أسلحة روسية تصل شرق ليبيا.. دعم جديد لحفتر أم للفيلق الأفريقي؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
طرحت الأنباء التي تناولتها صحف محلية ودولية بخصوص وصول شحنة أسلحة كبيرة روسية إلى الشرق الليبي، تساؤلات عن أهداف الخطوة، وما إذا كانت دعما روسيا جديدا للواء المتقاعد خليفة حفتر وقواته، أو بداية تأسيس للفيلق الإفريقي الروسي هناك.
ورصدت عدة تقارير مصورة وصول سفينة ضخمة تابعة للقوات البحرية الروسية لميناء الحريقة الليبي بمدينة طبرق "شرق ليبيا"، وتقوم بإنزال شاحنات وأسلحة ومعدات عسكرية تحت إشراف قوات روسية وقوات حفتر.
وذكر مصدر عسكري أن "هذه الدفعة هي الخامسة على الأقل من التجهيزات العسكرية الروسية التي وصلت إلى طبرق خلال 45 يوما الماضية، وأنه سبقها عدة شحنات تحت إدارة وإشراف قوات روسية متمركزة منذ فترة في ميناء طبرق، وفق منصة "فواصل" المحلية.
ولم تصدر أي تعليقات أو توضيحات من المكتب الإعلامي التابع لقوات حفتر أو المتحدث باسمه أو ميناء طبرق، بخصوص هذه الشاحنات الضخمة التي رآها السكان المحليون وقام بعضهم بتصويرها.
مراقبون وعسكريون أكدوا أن "الخطوة قد تكون بمثابة دعم روسي جديد لحفتر وقواته، من أجل فرض كامل سيطرته ونفوذه على كامل التراب الليبي، خاصة مع ضعف وتراجع شعبية الدبيبة وحكومته ووجود اشتباكات بين قوات الأخير في غرب ليبيا".
في حين، رأى آخرون أن الخطوة تصب في خطة روسيا بإنشاء الفيلق الإفريقي الروسي، الذي سيكون بديلا عن قوات "فاغنر" وسيكون مقره في شرق ليبيا من أجل السيطرة على شمال إفريقيا.
قواعد روسية
من جهته، أكد الضابط الليبي وعضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إبراهيم صهد أن "سياسة روسيا في ليبيا وأفريقيا أصبحت واضحة، والمخطط الاستراتيجي الروسي في التغلغل في عمق القارة الإفريقية يتطلب أن تكون ليبيا هي البوابة للنفوذ إلى وسط إفريقيا".
وتابع صهد في حديثه لـ"عربي21" قائلا: "يقتضي المخطط الروسي إنشاء قواعد عسكرية في كل الدول الإفريقية المستهدفة بدءا من ليبيا، ولم يعد خافيا أيضا أن روسيا باتت تحتفظ بقواعد جوية في منطقة الجفرة الليبية ذات المواقع الاستراتيجية".
وأوضح أنه "من خلال هذه القواعد يمتد التواجد العسكري الروسي إلى الجنوب الليبي، وإنشاء قاعدة جوية يمكنها إحراز التفوق الجوي في سماوات النيجر وتشاد ومالي، كذلك فمن المعروف تطلع روسيا للتواصل العسكري في مياه البحر المتوسط الدافئة التي تهدد الجناح الجنوبي لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، وفق معلوماته.
وأشار إلى أن "موسكو كانت تحلم بمجرد حق الأساطير الروسية، بزيارة بعض الموانيء الليبية لإسناد قاعدتها البحرية في طرطوس، وتشكيل خط محوري في عرض المتوسط لدوريات الأساطيل الروسية، غير أن حفتر قد زودها بما أهم من ذلك، وجود دائم وقواعد بحرية في ليبيا، وتركز روسيا عينها على قاعدة "البمبمة" شرقي ليبيا واستخدام ميناء "طبرق" كقاعدة لوجستية.
فيتو لحماية حفتر
وحول الشحنة الأخيرة، قال صهد: "تتدفق الأسلحة والمعدات والذخائر على ميناء طبرق وموانيء أخرى شرق البلاد، وهو جزء منها لتسليح الفيلق الروسي الأفريقي وجزء منها لتسليم قوات حفتر، طمعا في تمكينه من ترسيخ سيطرته على الشرق والجنوب، ومعاودة محاولته السيطرة على العاصمة طرابلس".
وتابع: "روسيا ترغب في السيطرة على الثروات الليبية من خلال وجودها العسكري ومن خلال حليفها حفتر الطامع في حكم ليبيا هو وأولاده، وبدون شك فإن توريد السلاح إلى الأطراف في ليبيا مخالف لقرارات مجلس الأمن، ولكن حفتر سيكون في مأمن من أي عقوبات، وسيكون مجلس الأمن عاجزا عن اتخاذ أي قرار بالخصوص أمام استخدام روسيا لحق النقض"، وفق تقديراته.
