عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي: ليست المرّة الأولى، التي تُقدّم فيها عائلة الرئيس العراقي الراحل نفسها على أنها من جُذور تعود إلى السّادة الأشراف الحسينيين، فقد وثّق ذلك نفسه الراحل صدام حسين بعد حرب الخليج الثانية في التسعينيات، عبر مُشجّرٍ للأنساب، أكّد بأن هذا نسب آبائه، وأجداده.

الإمام الحسين عليه السلام، هو جدنا الذي قاتل الظلم والطغيان ، بسبعين رجلا فقط.


عظم الله أجرنا وأجركم بذكرى استشهاد جدنا الحسين، وثبتنا وإياكم على طريق الحق والعدل، الذي نسير به لنصره #العراق وشعبه.#عاشوراء

— رغد صدام حسين (@RghadSaddam) July 28, 2023

وعادت ابنة الرئيس الراحل رغد صدام حسين، وغرّدت عبر حسابها في موقع (X) “تويتر” سابقاً، ناسبةً نفسها إلى السّادة الأشراف، وأن جدّها من أبيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب سبط نبي الإسلام الأكرم محمد بن عبدالله. وقالت رغد في تغريدتها بمُناسبة عاشوراء: إن الإمام الحسين عليه السلام، هو جدّنا الذي قاتل الظلم والطغيان بسبعين رجلاً فقط.

رغد صدام حسين الحسينية الهاشمية.. بكرة تطلع تقول الولاية من حقها ولازم تبايعوها لأنها الحفيدة ٤١ للحسين.
وبعدين وين الظلم والطغيان، تولى يزيد الحكم بشكل سلمي ولا قتل ولا ظلم. ليش تسموه ظلم وطغيان بس عشان كان لازم يصير الحاكم منكم وهناك فقط يبقى كل شي صح. https://t.co/8xVHcpZ81s

— اتش سفن/H7 (@h7aaan) July 29, 2023

وأضافت مُعزّيةً مُتابعيها بالقول: عظّم الله أجرنا، وأجركم بذكرى استشهاد جدّنا الحسين، وثبّتنا وإيّاكم على طريق الحق والعدل، الذي نسير به لنُصرة العراق وشعبه”. ويبدو أن استخدام ابنة الرئيس الراحل لوصف جدنا الحسين، كان موضعاً جدليّاً بالنسبة للنشطاء والمُغرّدين، فمنهم من تعامل مع التغريدة على أنها تأريخ موثوق، ومنهم من شكّك في نسب الرئيس الراحل، وعائلته المنسوب للإمام الحسين.

التغريدة أثارت جدلاً بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي من العراقيين، حول تقصّد رغد ربط نسب والدها صدّام بالإمام الحسين، ثالث الأئمة عند الشيعة الذي قتل في موقعة كربلاء.

— IrfaaSawtak ارفع صوتك (@IrfaaSawtak) July 29, 2023

ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم (الشهر الأول في السنة بالتقويم الهجري)، يُحييه المُسلمون وسط اختلاف في طقوسه وشعائره. المسلمون من الطائفة السنية يرون أن عاشوراء هو يوم فرح (لأنه ذكرى نجاة النبي موسى من فرعون)، أما المسلمون من الطائفة الشيعية فيرون أنه يوم حزن (لأنه ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد).

#صدام_حسين#رغد_صدام_حسين#مساء_الخير_والسعاده#يوم_عاشوراء
صدام نادر من مثله رجل قوي بكلمته…………. انا لا اجيد فن الكتابه حتى استطيع ان اصف شخص بقامة وقيمة صدام ????لله دره كم انه بطل وشجاع من يواجه الموت بهذا الهدوء ماذا يقال عنه…… الخ pic.twitter.com/ZG0jkSQvRp

