#سواليف

حينما سمعتْ هبة أبو حصيرة صوت إطلاق نار في الطابق الأرضي من منزلها، قرب #مجمع_الشفاء، ظهيرة يوم 18 من مارس/آذار الماضي، توقعتْ أن يقتحم #جنود_الاحتلال الشقة ويعتقلوا أخيها، ويبعدوها مع والدتها وشقيقتَيْها إلى جنوب قطاع #غزة.

لكنّ الجنود الذين كانوا قد اقتحموا قبل ساعات مجمع الشفاء الطبي، المجاور لمنزلها، كانوا يخططون لأمر آخر، فقد قرروا #إعدام جميع سكان البيت.

في تلك اللحظة، كانت والدة أبو حصيرة “بُشرى” (55 عاما) وأُختاها رزان (25 عاما) ورانيا (20 عاما) وشقيقها سيف (21 عاما) يتكوّمون في ذعر في إحدى غرف المنزل، بينما كانت هي في غرفة أخرى.

مقالات ذات صلة التجويع سلاحهم والزراعة سلاحنا: حملة العربية لحماية الطبيعة لإحياء مزارع غزة 2024/04/16

ولاحظ أحد الجنود السبعة الذين اقتحموا الشقة أفراد الأسرة، فبدأ في إطلاق النار عليهم ببندقيته بكثافة، حتى تأكد أنهم تحوّلوا إلى جثث هامدة.

إعدام جماعي

في هذه اللحظات كان أسمى أماني هبة أن يبقى شخص واحد فقط من العائلة على قيد الحياة، كي تُسعفه بما تعلمته في مدرسة التمريض، ومارسته خلال تطوعها في مجمع الشفاء الطبي. ذهبت هبة إلى “اللامكان” فقد كان الموت يتربص بها في كل زاوية، وعشرات الدبابات تملأ المنطقة، وأصوات #القنابل والرصاص لا يتوقف.

وسارت الفتاة على غير هدى، متوقعة أن ترديها #رصاصات #الاحتلال في أية لحظة، كي تلحق بأسرتها، إلى أن ابتعدت قليلا عن المنطقة، ووجدت عددا من المواطنين الذين نقلوها لمنطقة آمنة.

وبعد عدة أيام، عاد الجنود إلى المنزل وأقدموا على حرقه، ليتحول الضحايا إلى جثث متفحمة، ولاحقا قاموا بهدمه.

وأسفرت عملية اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، الذي استمر لنحو أسبوعين، عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، وتدمير هائل لمبانيه، وللمنطقة المحيطة به.
تعود هبة أبو حصيرة إلى أنقاض منزلها كي تسترجع ذكريات الفاجعة التي غيّرت حياتها إلى الأبد
هبة تعود إلى أنقاض منزلها كي تسترجع ذكريات الفاجعة التي غيّرت حياتها إلى الأبد (الجزيرة)
بقايا عظام متفحمة

وبعد انسحاب الجيش من المنطقة، تعود هبة إلى المكان، لتفقد مخلفات الفاجعة التي غيّرت حياتها إلى الأبد. وتسرد الشابة الفلسطينية قصتها للجزيرة نت وهي تشير بيدها “نحن الآن في الغرفة التي أعدموا فيها عائلتي، أمام عيني. باب الغرفة كان من هذا الاتجاه، كانت هنا الكومدينو والمرآة.. أهلي كانوا مباشرة أمامي هنا في هذا المكان، كلهم كانوا، هنا صار الحدث الذي قلب حياتي”.

تجثو هبة على ركبتيها وتبدأ في نبش أنقاض تعلو أرضية الشقة، وتمسك بيدها قطعا صغيرة سوداء اللون، وتقول “هذه بقايا عظام ولحم أهلي، متفحمة”.

وتختم الفتاة الفاجعة فتقول “لم نستطع أن ندفن كل شيء”.

حاليا، تحاول هبة التعافي من آثار الصدمة والفاجعة، من خلال الاستمرار في عملها ممرضة متطوعة في المستشفى المعمداني، عملا بوصية والدتها التي حثتها على التطوع، كي تخفف آلام المرضى.

ومن جهتها، تكشف مها سويلم، إحدى زميلات هبة في مجمع الشفاء، عن تفاصيل أخرى من جرائم ومذابح الاحتلال داخله.

