سودانايل:
2025-02-16@19:50:52 GMT

يلهثوا وراء السراب الأمريكي

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

بقلم: السر جميل

الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة لها، قالت: تريد السودان دولة ديمقراطية تنعم بالأمن والإستقرار، يخططون ويرسمون لنا خارطة طريق وردية تلامس أحلام وتطلعات وأشواق الأحزاب السياسية على غرار جمهورية أفلاطون، يتعايش فيها الحمل الوديع مع الأسد العنيد، ويستطيع فيها أي مظلوم أن يرمي رئيس الوزارء المنتخب بالبيض في مشهد يعبر عن الحرية في عدم الرضا - مكفول بنص القانون- ! سودان جديد يعود فيه للأسرة الدولية تسود فيه الديمقراطية ! الحل السحري والنهائي لكل مشاكل بلادنا، وبديلها ونقيضها الحكم الاستبدادي، بهذا تطمئن تلك الأحزاب الشارع السوداني حتي يصطف خلفها في كل موقف وأي محفل، وفي نفس الوقت حتي لأ يتجرأ أحد بإنتقادها أو يقف ضدها إلا ووصف بالخيانة.

ويشاطر هذه الأحزاب الأمل في الوعود الأمريكية الغربية عدد مقدر بما يسمي بالنخب السودانية بالخارج التي وصفت بإدمان الفشل.

تتحدث تلك النخب بأمتنان عن المجتمع الدولي هو الضامن للسلام والداعم للإستقرار ونحن على الموعد مع التاريخ في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة - باريس ؟ الأرجح أننا في إنتظار المستحيل رغم كل ما قد يقال عن الأمم المتحدة وما ينضوي من تحتها من مجتمع ! منذ متي دعمت إستقرار وطن ! ومنذ متي كان حريصة على إستقرار بلد ! أمريكا وأوربا من خلفها يعلم القاصي والدَّاني هم صناع الحروب والفتن حول العالم، غزت أمريكا العراق في مارس 2003 وكانت الأسطوانة الأمريكية يتردد صدها في آذان الأحزاب السياسية هناك بعراق ينعم بالأمن والإستقرار وديمقراطية ترفف في سماء البلاد، وتتسابق النخب والساسة إلي نفس مؤتمرات المجتمع الدولي تتحدث عن العراق الجديد والمستقبل الزاهر الذي ينتظر العراقيين ! النتيجة دمر العراق وقتل علماؤة مع 5 مليون عراقي آخرين، وشرد الملايين مثلهم في بلدان العالم لاجئين يتقدمون صفوف منظمات الأمم المتحدة الرحيمة بحقوق الإنسان ! بينما المواراد تنهب والبترول يسرق في وضح النهار ؟! وليبيا الجارة القريبة لم تنساها أمريكا من ديمقراطيتها الحالمة.

أي مثال أيها الساسة والنخب التي مازالت تدمن الفشل، وملهوفة على مؤتمرات المجتمع الدولي تريد من باريس سودان مثل العراق أو ليبيا ؟! فرنسا هي من تنهب موارد بلادنا ذهبا خالصا تسد به عجز ميزانيتها سنويا - من يساعد من - الأولي المطالبة بحقنا المنهوب ومن ثم النظر في مساعدة فرنسا ؟! وألمانيا نذكرها بما قاله هتلر للشعب الألماني آنذاك "لا تنتظروا مساعدات من أحد أو دولة أخري تبني وطنكم" ! أما بريطانيا عندما غزت جزر الفوكلاند وطردت الارجنتين منها سالوها الصحفيين لماذا تقوم بريطانيا بالحرب، قبل اجتماع الامم المتحده قالت الامم المتحده تركناها للعرب يستنجدو بها اما نحن لانشاور احد في سبيل مصالحنا وكانت هي مارغريت هيلدا تاتشر رئيسة بريطانيا، مصالح في غزو دولة أخري وليس وطن يباع في مؤتمرات ؟! وعلى جانب آخر لدينا نخب جادة وملتزمة بروح التغيير والوطنية المجردة من التعبية ومؤمنة بالكفاءة والمحاسبة، وقادرة على صياغة خارطة وطنية ورؤية ثاقبة لبلادنا، نخب نزيهة تحول ثراء مجتمعنا وتنوعه وإمكاناته وفكره ومؤسساته إلى عملة حضارية راهنة قابلة للصرف والتداول، بالشكل الكفيل بتطوير عناوينه الوجودية وتجديد مفاهيمه الأساسية حول نفسه بالقدرة على النهوض الذاتي، وإبداع نماذج فعالة في التعبير والتدبير والبناء والإنماء. بعيدا عن المخططات الرامية لتقسيم بلادنا وتمزيق وحدتها بمؤامرات أمريكية ومؤتمرات فرنسية.

