حضّ المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الصيني شي جين بينغ على المساهمة في إحلال "سلام عادل" في أوكرانيا، في حين قال بينغ إن علاقات بلاده مع ألمانيا ستستمر في التطور مع السعي لإيجاد "أرضية مشتركة" وتنحية الخلافات جانبا.

ووصل شولتس إلى الصين الأحد مستهلا جولة يهدف خلالها إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع أكبر شريك تجاري لبرلين، وهي الزيارة الرسمية الثانية له منذ توليه منصبه نهاية عام 2021.

وأكد المستشار الألماني اليوم الثلاثاء أنه أبلغ بينغ بأن "حرب روسيا العدوانية في أوكرانيا وتسليح روسيا، لديهما تأثير سلبي بالغ على الأمن في أوروبا"، وفق تسجيل وزّعه مكتب المستشار الألماني.

وقال للرئيس الصيني إن هذه المسائل "تؤثر بشكل مباشر على مصالحنا الأساسية"، مشيرا إلى أنها "تلحق ضررا بكامل النظام العالمي، لأنها تنتهك مبدأ من شرعة الأمم المتحدة".
وقبيل اللقاء الذي انعقد في اليوم الأخير من الزيارة التي تستمر 3 أيام، كتب شولتس عبر منصة إكس أن اجتماعه مع الرئيس سيركز أيضا على طريقة المساهمة بشكل أكبر في "تحقيق سلام عادل في أوكرانيا".

شولتس (يمين): المنافسة بين الصين وألمانيا يجب أن تكون عادلة (رويترز)

وقال شولتس أمس الاثنين إن المنافسة بين الصين وألمانيا يجب أن تكون عادلة، وتطرق إلى مجالات يمكن للبلدين التعاون فيها، مشددا على أنه "فقط من خلال العمل معا سنتمكن من إيجاد حلول لوقف التغير المناخي وإدارة التحول الأخضر في مجال الطاقة بطريقة عادلة اجتماعيا".

وتضيف الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في أواخر فبراير/شباط 2022، منعطفا آخر ضمن سلسلة التباينات والقضايا الخلافية بين الدول الغربية والصين، والتي تشمل مجالات التجارة والتكنولوجيا وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان.

وبينما تتحدث بكين رسميا عن حيادها في الحرب بين موسكو وكييف، تنتقدها الدول الغربية على خلفية عدم إدانتها الحرب الروسية في أوكرانيا وتعزيز موسكو وبكين علاقاتهما منذ بدء الحرب.

"أرضية مشتركة"

من جهته، شدد شي جين بينغ على أهمية العلاقات الثنائية في ظل "مخاطر وتحديات متزايدة"، مشيرا إلى أن "الصين وألمانيا هما ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم"، وعليهما "أن يقاربا ويطورا العلاقات الثنائية من منظور إستراتيجي وعلى المدى البعيد، لتحقيق مزيد من الاستقرار في العالم، وفق ما نقله الإعلام الرسمي في بكين".

وقال شي لشولتس "طالما يلتزم الجانبان بالاحترام المتبادل، ويسعيان إلى أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات، ويتواصلان ويتعلمان من بعضهما بعضا، ويحققان التعاون المربح للجانبين، فإن العلاقات بين البلدين ستواصل التطور بشكل مطرد".

من جانبها، بثت القناة الحكومية لقطات للرئيس الصيني وضيفه الألماني يتنزهان في حديقة دار الضيافة الحكومية، مشيرة إلى أنهما استغلا هذا الوقت لإجراء "نقاشات معمّقة".

وبعد لقائه شي جين بينغ، يتوقع أن يجتمع شولتس مع نظيره الصيني لي تشيانغ، ويجري لقاء مع لجنة اقتصادية ألمانية-صينية، ويعقد مؤتمر صحفيا في ختام الزيارة.