فبعد هدم قوات الاحتلال منزلها في حي الزيتون شرقي غزة قبل نحو 3 شهور، نزحتْ مها مع أسرتها إلى مجمع الشفاء، واتخذته وزوجها مكانا للسكن، والعمل أيضا، حيث تعمل هي ممرضة، وزوجها عبد العزيز كالي ضابط إسعاف.

وفي يوم اقتحام مجمع الشفاء، فجر الـ 18 من مارس/ آذار سمعت أصوات اشتباكات عنيفة، وكانت وقتها مع عائلتها في مبنى الجراحات التخصصي، الذي تعرض حينها لإطلاق نار عنيف وانفجارات.

تنقلت “مها” مع أسرتها بين الغرف، في محاولة للبحث عن مكان أكثر أمانا، لكنها لم تجد، بل عثرت على جثامين شهداء ملقاة على الأرض بين الممرات، نتيجة إطلاق النار العشوائي من قبل جيش الاحتلال على المبنى.

وكان من المشاهد المؤلمة التي عاينتها استهداف أطفال أمّ كانت تحاول حمايتهم في قسم “العناية المركزة لمرضى القلب” لكنهم تعرضوا للاستهداف، فاستشهد أحدهم، بينما أُصيب من تبقى بجراح بليغة.

بقيت مها في حالة رعب، وزحفتْ على الأرض مع أسرتها كثيرا.

في اليوم الثالث، نادى جيش الاحتلال على موظفي ونزلاء مباني المستشفى بضرورة النزول للطابق الأرضي فورا، وتم بعد ذلك فرز الرجال عن النساء، واعتقال الذكور البالغين.
عادت مها سويلم إلى “الشفاء” كي تبحث عن أي أثر يدل على مصير زوجها فلم تجد إلا قميصه الطبي
مها سويلم عادت إلى “الشفاء” كي تبحث عن أي أثر يدل على مصير زوجها فلم تجد إلا قميصه الطبي (الجزيرة)
قتلوهم “غدرا”

وفي اليوم ذاته، طلب الجيش من الجميع مغادرة المستشفى، لتجد مها وهي في طريقها للخروج منه مشهدا مختلفا، فالخراب في كل مكان، والدمار قد طال المباني والساحات في حين تكتظ أعداد كبيرة من آليات الاحتلال في كل أرجائه.

وفي ساحة مبنى الجراحات التخصصية، جمع جنود الاحتلال 50 من الطواقم الطبية، وأفرجوا عن 15 من بينهم “مها” واعتقلوا 35، ومن بينهم “زوجها”.

ورأت مها بأم عينها كيف سمح جنود الاحتلال لـ4 أطباء بمغادرة المجمع، لكنهم عادوا وأطلقوا عليهم النار “غدرا” فقتلوا اثنين منهم، وأصابوا اثنين ما زالا يتلقيان العلاج في المستشفى المعمداني.

وبعد أن أمر جيش الاحتلال الموجودين داخل المجمع بمغادرته، سارت مها وبقية النازحين في طرق غير مستوية نتيجة الحفر، في حين كانت جثث الشهداء تملأ المكان.

وفي الطريق إلى مغادرة المجمع -تواصل مها- بدأ جنود الاحتلال في إيذاء النازحين من النساء والأطفال لفظيا والسخرية منهم، وتهديدهم.

وعندما انسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى، عادت مها على الفور كي تبحث عن أي أثر يدل على مصير زوجها، فلم تجد إلا قميصه الطبي، أزرق اللون ملقى على الأرض، بعد أن أمره الجنود بخلع كل ملابسه.

“لا أعلم عنه شيئا حتى الآن، ولا أدري إن كان حيا أو ميتا” تختم مها شهادتها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف مجمع الشفاء جنود الاحتلال غزة إعدام القنابل رصاصات الاحتلال جنود الاحتلال جیش الاحتلال مجمع الشفاء

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: الأزهر منارة العلم والإرشاد.. وأتمنى الشفاء للإمام الطيب

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن بالغ تقديره، لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قائلا: أتمنى لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الشفاء، وكافة علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، لما يبذلونه من جهود مخلصة، لترسيخ مفاهيم الإسلام السمحة، وتصحيح الأفكار المغلوطة، وتعزيز صورة الإسلام، الذى ينبذ التشدد ويلفظ التطرف بكافة أشكاله، مكرسين بذلك مكانة الأزهر الشريف، منارة علم وإرشاد، تنير دروب الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، ومرجعا راسخاً؛ يستند إليه لفهم صحيح الدين.

