صحيفة أمريكية: قادة الحرب في إسرائيل لا يثقون ببعضهم بعد الحرب على غزة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن قادة الحرب في إسرائيل لا يثقون ببعضهم البعض بعد الحرب على غزة، كما أن هناك تشكيكا بين الرأي العام حول كيفية تحقيق النصر.
وذكرت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه بعد مرور ستة شهور على الحرب الإسرائيلية ضد حركة حماس الفلسطينية، أصبح الرأي العام الإسرائيلي متشككا حول كيفية تحقيق النصر في الحرب في قطاع غزة وكذلك الأمر بالنسبة للمسؤولين الثلاثة الكبار في حكومة الحرب.
وأشارت إلى أن الضغائن والخلافات المستمرة منذ فترة طويلة حول أفضل السبل لمحاربة حماس أدت إلى توتر العلاقات بين صناع القرار في إسرائيل في زمن الحرب وهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، وعضو مجلس الوزراء الحربي بيني جانتس.
وقالت «وول ستريت جورنال»: إن الرجال الثلاثة يختلفون حول أكبر القرارات التي يتعين عليهم اتخاذها وهي: كيفية شن حملة عسكرية حاسمة، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وحكم القطاع ما بعد الحرب كما يتعين عليهم الآن اتخاذ أحد أكبر القرارات التي واجهتها إسرائيل على الإطلاق: كيفية الرد على أول هجوم مباشر لإيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن صراع قادة إسرائيل قد يؤثر على مسار الحرب في غزة وإمكانية تحولها إلى معركة إقليمية أكبر بعد الهجوم الإيراني، الأمر الذي من شأنه أن يغير النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط ويشكل علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة لعقود من الزمن.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن جيورا إيلاند الجنرال الإسرائيلي السابق ومستشار الأمن القومي قوله: إن انعدام الثقة بين هؤلاء الأشخاص الثلاثة واضح للغاية وبالغ الأهمية.
ولفتت إلى أن نتنياهو، رئيس الوزراء الأطول خدمة في البلاد، يحاول بشكل متزايد توجيه حرب غزة بنفسه في حين يُنظر إلى جالانت وجانتس على نطاق واسع على أنهما يحاولان استبعاد نتنياهو من القرارات.
وذكرت الصحيفة أن جانتس، الجنرال الذي قاد حرب إسرائيل الكبرى الأخيرة ضد حماس قبل عقد من الزمن، كان قد أعرب في السابق عن رغبته في الإطاحة بنتنياهو كرئيس للوزراء، ودعا في وقت سابق من هذا الشهر إلى إجراء انتخابات مبكرة في سبتمبر المقبل بعد أن تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص ضد طريقة تعامل رئيس الوزراء مع الحرب.
وأفادت بأن أعضاء مجلس الوزراء الثلاثة يجتمعون يوميًا منذ الهجوم الذي شنته إيران يوم السبت الماضي، وتعهدوا بالرد لكنهم تركوا توقيتًا غامضًا، إنهم يواجهون تحديًا في تصميم رد يوازن بين أهدافهم المتمثلة في ردع إيران، وتجنب حرب إقليمية وعدم تنفير الولايات المتحدة والدول العربية المشاركة في صد الضربة الإيرانية، كما حث الرئيس الأمريكي جو بايدن الإسرائيليين على توخي الحذر في أي رد واستبعد تورط واشنطن في ضربة إسرائيلية على الأراضي الإيرانية.
وأشارت إلى أن جالانت يعتبر الأكثر تشددًا بين الثلاثة، حيث دعا في بداية الحرب، إلى توجيه ضربة وقائية إلى حزب الله، حليف إيران اللبناني، لكنه أيضًا حريص على التحالف مع الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن أمير أفيفي مؤسس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، وهو مركز أبحاث، : من الصعب جدًا على رئيس الوزراء أن يجعل الجيش يفعل ما يريد إذا لم يكن وزير الدفاع متحالفًا معه، هذا الافتقار إلى التوافق يجعل الأمور بالنسبة لنتنياهو صعبة للغاية.
ولقي أكثر من 33 ألف فلسطيني حتفهم في حرب غزة، وفقا للسلطات الصحية في غزة، التي لا تميز أعدادها بين المدنيين والمقاتلين، وقد أدت هذه الكارثة الإنسانية إلى ضغوط دولية مكثفة على إسرائيل للموافقة على صفقة لتبادل المحتجزين مقابل وقف إطلاق النار، وفقا للصحيفة.