elsir90@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

هل يقف العمال الكردستاني وراء احتجاجات كردستان العراق؟

على وقع الاحتجاجات التي شهدتها مدن إقليم كردستان العراق منذ أسبوع،  اتهمت السلطات الأمنية في أربيل، حزب العمال الكردستاني وجماعات وصفتها بـ"الخارجة عن القانون"، بالسعي إلى "الإخلال بأمن واستقرار مناطق في الإقليم"، في إشارة إلى وقوفها خلف التظاهرات.

الاتهامات ذاتها، وجهها الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني، إلى حزب "العمال" بتأجيج الاحتجاجات في السليمانية، مستغلا أزمة مطالب الموظفين المشروعة لأغراضها الخاصة، وتهدف إلى زعزعة أمن الإقليم"، بحسب القيادي في الحزب، فرهاد راوندوزي.




وشهدت مدينة السليمانية، التي يديرها الاتحاد الوطني الكردستاني، احتجاجات للموظفين استمرت مدة أسبوعين، طالبوا بصرف رواتبهم المتأخرة لأكثر من شهر، ليبدأوا بالإضراب عن الطعام داخل خيام الاعتصام، قبل أن يعلقوه بعد أيام قليلة جرّاء تدهور صحة البعض منهم.

أوراق للضغط

وتعليقا على ذلك، قال الباحث والمحلل السياسي، كاظم ياور، لـ"عربي21" إن "أزمة رواتب موظفي الإقليم تُعد ثنائية التقصير، كون تتحملها حكومتي أربيل وبغداد، وأن الاحتجاجات التي اندلعت في السليمانية كان طابعها مدني وضمن السياقات الدستورية والقانونية".

وأضاف ياور أن "المظاهرات تطورت وأطلقت مطالب سياسية لبعض الأحزاب بطريقة غير مباشرة، ورفع بعض المتظاهرين عبارات وبيانات تحمل طابعا سياسيا، وظهور أخرين في قنوات عراقية تابعة إلى جهات لديها خصومات مع الحزب الديمقراطي الحاكم في الإقليم".

وبحسب الباحث، فإنه "رغم أن حزب العمال الكردستاني ليس لديه عناصر على أرض الواقع ضمن المتظاهرين، لكن خطابه قريب من بعض الأحزاب الكردية الأخرى- غير الحزب الديمقراطي- جعل المسألة تخرج من نطاقها الحكومي، والذهاب إلى أمور ذات طابع سياسي يتبناها الحزب الحاكم".

وأكد ياور أن "تدخل حزب العمال الكردستاني في مظاهرات السليمانية جاء من هذا السياق، وأن الأخير لديه مشكلات عميقة داخلية، وحتى ضغوطات خارجية من تركيا، خصوصا أن الحزب الديمقراطي منسجم مع الطروحات الجديدة للدولة التركية بخصوص الحوار والسلام وإلقاء السلاح".




وتابع: "كل هذه الأمور ليست في مصلحة حزب العمال الكردستاني، بالتالي يحاول الأخير إيجاد أوراق ضغط، ومنها استغلال هذه الاحتجاجات في الإقليم بطريقة مباشرة، أو من خلال زج الإعلام المقرب منهم، وإظهار شخصيات تركب موجة الأحداث الحاصلة".

وفي المقابل، قال المحلل السياسي من إقليم كردستان، ياسين عزيز إنه "ليس هناك ما يثبت وقوف حزب العمال الكردستاني خلف الاحتجاجات التي حدثت في السليمانية، وإن كانت هذه الاحتجاجات يمكن أن تجتمع فيها مصالح أطراف عدة".

وأوضح عزيز في حديث لـ"عربي21" أن "المصالح التي تجمع العديد من الأطراف في هذه المظاهرات، هي أنها تذهب باتجاه الضغط على حكومة إقليم كردستان العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقود هذه الحكومة خلال المرحلة الحالية".

خلافات الحزبين

وفي سياق آخر، قال المحلل السياسي الكردي، ياسين عزيز، إنه "مع تطور العلاقات بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم (الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني) سيكون هناك جو من تراجع الأزمات وتقارب وجهات النظر بينهما لمعالجة الأمور العالقة".

