ممرضتان تكشفان فظائع مذابح الاحتلال بمجمع الشفاء في غزة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
#سواليف
حينما سمعتْ هبة أبو حصيرة صوت إطلاق نار في الطابق الأرضي من منزلها، قرب #مجمع_الشفاء، ظهيرة يوم 18 من مارس/آذار الماضي، توقعتْ أن يقتحم #جنود_الاحتلال الشقة ويعتقلوا أخيها، ويبعدوها مع والدتها وشقيقتَيْها إلى جنوب قطاع #غزة.
لكنّ الجنود الذين كانوا قد اقتحموا قبل ساعات مجمع الشفاء الطبي، المجاور لمنزلها، كانوا يخططون لأمر آخر، فقد قرروا #إعدام جميع سكان البيت.
في تلك اللحظة، كانت والدة أبو حصيرة “بُشرى” (55 عاما) وأُختاها رزان (25 عاما) ورانيا (20 عاما) وشقيقها سيف (21 عاما) يتكوّمون في ذعر في إحدى غرف المنزل، بينما كانت هي في غرفة أخرى.
مقالات ذات صلة التجويع سلاحهم والزراعة سلاحنا: حملة العربية لحماية الطبيعة لإحياء مزارع غزة 2024/04/16ولاحظ أحد الجنود السبعة الذين اقتحموا الشقة أفراد الأسرة، فبدأ في إطلاق النار عليهم ببندقيته بكثافة، حتى تأكد أنهم تحوّلوا إلى جثث هامدة.
إعدام جماعي
في هذه اللحظات كان أسمى أماني هبة أن يبقى شخص واحد فقط من العائلة على قيد الحياة، كي تُسعفه بما تعلمته في مدرسة التمريض، ومارسته خلال تطوعها في مجمع الشفاء الطبي. ذهبت هبة إلى “اللامكان” فقد كان الموت يتربص بها في كل زاوية، وعشرات الدبابات تملأ المنطقة، وأصوات #القنابل والرصاص لا يتوقف.
وسارت الفتاة على غير هدى، متوقعة أن ترديها #رصاصات #الاحتلال في أية لحظة، كي تلحق بأسرتها، إلى أن ابتعدت قليلا عن المنطقة، ووجدت عددا من المواطنين الذين نقلوها لمنطقة آمنة.
وبعد عدة أيام، عاد الجنود إلى المنزل وأقدموا على حرقه، ليتحول الضحايا إلى جثث متفحمة، ولاحقا قاموا بهدمه.
وأسفرت عملية اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، الذي استمر لنحو أسبوعين، عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، وتدمير هائل لمبانيه، وللمنطقة المحيطة به.
تعود هبة أبو حصيرة إلى أنقاض منزلها كي تسترجع ذكريات الفاجعة التي غيّرت حياتها إلى الأبد
هبة تعود إلى أنقاض منزلها كي تسترجع ذكريات الفاجعة التي غيّرت حياتها إلى الأبد (الجزيرة)
بقايا عظام متفحمة
وبعد انسحاب الجيش من المنطقة، تعود هبة إلى المكان، لتفقد مخلفات الفاجعة التي غيّرت حياتها إلى الأبد. وتسرد الشابة الفلسطينية قصتها للجزيرة نت وهي تشير بيدها “نحن الآن في الغرفة التي أعدموا فيها عائلتي، أمام عيني. باب الغرفة كان من هذا الاتجاه، كانت هنا الكومدينو والمرآة.. أهلي كانوا مباشرة أمامي هنا في هذا المكان، كلهم كانوا، هنا صار الحدث الذي قلب حياتي”.
تجثو هبة على ركبتيها وتبدأ في نبش أنقاض تعلو أرضية الشقة، وتمسك بيدها قطعا صغيرة سوداء اللون، وتقول “هذه بقايا عظام ولحم أهلي، متفحمة”.
وتختم الفتاة الفاجعة فتقول “لم نستطع أن ندفن كل شيء”.