واختتمت الصحيفة التقرير قائلة: إن تعامل إسرائيل مع الحرب بات تحت المجهر بشكل أكبر بعد أن اعترف نتنياهو بأن جيشه ضرب قافلة مساعدات مما أسفر عن مقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني، الأمر الذي أثار إدانة دولية واسعة النطاق.
اقرأ أيضاً«التحالف الوطني» يرسل 4 آلاف طن مساعدات لغزة في المرحلة الـ6
بمشاركة «التحالف الوطني» و «مؤسسة أبو العينين».. انطلاق القافلة السادسة لإغاثة غزة
رئيس وزراء فلسطين يُطالب العالم بوقف العدوان على غزة ولجم اعتداءات المُستوطنين بالضفة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم أخبار لبنان أخبار لبنان اليوم احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة رئیس الوزراء الحرب فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما دور إسرائيل في الحرب الأميركية على الحوثيين؟
القدس المحتلة- في خضم الحرب التي تشنها القوات الأميركية على جماعة الحوثيين في اليمن، يبرز الدور الإسرائيلي بشكل متزايد، والذي يبدو أنه يشكل جزءا أساسيا من التنسيق العسكري والإستراتيجي الهادف إلى وقف هجمات الحوثيين، سواء تلك الموجهة نحو إسرائيل أو التي تستهدف السفن في البحر الأحمر.
ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، وفي مقدمتها ما نشرته القناة 12، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيدا في التعاون الدفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة، في ظل تزايد وتيرة الهجمات الصاروخية الباليستية المنطلقة من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقد ساهم هذا التعاون في رفع معدلات اعتراض هذه الصواريخ، مما أدى إلى تقليص عدد الإنذارات التي تطلقها صفارات التحذير الإسرائيلية.
تعتمد إسرائيل والولايات المتحدة على مجموعة متقدمة من المنظومات الدفاعية، منها منظومتا "حيتس 2″ و"حيتس 3" الإسرائيليتان، المخصصتان لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية وفي الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى منظومة "ثاد" الأميركية التي تم تزويد إسرائيل بها مؤخرا.
وتشير التقارير إلى أن واشنطن عززت "مظلة الدفاع الجوي" عن إسرائيل من خلال نقل بطارية إضافية من منظومة "ثاد" إلى جانب بطاريتين من منظومة "باتريوت". وتندرج هذه الخطوة في إطار حماية إسرائيل من التهديدات الإقليمية، في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية في قطاع غزة، وتتوسع رقعة التوترات الإقليمية.
إعلانومن جهة أخرى، تلعب القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" دورا محوريا في تنسيق عمل منظومات الدفاع الجوي بالمنطقة، بعدما أصبحت إسرائيل تابعة لنطاق عملها منذ عام 2021.
وتعنى "سنتكوم" بدمج المعطيات الاستخباراتية والرادارية من 21 دولة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، لبناء صورة شاملة للتهديدات واتخاذ قرارات فورية بشأن الرد المناسب.
وفتحت هذه المعطيات باب التساؤلات لدى المحللين حول طبيعة الدور الإسرائيلي في هذه الحرب التي تقودها واشنطن ضد الحوثيين، وتتنوع التحليلات بين من يشير إلى دور استخباراتي وتقني متقدم، ومن لا يستبعد وجود مشاركة إسرائيلية مباشرة في بعض العمليات، سواء عبر توفير بيانات دقيقة للأهداف أو حتى من خلال دعم لوجستي وتشغيلي مشترك.
تعاون استخباراتيأفاد يشاي بار يوسف مراسل الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان 11" بأن إسرائيل تلتزم الصمت حيال مدى مشاركتها في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي. ومع ذلك، ألمح إلى وجود تعاون استخباراتي غير مسبوق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة ما يتعلق بتبادل المعلومات حول طبيعة الأهداف في اليمن.
وأشار المراسل إلى أن إسرائيل -وإن لم تعلن رسميا عن أي دور مباشر في العمليات العسكرية- تشارك بفاعلية خلف الكواليس، عبر تقديم معلومات دقيقة للجيش الأميركي تساعد في تحديد مواقع الأهداف ومخططات الحوثيين.
