أبطال مسلسل «البيت بيتي» يبدأون تصوير الجزء الثاني من العمل (تفاصيل)
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
كشفت الشركة المنتجة لمسلسل «البيت بيتي» عن انطلاق تصوير المشاهد الأولى من الجزء الثاني والذي حقق نجاحا كبيرا عبر منصة «شاهد»، ومن المقرر عرضه الجزء الثاني من خلالها.
أخبار متعلقة
أحمد فهمي يكشف مفاجأة عن مسلسله «رجالة البيت»: «جابلي فلوس أكتر»
العرجي لـ«المصري اليوم»: الأبيات الواردة في «الإمام الشافعي» من تأليفي والمسلسل به مغالطات تاريخية
«أغراب في بيتي» .
ونشرت الشركة المنتجة لمسلسل البيت بيتي 2 صور عبر «إنستجرام» وكتبت:«انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل البيت بيتي».
ابطل مسلسل البيت بيتي
مسلسل البيت بيتي بطولة كريم محمود عبدالعزيز ومصطفى خاطر وميرنا جميل ومحمود حافظ، وتدور أحداثه حول قصر مسكون بالأرواح، تأليف أحمد عبدالوهاب وكريم سامي، ومن إخراج خالد مرعي.
تفاصيل الجزء الاول من مسلسل البيت بيتي
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين كريم محمود عبدالعزيز محمد محمود عبدالعزيز أحمد مرعي زي النهاردة الجزء الثانی
إقرأ أيضاً:
بيتي.. ذاكرةٌ نهبتها الحرب
O.sidahmed09@gmail.com
أبريل 2025
لم يكن منزلي مجرد جدرانٍ وسقف، بل كان عالماً كاملاً. عالمٌ جمعَ تفاصيل عمرٍ كاملٍ من الكتب النادرة التي اقتنيتها ورحلتها لأجلها، واللوحات التي حكت حكاياتٍ لا تُروى، والبومات الصور التي تحتضن ذكريات حياة والحديقة التي كانت تُغنّي بالخضرة الزهور . لكن الحرب جاءت، وبقسوةٍ لا تعرف الرحمة، سلبت مني كل شيء ما عدا الجدران الصماء .
على مدى عامين، تحوّل بيتي إلى غنيمةٍ للأوباش. دخلوا كالجراد، فكسّروا الأثاث، وشتّتوا الكتب، ونهبوا كل ما وقعت عليه أيديهم: أجهزة التكييف التي انتزعوها من الجدران ورمَوها أرضاً، خزانات المياه التي خُرّبت، الكوابل الكهربائية التي نُزعت بلا سببٍ إلا العبث. حتى أغراض المطبخ البسيطة لم تسلم من النهب، وكأنهم قرّروا ألّا يتركوا لي شيئاً يُذكرني بأن هذه المساحة كانت يوماً ما بيتاً.
أما مكتبتي.. فحدّث ولا حرج. سنواتٌ من البحث والتجميع، كتبٌ نادرةٌ أصبحت أوراقاً مبعثرة، بعضها مُزّق او حرق للطهي بعد ان خلص غاز الطبخ في مطابخ البيت ، وبعضها سُلب، ورمي بالبعض خارج المنزل وكأنهم لم يعرفوا أنهم لا يبددون ويحرقون ويبعثرون ويسرقون ورقاً وحبراً، بل يسرقون ذاكرةً وروحاً. الألبومات التي حفظت لحظاتٍ لن تعود، الصور التي التقطت فرحاً لم يعد له وجود، كلها ذهبت مع الريح.
الحديقة التي كانت جنةً صغيرةً أصبحت أثراً بعد عين. الأرض التي كانت تتنفّس خضرةً وألواناً صارت قفراً يباباً. البيت الذي كان ملاذاً للدفء والأمان لم يعد صالحاً للحياة، وكأن الحرب لم تكتفِ بتحطيم الحاضر، بل أرادت أن تمحو الماضي أيضاً.
**لكن قصتي ليست سوى حبة رمل في صحراء المعاناة:**
ليست معاناتي سوى جزءٌ من مأساة شعبٍ بكامله. كم من الأرواح ذهبت هباءً تحت رصاص الغدر؟ كم من العائلات تشتتت بين مدن النزوح وأطراف المدن والقري والحدود، تُرك الأطفال فيها بلا مأوى، بلا مدارس، بلا مستقبل؟ كم من البيوت دُمّرت حتى لم يعد يُعرف اسمها إلا في ذاكرة أصحابها المشتتين؟ كم من الأيدي التي كانت تزرع وتحصد صارت عاجزةً عن إيجاد رغيف خبز؟ الحرب لم تترك شيئاً إلا وأحرقته، ولم تُبقِ أحداً إلا ومسحت جزءاً من روحه.
أكتب هذا وأنا أعلم أن الكلمات لا تستطيع أن تعيد ما فُقد، لكنّي أحاول أن أُسمع الصوت الذي أرادت الحرب إسكاته. صوت الإنسان الذي يُهزم جسداً لكنّ ذاكرته تبقى تقاوم. قد أكون عاجزاً عن استعادة بيتي، لكنّي لست عاجزاً عن أن أقول للعالم: انظروا ما فعلته الحرب بنا.. ببيوتنا، بذكرياتنا، بإنسانيتنا.
**لن نصمت.. لأن التوثيق مقاومة:**
لكننا لن نصمت. لن نسمح لهذا الألم أن يُدفن في صمت التاريخ. كل قصة فقد، كل دمعٍ سقط، كل بيتٍ انهار، كل كتابٍ احترق، كل صورةٍ ضاعت، كل حلمٍ انكسر.. يجب أن يُروى. التوثيق ليس رفاهية، بل مقاومة. مقاومة ضد النسيان، ضد التزييف، ضد الظلم. لن نترك جراحنا تُختزل في أرقام مجهولة أو تُسوّق كإحصاءات باردة.
اليوم، وأنا أحمل غبنًا لا يُوصف، أتساءل: هل يُعقل أن يُترك الناس وحدهم يواجهون هذا العبث؟ هل يُعقل أن يُترك البيت الذي كان يحمل اسم "الوطن الصغير" ليصير خرابةً بلا كرامة؟
هذه دعوةٌ لكل من مسّه الألم: اكتب، صوّر، احكِ، وثّق. مهما كان ألمك كبيراً، ومهما بدا الفقد غير محتمل، فذكرياتنا هي آخر ما نملكه. لن نجعلهم يسرقونها أيضاً.