شبكة اخبار العراق:
2025-01-30@20:50:48 GMT

الضربة الإيرانية لم تقع

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

الضربة الإيرانية لم تقع

آخر تحديث: 16 أبريل 2024 - 9:52 صبقلم:فاروق يوسف إيران تكذب دائما. تلك هي عادتها. نظام سياسي قائم على أوهام العقيدة التي ستغير العالم. عداء ذلك النظام للعالم ضروري من أجل بقائه. تتمنى إيران لو أنها استطاعت أن تلحق الضرر بأيّ جزء حيوي من العالم. غير أن الأمنيات شيء والواقع شيء آخر. ومَن يدرك عمق العزلة التي تعيشها إيران لا بد أن يجد تفسيرا لذلك العداء.

أما حين يكذب النظام على الشعوب الإيرانية وشعوب أخرى وقعت تحت تأثير آلته الدعائية فإنه يفعل ذلك بتأثير جنونه العقائدي. فليس من مصلحة ذلك النظام أن يعترف بأن دخوله إلى سباق التسلح لن يحقق لإيران تفوقا إلا على دول ضعيفة شاء حظها العاثر أن تكون هدفا للغزاة الجدد كما هي حال العراق.تكذب إيران في ما تفعله وما لا تفعله على حد سواء. فالهجوم الذي قالت إنها قامت به بمسيّرات وصواريخ بالستية على إسرائيل بقي عالقا في الهواء فيما يؤكد قادة حرسها الثوري أن ذلك الهجوم قد حقق أهدافه. فهل هي أهداف معنوية كما كان الحال يوم انتقمت لمقتل سليماني بقصف قاعدة أميركية غرب العراق بعد الاتفاق المسبق مع الولايات المتحدة؟ عن طريق الكذب ترفع إيران معنويات مواليها ومناصريها من المخيبين والمهزومين وكارهي أوطانهم وهوياتهم. أليس الأمر كذلك ما دامت المسيّرات والصواريخ لم تصل إلى الأرض؟ ولكن ماذا يحدث لو اكتفى الحرس الثوري بإنتاج أفلام فيديو عن هجوم صاروخي متخيل؟ ستكون التكلفة أقل وسيصدقه مَن يريد أن يصدق. الأسوأ أن الهجوم كان حقيقيا وفشل. ما يعني أن إيران تكذب في قوتها وأن كل لهاثها في سباق التسلح ما هو إلا مضيعة للوقت وهدر لأموال الشعوب الإيرانية. لقد قيل إن كل المعدات التي استعملتها إيران في هجومها قد تم إسقاطها قبل أن تصل إلى أرض العدو. وهو ما يعني أن إيران بدت عارية وأن كل ما تقوله عن قدرتها على الرد بالمثل هو مجرد هراء. وإذا كانت هذه هي المرة الأولى التي لم تختبئ فيها وراء وكلائها في المنطقة حيث قامت بإطلاق عدد من المسيّرات والصواريخ من أراضيها إضافة إلى ما أطلقه وكلاؤها من العراق واليمن فإن ذلك لا يعني أنها لا تعرف حدود ما يمكن أن تفعله خشية أن تجرّها أفعالها إلى حرب شاملة، هي غير مستعدة لتحمل تبعاتها. فحين يصرح أحد جنرالاتها الكبار بأنها ستكون حربا محدودة فهو يقصد أنها لن تستفز إسرائيل إلى الدرجة التي تدفع بها إلى الرد. حرب محدودة الغرض منها رفع المعنويات. كان الغرض دعائيا. غير أن الفضيحة التي تكمن في التفاصيل لا يمكن إخفاؤها. فبعد طول انتظار عبر سنوات من قصف إسرائيل لمواقع إيرانية في سوريا ومقتل الكثير من الضباط والخبراء العسكريين الإيرانيين جاء الرد الإيراني شبيها بمسرحية متفق على حكايتها. ليلة من الفزع الذي عمّ المنطقة التي أغلقت بلدانها مجالاتها الجوية فيما كانت أطراف اللعبة تعرف حقيقة ما يحدث. وإذا ما كانت المسيّرات قد شكلت في أوقات سابقة عنصر تهديد لأمن دول مجاورة لإيران فإنها في الحالة الإسرائيلية استعادت صفتها الواقعية باعتبارها ألعابا يتسلى الأطفال بإطلاقها. كانت مسيّرات إيران عبارة عن دمى تم اصطيادها قبل أن تصل إلى أهدافها. تتفهم الولايات المتحدة أن الحكاية كلها حكاية معنويات. لذلك قال الرئيس جو بايدن إن الولايات المتحدة لن تشارك في أيّ عمل عسكري تقوم به إسرائيل ضد إيران فيما كان يعبر عن تضامنه معها في مواجهة العدوان. إسرائيل التي فوجئت بسماجة الرد الإيراني وخفته لن تتورط في حرب، هي في غنى عنها في الوقت الذي تستمر فيه في حربها في غزة وتستعد لتوجيه ضربة ماحقة إلى لبنان إذا ما خرج حزب الله عن حدود ما هو مسموح به من فعاليات يثبت من خلاله وجوده على الساحة اللبنانية. تقدر إسرائيل أن كل ما يفعله حزب الله ضدها هو نوع من شراء الوقت في مواجهة خصومه اللبنانيين. كما أن إيران كانت واضحة في منع حزب الله من الانخراط في حرب ضد إسرائيل.كانت ليلة فزع انتهت بالفكاهة. لا أعتقد أن أحدا في العالم تعامل بجد مع مسألة قيام إيران بالرد على إسرائيل. مَن يعرف النظام الإيراني جيدا يدرك حقيقة أنه لن يجرؤ على المس بأمن إسرائيل، لأنه لا يملك ما يؤهله للقيام بذلك وهو ما كشفت عنه مغامرته الأخيرة، كما أنه يدرك أن نهايته ستحل إذا ما حوّل الفكاهة إلى نوع من اللعب الجاد.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

على غرار إسرائيل.. ترامب يأمر بإنشاء "قبة حديدية أميركية"

من المقرر أن يوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أمر تنفيذي يدعو إلى بناء درع دفاع صاروخي، لحماية الولايات المتحدة من الهجمات بعيدة المدى، على غرار القبة الحديدية الإسرائيلية.

ووفقا لبيان اطلعت عليه شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، فإن درع الدفاع الصاروخي الذي يحمل اسم "الجيل القادم"، من شأنه أن يحمي الولايات المتحدة من الصواريخ البالستية وتلك الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة، وغيرها من الهجمات الجوية المتطورة.

ورغم عدم استخدام أي أسلحة من هذا النوع ضد الولايات المتحدة في العصر الحديث، فإن الفكرة مستوحاة من نظام الدفاع الذي ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل على إنشائه ونشره، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأثناء حملته الانتخابية، وعد ترامب بإنشاء "قبة لا يمكن اختراقها" لحماية الولايات المتحدة من الهجمات.

وتحدث وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث عن الأمر التنفيذي، في خطاب ألقاه الإثنين، عندما قال: "هناك المزيد من الأوامر التنفيذية المقبلة التي ندعمها بالكامل"، مؤكدا أن من بينها "القبة الحديدية لأميركا".

ووفقا للرئيس الأميركي، فإن النظام الجديد "سيتم تصنيعه بالكامل في الولايات المتحدة".

ما هي القبة الحديدية؟

القبة الحديدية اسم نظام الدفاع الجوي الذي طورته واستخدمته إسرائيل، لرصد الصواريخ والمقذوفات الأخرى واعتراضها وتدميرها. نشر النظام عام 2011، ويعمل على مدار الساعة وفي جميع الظروف الممكنة، وبإمكانه رصد التهديدات على بعد يتجاوز 60 كيلومترا. بمجرد أن يكتشف النظام تهديدا، يطلق الصواريخ عليه لمنعه من الوصول لأهدافه. تقول شركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة وصناعات الفضاء الإسرائيلية التي طورت القبة الحديدية، إن معدل نجاحها يبلغ 90 بالمائة. كانت الولايات المتحدة زودت إسرائيل بأكثر من ملياري دولار، للمساعدة في إنشاء القبة الحديدية وصيانتها.

كيف ستعمل القبة الحديدية الأميركية؟

سيكون النظام الذي يريد ترامب أن تطوره الولايات المتحدة أكثر حداثة، إذ سيعمل ضد الصواريخ بعيدة المدى، كما يعتقد أنه سيستخدم أنظمة فضائية متقدمة للكشف عن التهديدات وإسقاطها مبكرا.

ووفقا لـ"سي إن إن"، يوجه الأمر التنفيذي الخاص بإنشاء القبة الحديدية الأميركية بـ"بناء درع دفاع صاروخي من الجيل التالي ضد الصواريخ البالستية وتلك الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة المتقدمة، وغيرها من الهجمات الجوية المتطورة".

ولم يشر الأمر التنفيذي إلى تكلفة إنشاء القبة الحديدية، أو الفترة الزمنية التي سيستغرقها تطويرها.

ويستخدم الجيش الأميركي حاليا العديد من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام "باتريوت" وقاذفات "ستينغر"، وكلاهما يعمل على إطلاق الصواريخ على التهديدات الجوية لاعتراضها وإسقاطها.

مقالات مشابهة

  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • بعد تنفيذ أكثر من 75 عملية إعدام منذ بداية 2025 في طهران.. سجناء إيران يتحدون قرارات النظام.. واحتجاجات واسعة تجوب البلاد
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى
  • على غرار إسرائيل.. ترامب يأمر بإنشاء "قبة حديدية أميركية"