إيران تستعد للرد على إسرائيل بأسلحة روسية
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
أدت غارة جوية إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل إلى مقتل جنرالين إيرانيين وأدت مباشرة إلى قرار إيران إطلاق طائرات دون طيار وصواريخ ضد إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي، رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، يوم الاثنين إن الهجوم الإيراني “سيُقابل برد”.
وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه في شهر مارس الماضي، دعت إحدى شركات تصنيع الأسلحة الروسية وفدًا من الإيرانيين إلى جولة تسوق لكبار الشخصيات في مصانع الأسلحة التابعة لها. وقد حظي الزائرون السبعة عشر بوجبات غداء وعروض ثقافية، وفي اليوم الأخير، قاموا بجولة في مصنع يصنع المنتجات التي ما دام رغبت طهران في الحصول عليها: أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة لإسقاط طائرات العدو.
ويخضع المصنع، NPP Start، الموجود في مدينة يكاترينبرج، لعقوبات أمريكية لدعمه حرب روسيا ضد أوكرانيا. ومن بين منتجاتها منصات إطلاق متنقلة ومكونات أخرى للمدفعية المضادة للطائرات - بما في ذلك نظام S-400 الروسي، والذي يصفه المحللون العسكريون بأنه قادر على اكتشاف وتدمير الطائرات المقاتلة الشبح التي تقودها إسرائيل والولايات المتحدة.
ووصفت وثيقة روسية مسربة، وهي جزء من رسائل البريد الإلكتروني الإيرانية المسروقة التي نشرتها مجموعة من القراصنة على الإنترنت في فبراير، الجولة بأنها عرض "للإمكانات العلمية والتقنية والقدرات الإنتاجية" التي يمكن أن تقدمها روسيا لإيران.
وذكرت الصحيفة أنه سواء أدت الزيارة مباشرة إلى عملية شراء غير معروفة أو لا. إلا أن الرحلة ترمز إلى ما يصفه مسؤولو الاستخبارات بأنه شراكة استراتيجية عميقة بين موسكو وطهران خلال العامين الماضيين منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا - وهو تحالف يمكن أن يظهر كعامل مهم بينما يفكر القادة الإسرائيليون في توجيه ضربات عسكرية محتملة ردًا على مئات الطائرات دون طيار والصواريخ التي أُطلقت ضد إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
تطور العلاقات بين روسيا وإيرانفتحت إيران فصلًا جديدًا خطيرًا في علاقاتها مع روسيا من خلال الموافقة في عام 2022 على توريد الآلاف من الطائرات دون طيار والصواريخ في ساحة المعركة لمساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا. وقد ساعدت العلاقات الموسعة الآن على تعزيز الاتفاقيات بين موسكو وطهران، بما في ذلك تعهد روسيا بتزويد حليفتها بطائرات مقاتلة متقدمة وتكنولوجيا دفاع جوي، وهي أدوات يمكن أن تساعد طهران في تعزيز دفاعاتها ضد أي غارة جوية مستقبلية من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة وذلك وفقًا لما قاله مسؤولي المخابرات وخبراء الأسلحة الأمريكيين والأوروبيين والشرق أوسطيين. حيث تحدث هؤلاء المسؤولون للصحيفة بشرط عدم الكشف هويتهم.
وقال المسؤولون والخبراء إنه من غير المعروف عدد الأنظمة التي تم توفيرها ونشرها، لكن التكنولوجيا الروسية يمكن أن تحول إيران إلى خصم أقوى بكثير، مع قدرة معززة على إسقاط الطائرات والصواريخ.
وأضافوا أن صفقات الأسلحة، التي لم يتم الكشف بعض تفاصيلها حتى الآن، هي جزء من تعاون أوسع يشمل الإنتاج المشترك لطائرات عسكرية دون طيار داخل روسيا، وتبادل تكنولوجيا مكافحة التشويش، وتقييمات ساحة المعركة في الوقت الحقيقي للأسلحة المنشورة ضد قوات الناتو المجهزة في أوكرانيا. كما أشاروا إلى أن هذا التعاون يجني فوائد كبيرة لكلا البلدين، مع رفع مكانة إيران من حليف صغير إلى شريك استراتيجي.