من جانبه، رأى الباحث التونسي في العلاقات الدولية بشير الجويني أن "هذه الأدوات وهذه الإعانات العسكرية، إن صحت، ستكون نقلة أخرى في العلاقات ما بين روسيا وليبيا من جهة، وأيضا في العلاقات ما بين شرق ليبيا وغربها من جهة ثانية".
وأوضح الجويني في تصريحه لـ"عربي21" أنه "في الفترة الأخيرة لاحظنا ترتيب العلاقات الدبلوماسية ما بين ليبيا وروسيا بشكل رسمي، وعودة السفارة الروسية لمباشرة أعمالها من طرابلس، ووجودها في المنطقة الشرقية والغربية على السواء، ما بعث برسائل إيجابية استقبلها مختلف الفرقاء في ليبيا، كل هذا ينقل العلاقات بين ليبيا وروسيا إلى مصاف علاقة جديدة ومتقدمة"، حسب تعبيره.
واستدرك قائلا: "ما يتعلق في الغاية من إرسال هذه المعونات العسكرية سواء لتزويد حفتر وقواته في شرق ليبيا أو في تزويد الفيلق الإفريقي، فأعتقد أن تقارير الأمم المتحدة ووقوع ليبيا تحت البند السابع بميثاق الأمم المتحدة يجعل نقل السلاح والحصول عليه دون تصريح أممي ودولي يعرض القائم به إلى عقوبات، وهذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة، هناك عدد كبير من الدول المتورطة في هذا المجال وليست هناك حقيقة حسب ما لاحظنا رغبة دولية في إنهاء هذه التصرفات"، وفق قول الجويني.
في حين، قال الصحفي الليبي موسى تيهو ساي إن "التحركات الروسية الحالية هي أول خطوات عملية لنشر الفيلق الروسي في إفريقيا، وستكون الأمور علانية هذه المرة ولن يكون هناك مرتزقة "فاغنر" كممثل للنفوذ الروسي في البلاد".
وتوقع ساي في حديثه لـ"عربي21" أن "تكون الأوضاع أكثر حدة من قبل بالنسبة للصراع الروسي الغربي في ساحة ليبيا ومنطقة الساحل، وقد يؤدي هذا إلى صراع مسلح محليا برعاية دولية في الفترة القريبة المقبلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية روسيا حفتر ليبيا فاغنر ليبيا روسيا حفتر فاغنر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شرق لیبیا فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
تعزيز التعاون المصري - الليبي في مجال الخدمات الملاحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبلت الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية وفدًا رفيع المستوى يضم ممثلين عن أكاديمية مصر للطيران للتدريب، ومقدم الخدمات الملاحية الليبي، وأكاديمية أجنحة السماء لعلوم الطيران الليبية، وذلك بمقر مركز القاهرة للملاحة الجوية.
يأتي ذلك في ضوء توجيهات الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، لتعزيز التعاون على المستويات المحلية والإقليمية والدولية وتبادل الخبرات في مختلف أنشطة الطيران المدني، ووفقًا لرؤية الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية بتوجيه من المهندس أيمن فوزي عرب لتدريب الكوادر من الدول الإفريقية والدول الشقيقة في كافة المجالات، خاصة في المجال الملاحي.
جاءت هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون المشترك لتدريب ضباط المراقبة الجوية الليبيين، ضمن تفعيل بروتوكول الشراكة مع أكاديمية مصر للطيران للتدريب.
شملت الفعاليات عرضًا مرئيًا تناول الأنشطة المختلفة للشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية وإنجازاتها في مجال التدريب المتخصص على المستويين المحلي والإقليمي. كما تم تسليط الضوء على التعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية (EAPD) لتدريب الكوادر الإفريقية في مجال الملاحة الجوية.
تضمنت الزيارة جولة في محاكي تدريب المراقبة الجوية بمركز القاهرة للملاحة الجوية (TBS) للاطلاع على الإمكانيات الفنية والتقنية المتاحة. كما ناقش الجانبان الإجراءات التنفيذية لتداول الحركة الجوية وآليات الربط التشغيلي بين المجالين الجويين المصري والليبي، بهدف تحسين إدارة الحركة الجوية بين البلدين.
وفي هذا السياق، صرح المهندس أيمن فوزي عرب، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية، بأن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة الشركة لدعم الأشقاء الأفارقة في مجالات الملاحة الجوية والمطارات، مما يساهم في تحسين كفاءة تداول الحركة الجوية بين مصر وليبيا خلال الفترة المقبلة.