حاليا، تحاول هبة التعافي من آثار الصدمة والفاجعة، من خلال الاستمرار في عملها ممرضة متطوعة في المستشفى المعمداني، عملا بوصية والدتها التي حثتها على التطوع، كي تخفف آلام المرضى.
ومن جهتها، تكشف مها سويلم، إحدى زميلات هبة في مجمع الشفاء، عن تفاصيل أخرى من جرائم ومذابح الاحتلال داخله.
فبعد هدم قوات الاحتلال منزلها في حي الزيتون شرقي غزة قبل نحو 3 شهور، نزحتْ مها مع أسرتها إلى مجمع الشفاء، واتخذته وزوجها مكانا للسكن، والعمل أيضا، حيث تعمل هي ممرضة، وزوجها عبد العزيز كالي ضابط إسعاف.
وفي يوم اقتحام مجمع الشفاء، فجر الـ 18 من مارس/ آذار سمعت أصوات اشتباكات عنيفة، وكانت وقتها مع عائلتها في مبنى الجراحات التخصصي، الذي تعرض حينها لإطلاق نار عنيف وانفجارات.
تنقلت “مها” مع أسرتها بين الغرف، في محاولة للبحث عن مكان أكثر أمانا، لكنها لم تجد، بل عثرت على جثامين شهداء ملقاة على الأرض بين الممرات، نتيجة إطلاق النار العشوائي من قبل جيش الاحتلال على المبنى.
وكان من المشاهد المؤلمة التي عاينتها استهداف أطفال أمّ كانت تحاول حمايتهم في قسم “العناية المركزة لمرضى القلب” لكنهم تعرضوا للاستهداف، فاستشهد أحدهم، بينما أُصيب من تبقى بجراح بليغة.
بقيت مها في حالة رعب، وزحفتْ على الأرض مع أسرتها كثيرا.
في اليوم الثالث، نادى جيش الاحتلال على موظفي ونزلاء مباني المستشفى بضرورة النزول للطابق الأرضي فورا، وتم بعد ذلك فرز الرجال عن النساء، واعتقال الذكور البالغين.
عادت مها سويلم إلى “الشفاء” كي تبحث عن أي أثر يدل على مصير زوجها فلم تجد إلا قميصه الطبي
مها سويلم عادت إلى “الشفاء” كي تبحث عن أي أثر يدل على مصير زوجها فلم تجد إلا قميصه الطبي (الجزيرة)
قتلوهم “غدرا”
وفي اليوم ذاته، طلب الجيش من الجميع مغادرة المستشفى، لتجد مها وهي في طريقها للخروج منه مشهدا مختلفا، فالخراب في كل مكان، والدمار قد طال المباني والساحات في حين تكتظ أعداد كبيرة من آليات الاحتلال في كل أرجائه.
وفي ساحة مبنى الجراحات التخصصية، جمع جنود الاحتلال 50 من الطواقم الطبية، وأفرجوا عن 15 من بينهم “مها” واعتقلوا 35، ومن بينهم “زوجها”.
ورأت مها بأم عينها كيف سمح جنود الاحتلال لـ4 أطباء بمغادرة المجمع، لكنهم عادوا وأطلقوا عليهم النار “غدرا” فقتلوا اثنين منهم، وأصابوا اثنين ما زالا يتلقيان العلاج في المستشفى المعمداني.
وبعد أن أمر جيش الاحتلال الموجودين داخل المجمع بمغادرته، سارت مها وبقية النازحين في طرق غير مستوية نتيجة الحفر، في حين كانت جثث الشهداء تملأ المكان.
وفي الطريق إلى مغادرة المجمع -تواصل مها- بدأ جنود الاحتلال في إيذاء النازحين من النساء والأطفال لفظيا والسخرية منهم، وتهديدهم.
وعندما انسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى، عادت مها على الفور كي تبحث عن أي أثر يدل على مصير زوجها، فلم تجد إلا قميصه الطبي، أزرق اللون ملقى على الأرض، بعد أن أمره الجنود بخلع كل ملابسه.
