التيار وحزب الله.. الانفصال مستحيل؟
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
لم تكن نتيجة الانتخابات النقابية في نقابة المهندسين في بيروت الا دليلا اضافيا على أن" التيار الوطني الحر" و"حزب الله" لا يزالان متحالفين في العمق، بالرغم من كل الخلافات الحادة التي سيطرت على علاقتهما في الاشهر الماضية، اذ ان حارة حريك لم تتردد في الدعم الكامل لمرشح "التيار" على منصب النقيب فادي حنا الذي تربطه، وبشكل شخصي، علاقة ايجابية بالحزب، وهذا التحالف والتلاقي الذي انضمت اليه "حركة أمل"أدى الى فوز حنا بالمعركة النقابية بشكل صريح.
وجد "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل أن لا بدائل لديه على الساحة الداخلية، فالقوى المسيحية المعارضة للحزب لم تثق بعد بالتحول السياسي الذي تقوم به ميرنا الشالوحي ولا تزال تتعامل معه على القطعة، وفي الوقت الذي يحاول فيه استمالة "القوات اللبنانية" تتعامل معراب معه كخصم لدود يجب إضعافه إلى أقصى الحدود، ولعل البرودة التي ظهرت من القوات تجاه "التيار" الذي وقف معها سياسياً واجتماعياً في قضية مقتل منسق جبيل باسكال سليمان، خير دليل على ذلك.
يدرك "التيار" أنه خسر شعبياً إلى درجة لم يعد فيها قادراً على التعامل مع الساحة المسيحية من دون تحالفات، اذ ان خسائره ستكون كبيرة جداً في اي انتخابات بلدية او نيابية في ظل سعي خصومه للتكتل ضده، سواء أكانت "القوات اللبنانية" أو "الكتائب اللبنانية" وحتى التغييريين، وعليه فهو يحتاج الى دعم من خارج الساحة المسيحية، وفي الوقت الذي تبدو الساحة السنيّة مقفلة بالكامل أمام اي تقارب مع رئيس "التيار" جبران باسيل تحديداً، يصبح الحلّ الوحيد هو ترميم العلاقة مع "الثنائي الشيعي".
معرفة "التيار" بحجم المأزق الذي وجد نفسه فيه لا تجعله قادرا على العودة الى حضن "حزب الله" بسرعة، لان الامر سيؤدي الى خسارته بشكل كبير على المستوى الشعبي خصوصا ً وان الحالة العونية، بغالبيتها العظمى، باتت تعارض اي تقارب مع الحزب، من هنا جاء التحالف النقابي الذي يحمل معاني سياسية، حتى لو سعت الاطراف الى نزع هذه الصفة عنه، فبدل أن يسعى "حزب الله" إلى الإنتقام من "التيار" نقابياً قرر ان يعومه ويسعى الى تأمين إنتصار كامل الاوصاف لمرشحه.
وعلى غرار ميرنا الشالوحي، فانه لا خيارات واضحة امام الحزب مسيحياً، اذ ان التخلي عن "التيار الوطني الحر" لن يفتح امام حارة حريك باب التحالف مع "القوات اللبنانية" حتى لو ارادت معراب ذلك، فحجم الخلاف الاستراتيجي بين الطرفين يجعل من المستحيل في مكان الاتفاق حتى على القضايا التكتيكية، وعليه فإنه كما حصل في انتخابات نقابة المهندسين، ووجد الحزب أنه مضطر لدعم "التيار" خوفاً من فوز القوات، سيحصل الامر ذاته في اي انتخابات مقبلة يكون لها طابع سياسي.
