تفشي أزمة المجاعة تلوح في الأفق
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
تفشي أزمة المجاعة تلوح في الأفق
* آدم رجال
بعد مرور عام كامل على بدء الحرب العبثية في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لا يوجد منتصر في الواقع سوى مزيد من الخراب للوطن والهلاك والدمار وتمزيق النسيج الاجتماعي وارتكاب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان (القتل، والاغتصاب، والتعذيب، والتهجير القصري، وحرق القرى، وانهيار البنية التحتية) واستخدام الغذاء كسلاح للتجويع، وتفشي المجاعة وحالة سوء التغذية الحاد للأطفال والنساء الحوامل والأمهات الذين يموتون بالمضاعفات والاجهاض، مع شح المواد الغذائية الرئيسية وإنعدام الدواء ومياه الشرب، وغيرها.
حقاً البلد تمر بأكبر أزمة إنسانية بمستوى العالم، ملايين من المواطنين السودانيين معرضون لخطر الانقراض والموت بصورة جماعية وقد بدأت بالفعل رويداً رويداً في مخيمات النزوح بدارفور، ولا حل لسد هذه الفجوة الغذائية الكبيرة في الأرض والتي تسببت في فقد الأرواح.
للأسف يزداد الوضع سوءاً بسبب تعنت طرفي النزاع بعدم وقف إطلاق النار مع استمرار الاستنفار لدرجاته القصوى لمواصلة الحرب وكل طرف يحاول تطوير إمكانياته ويدعي بأنه المنتصر ولا احد يعرف عن ما يحتاجه الأسر السودانية المنهكة والذين يعانون من الجوع الشديد والعطش والأمراض، والصدمات النفسية.
كفاية دور البنادق والمسيرات والقصف الجوي العشوائي، حان الأوان للانتقال إلى مرحلة جديدة بأفق جديد يحمي مستقبل أطفالنا ويحفظ حقوقهم وكرامتهم من الإهانة وتغيير الآليات ونضع السلاح أرضا، ونرفع شعار لا للحرب.
إن الحوار السوداني السوداني هو المخرج الوحيد لبناء دولة المواطنة المتساوية على أساس الحقوق والواجبات لإنقاذ الوطن وحياة المواطن قبل الإنهيار النهائي والانتقال إلى حرب الكل ضد الكل وحينها ليس هناك مجال للكلام سواء الدم والدموع تسيل على من تبقى قيد الحياة ليكتب في سجلات التاريخ.
ختاماّ على المجتمع الدولي و المانحين الدوليين، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، دول الترويكا، برلمانات دول العالم، الاتحاد الافريقي، دول جوار السودان، عليكم بتوحيد الجهود المبذولة، وضغط أطراف النزاع لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، ومراجعة قرار مجلس الأمن الدولي الاخير تحت (2724) ووضع آلية لحماية القرار ليكون ملزمة لأطراف الصراع بوقف الحرب العبثية، وضخ المساعدات الإنسانية وفقاً لحالة الطوارئ.
15 ابريل 2024م
* الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين
الوسومآدم رجال السودان القوات المسلحة المجتمع الدولي دارفور قوات الدعم السريع مجلس الأمن الدولي منسقية النازحين واللاجئينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آدم رجال السودان القوات المسلحة المجتمع الدولي دارفور قوات الدعم السريع مجلس الأمن الدولي منسقية النازحين واللاجئين
إقرأ أيضاً:
«الأغذية العالمي»: السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم والمجاعة تهدد ملايين الأرواح
منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، والذي أمضى العامين الماضيين في جنوب السودان، قال إن الشهادات التي نقلها الناجون من النساء والأطفال العالقين في النزاع، والذين خاضوا رحلات محفوفة بالمخاطر، كانت مفزعة للغاية.
التغيير: وكالات
وصف شون هيوز، منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان، الأوضاع في البلاد بأنها “أكبر أزمة إنسانية في العالم بكل المقاييس”، مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثاني، وسط تداعيات إنسانية مروعة.
وفي إفادة صحفية من نيروبي عبر الفيديو لمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حذّر هيوز من العواقب الكارثية للصراع المستمر في السودان، والذي أدى إلى نزوح أكثر من 8 ملايين شخص داخليًا، ولجوء نحو 4 ملايين آخرين إلى دول تعاني أصلًا من أزمات غذائية وإنسانية حادة. وأكد أن النساء والأطفال يشكلون 80% من إجمالي النازحين.
وأضاف هيوز، الذي أمضى العامين الماضيين في جنوب السودان، أن الشهادات التي نقلها الناجون من النساء والأطفال العالقين في النزاع، والذين خاضوا رحلات محفوفة بالمخاطر، كانت مفزعة للغاية.
وأكد المسؤول الأممي أن السودان هو البلد الوحيد في العالم حالياً الذي تم فيه تأكيد وقوع مجاعة، وهي المجاعة الثالثة التي يتم تصنيفها على مستوى العالم في هذا القرن. وأشار إلى أن الإعلان الأول عنها تم في مخيم زمزم بولاية دارفور العام الماضي، لكنها امتدت منذ ذلك الحين إلى عشر مناطق أخرى في الإقليم.
وأشار إلى أن نحو 25 مليون شخص في السودان — أي نصف عدد السكان — يواجهون مستويات حادة من الجوع، بينما يعاني نحو خمسة ملايين طفل وأم من سوء التغذية الحاد.
وأكد هيوز أن الأزمة “من صنع الإنسان”، وليست نتيجة كوارث طبيعية، بل سببها المباشر الحرب المستمرة وعرقلة أطراف النزاع لوصول المساعدات الإنسانية.
وحذّر من أن عشرات الآلاف من السودانيين مهددون بالموت خلال العام الثالث من الحرب إذا لم تحصل وكالات الإغاثة، وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي، على التمويل اللازم وتتمكن من الوصول إلى المناطق المتضررة.
واستعرض هيوز جهود البرنامج في التفاوض على الوصول إلى ثمانية مواقع في وسط وغرب دارفور منذ يونيو الماضي، حيث تمكّن من تقديم مساعدات منتظمة لنحو مليون شخص، مشيرًا إلى أن الهدف هو توسيع نطاق هذه المساعدات لتشمل سبعة ملايين شخص بحلول منتصف العام الجاري، خصوصًا في المناطق المصنفة كمناطق مجاعة أو المهددة بها.
وحذر من أن موسم الأمطار المتوقع في يونيو سيجعل العديد من الطرق غير صالحة للاستخدام، مما يزيد من صعوبة إيصال المساعدات، قائلاً: “نحن في سباق مع الزمن”.
واختتم هيوز بتأكيد الحاجة الماسة إلى عنصرين أساسيين: الوصول السريع إلى المحتاجين، والتمويل الكافي، محذرًا من أن نقص الموارد سيؤدي إلى تقليص عدد المستفيدين أو كمية المساعدات المقدمة لهم.
وختم قائلاً: “شعب السودان بحاجة إلى السلام، ووقف فوري لإطلاق النار، حتى يتمكن من إعادة بناء حياته”.
الوسومآثار الحرب في السودان الأزمة الإنسانية في السودان الأمم المتحدة برنامج الأغذية العالمي