— ????????okhtalord (@alanzisrf) July 28, 2023

وطرح مُتفاعلون مع تغريدة ابنة الرئيس الراحل، تساؤلات حول تعمّد رغد صدام حسين إعادة التذكير بنسب والدها صدام حسين “السنّي” بالإمام الحسين، وهو ثالث الأئمة عند الطائفة الشيعيّة، ومن باب الترفّع المقصود عن الطائفيّة، في بلدٍ (العراق) تحكمه اليوم حُكومات مُتعاقبة يرى البعض أنها فشلت في توحيد العراق تحت راية وطنيّة جامعة، وعلى عكس زمن أبيها الراحل حيث كان العراق بلدًا واحدًا يحكمه رئيسٌ واحد. في المُقابل وجد آخرون بأن نسب الرئيس الراحل قضيّة شائكة تاريخيّاً، ويحتاج ربّما لطرفٍ مُحايد كي يفصل في نسب صدام حسين، وصحّة نسبه لآل البيت، فالرئيس الراحل اتهمه مُعارضوه في حينها بأن لفّق نسبه لغاياتٍ سياسيّة.

يرحمك ابو عداي .. حتى حكومته تألفت من جميع الطوائف شيعي وسني ومسيحي ..

— شادي العمارين (@shadi_amareen) July 28, 2023

ومع الجدل المُثار، عادت للواجهة بطبيعة الحال، ادّعاءات، ومزاعم قصف نظام صدام حسين للمرقد في كربلاء، وهي مزاعم نفتها حفيدة الرئيس الراحل حرير حسين كامل في كتابها “حفيدة صدام” الذي صدر العام 2018. وحول كون الرئيس صدام من الطائفة السنيّة، وارتكاز المُشكّكين بنسبه للإمام الحسين، فهذا لا يمنع أن يكون من نسل علي بن أبي طالب، فبحسب الكاتب والباحث العراقي كنعان مكية الذي تناول هذه المسألة في كتابه “قوس النصر- الفن الشمولي في عراق صدام”. يقول: “لا شيء يمنع في التركيبة المذهبيّة العراقيّة أن يكون الإنسان من نسل علي بن أبي طالب، ويكون سُنّياً في الآن عينه”.

عظم الله اجرنا في صدام حسين، ورحم الله الحسين بن علي الذي جعله احفاده نظرية للخراب.

بدأ الخلل والانحراف بتصدير الحسين باعتباره (جد ونظرية ومنهج)، وكانت العراق العزيزة ابرز ضحايا هذا الكهنوت.

ونصرة العراق تبدأ من توصيف الحسين انه بشر عادي وليس إله ولا نبي ولا معصوم ولا مقدس.

— يحيى الثلايا (@tholaia) July 28, 2023

وتنجح رغد صدام حسين فيما يبدو في كل مرّة بعد عودتها للمشهد الإعلامي، في مُواصلة إثارة الجدل، فهي التي كانت صرّحت مُؤخّرًا، بأن عودتها للمشهد السياسي والعراق واردة، ما فتح باب التكهّنات في حينها حول عودة سياسيّة ما لها للحُكم، وجد آخرون بأنها مُستحيلة، وأن نظام أبيها البعثي قد ولّى إلى غير رجعةٍ.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

هل اصطدم السوداني بـ “جدار الرفض الإيراني”؟

جاءت زيارة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني السريعة لإيران في وقت يتزايد الجدل بشأن دور الفصائل المسلحة الموالية لطهران في العراق والحديث عن أهمية تقليص نفوذها في البلاد.

يأتي ذلك في وقت حاسم تشهده المنطقة والعالم، بدءا من سقوط نظام بشار الأسد الحليف الأبرز لطهران، وانتهاء بقرب تولي دونالد ترامب مسؤولية البيت الأبيض، وهو المعروف بمواقفه المتشددة تجاه إيران وحلفائها.

خلال زيارته لطهران، الأربعاء، التقى السوداني بكبار المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

يقول رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري إن “الملف الأبرز في الزيارة كان يتعلق بقضية تفكيك السلاح خارج إطار الدولة”.