وقالت هانا نوت، مديرة برنامج أوراسيا لمنع الانتشار النووي في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي: "لم تعد ديناميكية الراعي والعميل، حيث تمتلك روسيا كل النفوذ. حيث أصبح الإيرانيون يستفيدوا من هذا التغيير. لقد تجاوزت طبيعة علاقتهما مجرد الحصول على الأشياء. فهناك نقل للمعرفة، وهناك مكاسب غير ملموسة."
ووصف مسؤولو الاستخبارات روسيا بأنها "تقدم" اتفاقيات تم التفاوض عليها سرًا لتزويد إيران بطائرات سو-35، وهي واحدة من القاذفات المقاتلة الأكثر قدرة في روسيا وتحديث كبير محتمل للقوات الجوية الإيرانية التي تتكون بشكل أساسي من طائرات أمريكية وسوفيتية أعيد بناؤها يعود تاريخها إلى ما قبل 1979. وقال المسؤولون إن روسيا تعهدت أيضًا بتقديم المساعدة الفنية لأقمار التجسس الإيرانية وكذلك المساعدة في بناء الصواريخ لوضع المزيد من الأقمار الصناعية في الفضاء.
لا يوجد دليل علني على تسليم طائرات Su-35؛ قد يكون التعطيل بسبب تأخير إيران في دفع ثمن الطائرات، وفقًا لمسؤول استخباراتي أمريكي وشرق أوسطي لديه معرفة تفصيلية بالصفقة.
استعدادات إيران ضد أي ضربة أمريكية أو إسرائيلية محتملةوعلى الجانب الدفاعي، سعت إيران منذ فترة طويلة إلى الحصول على أفضل مدفعية للصواريخ الروسية المضادة للطائرات لحماية منشآتها النووية والعسكرية ضد أي ضربة أمريكية أو إسرائيلية محتملة. وفي عام 2007، أبرمت طهران صفقة لشراء نظام إس-300 الروسي المضاد للطائرات، لكن موسكو أخرت توريد الأسلحة وسط ضغوط من الولايات المتحدة والقوى الأوروبية. وانتهى الحظر الذي فرضته إيران على نفسها في عام 2016، وأصبحت صواريخ إس-300 الإيرانية جاهزة للعمل في عام 2019.
وسعت إيران منذ ذلك الحين إلى شراء نظام S-400 الروسي الأكثر قدرة، على الرغم من أنه ليس من المعروف علنًا ما إذا كانت موسكو قد تحركت لتوفير مدفعية S-400.
تم تجهيز بعض أنواع نظام S-400 برادارات يمكنها التغلب على تكنولوجيا التخفي التي تستخدمها الطائرات الحربية الحديثة. وقد نشرت روسيا نظام S-400 لحماية قواعدها العسكرية في سوريا، وتشكل المدفعية تهديدًا مميتًا محتملًا للطائرات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية التي تعمل أحيانًا في المجال الجوي السوري.
وقال كان كاسابوغلو، وهو زميل بارز في معهد هدسون في واشنطن، إنه إذا تم تسليم الصواريخ الروسية الجديدة المضادة للطائرات والأنظمة المضادة للشبح، والتي تم نشرها لحماية القواعد الموجودة تحت الأرض والمنحوتة في الجبال الصخرية، فمن المؤكد أن تجعل المجال الجوي الإيراني "مكانًا أكثر خطورة".
وقال كاسابوغلو: "هذا مهم في الوقت الذي يتحرك فيه النظام بسرعة ودون رادع نحو القنبلة". بالإضافة إلى ذلك، قال إن "أي تعامل مع إسرائيل سيتم في المجال الجوي الإيراني، حيث ستتمتع طهران بميزة اللعب على أرضها".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: روسيا اسرائيل أنظمة الدفاع الروسية ايران الولايات المتحدة دون طیار یمکن أن فی عام
إقرأ أيضاً:
موسكو تعلن السيطرة على قرية إستراتيجية جديدة .. وأوكرانيا تسقط 59 مُسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل
عواصم "أ ف ب" "رويترز": اعلنت القوات الروسية الجمعة السيطرة على قرية جديدة في شرق أوكرانيا تجاور بلدة بوكروفسك، واقترابها أيضا من طريق حيوية للإمدادات اللوجستية للجيش الاوكراني.
