مرور عام على إندلاع الحرب في السودان
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
بقلم : د. عمر بادي
عمود : محور اللقيا
اليوم 15 أبريل 2024 يمثل ذكرى مرور عام علي إندلاع الحرب اللعينة والعبثية التي مثلت منعطفاً تاريخياً للمواطنين السودانيين و جعلتهم يعانون الأمرّين و يعيشون ضنك الحياة و ضيقها الذي إستحكم عليهم و أفقدهم كل شيئ، بما فيها حياتهم الغالية. لقد حضرت إندلاع الحرب و تمددها و أنا في الخرطوم و كنت شاهداً عليها، و كغيري ممن يتواجدون مع أسرهم غادرنا الخرطوم تجنباً لإنتهاكات الجناة و لقصف البيوت بالدانات مع إنقطاع الكهرباء و الماء.
بعد مرور أسبوعين على إطلاق الرصاصة الأولى للحرب و في الأول من مايو 2023 كتبت مقالة عن الحرب و معاناة المواطنين في النزوح إلى داخل السودان و خارجه، و تطرقت فيها لكيفية بداية الحرب فكتبت في تلك المقالة الآتي :
( كثر المحللون والإعلاميون في ذكر ما يدور ، البعض يقول بنشاط تحركات الكيزان وفلول المؤتمر الوطني في الأيام الأخيرة من رمضان و أنهم أشعلوا فتيل الحرب بالهجوم علي معسكر الدعم السريع قرب المدينة الرياضية في جنوب الخرطوم ، و البعض الآخر يقول بإستعداد الدعم السريع لساعة الصفر في صبيحة يوم 15 أبريل و هجومه علي بيت البرهان في القيادة العامة وعلي مطار الخرطوم و القصر الجمهوري والإذاعة و التليفزيون، وبذلك دارت الآلة التدميرية في الخرطوم. لقد تأثر المواطنون كثيراً من الحرب الدائرة فانقطعت الكهرباء في بعض المناطق وإنقطعت المياه كلياً وأغلقت البنوك و المحال التجارية وتوقفت محطات الوقود من الخدمة وإرتفعت الأسعار إلى أرقام فلكية وكثر عدد الضحايا من المواطنين بفعل القذائف الطائشة و تبادل النيران، ولذلك خرج الكثيرون طلباً للنجاة في أقاليم السودان وفي دول الجوار).
الذي إقتبسته من مقالتي تلك وأبنته هنا هو عين ما زال يتكرر من المحللين و الكتّاب عن أسباب إندلاع الحرب، و أما عن تطوراتها التدميرية للبلاد و العباد طيلة الأشهر الماضية فقد ضمنته في مقالات ومدونات عدة تكررت فيها دعوتي لوقف هذه الحرب اللعينة و الجنوح للحلول السلمية عن طريق التفاوض و إتباع خارطة طريقه. اليوم 15 أبريل ينعقد في باريس مؤتمر باريس الذي تقوم به فرنسا وألمانيا والإتحاد الأوربي من أجل الضغط على أطراف النزاع في السودان لوقف الحرب وإيصال المساعدات للمواطنين المحتاجين لها في كافة مناطق السودان وإيجاد ممرات آمنة لذلك ودعوة الشركات الأجنبية والداعمين لطرفي النزاع بالسلاح والعتاد للتوقف عن ذلك. هو مؤتمر خاص بالدول النافذة وبالمانحين وبمن لديهم الحلول ولم يتم دعوة طرفي النزاع لهذا المؤتمربل سوف يتم دعوتهما لمزاولة إجتماعات جدة المتوقع لها في يوم 18 الجاري بموجب دعوة المندوب الأمريكي للسودان بيريللي و بموجب خريطة الطريق التي وضعها الإتحاد الأفريقي لوقف الحرب وللسلام في السودان.