وتأتي زيارة شولتس للصين -التي اصطحب خلالها كبار مسؤولي الشركات في بلاده بينهم كلا من رئيس شركة مرسيدس بنز، والرئيس التنفيذي لشركة بي إم دبليو، في وقت بدأت العديد من الأطراف الغربية الحليفة لبرلين، تحقيقات بشأن إجراءات صينية مرتبطة بمجال التجارة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ميركل تدعو لمنع انتصار روسيا في أوكرانيا وتؤكد دعمها لسياسة شولتس

دعت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، إلى منع روسيا من تحقيق أي انتصار في النزاع المستمر في أوكرانيا، مشيرة إلى أهمية اتخاذ خطوات مدروسة في دعم أوكرانيا دون تصعيد الحرب بشكل غير محسوب، جاء ذلك خلال فعالية إعلامية نظمتها صحيفة Die Zeit في ألمانيا، حيث ناقشت ميركل تطورات الحرب الأوكرانية وآفاق الحلول الممكنة.

 

وفي ردها على سؤال حول قرار المستشار الحالي أولاف شولتس بعدم إرسال صواريخ "تاورس" إلى أوكرانيا، قالت ميركل: "لقد أظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن من خلال قراراته الحذرة بشأن نوع الأسلحة التي يمكن إرسالها إلى أوكرانيا، أهمية التفكير العميق في كيفية دعم أوكرانيا بهدف منع روسيا من الفوز في هذه الحرب"، وأضافت: "من الضروري أن نتخذ خطوات مدروسة بعناية، مع الحرص على عدم تصعيد النزاع بشكل يجرنا إلى الحرب مباشرة".

 

وأعربت ميركل عن دعمها لسياسة شولتس في هذا المجال، مشيرة إلى أن المستشار الألماني يمتلك أسبابًا مقنعة تبرر موقفه في هذا الخصوص، وأكدت أن ألمانيا تحتاج إلى اتخاذ مواقف تحافظ على توازن دقيق بين دعم أوكرانيا واحتواء التصعيد العسكري مع روسيا.

 

وفي وقت سابق، شدد شولتس على أن ألمانيا لن ترسل صواريخ بعيدة المدى من طراز "تاورس" إلى أوكرانيا، ولن توافق على استخدام أسلحتها ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، وهو ما يبرز الفرق في المقاربة بين الحكومة الألمانية السابقة والحالية في التعامل مع هذا الملف.

 

من جهة أخرى، تعتبر روسيا أن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا يعد أمرًا يعرقل جهود البحث عن حل دبلوماسي للصراع، حيث اعتبرت ذلك بمثابة تصعيد مباشر يجر دول الناتو إلى دائرة القتال، وهو ما وصفته بـ "اللعب بالنار"، وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "أي شحنات تحتوي على أسلحة موجهة إلى أوكرانيا ستصبح هدفًا مشروعًا للقوات الروسية".

 

وكانت ميركل قد تحدثت في مذكراتها الأخيرة، وفي تصريحات سابقة، عن نيتها "خداع" الجانب الروسي فيما يتعلق بتطبيق اتفاقيات مينسك، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقيات كانت تهدف إلى ضمان استقرار المنطقة، لكنها اعترفت بوجود صعوبات كبيرة في تنفيذها على الأرض بسبب تعنت روسيا في الالتزام بها.

 

وتعكس هذه التصريحات التوترات المستمرة في السياسة الدولية بشأن النزاع الأوكراني، حيث تتباين الآراء حول كيفية دعم أوكرانيا دون التصعيد المباشر مع روسيا، وهو ما يبقى محورًا حساسًا في العلاقات بين الدول الغربية وروسيا.

 

"أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية

 

قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تقرير نشر اليوم الخميس إن نظام الرعاية الصحية في الضفة الغربية المحتلة يعاني من "حالة طوارئ دائمة" منذ ال 7 من أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن إسرائيل تنفذ هجمات ممنهجة على القطاع الصحي في المنطقة.

