عربي21:
2025-02-12@05:08:12 GMT

بانتظار فُسحة تُبدد عُقدة عافية الفلسطينيين

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، ومواجهته للعدوان على غزة، وتصديه المستمر لإرهاب المستعمرين في مدن وقرى الضفة، هما العقدة المفصلية التي سيتقرر في ضوء حسمها مستقبل هذا الشعب وقضيته الوطنية سنوات إلى الأمام، وخط التعاطي العربي والفلسطيني والدولي مع هذه المعركة، ومع سياسات المستعمر الصهيوني فضحت جل الأوهام والنفاق والغدر والتآمر على الفلسطينيين وقضيتهم أولاً ثم على قضايا العرب المختلفة تالياً، وهو ما يلقي أعباء مضاعفة على عاتق الفلسطينيين وحركتهم التحررية من احتلال استعماري استيطاني، اضطلعت بها منذ زمن بعيد فصائل وقوى وأحزاب وحركات ثورية فلسطينية، ثم نزح عنها جزء من سلطة الفلسطينيين والعرب، واغتًصبت شعاراتها وفًتت قدراتها وشًيطنت مقاومتها لصالح وهم "السلام" والتطبيع مع المستعمر لتطويع الفلسطينيين ومحاولة كي وعيهم بإحكام القبضة على ما تبقى من الأرض، باستمرار شن المؤسسة الصهيونية حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم وصمته.



وفي هذه المعركة المستمرة، كان استخلاص معظم النظام العربي السعي السيئ نحو الارتباط النهائي بالمصلحة الغربية الأمريكية المشكلة مظلة حماية دائمة للمشروع الصهيوني، وليس السعي لاستخلاص عبر الانتكاسات الواسعة التي تعرضت لها مصالح تلك الأنظمة بالنزوح المستمر عن قضايا شعوبها وقضيتها المركزية "فلسطين" التي تفشل في شحذ الهمم وبلورة سياسة عربية مشتركة بحدودها الدنيا أي من منطلق تحسين الارتباط العربي بالغرب والولايات المتحدة لصالح القضية الفلسطينية، أو للدفاع عن مصالحها الوطنية والعربية بلجم شهية العدوان الصهيوني.

لكن مسألة الجمع بين القمع والتطويع واستخدام كافة أساليب التضليل وتزييف الوعي العربي وربط كل تحرك وتعبير بـ "الإرهاب" من أجل إجهاض معظم تطلعات الشوارع العربية كان له دور مخزٍ ومغزى غير مختلف عما شهدته فترة الثورات العربية والإنقلاب عليها، وكان من "الطبيعي" اليوم أن تلقي المؤسسة الصهيونية بكل ثقلها الإجرامي والوحشي على الشعب الفلسطيني لصالح هذا الاستخلاص العربي والفلسطيني الرديء الذي أثبت فشله وانهياره الكلي لحظة وقوع جرائم الإبادة الجماعية في غزة، والمستمرة على نفس النسق الصهيوني الذي لا يخفي تمحوره حول نزعته وسمته الفاشية اتجاه الفلسطينيين والعرب.

المشكلة كانت وما زالت تكمن في وجود الاحتلال وفي مشروعه الاستعماري وتطبيقه لنظام الفصل العنصري، والمشكلة العربية عدم قراءتها لجوهر هذا المشروع، وقراءته من زاوية مهينة يًصعب على ضحايا هذا المشروع من الفلسطينيين امتلاك مقومات التعافي لتحديد المصير والمستقبللذلك إن غياب تضامن عربي وإسناد حقيقي للشعب الفلسطيني يقوم على الحاجات الفعلية لتمكينه من الصمود فوق أرضه ومواجهة سياسات إبادته وطمس حقوقه، قادت في هذه المرحلة إلى مزيد من التفكك العربي والتبعية لمصالح بعيدة عن مصلحة الشارع العربي والفلسطيني، ومن خلال تبديل بوصلة العداء للمشروع الصهيوني وسياساته العدوانية وصولاً للتخندق والتحالف معه ، مما يفاقم التناقضات والمشكلات الاجتماعية والسياسية والأمنية  وينذر باعادة الانفجار الثاني بمجتمعات عربية  التي يقع في صلب قضاياها مسألتين هامتين : قضية الديمقراطية والمواطنة والحريات المختلفة، وقضية التعبير بالإطار العام بمسألة اسناد قضية فلسطين والدفاع عنها.