إن خسارة الحرب على السودان لكبيرة جداً وتقدرها الأمم المتحدة بمبلغ 150 مليار دولار يجب تعويضها للسودان ليعود كما كان قبل الحرب، هذا بخلاف الأرواح التي قتلت من المدنيين بفعل الحرب والتي تُقدر ب 16 ألف قتيل ولا زال غير معروف عدد القتلى من العسكريين. لقد أصاب النهب والتدمير جل المحال والمعارض التجارية و المصانع في ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة ، وتم نهب معظم بيوت المواطنين وما بها من سيارات وذهب وأموال وأدوات كهربائية وتوالت موجات النهب لتطال الملابس والأثاثات والأبواب والنوافذ، مع التهديد بالطرد والإغتصابات. لذلك فقد نزح ما يقارب الثمانية مليون مواطن إلى الأقاليم داخل السودان ونزح ما يقارب المليونين مواطن إلى دول الجوار وصار 18 مليون طفل بلا تعليم وشملت إرهاصات المجاعة 40% من عدد السكان في السودان والخوف من إستفحالها فقد أدى هجوم قوات الدعم السريع إلى قرى ولاية الجزيرة و تشريدها للمزارعين إلى إفشال الموسم الزراعي الشتوي مثلما أدى هبوط مياه النيل الأزرق بفعل سد النهضة الذي لا يعيره أحد إنتباهاً.
كيف العمل وقد صار ما تبقى من إقتصاد السودان هو إقتصاد حرب، و رغم قلته صارت الأولوية فيه للدفاع والأمن ولمتطلبات إستمرار الحرب، التي وعد الجيش بالنصر فيها في أيام لا تتعدّى الخمسة أيام كما وعد الفريق ياسر العطا سابقاً ولكنها بلغت العام حالياً ولا زال الفريق ياسر العطا يتحدث عن الهجوم على الجزيرة من عشرة محاور و على الخرطوم بحري من ثلاثة محاور، متزامناً مع ما يدور هذه الأيام من هجوم للدعم السريع على أطراف الفاشر وعلى أطراف سنار. من أجل الوطن و المواطنين الذين توقفت مرتباتهم لمدة عام كامل وتوقفت دخولهم ومعايشهم لا بد من وقف الحرب و الجنوح للسلم و للتفاوض.
badayomar@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إندلاع الحرب فی السودان
إقرأ أيضاً:
تصعيد خطير في السودان .. قصف متبادل ومعارك شرسة في الخرطوم والفاشر
تصاعدت حدة المعارك في السودان، حيث أعلن الجيش السوداني عن قصف مدفعي استهدف مواقع لقوات الدعم السريع في مناطق غرب العاصمة الخرطوم، بالقرب من مطار الخرطوم الدولي.
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع اشتباكات عنيفة اندلعت شرق مدينة الفاشر في إقليم دارفور.
وأفاد مصدر عسكري بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
وأكد المصدر ذاته أن الجيش استعاد السيطرة على أجزاء واسعة من ضاحية "حلة كوكو" شرق النيل، ويسعى للتقدم جنوبًا للسيطرة على جسر المنشية الذي يربط وسط الخرطوم بشرقها.
وفي دارفور، حقق الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح انتصارًا كبيرًا على قوات الدعم السريع في منطقة "عد البيضة" جنوب شرق مدينة الفاشر.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الغارات الجوية التي استهدفت تجمعات قوات الدعم السريع أسفرت عن تدمير 10 شاحنات محملة بالذخائر، بالإضافة إلى 3 شاحنات قادمة من مدينتي الضعين ونيالا.
وأعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة عن إحباط مخطط لقوات الدعم السريع لشن هجوم على مدينة الفاشر. وأكدت القوات تنفيذ عملية مداهمة في حي الرياض، أسفرت عن الاستيلاء على أسلحة وتدمير مركبات، بالإضافة إلى مقتل 17 عنصرًا من قوات الدعم السريع.
وأكد المقدم أحمد حسين مصطفى، الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، تنفيذ عملية نوعية استهدفت قافلة إمدادات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع كانت متجهة إلى الفاشر. وأوضح أن القافلة كانت تحمل تعزيزات عسكرية ضخمة.
يشهد السودان تصعيدًا مستمرًا في المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يزيد من معاناة المدنيين ويزيد الوضع الإنساني سوءًا.
ومنذ 10 مايو الماضي، تشهد مدينة الفاشر تصعيدًا في الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات الحكومية وحلفائها، حيث يسعى كل طرف للسيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية.