أثار دخول قوات مالية مصحوبة بقوات من مجموعة "فاغنر" الروسية، للأرض الموريتانية خلال عملية مطاردة الأسبوع الماضي، استياء واسعا في موريتانيا.

وعبر الموريتانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لعملية اقتحام الجيش المالي لأرض موريتانية، مطالبين الحكومة الموريتانية بوضع حد لمثل هذه التصرفات.

وتمر الحدود بين البلدين بظروف أمينة معقدة إذ يخوض الجيش المالي مدعوما بوحدات من مجموعة فاغنر الروسية حربا شرسة مع جماعات مسلحة بالقرب من الحدود الموريتانية.



تفاصيل عملية الاقتحام
والأسبوع الماضي قالت وسائل إعلام موريتانية إن الجيش المالي مصحوبا بقوات من مجموعة "فاغنر" الروسية نفذ عملية اقتحام لقرية "فصالة" أقصى شرقي موريتانيا، أثناء ملاحقة عناصر من مقاتلي حركة "أزواد" المطالبة بالانفصال.



ولفتت إلى أن الاقتحام ربما حدث بشكل غير مقصود؛ جراء خطأ في نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية (جي بي سي)، وعدم معرفة قوات "فاغنر" بطبيعة المنطقة.

ووفق وسائل إعلام موريتانية فإن عملية الاقتحام اسفرت عن إصابة شخصين إثر عملية إطلاق نار.

رد حكومي
وفي أول رد منها على الحادثة قالت الحكومة الموريتانية على لسان الناطق الرسمي باسمها الناني ولد اشروقه، إن "بعض القوات المسلحة قد تدخل حدودنا بدون قصد أثناء بعض العمليات العسكرية؛ نتيجة للطبيعة الجغرافية لحدودنا، كما أن جيشنا قد يدخل حدود بعض الدول المجاورة لنفس الأسباب".

وأضاف: "موريتانيا اتخذت كافة الإجراءات العسكرية والأمنية بما فيها عمليات تحسيس المواطنين لحمايتهم من دخول حدود خارجية محرمة، وفي المقابل سيرد جيشنا الصاع صاعين لكل طرف أجنبي دخل حدودنا متعمدًا".

اتصال هاتفي ورسالة خطية
ومع تصاعد الاستياء في موريتانيا مع عملية الاقتحام هذه، أجرى رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي آسيمي كويتا، اتصالا هاتفيا بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الخميس الماضي.

ثم أوفدت الحكومة المالية أمس الاثنين وزير الخارجية عبد الله ديوب والدفاع صوديو كامارا، إلى نواكشوط حيث سلما الرئيس الموريتاني رسالة خطية من رئيس المجلس العسكري الحاكم بباماكو.

وقالت الرئاسة الموريتانية في بيان، إن الوفد الحكومي المالي سلم رسالة خطية للرئيس الموريتاني من الرئيس الانتقالي بمالي.



ولم يوضح بيان الرئاسة الموريتانية ما إذا كانت الرسالة تأتي في إطار جهود نزع التوتر الأخير بين البلدين، لكنها قالت إنها "تتعلق بالتعاون الثنائي ومواصلة التشاور بين البلدين الجارين" دون تفاصيل أكثر.

فيما قال وزير الخارجية المالي في تصريحات للصحفيين، إن الرسالة تتعلق "بالتشاور المستمر بين الرئيسين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وطنيا وإقليميا".

ولفت الوزير المالي إلى "التزام موريتانيا الدائم بالعمل على احترام الخيارات الاستراتيجية لمالي والحفاظ على استقرارها ووحدتها الترابية"، مضيفا أن "مالي تعول على دعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لها من أجل دعم السلام والازدهار".

جهود احتواء الأزمة
لكن المحلل السياسي الموريتاني أحمد ولد محمد فال، رجح أن تكون زيارة وزيرا الدفاع والخارجية الماليان لنواكشوط، والاتصال الهاتفي بين رئيس المجلس العسكري المالي والرئيس الموريتاني يدخل ضمن مساع لاحتواء أي توتر في علاقات البلدين قد تتسبب به هذه الحادثة.

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن الحكومة الموريتانية تتفهم أن دخول القوات المالية قد يكون حصل عن طريق الخطأ.

وأضاف: "أتوقع أن زيارة المسؤولين الماليين لنواكشوط اليوم قد تساهم بشكل كبير في احتواء أي توتر قد يحصل".

ولفت إلى أن مالي تعيش ظروفاً أمنية صعبة وحالة من الارتباك، مضيفا أن حجم التداخل بين البلدين الجارين والمصالح المشتركة يجعلهما مجبرتين على البحث عن حلول والتعاون لمنع تكرار مثل هذه الأحداث.

وترتبط موريتانيا ومالي بحدود برية تعد الأطول في المنطقة، وتبلغ ألفين و237 كيلومترا، معظمها يقع في صحراء قاحلة مترامية الأطراف.

وتنشط على طول حدود البلدين الكثير من التنظيمات التي توصف بالمتشددة، من بينها فرع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مالية فاغنر موريتانيا روسيا موريتانيا مالي فاغنر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

وزارة المناجم في مالي: إنتاج الذهب سيرتفع إلى 54.7 طنا في 2025

أعلنت وزارة المناجم في مالي عن توقعاتها بارتفاع إنتاج الذهب الصناعي خلال عام 2025، عقب تسجيل تراجع ملحوظ في الإنتاج العام الماضي. ويُعزى هذا الانتعاش المتوقع إلى استئناف أنشطة شركة "باريك غولد" الكندية، إحدى أكبر شركات تعدين الذهب في العالم، بعد توقف دام عدة أشهر بسبب نزاع مع الحكومة المالية.

ووفقا لتقديرات الوزارة، من المنتظر أن يبلغ إنتاج الذهب في مالي نحو 54.7 طنا متريا في عام 2025، مقارنة بـ51.7 طنا في 2024، أي بزيادة تقارب 6%. ويأتي هذا التحسن بعد انخفاض حاد بنسبة 23% مقارنة بإنتاج عام 2023 الذي بلغ 66.2 طنا.

الذهب عماد الاقتصاد 

تُعد مالي ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وغانا، ويشكّل هذا القطاع إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، إذ يسهم بنحو 25% من الناتج المحلي الإجمالي.

وتضم البلاد أكثر من 15 منجما صناعيا نشطا، تُديرها شركات تعدين عالمية مثل "باريك غولد"، "B2Gold"، "Endeavour Mining"، "Resolute Mining"، و"Hummingbird Resources".

نزاع باريك مع الحكومة

في يناير/كانون الثاني الماضي، توقفت أنشطة مجمع "لوولو-جونكوتو" التابع لشركة باريك بشكل كامل، بعد أن فرضت الحكومة المالية، بقيادة عسكرية منذ انقلاب 2021، حظرا على شحنات الذهب من المنجم، وصادرت نحو 3 أطنان من الذهب.

إعلان

كما اعتقلت السلطات 3 من موظفي الشركة بتهم تتعلق بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وهي اتهامات رفضتها "باريك" بشكل قاطع.

وفي مسعى لاحتواء الأزمة، توصلت الشركة إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة المالية في فبراير/شباط، لإنهاء نزاع ضريبي طويل الأمد استمر نحو عامين. ومع ذلك، لم تُصادَق بعد على الاتفاق نهائيا، مما يثير حالة من الترقب في الأوساط الاقتصادية والتعدينية.

شركة "باريك غولد" الكندية، إحدى أكبر شركات تعدين الذهب في العالم (رويترز) مؤشرات إيجابية 

صرّح الرئيس التنفيذي لـ"باريك غولد"، مارك بريستو، في مقابلة مع وكالة رويترز يوم 12 فبراير/شباط، بأن استئناف العمليات في مالي بات ممكنا فور السماح للشركة بتصدير ذهبها مجددا.

وأضاف أن الشركة ملتزمة بالاستثمار في مالي على المدى الطويل، رغم التحديات الأمنية والسياسية.

مالي تدخل عالم الليثيوم

إلى جانب الذهب، سجّلت مالي خطوة إستراتيجية جديدة بدخولها مجال إنتاج الليثيوم، المعدن الأساسي لصناعة البطاريات، حيث بدأت الإنتاج من منجم "جولامينا" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي تديره شركة "جانفنج" الصينية.

ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج المنجم 381 ألفا و959 طنا من سبودومين الليثيوم في عام 2025، مما يعزز موقع مالي كمصدر للمعادن الإستراتيجية المطلوبة في التحول الطاقي العالمي.

وتعكس التوقعات الحكومية بشأن تعافي إنتاج الذهب في مالي مؤشرات أولية على استقرار نسبي قد تشهده البلاد بعد سنوات من الأزمات السياسية والأمنية.

ومع دخولها سوق الليثيوم العالمي، تبدو مالي في طريقها نحو تنويع مصادر دخلها وترسيخ موقعها كمحور رئيسي في خارطة التعدين الأفريقية، إن تمكّنت من معالجة التحديات القانونية والمؤسساتية التي تواجه المستثمرين الدوليين.

مقالات مشابهة

  • وزارة المناجم في مالي: إنتاج الذهب سيرتفع إلى 54.7 طنا في 2025
  • أحمد الصفدي: أزمة التجنيد والاحتجاجات تهدد بقاء الحكومة الإسرائيلية
  • السفارة السعودية في موريتانيا تفطّر الصائمين السودانيين على حدود مالي
  • السعودية توقف دعمها المالي لمجلس القيادة.. هل هي بداية انهيار جديد في الحكومة؟
  • مصطفى بكري: يجب على حماس أن تحتوي الموقف الآن لتجنب الحرب الداخلية
  • الحكومة الإيطالية تتجاوز أزمة “أسامة نجيم”.. البرلمان يجدد الثقة بوزير العدل
  • أمانة الفنون بحزب الجبهة الوطنية تصدر توصياتها حول أزمة الدراما
  • السودان.. “الدعم السريع” تقلل من أهمية عودة البرهان للخرطوم، قالت إنها أعادت تموضع قواتها في أم درمان واعتبرت أن الجيش لم يحقق أي نصر عليها
  • وزير الخارجية الموريتاني: العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية تمر بـ”أحسن فتراتها”
  • الاحتلال يهدد بالاستيلاء على أراض في غزة حال عدم الإفراج عن الرهائن