 

وأوضحت المنظمة أن التصعيد العسكري الإسرائيلي، الذي تضمن توغلات عسكرية لفترات طويلة وفرض قيود أكثر صرامة على حركة الفلسطينيين، قد أعاق بشكل كبير الوصول إلى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الرعاية الصحية، ونتيجة لذلك، تفاقمت الظروف المعيشية للفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل كبير.

 

وأكدت المنظمة في تقريرها أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، سجلت منظمة الصحة العالمية 694 هجومًا على المنشآت الصحية في الضفة الغربية، بما في ذلك المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية، التي كانت غالبًا ما تقع تحت حصار القوات العسكرية الإسرائيلية، واعتبرت المنظمة أن هذه الهجمات تشكل جزءًا من "نمط منهجي" من التدخلات التي تهدف إلى تعطيل تقديم الرعاية الصحية الطارئة.

 

وفي هذا السياق، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الهجمات الإسرائيلية وعنف المستوطنين قد أسفرت عن استشهاد 884 فلسطينيًا على الأقل في الضفة الغربية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر 2023.

 

وأشار التقرير إلى أن منع الفلسطينيين من الوصول إلى الرعاية الصحية يعتبر جزءًا من "نظام أوسع للعقاب الجماعي" تفرضه إسرائيل تحت ذريعة محاربة المسلحين الفلسطينيين، وأكدت "أطباء بلا حدود" أن النظام الصحي الفلسطيني في الضفة الغربية، الذي كان يعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد، أصبح أكثر ضعفًا منذ بداية الحرب، في ظل القيود الكبيرة على الميزانية ونفاد نصف الأدوية الأساسية من المخازن.

 

وأضاف التقرير أن العيادات والمستشفيات تعمل "بمستويات منخفضة" بسبب نقص الموارد وغياب رواتب العاملين الصحيين منذ عام، كما أشار إلى أن حركة سيارات الإسعاف تمثل تحديًا كبيرًا بسبب نظام واسع من نقاط التفتيش وحواجز الطرق، مما يعرقل الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة.

 

كما أفاد التقرير بتكرار الهجمات على العاملين والمرافق الطبية من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وغالبًا ما كانت المستشفيات والمرافق الصحية محاصرة من قبل القوات العسكرية، مما يزيد من المخاطر على المرضى والعاملين في المجال الصحي.

 

ودعت "أطباء بلا حدود" إسرائيل إلى "وقف استخدام القوة غير المتناسب" ضد المرافق الطبية والعاملين الصحيين في الضفة الغربية، وطالبت بإجراء تحقيقات مستقلة في الهجمات السابقة على المنشآت الصحية، كما شددت على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الطبية إلى المحتاجين، والسماح لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمواصلة عملها في المنطقة.

 

ختامًا، أكدت المنظمة أن الوضع في الضفة الغربية يزداد تعقيدًا بشكل يومي، محذرة من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر ويعرقل أي آفاق لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • المستشار الألماني ينتقد سياسة ترامب الخارجية
  • بعد فرنسا..دعوة الشرع لزيارة ألمانيا
  • أناني..المستشار الألماني ينتقد مطالبة ترامب بالمعادن النادرة في أوكرانيا
  • شولتس يؤكد للشرع دعم ألمانيا لإعادة إعمار سوريا
  • شولتس يؤكد للشرع استعداد ألمانيا لدعم إعمار سوريا
  • شولتس يؤكد للشرع دعم ألمانيا لسوريا "حرة وآمنة"  
  • شولتس يؤكد للشرع دعم ألمانيا لسوريا “حرة وآمنة”
  • شولتز يؤكد للشرع استعداد ألمانيا لدعم إعادة إعمار سوريا
  • شولتس يؤكد للشرع دعم ألمانيا لسوريا "حرة وآمنة"
  • ميركل تدعو لمنع انتصار روسيا في أوكرانيا وتؤكد دعمها لسياسة شولتس