وبحسب عزيز، فإن الحزبين الرئيسين، منشغلان بمفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة في الإقليم وتقاسم المناصب العليا، لذا جاء التوجه بإنهاء الاحتجاجات بصورة سلمية لتهيئة الأجواء في الإقليم للتفاهم مع بغداد بموقف موحد، مع عدم وجود ما يعكر صفو اجتماعات الحزبين من أجل تفعيل برلمان الإقليم وتشكيل الحكومة".

وشدد عزيز على أن "الإقليم يتعرض بين الحين والآخر إلى ضغوطات سياسية من الداخل والخارج مستغلين مشاكل عدة، منها أزمة الرواتب أو عدم استقرار العلاقات السياسية بين الأحزاب السياسية في الإقليم من جهة، وعدم استقرار تلك العلاقة مع بغداد من جهة أخرى".

وأردف: "لكن في العموم هناك الآن أجواء إيجابية سواء داخل الإقليم أو مع الحكومة الاتحادية مما يوحي بمرحلة من الهدوء سواء في الشارع الكردي أو في علاقات الأطراف السياسية مع بعضها".

من جهته، قال الباحث كاظم ياور إن "الاتحاد الوطني الكردستاني لديه خلافات جوهرية ومطالب كبيرة مع الحزب الديمقراطي بخصوص تشكيل حكومة إقليم كردستان، وأن مفاوضات تشكيلها تجري بينهما فقط".

وأشار ياور إلى أن "عدد مقاعدهما في برلمان الإقليم فيه فارق كبير، وهذا يؤثر في رغبة الاتحاد الوطني بالحصول على نسبة 50 بالمئة لكلا الطرفين في حكومة كردستان العراق المرتقبة، أو أن يأخذ مناصب سيادية عليا ضمن الإقليم الكردي".

ولفت إلى أن "هذه الأمور بحاجة إلى أوراق ضغط من الاتحاد الوطني على الديمقراطي الكردستاني، لذلك رأينا أن هناك محاولات لذهاب المحتجين من السليمانية إلى أربيل للاعتصام هناك، وهذه أكيد بطريقة أو بأخرى تستثمرها الأحزاب سياسيا".




وخلص ياور إلى أن "حكومة الإقليم تقر بمشروعية المطالب للمعتصمين، لكنها ترمي الالتزامات هذه على الحكومة العراقية ووزارة المالية فيها، وتتنصل عن هي المسؤولية، وهذا ليس أمرا صحيحا، لأن التقصير يحسب عليها أيضا، كونها هي من تقود المفاوضات مع السلطات في بغداد".

وقبل أسبوع، أعلن وزير المالية في حكومة كردستان العراق، آوات شيخ جناب، خلال مؤتمر صحفي من العاصمة بغداد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الاتحادية على صرف رواتب موظفي الإقليم لعام 2025 دون مشاكل.

وفيما يتعلق براتب شهر كانون الثاني الماضي، والذي لم يتسلمه موظفي الإقليم حتى اليوم وكان سببا في خروج الاحتجاجات، أوضح وزير المالية في حكومة إقليم كردستان أنه "سيتم البدء في توزيعه خلال الأيام القلية المقبلة".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تناشد «المجتمع الدولي» للتدخل.. السودان يواجه أكبر أزمة «نزوح ومجاعة» في العالم
  • غوتيريش: السودان يتمزق أمام أعيننا… وبات موطناً لأكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم .. دعا المجتمع الدولي إلى وقف تدفق الأسلحة إلى البلاد
  • أمام الاتحاد الأفريقي، الأمين العام للأمم المتحدة يدعو المجتمع الدولي إلى وقف تمويل سفك الدماء في السودان
  • غضب أوروبي من خطاب نائب الرئيس الأمريكي في ميونيخ.. «غير مفهوم ومحبط»
  • الإمارات تدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز جهوده للتخفيف من معاناة الشعب السوري
  • الإمارات تدعو المجتمع الدولي لتعزيز الجهود للتخفيف من معاناة الشعب السوري
  • غوتيريش: السودانيون دعموا جيرانهم في الماضي وعلى المجتمع الدولي مساعدتهم الآن
  • الصدر يشير لـمستفيدين من داخل الحكومة وراء انتشار المخدرات في العراق
  • المكتب الإعلامي في مصرف سوريا المركزي لـ سانا: نؤكد وصول مبالغ مالية من فئة الليرة السورية قادمة من روسيا إلى سوريا عبر مطار دمشق الدولي، لكن الأرقام المتداولة حول حجم وكميات هذه الأموال غير دقيقة على الإطلاق، ونشدد على ضرورة الاعتماد على المعلومات الرسمي
  • هل يقف العمال الكردستاني وراء احتجاجات كردستان العراق؟