وفي هذا السياق، استشهد الصحفي الإسرائيلي بما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نقلت عن مسؤولين أن إسرائيل زودت الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية ساهمت في تنفيذ عملية اغتيال داخل الأراضي اليمنية.
ووفقا لما ورد بالصحيفة الأميركية، فإن المعلومات التي قدمتها إسرائيل استندت إلى مصدر استخباراتي سري داخل اليمن، وحددت هوية عناصر حوثية كانت هدفا مباشرا للهجوم، إلا أن العملية أدت إلى فضيحة سياسية بعد تسريب تفاصيلها مما تسبب في إحراج كبير لإدارة الرئيس دونالد ترامب.
إعلانويقول مراسل الإذاعة الإسرائيلية إن "هذا التسريب، وما أعقبه من ردود فعل، ألقى الضوء على حجم التعاون الاستخباراتي العميق بين إسرائيل والولايات المتحدة في إطار العمليات التي تستهدف جماعة الحوثي، رغم نفي أو تجاهل إسرائيل للحديث العلني عن أي تورط مباشر في الحرب الدائرة في اليمن".
وفي سياق هذه التطورات، كشف تقرير نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل استقبلت شحنات كبيرة من الأسلحة الأميركية، بهدف تجديد مخزونات الجيش بعد نحو 18 شهرا من القتال المستمر على جبهات متعددة، وفي مقدمتها قطاع غزة.
وبحسب ما ورد في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، تشمل الشحنات ذخائر تقدر بأكثر من 3 آلاف وحدة لسلاح الجو الإسرائيلي، وذلك ضمن الاستعدادات لمواصلة العمليات العسكرية في غزة، بالإضافة إلى احتمال تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران.
وأشار التقرير إلى إمكانية استخدام هذه الذخائر في إطار العمليات التي تشنها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن، مما يعكس تشابك الملفات العسكرية في المنطقة وتداخل الأهداف بين واشنطن وإسرائيل.
ووفقا لمراسل الشؤون العسكرية بالصحيفة يوآف زيتون، فإن الإدارة الأميركية كانت قد وافقت في فبراير/شباط الماضي على صفقة أسلحة كبرى لإسرائيل بقيمة 7 مليارات و410 ملايين دولار، وتضم الصفقة ذخائر موجهة وقنابل ومعدات عسكرية متنوعة، وقد أُبلغ الكونغرس بها من قبل "وكالة التعاون الأمني الدفاعي" التابعة للبنتاغون.
وأشار إلى أن هذه الصفقة تهدف إلى الحفاظ على قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها -كما يقول المراسل- موضحا أن إسرائيل ستستخدم جزءا من أموال المساعدات العسكرية الأميركية لشراء هذه الأسلحة التي ستكون أيضا في خدمة المصالح الأميركية بالشرق الأوسط، ضمن تنسيق عسكري مستمر بين الجانبين.
في هذا الإطار، يرى داني سيترينوفيتش -الباحث في برنامج إيران واليمن في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولا ملحوظا في طبيعة الحملة العسكرية ضد الحوثيين، لا سيما من جانب التحالف الذي تقوده واشنطن.
إعلانويشير إلى أن هذا التحول يتجلى في جانبين رئيسيين: أولهما تصعيد ملحوظ في وتيرة العمليات، وثانيهما التركيز على استهداف مواقع تحت الأرض تستخدم لإنتاج الأسلحة وقيادة العمليات، بهدف إرباك قدرات هذه الجماعة وتعطيل بنيتها التشغيلية.
ولفت إلى أن "نتائج هذه الهجمات تبقى معقدة، فمن غير المرجح أن تؤدي إلى وقف كامل لهجمات الحوثيين على إسرائيل أو مضيق باب المندب" لكنه يشير إلى أن "هذا التصعيد -وخصوصا من جانب التحالف الدولي- نجح في تقليص قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات صاروخية ضد إسرائيل، حتى وإن بقي هذا التهديد قائما من حيث المبدأ".
ووفقا لهذا التحليل، فإن من المتوقع استمرار العمليات الأميركية في اليمن لفترة طويلة، في إطار إستراتيجية تهدف إلى استنزاف قدرات الحوثيين وإضعاف تهديدها الإقليمي.