حمدوك ما زال الرئيس الدستوري للسودان!!
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
د. أحمد جمعة صديق
نعيد نشر هذا المقال الذي نشر في يوم 24-2-2024 في (سودانيل) كعيدية للنجاح الذي يحققه (حمدوك) ورجاله من (تقدم و قحت) للمرة الثانية في باريس الثاني واستقطاب العون العاجل للسودان وشعبه. حيث جاء في الاخبار ان السودان سيتلقى دعماً بما يعادل 2 مليار يورو وهو ما يغطي الحاجة الطارئة بنسبة 100% كما ورد في تصريح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وكان مؤتمر باريس الأول في 17 مايو 2021 علامة فارقة ومضيئة في تاريخنا الحديث اذ قطعنا الشك باليقين ان حواء السودانية لم تنقطع عن انجاب النجباء من الاولاد والبنات. ففي مؤتمر باريس لدعم السودان اعلنت فرنسا شطب ديون الخرطوم البالغة نحو خمسة مليارات دولار. وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ذلك المؤتمر أن بلاده قررت شطب كامل الديون المستحقة على السودان والتي تبلغ "نحو خمسة مليارات دولار"، بهدف تحرير هذا البلد الذي يشهد انتقالا ديمقراطيا من "عبء الدين". كما ستقدم باريس قرضا للخرطوم بقيمة 1,5 مليار دولار لمساعدتها في تسديد متأخراتها من الديون لصندوق النقد الدولي. كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين إن بلاده ستشطب كامل الديون المستحقة على السودان بهدف تحرير هذا البلد الذي يشهد انتقالا ديمقراطيا من "عبء الدين".وأكد ماكرون أنه في ما يتعلق بفرنسا، "نحن نؤيد إلغاء كاملا لديون السودان المستحقة لدينا" وتبلغ "نحو خمسة مليارات دولار". وعقد المؤتمر حول دعم الانتقال الديمقراطي في السودان.
وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك صرح في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية أنه يريد أن يناقش بهذه المناسبة مسألة إعفاء بلاده من الديون مع نادي باريس "أكبر دائن" للبلاد وتمثل ديونه نحو 38 بالمئة من إجمالي ديون السودان البالغة 60 مليار دولار. فيما أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الإثنين أن فرنسا ستساعد السودان المثقل بالديون والذي يخوض عملية انتقال ديمقراطي، في تسديد متأخراته من الديون لصندوق النقد الدولي من خلال إقراضه 1,5 مليار دولار. ورد الخبر رانس24/ أ ف ب
المقال: لماذا لا تباشر حكومة حمدوك مهامها من المنفى؟ فهو لا يزال رئيس الوزراء الدستوري؟
سعدت بعودة الدكتور حمدوك الى موقعه الطبيعي لقيادة هذه الامة في هذ الايام العصيبة، فهو رجل مؤهل، ومجرب، وناجح، ووجه مقبول على المستوى المحلي والعالمي ويتكلم لغة السياسة الحديثة ويعرف دهاليز الامم المتحدة و دروب افريقيا. كما سعدت ايضا بالمبادرات التي قام بها مع بقية الثوار بتكوين (تقدم)، هذه الجبهة النقابية العريضة لتمثل كل الطيف السياسي السوداني أو أغلبيته لكي يكون التعبير اكثر دقة وصدقا. ان (ت ق د م) في نظري هي امتداد طبيعي ل(ق ح ت)، وكلاهما في رأي برلمانات سودانية كاملة الدسم، لما تملكه من تفويض شعبي، ادركه كل العالم، بالمظاهرات المليونية الراتبة – التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا- والتي كانت تزرع شوارع العاصمة والمدن السودانية بالبهجة وهتافات الحرية والسلام والعدالة، وهي شعارات تفوقت على شعارات الثورة الفرنسية نفسها - ولم تتوقف تلك المهرجانات الشعبية العظيمة يوما واحدا وبنفس الايقاع؛ مع انها كانت تقدم كل يوم الشهيد تلو الشهيد.
في نظري أن (ق ح ت) كانت برلماناً شعبيا لم يشهده تاريخ السودان، وبالتالي كانت تفويضاً كاملا لحكومة حمدوك للمضي قدما نحو اكمال الفترة الانتقالية بنجاح. ولقد شهدت حكومة حمدوك نجاحات لا ينكرها الا (كوز) أو (حاسد) أو (جاحد)، مما عجّل برحيلها بذلك الانقلاب المشئوم في اكتوبر 2021 وبايعاز من الثلاثة المذكورين.
(فالكيزان) قد افل نجمهم تماماً ولعبت لجنة ازالة التمكين في كشف عوراتهم ومصادرة ممتلكاتهم وادركوا انهم على وشك الفقر التام في المال والسلطة، فاوعزوا الى (الحاسد) لكي يوقف هذا النجاح خاصة بعد نجاح مؤتمر ( باريس) الذي عالج كثيرا من المشاكل (الهيكلية) للسودان، واتاح للسودان ان يعود الى الساحة العالمية التي حرمنا منها زمنا، بعد رفعه من القائمة السوداء سيئة الذكر ثم تأهيله للاقتراض من المؤسسات الدولية والافريقية.
فنجاح مؤتمر باريس كان نقطة تحول جوهرية في دعم حكومة حمدوك، حيث كان له أثر مباشر في استقرار الدولار والذي اختفى من السوق السوداء تماماً، بل وتوافر لدى حكومة السودان فائض كان يعرضه بنك السودان في (الدلالة) العامة.
