رحلة جديدة لنادي كتاب بيت الحكمة في أعماق أدب الكفاح الإنساني
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
أعلن بيت الحكمة بالشارقة عن إطلاق موسم جديد من برنامج “نادي كتاب بيت الحكمة”، يمتد على مدى أشهر أبريل، ومايو، ويونيو، حيث سيكون الجمهور على موعد مع ثلاثة أعمال أدبية أيقونية تركز على أدب “المقاومة” وهي: قصيدة “جِدَاريَّة” للشاعر محمود درويش، ورواية “المتعاطف” للكاتب فاييت ثانه نغويين، و”ثلاثية غرناطة” للكاتبة رضوى عاشور، وذلك بهدف تعزيز الوعي الثقافي المجتمعي، والتشجيع على القراءة الواعية والتحليلية.
ويتضمن البرنامج في كل شهر مشاركة أفراد المجتمع في جلسات قرائية لواحد من الكتب المختارة، تتبعها نقاشات لتبادل الآراء وتحليل محاور وموضوعات الكتاب، ولإثراء التجربة القرائية للكتاب، يشارك القراء في ورشة تطبيق عملي لتعزيز مهارات المشاركين في الكتابة الإبداعية، ويمكن للجمهور التسجيل لحضور فعاليات النادي من خلال الرابط التالي:
https://houseofwisdom.ae/bookclub
برامج قرائية تربط الواقع بالتاريخ
وفي تعليقها على انطلاق موسم جديد من نادي كتاب بيت الحكمة، قالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة: “نحرص على تقديم برامج ثقافية متميّزة تربط الواقع بالتاريخ، وتسهم في تطوير مجتمع القراء وتعزيز الوعي الثقافي لديهم، إذ نؤمن بأهمية تحليل الكتب في اكتشاف أنفسنا والتعرّف على أشكال التحديات التي تواجهنا للعمل على تجاوزها”.
وأضافت: “يسعى برنامج (نادي كتاب بيت الحكمة) إلى جعل القراءة تجربة غنية تتجاوز حفظ المعلومات، وتصل إلى تطوير أدوات الفكر النقدي وتحليل الأحداث والموضوعات، ومن خلال التنوع في تناول الكتب المختارة، نمكّن القرّاء من معرفة أصناف وأنماط أدبية وفنية متعددة استفادت من الروايات والتأريخ، مثل المسرح والسينما والغناء، ونتطلع إلى مشاركة مجتمع القراء في هذه الرحلة الثقافية الغنية والاستفادة من ضيوفها وخبراتهم ورؤاهم القيّمة”.
جدارية… قوة الشعر في تجسيد الكفاح الإنساني
ويدعو “بيت الحكمة” جمهوره في شهر أبريل للتأمل في عمق الشعر والموسيقى من خلال جلسات قرائية تتمحور حول قصيدة “جِدَاريَّة”، ملحمة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، حيث ينظم ورشة إبداعية في 20 أبريل، من الساعة 10:00 صباحاً إلى 12:00 ظهراً، تتناول الأسئلة الجوهرية حول المقاومة في حياتنا اليومية وكيفية التعبير عنها من خلال الفن. وبقيادة الشاعرة فرح شما، ستكون هذه الورشة فرصة لاستكشاف دمج الشعر بالموسيقى، وتحدي الذات لكتابة قصيدة من 10 أبيات ومناقشتها.
وتتواصل الرحلة الثقافية في 27 أبريل بجلسة نقاشية من الساعة 10:00 صباحاً إلى 12:00 ظهراً، بإشراف الدكتور نزار عنداري، حيث يناقش ويستعرض القصائد التي تناولت معاني المقاومة، بما في ذلك “الجِدَاريَّة” وأعمال شعرية أخرى من شتى أنحاء العالم، ليبرز قوة الشعر في تجسيد الصمود والكفاح الإنساني.
المتعاطف… تأثير الحروب على التاريخ والهوية
وفي إطار فعاليات نادي كتاب بيت الحكمة لشهر مايو، يُقدم الدكتور نزار عنداري جلسة قرائية في 25 مايو، من الساعة 10:00 إلى 12:00 ظهراً ، حول رواية “المتعاطف” للكاتب فاييت ثانه نغويين، العمل الأدبي الفيتنامي المعاصر الذي يتناول موضوع المقاومة بأسلوب فريد، حيث ستبحث الجلسة تأثير الحروب على التاريخ والهوية. وتتبع الجلسة القرائية ورشة تعليمية من الساعة 12:30 إلى 2:30 مساءً، تتيح للمشاركين تعلم كيفية تحويل النص الروائي لـ “المتعاطف” إلى عمل سينمائي يجسد المقاومة.