فلا يعقل أبداً، أن يكون التغني العربي محصوراً بالإشادة بشعوب غربية تناصر عدالة القضية الفلسطينية، وتقف بوجه سياسات حكوماتها المنافقة لجرائم الإبادة الصهيونية في غزة، وتضغط شعوب أخرى على حكوماتها لقطع العلاقة مع اسرائيل وسحب سفرائها ووقف تزويدها بالسلاح، بينما السياسات العربية متفرجة على ما يجري، حتى في المواجهة الأخيرة بين الاحتلال وإيران التي ردت على استهداف مصالحها التي ازدهرت واتسعت بالمنطقة  نتيجة رداءة المواقف الرسمية العربية بالتعاطي مع المسائل الهامة ومن ضمنها قضية التخلي عن مظهر الحليف الحقيقي للضحايا الفلسطينيين والاستعلاء على قضايا عربية مهمة، وتجنب طرح البرامج والسياسات وتنفيذها على أرض الواقع جعل منها تكتفي بتوجيه المخاطر بعيداً عن العقدة المفصلية التي تحوم حولها معظم القضايا.

إن المشكلة كانت وما زالت تكمن في وجود الاحتلال وفي مشروعه الاستعماري وتطبيقه لنظام الفصل العنصري، والمشكلة العربية عدم قراءتها لجوهر هذا المشروع، وقراءته من زاوية مهينة  يًصعب على ضحايا هذا المشروع من الفلسطينيين امتلاك مقومات التعافي لتحديد المصير والمستقبل، وعليه، مفترض أن تقود جميع التطورات والمتغيرات الحاصلة بالمواجهة التي يخوضها الشعب الفلسطيني إلى إحداث حالة تقارب كبير بين القوى الفلسطينية أولاً، وحسم الجدل أين تكمن مشكلتنا واستغلال التحولات العالمية العاصفة بشوارع وعواصم حول الأرض تندد بجرائم الإبادة وتناصر عدالة الحقوق الفلسطينية، و بإعادة النظر إزاء أوهام كثيرة حول " السلام " وبالاتجاه نحو إعلاء شأن الشارع الفلسطيني والعربي، والذي بدونهما لن يكون هناك فسحة تسمح بتبديد عقدة استعادة عافية فلسطينية وعربية ترد على همجية صهيونية وتفكك سردية النفاق والتزوير، و بشروط تجعل العربي والفلسطيني حراً  بأثرٍ محدد وملموس على الأرض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة احتلال حرب احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية

يمثل النمر العربي رمزًا للتنوع الحيوي في المملكة، وهو أحد أهم أنواع الثدييات الموجودة في شبه الجزيرة العربية؛ نشأ في أفريقيا منذ نحو 500 ألف عام.

 

ولزيادة الوعي بهذا النوع البري المهدد بالانقراض -الذي اُعترف به عالميًا في يونيو 2023- أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الـ 10 من فبراير يومًا عالميًا للنمر العربي.
وتبذل المملكة ممثلة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا جهودًا مضنية لإنشاء منظومة متناغمة تزدهر فيها الحياة البرية جنبًا إلى جنب مع المجتمعات البشرية، من خلال النُهج المبتكرة والجهود التعاونية؛ وتبني المبادرات الإقليمية التعاونية؛ لحماية مستقبل النمر العربي واستعادة بيئته الطبيعية، لما يمثله من أهمية حيوية تؤثر على النظام البيئي العربي، ولصون هذا النوع البري واستعادة مجموعاته وحماية موئله.

 

ويعرف النمر العربي علميًا بـ “Panthera pardus nimr”، وهو نوع فرعي من النمور المهددة بالانقراض؛ وهو أحد أصغر سلالات النمور؛ الذي يبلغ متوسط وزنه بين 30 و40 كجم للذكور، وبين 25 و 35 كجم للإناث، ولون فرائه برتقالي شاحب اللون مع ورديات صغيرة متباعدة.
وقد انخفضت أعداد هذا النوع الموجودة بإعداد قليلة في عُمان واليمن، والمملكة؛ بسبب فقدان موائلها، وقلة فرائسها، وهجمات رعاة الماشية عليها؛ والاتجار غير المشروع في الأنواع البرية. وتشير التقديرات إلى بقاء ما يقل عن 200 نمر عربي في برية شبه الجزيرة العربية؛ ولهذا السبب صنفت “القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة(IUCN)” النمر العربي ضمن الفئات المهددة بالانقراض بشدة؛ مما يلزم بتظافر الجهود المبذولة لصون التنوع البيولوجي في بيئته الأصلية.

