتم التنسيق بينها وبين الأخيرة في بعض الحالات التي تتطلب ذلك، ومن ذلك ما حدث في أفغانستان، وفي العراق قبل الغزو الأمريكي وبعده، لكن ذلك ليس استراتيجية، بل هي لغة المصالح والدبلوماسية اللعينة..

فإذا كانت إيران تلعب على مسرح الأحداث والمواقف، وتحتال على شعبها وعلى المؤيدين لها؛ فماذا يمكننا أن نقول عن دعمها لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين؟ هل هي مسرحية أيضا؟  وهل حركة حماس جزء من هذه اللعبة؟ الأمور لا تقاس بالعواطف، ولا بالأماني، ولا بالتخيلات غير المبنية على أسس واضحة.. أنْ أكره إيران وحزب الله لوقوفهما في وجه الثورة السورية، وقتلهما السوريين، لا يعني مطلقا أنهما خونة وعملاء، بل كل ما في الأمر أنهم يرون أن من مصلحتهم أن تظل سوريا محكومة بزعيم هش يسيطرون عليه وعلى مقدرات البلد، وأن تظل سوريا ممرا آمنا إلى لبنان وحزب الله.

إن ما قامت به إيران ومعها حزب الله في سوريا من إجرام، لا يمكن أن يفسر بأنه خيانة، ولا أدري كيف يجرؤ مثقف على مثل هذا الفهم المعوج.. إيران تسعى لمصلحتها، وتعمل بكل طاقتها للسيطرة على أكبر عدد من الدول العربية، وهي الآن تفرد جناحيها على كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، والله أعلم أين ستكون غدا؛ لكنني في الحقيقة أهنئها على إنجازاتها، وأقرأ الفاتحة على الأنظمة العربية المتهافتة التي يحكمها حكام جهلة تافهون، تركوا بلادهم عارية من الوعي والثقافة السياسية والمواقف النبيلة والإحساس بالوطنية، والإخلاص للوطن، وليس للعروش، فسلموا أوطانهم، بغباء منقطع النظير، لإيران وأذرعها في المنطقة..

لو كان ثمة دولة اسمها مصر تقف على أقدامها، ويحكمها حاكم محترم، لما كان ما كان؛ لكننا اليوم نشهد مصر شبه الدولة، وحولها أشباه دول، يحكمها صبية مخصيون.. يا لخيبة أمتنا وما صرنا إليه..!!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيرانية الإسرائيلية إيران إسرائيل رأي رد مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع الکیان المحتل وحزب الله حزب الله ما کان

إقرأ أيضاً:

«شارة نصر»

 