ثلاثية غرناطة… إحياء الأصوات المفقودة
وفي يونيو، يسلّط “ناد ي كتاب بيت الحكمة” الضوء على “ثلاثية غرناطة” للكاتبة الراحلة رضوى عاشور، الرواية التي تُعد نسيجاً أدبياً يجمع بين تاريخ غرناطة والعالم العربي، مستحضرةً الخسارة الثقافية ومصير السكان المهزومين، حيث ينظم في 29 يونيو من 10:00 –12:00 ظهراً ، جلسة نقاشية تتناول كيف صورت رضوى عاشور تاريخ الهزيمة، وتناولت الذاكرة الجماعية والميراث الثقافي، وأحيت الأصوات المفقودة.
ومن الساعة 12:30 – 2:30 مساءً، تناقش ورشة العمل الخاصة بالكتاب العلاقة بين الخيال والتاريخ، وكيف يمكن للخيال أن يُعيد كتابة التاريخ البديل، إذ سيُعطى المشاركون فرصة لاختيار حدث تاريخي في الأندلس وإعادة كتابته، ما يُتيح لهم التعبير عن رؤيتهم الخاصة للتاريخ والمقاومة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
حقائق مدرسية من أعماق الذاكرة
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يبقى المعلم هو العمود الفقري في جميع هياكل وأسس التربية والتعليم، فهو الذي ينفخ في عقولنا، ويُجري في عروقنا دماء العلوم والفنون والآداب. ففي عوالم التعليم هنالك عوامل شتى ومؤثرات كثيرة تجمع بين المناهج والمقررات والكتب والمحاضرات والإدارة والأجواء المدرسية والتوجيهية والواجبات البيتية والنشاطات الأخرى، تشترك كلها في التوجيه والتأثير بنسب متفاوتة، ولكن يظل المعلم هو العصب الحي للتعليم. .
وهنالك حالات بعيدة كل البعد عن هذه الأجواء، حالات يمكن ان نعدها صادمة أو غير عادلة. ولا تنتمي إلى الأوساط التربوية والتعليمية. .
اذكر في عام 1966 كنا طلابا في متوسطة الوحدة الواقعة خلف مستشفى الموانئ بالبصرة. وكان مديرها: الأستاذ (عدنان أحمد عبد الرحيم). واذكر ان الطائرة المروحية، التي كانت تقل الرئيس عبد السلام عارف، سقطت في منطقة النشوة، داخل الحدود الإدارية للبصرة، فخرج المدير (عدنان) يبكي ويذرف الدموع حزنا وألما على فراق السيد الرئيس، وكان بيده راديو ترانزستور يسمع منه الأخبار. .
كان المدير (عدنان) محسوبا على القوميين العرب، ومن المؤيدين لعبد الناصر وعبد السلام. فقرر في ذلك اليوم تعطيل الدوام الرسمي، وطلب من التلاميذ العودة إلى بيوتهم. .
كانت المدرسة تضم شريحتين متناقضتين من التلاميذ. بعضنا ينتمي إلى الطبقة الثرية المترفة، وبعضنا ينتمي إلى الطبقة الفقيرة المسحوقة. .
أنا بطبيعة الحال كنت من الطبقة المسحوقة جدا، وكان معي اثنان من أشقائي. فذهبنا في العام التالي إلى غرفة الإدارة لطلب المساعدة بغية الحصول على المقررات الدراسية بلا مقابل مادي. كان الأستاذ (عدنان) يجلس في الصدارة والى جانبه الأستاذ (حميد الفريح). قال لنا بنبرة حادة: ماذا تريدون ؟. قلنا له نريد أعفاءنا من مبالغ الكتب الدراسية ونحن اخوة. فزجرنا بغضب، وقال لنا: انتم من بيئة منحطة. .
لم نكن نعرف معنى مفردة (منحطة) فهي غير متداولة في القرى والأرياف. حتى اصدقائي لا يعرفون معناها، لكن تلك الكلمة ظلت عالقة في ذهني. . حزنت كثيرا عندما اكتشفت معناها، فالرجل كان يعامل أبناء الذوات بطريقة تختلف عن أبناء الفقراء، كان يكرهنا ويبغضنا دونما سبب. .
وفي بداية عام 1981 كنت اعمل بالموانئ بدرجة ضابط خفارة ملاحية، فلمحت الأستاذ (عدنان) من بعيد، واندهشت من عمله في القسم القانون بدرجة موظف في الأرشيف، ثم تبين لي أنهم طردوه من سلك التعليم بسبب تبعيته غير العراقية، وغير العربية. .
من كان يتوقع ان الرجل القومي المتشدد لم يكن عربيا !؟!. .
لم اكلمه ولم أعامله مثلما كان يعاملنا في تلك الأيام. ثم سألت عنه بعد حين، فقالوا انه طلب الإحالة إلى التقاعد، ورحل. . .
ظلت ارواحنا مقيدة بين شيئين: الذكريات والأقدار. فلا هذا يرحم، ولا ذلك نستطيع الفرار منه. ومع ذلك لا تفكر في الانتقام من أي إنسان، ولا تتشفى به. فقط راقب المشهد من بعيد وانظر لما سوف تفعله الأيام، فهي كفيلة بكل المتغيرات والانقلابات. .