ورغم خسائره، يتقدم الجيش الروسي منذ أكثر من عام في شرق اوكرانيا ويسعى الى تطويق بوكروفسك وقطع الطريق السريعة عند مدخلي البلدة الشرقي والغربي، الامر الذي سيعوق إمدادات الجنود الاوكرانيين في منطقة دونباس.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية نوفوفاسيليفكا بجنوب غرب بوكروفسك، والتقدم نحو منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة.
وسيشكل دخول القوات الروسية هذه المنطقة سابقة منذ بدء الحرب في فبراير 2022، وضربة قاسية للقوات الأوكرانية التي تواجه صعوبة في احتواء التقدم الروسي بسبب افتقارها الى العديد والعتاد.
كذلك، أورد موقع "ديبستايت" القريب من الجيش الاوكراني أن القوات الروسية باتت على بعد مئات الامتار من طريق تقع شرق بوكروفسك وتربط هذه البلدة بكوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي آخر للجيش الاوكراني، علما أن الجنود الاوكرانيين ما عادوا يسلكون الطريق المذكورة.
إتهام بقتل 22 شخص
اتهمت موسكو الجمعة القوات الأوكرانية بقتل 22 شخصا في قرية روسية محتلة وفق لجنة تحقيق روسية.
تسيطر أوكرانيا على عشرات القرى الحدودية في منطقة كورسك بغرب روسيا منذ أن شنت هجوما مفاجئا في أغسطس. وتقول إن مجز 2000 مدني ما زالوا يقيمون في مناطق تحتلها.
واستعادت روسيا الآن السيطرة على عدة بلدات.
وقالت لجنة التحقيق الروسية في 19 يناير إنها تحقق في مقتل "سبعة مدنيين على الأقل" في قرية روسكوي بوريشنوي على بعد 20 كلم من الحدود الأوكرانية.
وأفادت الجمعة بأنها تحقق حاليا في مقتل "22 مواطنا" بين سبتمبر ونوفمبر.
على الفور من صحة تلك التصريحات ولم يرد ردّ رسمي من أوكرانيا.
واتهم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المجتمع الدولي بتجاهل روسيا.
وقال للصحفيين "ينبغي التحدث عن ذلك وإظهاره رغم لا مبالاة المجتمع الدولي وعدم رغبته في الاهتمام بمثل هذه الفظائع".
وأعلن المحققون الروس أن خمسة جنود أوكرانيين نفذوا عمليات القتل وأن أحدهم، واسمه يفغيني فابريسينكو، اعتقل أثناء القتال في منطقة كورسك.
ونشرت اللجنة مقطع فيديو لاستجواب رجل قالت إنه يُدعى فابريسينكو، وقد أدلى باعترافه.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إيجاز صحافي الجمعة "أولا، تعرض الناس للتعذيب والإساءة، ثم قتلوا إما بإطلاق النار عليهم وإما بتفجيرهم".
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقتل مدنيين منذ بدء النزاع قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.
واتهمت القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة بوتشا بالقرب من كييف. وكان صحفيو وكالة فرانس برس من بين وسائل الإعلام الدولية التي شاهدت وصورت جثث مدنيين أوكرانيين قتلوا، بعضهم مقيد.
ونفت موسكو تلك الاتهامات واتهمت في المقابل كييف بفبركة الصور وهو ما رفضته العديد من المؤسسات المستقلة التي تعنى بتقصي الحقائق ووسائل الإعلام بما فيها وكالة فرانس برس.
النروج تصادر سفينة
أعلنت الشرطة النروجية الجمعة أنها بناء على طلب من سلطات لاتفيا صادرت السفينة "سيلفر دانيا" الروسية الطاقم لتفتيشها إثر الاشتباه بضلوعها في تخريب كابل بين لاتفيا والسويد.