في مسلسل «شارة نصر» الفلسطيني، يقول ممثل يجسد شخصية قيادي إسرائيلي لقائد أعلى منه «لا شيء مستحيل على شخص قرر أن يكون حرا».
يتحدث المسلسل عن كيفية فرار الفلسطينيين الأسرى الستة من سجن «جلبوع» الذي يعد من أقوى سجون العالم ويطلق عليه الخزنة الحدية.
والإعجاز في عملية الفرار التي صدمت قادة الاحتلال هو قدرة هؤلاء الفلسطينيين من نسف أسطورة هذا السجن حيث نجحوا بحفر نفق من داخل سجنهم باستخدام أدوات بسيطة كالملاعق، فضلا عن كشفها لهشاشة العمل الأمني والاستخباراتي لدى القائمين الذين تم اختيارهم بما يوازي قوة السجن، إلا أن ما حدث جعل الصهاينة يُقرون بالإخفاق غير المسبوق للأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
مع ذلك تعمد العدو ألا يعطي الحدث مساحة كبيرة من الاهتمام والتحليل، انطلاقا من أسلوب الاستخفاف الذي اعتاد التعامل به مع كل ما هو إنجاز غير صهيوني، ولذلك ظل الفلسطينيون يلقنون الصهاينة دروسا في الإصرار وقوة الإرادة على مواصلة الكفاح من أجل استرداد كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإعادة الصهاينة إلى الشتات في الدول الأوروبية وأمريكا.
تشبّع قادة الكيان الإسرائيلي بالغرور حتى أنهم في المعركة المقدسة الدائرة الآن، لم يسألوا أنفسهم كيف امتلكت حركة المقاومة للأسلحة بما فيها آلاف الصواريخ، بل والأسلحة النوعية.
ولذلك جاء نجاح عملية طوفان الأقصى، طبيعيا للغرور والاستخفاف، وكانت النتيجة ضرب نفسية المستوطنين وهذا كان أول أهم الخسائر، إذا هزت العملية الثقة بين المستوطنين وقادتهم، ومن حينها عرفت شوارع الكيان التظاهرات المنددة بالخديعة الإسرائيلية لهم بقدرتها أن تضمن لهم العيش بأمان، هذا إلى جانب ضربة أكذوبة الاستخبارات التي ثبت أنها ليست أكثر من مجموعة عسكرية يتم تحديثها كل حين لتجنيد الجواسيس في غير مكان من العالم.
وفضلا عن ذلك وقف العالم بأسره على أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر، وهي الدعاية الإعلامية التي اشتغل عليها الكيانان الإسرائيلي والأمريكي بالتعاون مع عناصر عربية، ولأجل ذلك وفي محاولة لتدارك ما بقي من هذه السمعة الزائفة التي عملوا عليها لسنوات، لجأ الكيان إلى كل هذا البطش والإجرام بقتل النساء والأطفال وممارسة لكل أشكال الانتهاك للقيم الإنسانية، ومعه انكشفت الحقائق وظهر المنافقون من الصادقين.
عزز ذلك دخول محور المقاومة بهذا العنفوان، وعجز الكيان عن فعل أي شيء حتى مع تصدر أمريكا لمجموعة المدافعين عن المحتل، لتتسع مساحة كشف الحقائق وليتبين أن أمريكا من جهتها ليست إلا «قشة»، وسلام الله على الشهيد القائد الذي رسم كل هذا التفاصيل التي نعيشها اليوم قبل أكثر من عشرين عاما، ولا يزال في القادم الكثير من المفاجآت التي تحدث عنها فسخروا منه حينها ولاحقوه.
إثر ذلك بدأت ثقافة جديدة تترسخ لدى العرب والمسلمين بل وحتى العالم، عن حقيقة أمريكا والكيان الصهيوني، ولن يكون مستغربا أن تظهر بين الفترة والأخرى دولة تعلن تمردها ورفضها لممارسات أمريكا وهيمنتها على قرارات الشعوب وثرواتها.
غرور الكيان الصهيوني، جعله غبياً، وتعصب أمريكا الأعمى للصهاينة أعمى بصيرتها وأدخلها في نطاق العد التنازلي لتلاشي هيمنها، ولن ينفعها حينذاك حتى أوراق الابتزاز التي تعمل على تجميعها للأنظمة بقصد فرض إرادتها عليها.
القوى تتخلق وتأخذ مكانها في ساحة الأفعال وتوجيهها، وستبقى هذه الكيانات إن طال وجودها، تعيش حالات الدفاع والرد، وبناء ترسانات الحماية، وكل ذلك بذاته يمثل معطيات أخرى تؤكد على تآكل تلك الواجهة المرعبة التي صنعتها الآلة الصهيونية الإعلامية بقيادة أمريكا لإرهاب العالم بقصد ضمان عدم تجرؤ أي دولة على المساس بمصالح ووجود هذه الكيانات.

مقالات مشابهة

  • بعد 9 أشهر من القتال.. ما المطلوب أن تتنازل حماس عنه!
  • الاحتلال يهدم منزلا قيد الإنشاء في أم الفحم بالداخل المحتل
  • يديعوت أحرونوت.. إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل
  • خبير استراتيجي: الحرب بين حزب الله وإسرائيل مسألة وقت.. والمنطقة مقبلة على خراب
  • إيران.. انتخابات على طبول الحرب
  • «القاهرة الإخبارية»: صافرات الإنذار تدوي في شمال الجولان المحتل
  • إسرائيل تهدد إيران وحزب الله
  • «شارة نصر»
  • احتمالات الحرب الكبرى في الجبهة اللبنانية
  • إيران: الاجواء المثارة من الكيان الصهيوني ضد لبنان حربا نفسة