الرئيس السيسي: بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسانالرئيس السيسي: على يقين راسخ أن وحدتنا لا تعرف الإنكسار وصلابتنا ستواجه الصعابالرئيس السيسي: مصر تبذل كل ما فى وسعها لتثبيت وقف إطلاق النارالرئيس السيسي: مصر ستظل تبذل كل ما في وسعها لدعم القضية الفلسطينية العادلة

وأضاف الرئيس السيسي: إنني على يقين راسخ، بأن وحدتنا التى لا تعرف الإنكسار، وصلابتنا المتأصلة فى نفوسنا، وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة، ستكون هى المفتاح لعبور كل التحديات، وتجاوز كل الصعاب التى تعترض طريقنا.

أسماء الفائزين في المسابقة العالمية


وأعلن الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أسماء الفائزين في المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأوضح وزير الأوقاف أن أسماء الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن  جاءت على النحو التالي:


الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم مع تجويده وتفسيره ومعرفة أسباب النزول لغير الأئمة والخطباء وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم

محمود علي عطية حبيب .. مصر.. الجائزة الأولى: مليون جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

آية عبد الحميد عبد الفتاح أبو زهرة.. مصر.. الجائزة الثانية:  600  ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

عبد الرحمن إيهاب حسن عوض.. اليمن.. الجائزة الثالثة:  400 ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

الفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم وتجويده للناطقين بغير اللغة العربيةفاطمة لون أبو بكر.. نيجيريا.. الجائزة الأولى: 600  ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

توري حسن ..كوت ديفوار.. الجائزة الثانية:  500  ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

سليمان بيكمايف ..روسيا الاتحادية.. الجائزة الثالثة:  400 ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

غتييف موسى.. الشيشان.. الجائزة الرابعة:  300 ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

حميراء مسعود.. بنجلاديش.. الجائزة الخامسة:  200 ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

الفرع الثالث: الناشئة  حفظ القرآن الكريم مع تفسير الجزأين التاسع والعشرين والثلاثين في ضوء كتاب البيان على المنتخب في تفسير القرآن الكريم

عبد الملك إبراهيم عبد العاطي.. مصر.. الجائزة الأولى: 600 ألف  جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

نصر عبد المجيد عبد الحميد متولي.. مصر.. الجائزة الثانية:  400  ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

أدهم عصام علي حامد الرشيدي.. مصر.. الجائزة الثالثة:  300  ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

الفرع الرابع: حفظ القرآن الكريم مع تجويده وتفسيره ووجوه إعرابه للأئمة والواعظات وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم

حسن عثمان عبد النبي إبراهيم.. مصر.. الجائزة الأولى: 600 ألف  جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

أبو اليزيد مصطفى أبو اليزيد العجمي.. مصر.. الجائزة الثانية:  400  ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

الفرع الخامس: ذوو الهمم  حفظ القرآن الكريم مع تفسير الجزء الثلاثين في ضوء كتاب البيان على المنتخب في تفسير القرآن الكريم

صالح محمد موسى تهامي.. مصر.. الجائزة الأولى: 600 ألف  جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

طه سيد عبد الصمد محمد.. مصر.. الجائزة الثانية:  400  ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

حنان قرني عويس عرفة.. مصر.. الجائزة الثالثة:  300  ألف جنيه + شهادة تقدير + مصحف مصر

الفرع السادس: حفظ القرآن الكريم مع فهم معانيه ووجوه إعرابه، بشرط ألا يقل عدد أفراد الأسرة المتقنة للحفظ عن ثلاثة أفراد

مقالات مشابهة

  • النخالة: وحدة قوى المقاومة ستظل قائمة ومتكاملة مهما كانت التضحيات
  • أحمد موسى يتمنى الشفاء العاجل للإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (24) للسيد القائد 1446
  • محافظ الأقصر يتفقد مبني مجمع الأقصر الطبي الدولي
  • الرئيس السيسي: الأزهر منارة العلم والإرشاد.. وأتمنى الشفاء للإمام الطيب
  • السيسي يتمنى الشفاء العاجل لشيخ الأزهر ويشيد بدور المؤسسة في نشر الوسطية
  • العاصمة التي كانت وسرديات الاستحقاق- تفكيك أسطورة الترف والامتياز
  • مبعوث ترامب للمهام الخاصة: الأسلحة النووية التي تخلت عنها كييف كانت ملكا لروسيا
  • وزير الأوقاف: ندعو لفضيلة الإمام الأكبر بتمام الشفاء والعافية
  • وزير الأوقاف ندعو لشيخ الأزهر بتمام الشفاء والعافية