اقرأ أيضاًالمجتمعهيئة الأدب والنشر والترجمة تستعد لتنظيم معرض جازان للكتاب 2025

 

وحدد الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة “IUCN” عوامل التهديد التي تتعرض لها هذه النمور مثل :(اتساع رقعة التحضر العمراني، والزراعة، الإفراط في ممارسات الرعي، وممارسات الصيد الجائر والاتجار المُجّرَم بالأنواع البرية)؛ لهذه العوامل تتركز الجهود المبذولة في صون الموائل، واستعادة مجموعات الفرائس الطبيعية، ونشر برامج التوعية العامة للحد من تعدي الإنسان عليها.
وشملت جهود الهيئة الملكية لمحافظة العُلا للحفاظ على هذا التراث الطبيعي؛ إطلاق حملة وثبة أمل “Leap of Hope”؛ لدعوة الأشخاص والمؤسسات والخبراء في جميع أنحاء العالم؛ للانضمام إلى الجهود الرامية لحماية النمر العربي، كما أطلقت برنامج النمر العربي الذي يمثل نهج الهيئة لاستعادة الموائل الطبيعية ومبادرات التوعية العامة.

 

ويعد مركز “إكثار وصون النمر العربي بالعُلا” التابع للهيئة، الوحيد من نوعه في العالم المخصص لهذا النوع من المحميات الطبيعية، واستطاعت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا منذ أن تولت إدارته عام 2021؛ من أن تضاعف أعداد النمور ليصل إلى 32 نمرًا، من أصل 14 نمرًا، مع تسجيل ولادة 12 من الهراميس خلال عامي (2023 و2024)، مما يُجسد التقدم الملموس في جهود الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي؛ وتكللت مساعيه بحصوله على اعتماد الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية”EAZA”؛ ليكون بذلك أول مؤسسة من نوعها في المملكة تنال هذه العضوية.
ويأتي هذا الاعتماد تأكيدًا على التزام الهيئة بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض بشدة، والإسهام في الحفاظ على التنوع البيئي والحيوانات النادرة في المنطقة، حيث يعمل المركز على إكثار هذا النوع ضمن إطار شامل لصون الحياة البرية واستدامتها.
وتأسس “صندوق النمر العربي” بفضل الجهود الرائدة من قبل الهيئة الملكية لمحافظة العُلا؛ وذلك بصفته جزءًا من الإستراتيجية الشاملة التي تم تصميمها لدعم رؤية المملكة 2030؛ بتعزيز الاستدامة البيئية وتنمية قطاع الأعمال غير الربحي في المملكة؛ فالحاجة لهذا الصندوق أصبحت أكثر إلحاحًا بفعل الخطر المتزايد الذي يهدد النمر العربي؛ والذي تتلخص إستراتيجيته في تنسيق خطط العمل والشراكات الفعالة عبر مجموعة النمر العربي وتفعيل الإجراءات الفعالة لدعم الحفاظ على النمر العربي على المدى الطويل، وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات لدعم الحفاظ على النمر العربي على المدى الطويل.

 

ويسعى صندوق النمر العربي، الذي يرأس مجلس أمنائه صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان ؛ إلى حماية النمر العربي من خطر الانقراض؛ عبر تحفيز المجتمع، وصناع القرار، والعالم بأسره للعمل معًا من أجل تحسين وضع واحدة من أكثر النظم البيئية هشاشة على وجه الأرض.

مقالات مشابهة

  • سمير فرج: الأجواء التي نعيشها اليوم تشبه عام 1956
  • أبو الغيط: القمة العربية الطارئة ستناقش الطرح العربي لمواجهة مقترح أمريكا بشأن غزة
  • محلل سياسي فلسطيني: الموقف العربي الموحد مهم والبيانات التي تصدر «ذكية»
  • الحبس والغرامة بانتظار المتحايلين لصرف مساعدات الضمان الاجتماعي
  • الأورومتوسطي يؤكد أن تهجير العدو الصهيوني لآلاف الفلسطينيين من الضفة جريمة إبادة
  • الأورومتوسطي: تهجير العدو الصهيوني آلاف الفلسطينيين قسرًا بالضفة إعادة إنتاج لجريمة الإبادة
  • النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية
  • المجلس الوطني: نرفض التصريحات التي تدعو إلى تهجير أبناء شعبنا
  • حماس: الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه وسندافع عن غزة ضد الاحتلال
  • قمة عربية طارئة في مصر التحديات التي تواجه مستقبل الفلسطينيين في غزة بسبب خطة ترامب