“لا أعلم عنه شيئا حتى الآن، ولا أدري إن كان حيا أو ميتا” تختم مها شهادتها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مجمع الشفاء جنود الاحتلال غزة إعدام القنابل رصاصات الاحتلال جنود الاحتلال جیش الاحتلال مجمع الشفاء
إقرأ أيضاً:
بالتواريخ والأرقام.. أول صفقة تبادل أسرى كانت في 1968 وأكبرها سجلتها "فتح" بتحرير 4700 معتقل منذ 1965
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ اليوم /الأحد/، تبدأ جولة جديدة من صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والتي بلغت حتى الآن 40 صفقة تبادل موثقة تاريخيا، وفقا لهيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين (حكومية).. ترصد وكالة أنباء الشرق الأوسط بالتواريخ والأرقام أبرز محطات تبادل الأسرى منذ انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965، حيث كانت أكبرها التي سجلتها حركة "فتح" بتحرير 4700 معتقل في عام 1968.
ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تشمل المرحلة الأولى - في الشق المتعلق بتبادل الأسرى -، الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات، مقابل 1737 أسيرا حسب تصريحات قدورة فارس رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين..فيما تركز المرحلة الثالثة على تبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين.
وحددت السلطات الإسرائيلية أسماء 95 معتقلا فلسطينيا سيفرج عنهم في وقت لاحق اليوم /الأحد/ بحسب الاتفاق غالبيتهم من النساء والقاصرين.
ووفقا لعبد الناصر فروانة، المختص بشؤون الأسرى، فإن (300) أسير ممن سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق هم من الأسرى القدامى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما على التوالي، أقدمهم الأسير "محمد الطوس" (67 عاما) من قرية الجبعة بمحافظة بيت لحم (جنوب الضفة الغربية)، وهو عميد الأسرى الفلسطينيين، ويقبع في سجون الاحتلال منذ 40 عاما على التوالي.
ويطلق مصطلح "الأسرى القدامى" على أولئك الذين قضوا أكثر من (20) عامًا في سجون الاحتلال، وكذلك الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل توقيع اتفاقية "أوسلو" عام 1993، وفي عام 2013 تم الإفراج عن ثلاث دفعات من هؤلاء الأسرى كان عددهم 78 أسيرا، من أصل أربع دفعات، ضمن استئناف مسار المفاوضات الذي توقف بسبب رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة في مارس 2014، والتي كانت تتضمن (30) أسيرًا.
أبرز صفقات تبادل الأسرى:
بحسب هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسسات حقوقية أخرى، تم على مدار العقود الماضية العديد من عمليات تبادل الأسرى مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأبرزها.
- تاريخيا، سجلت أول عملية تبادل للأسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 23 يوليو عام 1968، عندما تمكن مقاتلون ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (إحدى فصائل المنظمة) من اختطاف طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية كانت في طريقها من روما إلى تل أبيب وعلى متنها أكثر من 100 شخص، وانتهت العملية بإبرام صفقة تبادل من خلال الصليب الأحمر الدولي تم بموجبها الإفراج عن الركاب مقابل إطلاق سراح 37 أسيرا فلسطينيا من ذوي الأحكام العالية.
- وفي الثامن والعشرين من يناير عام 1971، جرت صفقة تبادل جديدة بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" (كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية) وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، تم بموجبها إطلاق سراح الأسير الفلسطيني (محمود بكر حجازي) أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة بعد انطلاقتها في الأول من يناير عام 1965، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي (شموئيل فايز) والذي اختطفته حركة فتح في أواخر عام 1969، وجرت عملية التبادل بين الطرفين برعاية الصليب الأحمر.
وتوفى المناضل "أبو بكر حجازي" في رام الله في مارس عام 2021 عن عمر يناهز 85 عاما، وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلته بتاريخ 18 يناير عام 1965 وكان أول من وجهت إليه تهمة الانتماء لحركة "فتح"، وحكم عليه بالإعدام آنذاك، ولكن الحكم لم ينفذ، وتوجه بعد الإفراج عنه إلى لبنان وعاد إلى غزة بعد اتفاق "أوسلو" عام 1994.