سيبقى "التيار والحزب يسعيان إلى تحسين شروطهما التفاوضية في المرحلة المقبلة حتى يحين موعد التسوية، بينهما اولاً وفي البلد ثانياً، وعندها سيجدان أنهما مضطران لاستعادة التقارب السابق وخوض المعركة السياسية سوياً، أقله من معيار مصلحي بحت، وهذا ما مهدت له الانتخابات النقابية. سيتعامل "التيار" في المرحلة المقبلة مع جمهوره لكي يلزمه بتقبل العودة الى التحالف مع "الحزب" الذي سيتعامل بليونة مطلقة مع كل مواقف "التيار" السابقة التي صوبت عليه خلال ذروة المعارك مع اسرائيل. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث على الحدود اللبنانية السورية وما دور حزب الله؟
سقط عدد من القذائف الصاروخية في بلدة القصر اللبنانية الحدودية مع سوريا شمال شرقي البلاد، ليلة الأحد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، التي أضافت بأن مصدر القذائف هو ريف القصير من داخل الأراضي السورية وهو ما أكدته حسابات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت مصادر لبنانية وسورية في الوقت ذاته أن ذلك يأتي بعد أن وجهت وزارة الدفاع السورية، الأحد، الاتهامات لحزب الله اللبناني بخطف 3 جنود سوريين إلى لبنان وتمت تصفيتهم بطريقة وحشية، وهو ما نفاه الحزب لاحقاً.
قصف مكثف بالمدفعية الثقيلة يستهدف مواقع ميليشيات حزب الله داخل الحدود اللبنانية pic.twitter.com/YeiU2y8mAG
— أرشيف الثورة السورية Syrian Revolution Archive (@syr_rev_archive) March 16, 2025ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع، أن مجموعة ممن وصفهم بـ "ميليشيا حزب الله" قامت عبر كمين بخطف 3 من عناصر الجيش السوري عند الحدود اللبنانية، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بـ "تصفيتهم".
وأضافت وزارة الدفاع بأنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا "التصعيد الخطير من قبل ميليشيا حزب الله"، مشيرة إلى أن الحادثة وقعت قرب سد زيتا غرب حمص.
من جانبها ذكرت السلطات اللبنانية، إن "التوتر بدأ إثر دخول 3 عناصر من الأمن العام السوري إلى الأراضي اللبنانية قرب بلدة القصر اللبنانية، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب، دون أن يوضح المصدر سبب دخول عناصر الجيش السوري إلى لبنان.
وعلى إثر الحادث، نفذ الجيش اللبناني تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة بين ليل الأحد والإثنين، واستمر العمل حتى ساعات الصباح الأولى. وأسفرت الاتصالات عن تسليم الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري بعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية.
مجموعة من ميليشيا حزب الله تقوم وعبر كمين بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية. pic.twitter.com/I3EQ0DiIQh
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) March 16, 2025ويعد حزب الله أحد الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل الإطاحة به في هجوم خاطف شنته فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأعلنت السلطات الجديدة في سوريا، في فبراير(شباط) الماضي عن إطلاق حملة أمنية في محافظة حمص الحدودية، بهدف إغلاق الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة والبضائع كما اتهمت حزب الله بشن هجمات، وقالت إنه "يرعى عصابات تهريب عبر الحدود".
وكانت السلطات السورية شددت في الأشهر التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد، من إجراءاتها الأمنية في المناطق الحدودية، في محاولةٍ للحد من التهريب واستعادة السيطرة على القرى السورية التي يقطنها لبنانيون، وهو ما أدى إلى سلسلةٍ من الاشتباكات مع مسلحين محليين، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين حول مسؤوليته عن التصعيد.
الجيش اللبناني يسلم دمشق جثامين 3 قتلى سوريين - موقع 24سلم الجيش اللبناني اليوم الإثنين إلى السلطات السورية جثامين ثلاثة سوريين قتلوا خلال اشتباكات على الحدود.ولطالما شكلت الحدود اللبنانية السورية الممتدة على طول 330 كيلومتراً نقطة اشتباك بين الجانبين، خاصة في المناطق الشمالية الشرقية حيث لا تزال أجزاء واسعة منها غير مرسّمة، مما جعلها عرضة لعمليات تهريب واسعة النطاق، سواء للأسلحة أو الوقود أو المخدرات.
وتُعدّ المنطقة الممتدة بين الهرمل اللبنانية والقصير السورية واحدة من أكثر المناطق حساسيةً، نظراً لتداخل السكان والعلاقات العشائرية الوثيقة بين جانبي الحدود.