ونتيجة لذلك فقد شهدنا انخفاض في أسعار العقارات والسيارات والسوق الاستهلاكية بصورة عامة. لقد ادركت الحاسة الكيزانية ان هذه هي بداية الطامة الكبرى، وان لا حلم لهم بعد ذلك بحكم السودان في ظل هذه الانجازات العظيمة لحكومة حمدوك. ثم أوعزوا (للحاسد) ان يقوم بالانقلاب ثم فشل الانقلاب، حتى في تسمية رئيس وزراء آخر الى اليوم. ثم قامت مجموعة (الجاحدين) من اكلة الموز ليكملوا المشوار الذي لم يكتمل حتى الآن.
أما الذي عجّل بالحرب فانه النجاح الثاني ل(ق ح ت) في وضع تلك الوثيقة والتي في رأي هي (الماجنا كارتا(Magna Carta: السودانية التي وضعت النقاط فوق الحروف لانهاء الصراع العسكري المدني بصورة نهائية. وقد ادرك ايضا الكيزان بحاستهم (الفطرية) بان تلك نهاية النهاية فاوعزوا بالحرب في 15/4/2023 حينما اقسموا بان هذا الاتفاق لن يتم الا على جثثهم كما قال قادتهم بذلك.
واستمرت الحرب كما نرى الآن وهم الآن ايضا أحرص ما يكونون على استمراهم بالتنصل عن الاتفاق الذي وقعه الكباشي مع دقلو الثاني في البحرين وبالتصريحات الصريحة للبرهان بان لا تفاوض مع الدعم السريع الا بهزيمته، وللاسف الشديد العالم كله يعرف ان الواقع العملي يقول ان الدعم السريع يهمن على الاوضاع على الارض.
وعموما هذه الصورة البائسة هي الماء العكر الذي يصطاد فيه (الكيزان) بان يركعوا هذه الشعب الذي (رفضهم) في مليونيات كانت تغطي عيش الشمس. ونخلص من هذا باستنتاج يفيد بان هذه الحرب لن يوقفها (التفاوض) لان (منبر جدة) وقد كان عليه العشم؛ قد فشل حتى الان في جعل الرجلين يجلسان معا في طاولة المفاوضات. كما فشلت ايضا (الايقاد) في جمع الرجلين ايضا لطاولة المفاوضات، ثم تاكد ذلك تماما (بالتحلل) الشرعي من اتفاق الكباشى مع دقلو الثاني وتصريحات البرهان الاخيرة بان لا تفاوض مع الدعم السريع.
لم تفض المفاوضات في جدة بوساطة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى أي نتيجة. لان العسكر لا يرغبون في اتخاذ أي قرار لوقف الحرب، والمدنيون مغيبون عن هذه الاجتماعات ولو في شكل مراقبين. لذلك أعتقد أن أصوات المدنيين يجب أن تُسمع من خلال آلية ما فعّالة. نجح (الكيزان) تماما في اجندة مواصلة الحرب. فما المخرج؟
على (حمدوك) ان يواصل مشواره الوطني فهو ما زال الرئيس الشرعى للسودان... ونحن اجوج ما نكون اليه الآن ليتابع هكذا انجازات في صالح الوطن رغم انف الحاقدين.
aahmedgumaa@yahoo.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مؤتمر باریس حکومة حمدوک
إقرأ أيضاً:
أول تعليق رسمي للسودان على العقوبات الأمريكية بحق حميدتي
رحبت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأربعاء، بالعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقالت الخارجية السودانية، في بيان لها، إن هذه العقوبات تعكس التزام الولايات المتحدة الأمريكية، بمحاسبة المسؤولين عن الفظائع الممنهجة، التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد السودانيين، بما في ذلك جرائم الاغتصاب الجماعي والقتل في مناطق النزاع.
وأضافت الوزارة أنها تتفق مع ما جاء في بيان الخارجية الأمريكية، الذي أشار إلى أن حميدتي، مسؤول عن هذه الانتهاكات، وأن قوات الدعم السريع تستخدم الشركات التجارية لتمويل حربها المستمرة ضد الشعب السوداني.
كما أكدت الخارجية السودانية أن بيان الخزانة الأمريكية، سلّط الضوء على استخدام الدعم السريع لحرمان المدنيين من الإغاثة الإنسانية كأداة حرب ضد الشعب السوداني، وهو ما يشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني”، مشيرة إلى أن “هذه الممارسات تتناقض مع ما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة الموقع، في مايو 2023، والذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية في السودان.
ودعت وزارة الخارجية السودانية جميع الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة ضد قيادة الدعم السريع ورعاتها، مشيرة إلى أهمية أن يكون هناك موقف موحد وصارم من الأسرة الدولية للضغط على ما اسمته بـ "الجماعة الإرهابية" لوقف الحرب ضد الشعب السوداني، ودولته ومؤسساته الوطنية، على حد قولها.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الثلاثاء، فرض عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع السودانية، بالإضافة إلى 7 كيانات أخرى مرتبطة بها.
وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن هذه العقوبات تأتي استنادًا إلى تورط قوات الدعم السريع، بقيادة حميدتي، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك عمليات قتل بدوافع عرقية واستخدام العنف الجنسي كسلاح في النزاعات المسلحة بدارفور والجزيرة ومناطق أخرى بالسودان.
كما شملت العقوبات 7 شركات وفردًا واحدًا على صلة بقوات الدعم السريع، أبرزها شركة كابيتال تاب القابضة، التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، والتي اتُهمت بتقديم الدعم المالي والأسلحة لهذه القوات.