- ونفذت "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" عملية تبادل للأسرى في 14 مارس 1979، شملت تحرير 76 معتقلًا من كافة فصائل الثورة الفلسطينية من السجون الإسرائيلية، من ضمنهم (12) أسيرة، مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي كانت قد أسرته في "عملية الليطاني" في أبريل 1978.
- وفي 22 فبراير 1980، شهد مطار لارنكا القبرصي صفقة تبادل بين منظمة التحرير وإسرائيل شملت إطلاق سراح جاسوسة إسرائيلية تدعى "آنيه المفتي" كانت المنظمة قد اعتقلتها لمدة 8 سنوات، مقابل تحرير اثنين من الأسرى الفلسطينيين هما القياديان في فتح وليم نصار ومهدي بسيسو.
- وسجلت حركة فتح أكبر عملية تحرير للأسرى في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة من حيث العدد والنوعية في صفقة تبادل مع إسرائيل في 23 نوفمبر عام 1983 تضمنت إطلاق سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم (4700) معتقل فلسطيني ولبناني، و(65) أسيرًا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود إسرائيليين، أسرتهم "فتح" في عملية عسكرية نوعية جريئة استهدفت موقعا لجيش الاحتلال في منطقة "بحمدون" في جبال الشوف اللبنانية، حيث كانت ترابط قوات الاحتلال بعد الغزو الكبير للبنان عام 1982.
- وفي العشرين من مايو عام 1985، تمت عملية تبادل مع الجبهة الشعبية - القيادة العامة، سُميت بـ "عملية الجليل" وأطلقت إسرائيل بموجبها سراح (1155) أسيرًا كانوا محتجزين في سجونها المختلفة، منهم (883) أسيرا كانوا محتجزين في السجون المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، (118) أسيرًا كانوا قد خطفوا من معتقل أنصار في الجنوب اللبناني أثناء تبادل العام 1983 مع حركة فتح، و(154) كانوا قد نقلوا من معتقل أنصار إلى معتقل عتليت (15 كم جنوبي مدينة حيفا الساحلية) أثناء الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، مقابل إطلاق سراح ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا بقبضة الجبهة.
- ومقابل الحصول على معلومات عن حالة الجندي جلعاد شاليط الذي كان مأسورا لدى الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أول أكتوبر عام 2009 عن عشرين أسيرة فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة، مقابل الحصول على معلومات عن حالة "شاليط " من خلال حصولها على شريط "فيديو" لمدة دقيقتين، يُظهره وهو بصحة جديدة.
وأسرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في عملية مشتركة مع فصيلين صغيرين آخرين (جيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين) شاليط في 25 يونيو عام 2006 واحتجزته على مدار أكثر من 5 أعوام حتى أفرج عنه في صفقة التبادل المعروفة إعلاميا باسم "وفاء الأحرار" والتي تمت برعاية مصرية في 18 أكتوبر عام 2011، وبموجبها أطلقت إسرائيل سراح (1027) أسيرا وأسيرة، كانوا محتجزين في سجونها ومعتقلاتها، منهم (994) أسيرًا، و(33) أسيرة، وبموجبها أيضا تم إبعاد 205 من الأسرى إلى غزة والخارج، ومنهم 163 أسيرا من الضفة والقدس أبعدوا إلى غزة، و42 إلى الخارج.
- وسجلت آخر عملية تبادل للأسرى في 22 نوفمبر 2023، بعد نحو شهرين من عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر أكثر من 200 آخرين بينهم عشرات الضباط والجنود خلال بضع ساعات، وما أعقبه من الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع أسفرت عن استشهاد أكثر من 46 ألفا وإصابة أكثر من 110 آلاف فلسطيني.
وتضمنت عملية التبادل التي تزامنت مع اتفاق هدنة إنسانية في غزة، الإفراج عن 240 فلسطينيا وفلسطينية من بينهم (169) طفلا وفتى، و(71) أسيرة، مقابل 50 (رهينة) إسرائيلية كانت محتجزة لدى فصائل المقاومة بالقطاع.