وأشار بيان صادر عن شرطة ترومس (شمال) الإقليمية إلى "شبهات في إن السفينة ضالعة في أعمال تخريب خطرة لكابل ألياف ضوئية في بحر البلطيق بين لاتفيا والسويد".
وأوضح أن "الشرطة صعدت على متن السفينة لإجراء عمليات تفتيش واستجواب وجمع أدلّة".
وطلب خفر السواحل النروجيون من سفينة الشحن "سيلفر دانيا" التي ترفع علم النروج والمملوكة لشركة "سيلفر سي" النروجية تحويل مسار رحلتها بين مدينتي سان بطرسبرغ ومورمانسك الروسيتين.
وقَبِل الطاقم بتحويل رحلته إلى مرفأ ترومسا في شمال النروج حيث وصل في ساعات الصباح الأولى.
وطاقم السفينة "روسي بالكامل"، على ما كشفت الشرطة مشيرة إلى تعاون من جانب أفراده والشركة المالكة.
وقال صاحب الشركة النروجية "سيلفر سي" تورمود فوسمارك في تصريحات لوكالة فرانس برس "أبحرنا بالقرب من غوتلاند" الجزيرة السويدية التي تضرّر في محيطها كابل الأحد، لكن "لم نقترف أيّ سوء... واستقدمتنا السلطات النروجية إلى المرفأ للبتّ في أننا غير مسؤولين".
صباح الأحد، تعرّض للتخريب كابل ألياف ضوئية تابع لمركز الإذاعة والتلفزيون الحكومي في لاتفيا يربط جزيرة غوتلاند السويدية بمدينة فنتسبيلس في لاتفيا.
وأشار المركز في تحقيقه الأوّلي إلى "عوامل خارجية".
وفي اليوم عينه، صادرت السويد سفينة بلغارية لتفتيشها في إطار تحقيقها في عملية "تخريب خطير".
وفي ظلّ الاشتباه بتخريب متعمد لكابلات اتصالات وكهرباء تحت البحر في الأشهر الأخيرة، تسعى الدول المحيطة ببحر البلطيق إلى تعزيز إجراءاتها الدفاعية.
ويتهم خبراء وسياسيون روسيا بتدبير "حرب هجينة" ضد الغرب على خلفية حربها في أوكرانيا.
وأعلن حلف شمال الأطلسي في وقت سابق هذا الشهر أنه سيطلق مهمة مراقبة جديدة في بحر البلطيق مع سفن دورية وطائرات بهدف ردع أي محاولة لاستهداف البنية التحتية في المنطقة.
إسقاط 59 مُسيرة
قالت القوات الجوية الأوكرانية الجمعة إن الدفاعات الجوية أسقطت 59 من أصل 102 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم ليلا.
وذكرت أن 37 مسيرة "فقدت"، في إشارة إلى التشويش عليها إلكترونيا.
وأضافت أن الطائرات الروسية تسببت في أضرار في منطقة سومي في شمال شرق البلاد ومنطقة أوديسا في الجنوب ومنطقة تشيركاسي في الوسط، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
إخماد حريق
قال حاكم منطقة فولجوجراد في جنوب روسيا الجمعة إنه تم إخماد حريق كان قد اندلع في مصفاة نفط بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيرة خلال الليل.
وذكر أندريه بوشاروف في بيان على تطبيق تيليجرام أن الدفاعات الجوية الروسية صدت هجوما على المنطقة بثماني طائرات مسيرة.
وأضاف "اندلع حريق في موقع مصفاة النفط نتيجة سقوط حطام إحدى الطائرات المسيرة، وتم إخماده على الفور، ونُقل عامل في المصفاة إلى المستشفى بعد إصابته".
وقال أندريه كوفالينكو رئيس مركز مكافحة المعلومات المضللة في أوكرانيا على تيليجرام إن مصفاة النفط، التي وصفها بأنها واحدة من أكبر المصافي في روسيا، تعرضت للقصف.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها أسقطت 49 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، من بينها 25 في منطقة روستوف جنوبا وثماني مسيرات في فولجوجراد.