ويضيف الشمري لموقع “الحرة” أن السوداني أراد استباق الأحداث تحضيرا لوصول ترامب “في محاولة منه لإرسال رسالة لواشنطن أن لديه القدرة على اتخاذ قرار بتفكيك سلاح الفصائل”.

بعد لقائه السوداني، قال خامنئي إن وجود القوات الأميركية في العراق “غير قانوني ويتعارض مع مصالح شعب العراق وحكومته”.

كما أكد خامنئي نقلا عن السوداني القول إن “الحشد الشعبي هو عنصر حاسم في السلطة في العراق، وينبغي بذل المزيد من الجهود للحفاظ عليه وتعزيزه”.

والحشد الشعبي هو تحالف مكون من فصائل مسلحة موالية لإيران باتت منضوية في القوات الرسمية منذ عدة سنوات.
ويرى الشمري أن نتائج زيارة السوداني لطهران كانت “محبطة” للغاية وأظهرت أن هناك “وصاية” إيرانية على العراق، حسب تعبيره.

وبين أن السوداني لم يحقق أي “اختراق في جدار الرفض الإيراني” المتعلق بدعم الفصائل المسلحة في العراق.

بعد سقوط نظام الأسد في الـ8 من ديسمبر الماضي أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة خاطفة وغير ملعنة للعراق التقى خلالها بالسوداني.

وبحسب مسؤول أميركي فإن بلينكن أبلغ السوداني أن إيران في أضعف حالاتها منذ فترة، وأن لدى العراق فرصة لتقليص نفوذ طهران في هذا البلد.

وقال المسؤول لفرانس برس في حينه إن بلينكن طلب تحديدا من السوداني اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفصائل العراقية الشيعية المسلحة المدعومة من إيران.

في تقرير نشر، الأربعاء، دعت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، إدارة ترامب على اتخاذ اجراءات أكثر حزما تجاه طهران وحلفائها في العراق.

ونقل التقرير عن الباحث أحمد شعراوي القول إن على الإدارة الأميركية المقبلة تكثيف الضغوط على الحكومة العراقية لقطع العلاقات مع الفصائل المسلحة وتفكيكها.

ويعتقد الشمري أن نتائج زيارة السوداني لطهران لن تكون في صالح الحكومة العراقية وعلاقاتها المستقبلية مع إدارة ترامب.

ويضيف أن إدارة ترامب ستنظر للحكومة العراقية المشكلة من قبل الإطار التنسيقي الشيعي على أنها “غير قادرة على إيجاد مقاربة جديدة من واشنطن”.

ويختتم بالقول إن هذا الموقف ستكون له آثار سلبية على العراق مستقبلا “وقد لا يميز ترامب مستقبلا بين بغداد وطهران أو بين الفصائل المسلحة وفيلق القدس”.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بعد أكثر من 100 عام .. لماذا أعادت مصر البكالوريا بدلا من الثانوية؟
  • هل اصطدم السوداني بـ “جدار الرفض الإيراني”؟
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء “ود” إبنة الفنانة ندى القلعة تعود لإشعال مواقع التواصل بفستان ضيق ومحذق
  • مصدر حشدوي: لن تحل فصائل المقاومة الحشدوية وسلاحها” الحسين والإمام الغائب وخامئني”
  • “طول عمري نجمة” .. نانسي عجرم تكشف عن مفاجأة خاصة
  • الإعلان عن “ائتلاف سني” جديد في العراق
  • بماذا ردت صنعاء على العرض الأممي الجديد للسلام الذي حمله “غروندبرغ”؟
  • الاتحاد العراقي: حادثة الحكم حسين فلاح لن تمر مرور الكرام
  • كيف تحمي أسرتك من ملوثات الهواء الداخلي؟ نصائح هامة من “وقاية”
  • طقس العراق.. الأجواء تعود للاستقرار مع فرص لهطول أمطار في مدن جنوب البلاد